كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الحرية لخالد عمر يوسف وجميع المعتقلين (Re: Gafar Bashir)
|
كتب الصديق و الزميل ياسر يوسف معلقا علي صورة بنات خالد عمر يوسف :
حين رأيت هذه الصورة، تذكرت قبل سنوات طوال، يوم كانت الناس تفر من العمل العام فرار السليم من المجذوم، و كان خالد ساعتها أسيرًا في سجن كوبر، و قد حل عيد الأضحى فيما أذكر، و قد هاتفت زوجته المهندسة أميمة و وجدتها في طريقها إلى السجن يرافقها صديقنا الحبيب المهندس نعيم علي، لا زلت ترن في أذني نبرة الغم الصابر في صوتها: "قالوا يمكن يخلوني أنا و البنات نشوفو". تكررت الاعتقالات و معها رحلات الزيارات المردودة، و جهجهة الغياب المتكرر.
ها قد مرت السنوات و كبرت البنات و عاد والدهن حبيسًا في أغلال الطغيان، و بقيت أميمة تحمل هم كل شيء و غم كل شيء.
أسرى الحرية في السودان يدفعون ثمن خياراتهم بكل شجاعة و بسالة إلا أن أسرهم تدفع أثمانًا مضاعفة في الظل و في صمت صابر، و ما رأيته إلا جانبًا مما تدفع ثمنه اسرة خالد و والديه و أشقائه في بلادنا المنكوبة.
كم محزنة هي هذه الصورة، و رغم غضبي على خيارات كثيرة كارثية اتخذتها الحكومة و التحالف السياسي الذين كان خالد أحد رموزهما، بل و على دوره هو شخصيًا في كثير من ذلك إلا أن خالد يبقى من خير من أنجبت هذه البلاد، وطنيةً و عزمًا و صدقًا و استعدادًا حارًا للفداء. فك الله أسره، و خفف على أسرته، و رحم شهدائنا و قصم ظهر المستبدين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|