|
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� (Re: كمال عباس)
|
Quote: ثم الأهم أنني تحدثت أيضاَ عن الطيب صالح، وما قيل عن مصالحته للنظام، وهو افتراء، على الرغم من أن الذين رتبوا لزيارته في ابريل عام 2005 من لندن الى الخرطوم كان هذا هو هدفهم.
وفي المحطة الثانية لا أجد كذلك سوى كلمات الطيب صالح التي قالها بعد تلك الزيارة ونشرتها والرجل بيننا.
كان الطيب يريد فعلاً زيارة السودان، لأسباب شخصية لعله الحنين، ولأنه رجل حيي استجاب لاولئك الذين الحوا عليه في لندن، واشترط من ضمن ما اشترط ألا يمنح وساماً، وكانت تلك واحدة من أفكارهم، وألا يكون هناك "حفل تكريم رسمي"، ثم أقترح الطيب صالح ان يصطحب معه بعض أصدقائه، وكان كعادته كريماً وأقترح علي أن أرافقه. وكان جوابي ، الذي يعرفه بعض القريبين، تلخصه كلمة واحدة : الاعتذار، لأسباب شرحتها له باستفاضة. وبعد عودته التقينا في "أصيلة" صيف ذلك العام. وحدثني طويلاً عن تفاصيل تلك الزيارة، وما جرى فيها ، وكان ذلك بحضور الصديق محمود عثمان صالح، وكان رأيي أن خلطاً قد حدث، وانه لا بد أن يتحدث بوضوح حول الزيارة، وأجريت معه حواراً نشرت معظم تفاصيلهفي مارس 2008 ، داخل وخارج السودان ، والأهم أن الرجل كان بيننا.
قال الطيب صالح في ذلك الحوار "التقيت شباناً وشابات رائعين يحتاجون إلى من يتولى تعبئة طاقاتهم. شباب واثقون من أنفسهم، يناقشون بجرأة شديدة، لكن لاحظت أنهم يعانون فوضى عقلية وفكرية. وجدتهم تائهين يبحثون عن دليل، وأظن أن ذلك بسبب البلبلة الفكرية التي حدثت في السودان، وفي اعتقادي أن أكبر ذنوب حكام السودان أنهم لم يعرفوا كيف يعبئون طاقات الشباب. هؤلاء الشباب ظلوا يبحثون عن رمز أو مثل أعلى لكن آمالهم خابت في كثيرين لذلك حدث لهم خلط مؤسف. وأكثر ما أثار دهشتي أنهم وجهوا نحوي طاقة من الحب لا يمكن أن توصف ربما لأنني لم اتورّط في الخلافات السياسية، والشباب دائماً يبحثون عن الثبات في المبادئ". ويمضي قائلاً "على الرغم من الأزمات الخطيرة التي مرّت بها بلادنا، وكان يمكن أن تدمره وتقعده إلى الأبد، لكن وجدت أشياء متماسكة ووجدت إبداعاً، شباب يكتبون كتابات ممتازة ويبدعون في جميع المجالات، في الشعر والنثر والموسيقى والغناء والتلحين والرسم. ثمة طاقة عجيبة في هذا البلد لا تزال موجودة، ربما إذا أراد الله فينا خيراً أن نهدأ ونتوجّه إلى هذه الطاقات التي نتوفر عليها ونعمل شيئاً. وفي اعتقادي أيضاً أن طاقات الشباب إذا لم يجدوا لها مجالات تستوعبها يمكن أن تتحوّل إلى ظاهرة سلبية وتدمّر البلد".وقال كذلك "هذا بلد، وكما كنت أقول منذ زمن طويل، ليس عادياً. حساسية الناس وذكاؤهم واستعدادهم للتضحية واضحة. أعتقد أن كل هذا تداخل تداخلاً شديداً، وبدأت هذه البلبلة منذ عهد جعفر نميري لأنه حكم فترة طويلة تحوّل فيها من اليسار إلى اليمين إلى التدين، ثم جاء هؤلاء الجماعة وخلطوا الأمور خلطاً شديداً. السودان بلد استثنائي، وبعض الناس لم يفهموا أن هذا البلد ليس عادياً، لذلك جنح بهم تفكيرهم إلى حد أنهم أرادوا إقامة (خلافة اسلامية) وهو أمر لم يقو عليه حتى الأمويون والعباسيون، لذلك لا أفهم لماذا تورطنا في هذا الموضوع". ويمضي في السياق نفسه قائلاً " ثقافة السودان وحضارته موجودة قبل خمسة آلاف سنة كيف تأتي وتقول أريد صياغة هؤلاء الناس من جديد".
وقال عن توقيت الزيارة "هذه بلدي ولدي الحق كل الحق أن أدخل وأخرج منه كما أشاء. حرمت نفسي من البلد لأسباب معروفة، وأنا لا أريد أن أزعم لنفسي دوراً بطولياً لكن كان هناك نوع من الإصرار على المبدأ. أنا لست سياسياً، أنا كما يقولون أديب ومفكر، إذا لم يعجبني شيئاً أقول إنه لا يعجبني.. والحقيقة أنني إشتقت إلى وطني وشعرت برغبة جامحة لزيارته، ولم أندم على تلك الزيارة على الرغم من أنها كانت قصيرة وبرنامجها مزدحماً". ثم يقول الطيب صالح بوضوح "قابلت معظم المسؤولين بما في ذلك الرئيس ونائب الرئيس وعدد كبير من الوزراء، وجدتهم طيبون ومهذبون، لذلك تساءلت: طيب من الذي فعل كل هذه المصائب التي حدثت".
هل قال الطيب صالح ذلك ؟ نعم قاله.
ثم المحطة الثالثة.
والرجل في أيامه الأخيرة يعاني تدهوراً في صحته، أجري معه حوار ليبث في التلفزيون السوداني. وقال فيه كلاماً في بعض فقراته لا يتسق ومواقفه الواضحة والصريحة والمكتوبة، وعظمة الكلمة المكتوبة انها مكتوبة.
كنت وقتها في واشنطن، واتصالاتنا الهاتفية تقتصر على الاستفسار عن الصحة. لكن للحقيقة والتاريخ، اتذكر انه أبلغني بحواره التلفزيوني، وأعتقد أنه الأخير، وقلت له ما كان عليه أن يتحدث في تلك الظروف، خاصة ان الحوار أستغل استغلالاً سيئاً. وكان جوابه الذي أنقله والرجل في رحاب الله " حاول ان تصحح ما يمكن تصحيحه ...هؤلاء الناس الله يهديهم".
***
رحم الله الطيب صالح . "كان في حياته أكبر من الحياة وسيبقى في موته أكبر من الموت".
الطيب صالح هو الرجل الذي كتب " هل السماء ما تزال صافية فوق ارض السودان أم أنهم حجبوها بالأكاذيب".
الطيب صالح الذي حول "مرارة البعد عن الوطن الى فن".
الطيب صالح الذي جعلنا في جميع اصقاع الدنيا نقول " نحن من بلد الطيب صالح". |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطيب صالح! | هشام هباني | 02-16-22, 11:16 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-16-22, 11:20 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-16-22, 11:22 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-16-22, 11:37 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | abdalla elshaikh | 02-17-22, 02:13 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-17-22, 03:47 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Yasir Elsharif | 02-17-22, 07:17 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-17-22, 07:42 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Ali Alkanzi | 02-17-22, 08:16 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Yasir Elsharif | 02-17-22, 09:13 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | أبوبكر عباس | 02-18-22, 00:20 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 02:31 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Ali Alkanzi | 02-18-22, 09:41 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | بدر الدين الأمير | 02-18-22, 10:34 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Ali Alkanzi | 02-18-22, 12:38 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | أبوبكر عباس | 02-18-22, 12:54 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 01:13 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 01:17 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 01:19 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 01:22 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 01:33 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | أبوبكر عباس | 02-18-22, 01:49 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-18-22, 02:04 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 02-22-22, 11:45 AM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Amira Hussien | 02-18-22, 07:15 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | Ali Alkanzi | 02-18-22, 07:24 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | كمال عباس | 02-18-22, 07:29 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | كمال عباس | 02-18-22, 07:32 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | كمال عباس | 02-18-22, 07:59 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | محمد أبوالعزائم أبوالريش | 02-18-22, 10:33 PM |
Re: كم دفعوا لك يا (خالد الاعيسر) لاغتيال الطي� | هشام هباني | 03-05-22, 04:41 PM |
|
|
|