من ذكريات كوبر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2022, 11:23 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ذكريات كوبر

    10:23 PM March, 07 2022

    سودانيز اون لاين
    صديق عبد الجبار-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    خالد سلك، الحرية لكم.
    اصدقاء الزنزانة الشرقية.
    بقلم: عبدالغني كرم الله

    الزمان إبريل 2018م، المكان هنا كوبر، زنزانة مستطيلة، غبشاء، هي مسرح حياتنا، كلها، نوم، ومشى، وأكل، ورياضة، لا نفارقها، مزينة جدرانها برسومات فحم كثيرة، أغلبها لواري، وهايس وحافلات، رسمها مساجين، كانت تلك احلامهم، سجين واحد رسم وجه فتاة، أظنها حلمه الأسمر، لها خصلات مضفورة بعناية، أحسه خرج من السجن ساعات بخياله الشغوف، ورجع قلبه، حيث جسده السجين بعد ختام الرسم، كم يحررنا الفن، من قيود لا مرئية كثر، مجرد ضفيرة أخرجته من السجن، لحظيات، ما أعجب الفن؟ ام ما أعجب المرأة، كحال البياتي أصبحت تلكم الحبيبة المجهولة "أيها الحرف المعذب، أينما تذهب أذهب"، صويحبته "أم ضفائر"، شاركته الهم والوحدة، ما أغرب أمرها.

    لا محال سورة الصبر، تملأ أي زنزانة قدر لنا العيش فيها، أنها عن يونس، سجين الظلمات الثلاثة "لا إله إلا انت، سبحانك اني كنت من الظالمين"، كتبت بحال كيونس، عليه السلام، لا أقل، ولا أكثر، مسهم، ما مسه، من جور وحبس وذل، أن يسبق النوم النعاس، تلك فطرة بشرية، فهنا تنام بأمر السجان، وتساهر رغم انف النعاس، ودغدغته اللطيفة، وسوقك لجمال الاحلام وسعة العقل الباطني، هنا عرفته، خالد سلك، كان اسمه ينافس الرسومات والذكريات في صفحة جدران اكثر من زنزانة،.

    مكتوب بالفحم، أسمه ظل يقابلني كثيرا، على الجدران، بتواريخ مختلفة، حتى ظننت في الامر سر، كان ذلك في سجن شالا، جنوب غرب مدينة الفاشر، في غرفة منفردة، يسار مباني إدارة السجن، قيل لنا سبقكم "سلك" في سكنها عدة أشهر، كان وحيدا، لا يؤنسه سوى شجرة وحيدة، مثله، اظنها كانت انيسته، لا ملل في قلبها، سعيدة، لم تفارق موطن تفتق برعمها، هل ألهمته اليقين؟ مائة فرع وغصن، وألف صفقة تأكل من تحتي، ولم افارق وطني ملم واحد، ما أعجب وعظ الشجرة الصامتة، له،.

    ثم ذات الاسم وجدته في سجن كوبر، زنزانة القاعدة والشرقية، بتواريخ مختلفة، متعهد سجون، مهر (عزة، وسلمى ولبنى)، "حرية، سلام، وعدالة.ثم جرى القدر بخطته الغامضة، الشيقة، ففي السجن، تعرفت عليه، هادي، ووديع، متواضع، مشغول بهم الوطن، وغلطات يساره ويمينه، دوما يفكر في حال الوطن، ودوما تسعد بطرحه، وتسعد بالبتزاء التي جلبها اهله في يوم الزيارة، فأطعم الروح والجسم، وللبتزا سر، فقد حرمنا من الاهل "خطف لمدة اربعين يوم في شالا"، وحين اتصل بي اهلي بالهاتف، كان اول سؤال لمحمود الصغير "بابا بتأكلوا بتزا؟ بابا نيمار اتكسر، بابا باريس سان جيرمان طار"، أحلى أخبار وأحزان اخبار بعد عزلة عن كل العالم، شهر وعشرة أيام، كنا كأهل الكهف "لم أعرف نفسي حين رأيت رجل يحدق فيني في مكاتب الامن بالفاشر، ولم تكن سوى صورتي منعكسة من زجاج الباب" وكأن "البتزا، التي غابت في شالا"، التي قالها الصغير، تنتظر سلك، وكوبر"، بتزا أيها الصغير؟ هنا الرغيف لا وصف له، ليس برغيف ولا قراصة، ولا كسرة، وله منهم الثلاثة نصيب، كدت أقول له القوت هنا ذكر الله، حين زار مريد البسطامي، ولم يطعمه ثلاثة ليال، وحين جاع المريد قال له أين القوت ياشيخ؟ فرد البسطامي القوت ذكر الله، ذكر الوطن "محبة السودان من محبة الله"، كما همس الأستاذ محمود لتلاميذه.

    كان يسكن في الركن الجنوبي الغربي من الزنزانة، عراقي بسيط وسروال، كث اللحية، (عاين سلك والله التقول قاعد في عزومة عرس او ونسة وليس سجن)، قالها فتحي صديق، فنظرت حيث أشار، فوجدته متقرفص بعراقي وسروال، يلعب بلحيته، (سعيدا كتلك الشجرة؟) لصق الشباك "يمكنك ان تقول عنه [أي الشباك"، التربيزة، الدولاب، وحبل الغسيل]، ركن الحوار، قربه أمجد فريد وحريكة ومحمد فاروق واستراتيجي، غارق في شانه، يفكر في امر ما، لا محال هو لم فشلت ثورة ابريل، او أزمة اليسار، وحلم التحالف الحتمي، ضد اهل الهوى والهوس.

    كنت احب صدقه، ورمي قراءته في حلقات الزنزانة اليومية، بلا مجاملة او حقد، حيث يصل التنوير في ذهنه يأتي التعبير، حرا، مؤثرا، عند اهل اليسار العجوز، او اهل الحلم بثورة تطال قصة الحياة كلها.

    قد يخدعك سمته الهين، فتظنه مجرد شاعر مثالي، او تخدعك صرامه عناده، حين يجهر برأي مخالف، فتظنه جامد اللب، وهو لاهذا ولا ذاك، بل جماع محاسنهما، اي شخص يؤلف ويحلو معه الحديث والمسامرة، فيه تواضع من يريد المعرفة مثل تلميذ وفِي البحث، يتحرى العلم من كائن من كان، الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها، فهو احق الناس بها، لذا تختار البرلمانات أشرف الناس، لخط سير حياتها الفكرية والاجتماعية والسياسية، لاشئ مثل "ثروة العقول الكثر، حين تفكر"، بحياد، وطلب حق، بلا رهبة كامنة، أو رغبة مستترة، صدق ارسطو، حين قال "القانون، هو العقل الخالي من الرغبة".

    تشدني اختلافاته مع أمجد فريد او محمد فاروق، وحريكة وشيخ مطر وفتحي الصديق، وإسماعيل ادم وحذيفة، برلمان مصغر في الركن الجنوبي الغربي للزنزانة، في مواجهة النظام او المرحلة الانتقالية ومدتها خمسة ولَم؟،

    صارت الزنزانة رواق فكر، تفرغ تام للفكر، لا اهل ولا جرايد ولا واتس، وزحام اخبار، حتى أضحت الحياة ردة فعل، وليست فعل، صدى واقع محتشد الاحداث، كانت الزنزانة، رغم رتابتها، ومللها الحسي، وسوء منظرها، وزحام أهلها "ننام بالجنب من الضيق"، خلوة في تامل حال البلد، من ٢٦ عقل وقلب واحد، في كل صدورهم، همهم الوطن "تفكير في أدق تفاصيل البلاد" إنها نعمة الفراغ، الذي شلته الحضارة بتقنية صغيرة، وشاشة صارت هي الحياة تتحرك بلمسة اصبع واحد، السبابة، "لا محال خير وشر"، ولكن تركت بقية الأصابع كسالى، ومعهم الاعصاب التي ارتخت في الجسم والعقلا، عشنا فراغ عظيم، ألم يقل العقاد "وقت العمل يمتلكك ووقت الفراغ تمتلكه؟ انها ثروة وكنز عظيم.

    لو رايته عند الفجر متقرفص في قلب الزنزانة، تحته ٢٦ كباية بلاستيك لشاي الصباح لحسبت الامر فراش عزاء، او مخيم رحلة، او عرس، يمسك بالتريمس ويكب الشاي بمهل وتاني، يعتريك احساس العيش في اللحظة الحاضرة ، قلب الوقت، وان نور الفكر يطال كل حياتك بل واحلامك، لا اثر لتسرب شاي خارج فم الكبابي، "من لا يعجبك لحظه لا يعجبك لفظه"، وحريكة (اليوم يوم تيمهم)، يوزع الكبابي بألوانها، لرفاق السجن، يبتدئ بالكبار، كسنة الحب.تعرفت عليه، وعليهم، هناك، كنّا ٢٦ سجين في زنزانة واحدة، البساط احمدي، حميمية تفوق رحم الام، لو تعريت لن يلحظوا ذلك، أليس الوطن ام؟ والزنزانة رحمها؟ وهذا رحم الطلق والمخاض، ايام حبلى، يتذكر احدنا طفله، وذاك حبيبته، واخر يود مشاهده ريال مدريد وباريس سان جيرمان، نبكي كالشعراء، نشتاق حتى (للكوش)، مثل حنين السياب في حبسه لبلاد الرافدين ( حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق)، نلبس كيفما اتفق، تنام ومخدتك ظهر جالس، يتسامر، زحام عظيم ومبارك، كنّا نفكر في كل شي، فراغ وتفرغ جاد، معهد للعلوم السياسية والأدبية اصبحت الزنزانة، حقا لا مجاز،.

    بكينا، حد السكر، كورال من صلع، وشعر غزير، ولحى قسرية، لم نمسك المشط والمرآة والموس منذ شهور (كنت اترك شاي في قعر كباية البلاستيك كي ارى وجهي، وفررت منه رعبا،) حين غنى وردي الصغير، صه ياكنار وضع يمينك في يدي، حسبناه صدى صوتنا، كان مشاركة الزنزانات المجاورة لنا، والنيل، والسماء السمراء، كل الزنازين وضعت يمينها في يدك، كان ذلك عصر ٦ ابريل ٢٠١٨م، والحكي طويل، ويطول في الزنزانة الشرقية، ..

    عبدالغني كرم الله
    بعض من ذكريات..
    .
    ..






                  

03-06-2022, 11:35 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من ذكريات كوبر (Re: صديق عبد الجبار)

    قصيدة: الزاوية

    #رسالة_توصل_إلى...!!!!

    #مخرج_أول

    خرجت من الزاوية
    اعتمر قضايا
    قافية منسية ...
    خرجت
    بقافية مرتبكة ...
    ليس بسبب الأفكار المخفية
    بل بسبب ملفات مكتظة
    تتعارك فيها ...
    أنفاس الشعر
    بجدليات وتراتيبية
    الوطن المعتقل معي
    لا تعنيه شعارت
    للظلم هتافية ....
    ولا تعنيه ...
    خلق بطولات جوفاء
    بل تعنيه ....
    مخارج حق للحرية
    وها نحن أتينا
    من قبو القوش
    واسطبلات الاوسط والنخلة
    والقاعدة الصمدية
    خرجنا ..
    ليس بصدقة
    أو هبة وهمية
    خرجنا ..
    بفضل صمود الكل
    أخت فنجرية
    وأم تأكل نار الزندية
    وأب يرهب كذب الجندية
    وحبيبة قلب لا يخدعها
    قارئ فنجان للسلطة القمعية


    #مخرج_ثاني

    ما بين الواجب .. والمتعة

    وما بين الحصة ..
    والفسحة

    تنتابني أشياء ...
    مثل الأكلان
    أو شيئ من حكة

    فلقد قال لي البعض
    لماذا لا تقنع بالهدنة

    ولماذا تصبح سيزيف
    لبلاد لا تهوى المرتفعات
    وتقنع بسفوح سهلة !

    فقلت،،،،

    فماذا اقول لوطني الخالق مني صاحب سطوة .... !؟

    وماذا اقول لبلد
    ترجو مني النخوة

    وماذا أقول لولد
    أخفقنا في أن نصنع له
    من ماضينا أمل
    أو بكرة !!!

    وماذا أقول لبنت ..
    ترجو مني
    ثوب المقنع والسترة!!

    وماذا أقول لأحفادي
    وهم ما زالوا في الغيب ...
    وغياهب أرحام منتشرة !!!

    وماذا اقول لحبيبة قلبي !
    إن جئت لها منكسر
    مخزول ...
    وراية وطني في قلبي منكسرة !!؟

    خرجت وأنا متدثر ثوب الثورة ...

    خرجت وأنا ما زلت أقاوم صلف السخرة

    خرجت وكل جراحاتي

    تشفى ..
    تشفى ..
    تشفى ...

    برغم الحبس ...
    وبرغم سيوف الجبن
    باسم السلطة ..

    #مخرج_ثالث

    في الزاوية ..
    القصوى من شرق السجن البحري .. !

    كنا الحراس ..
    وكنا الرهبة والرعب
    لسجان الأمن المخزي

    كنا نتسامر بالثورة
    ونهتف باسم الوطن
    واسم الشعب
    واسم الصحبة
    واسم القادم من صبح ابدي ...

    ما كانت ترهبنا
    أصوات البوت
    ولا أصداء القفل
    وكنا نسخر
    من صيحات
    فوق السور القبلي

    كنا نعكس كل
    نواميس الكون
    وسنن الحبس القهري

    ماريل كانت معنا
    تحتفل بعيد ولادتها
    فقضينا ذاك اليوم
    نغني ..
    نرقص..
    وتارة نهتف
    يشجينا صوت
    نشيدِ وردي !

    كان لنا
    الداخل مخرج
    وكان لنا
    الخارج مدخل
    وما كانت تضعفنا
    ظلمة ليل وحشي

    خرجنا ... !
    وتركنا الليل
    مع جلاد مخزي ...
    يترنح تحت سياط
    الصبح الأبدي ...



    والى اللقاء في مخرج آخر .... !

    *الزاوية: هو اسم لواحد من عنابر معنقلات الأمن في اقصى الجهة الشرقية من سجن كوبر بالخرطوم بحري، وهنالك ثلاثة عنابر مشابهة تسمى: القاعدة، الأوسط، ثم النخلة.

    #صديق_أبوفواز
    الصافية/ الخرطوم بحري
    أبريل ٢٠١٨م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de