في ادب الاستقالة- مقالي في مداميك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2022, 05:28 AM

أيمن بشرى

تاريخ التسجيل: 09-22-2009
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ادب الاستقالة- مقالي في مداميك

    04:28 AM January, 26 2022

    سودانيز اون لاين
    أيمن بشرى-Norway
    مكتبتى
    رابط مختصر





    https://www.medameek.com/؟p=79083https://www.medameek.com/؟p=79083


    في أدب الاستقالة

    أيمن بشرى

    أحد أهم التقديرات السياسية الخاطئة في التأريخ الحديث هو ذلك القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء البريطاني نيڤيل تشمبرلين (Neville Chamberlain) في عام ١٩٣٨. تمخض عن سوء التقدير ذلك اتفاقية ميونخ في نفس العام ، كان هتلر قد قرر ضم منطقة السوديتن لاند (Sudatenland) التابعة لجمهورية شيكوسلوڤاكيا وكان يقطنها ٣ ملايين مواطن من اصول المانية و هم الأغلبية السكانية، كانوا يعاملون كمواطنين درجة ثانية فأراد تشامبرلين تجنب الحرب في أوربا، فوقع مع هتلر تلك الاتفاقية التي نصت على تبعية السوديتن لاند الى المانيا. قابل تشامبرلين هتلر منفرداً حتى دون وجود مستشارين من حكومته ودون استشارة الشيك، وعندما اجتمعت ألمانيا، بريطانيا، فرنسا وإيطاليا لتوقيع الاتفاق في ميونخ لم تتم دعوة جمهورية تشيكوسلوفاكيا صاحبة الشأن ، وعندما اعترض الشيك قال لهم تشمبرلين :(إذا لم توافقوا فعليكم مواجهة هتلر وحدكم).كان رد تشرشل عليه (ونستون تشيرشل هورئيس الوزراء الذي اعقب تشمبرلين عندما استقال الاخير): لقد خُيرتَ بين الحرب والعار، فاخترتَ العار وستأتيك الحرب. (You were given the choice between war and dishonour. You chose dishonour, and you will have war) وهذا ما حدث فعلا قبل ان يمر العام عندما غزت ألمانيا النازية بولندا فبدأت الحرب العالمية الثانية.

    إن الذي يشتري صداقة أعدائه بالتنازلات لن يكون غنياًً بما يكفي (بسمارك).

    لم يكن تشيرشل يضرب الرمل عندما تنبأ بالحرب، فكل الخطوات التي اتخذها هتلر منذ تسلمه السلطة في ألمانيا كانت تشير الى ذلك، وكثيرون كانوا متيقنين من عدم سلامة هتلر العقلية.

    بعد اندلاع الحرب استقال تشمبرلين فاستلم تشرشل رئاسة الوزراء وأعلن أن الهزيمة والاستسلام ليستا خيارا وأن بريطانيا ستقاتل حتى آخر رجل فيها، ونجح فعلا في الانتصار على هتلر ولكن بدماء ودموع وتضحيات جسام.
    بالنظر لأحداث الحرب العالمية الثانية المختصرة أعلاه يمكن الانتباه لكثير من التشابهات مع الأحداث التي أعقبت اندلاع الانتفاضة الشعبية/الثورة ضد نظام البشير، فعندما توصلت لجنة البشير الأمنية إلى أن الشعب لن يتراجع عن شعاره (تسقط بس)، كانت التضحية به من أجل الاحتفاظ بسيطرة التنظيم الاسلامي على مقاليد السلطة. وعندما بان لهم ان تلك الخطة لم تنطلي على الشعب، اضطر عمر زين العابدين الذي أعلن نفسه رئيسا بديلا للبشير للانسحاب، فتقدم البرهان لتسيّد المشهد..
    كان اللقاء الأول بين البرهان ولجنة العشرة الممثلة لطيف واسع من قوى الحرية والتغيير هو الخلل الأول في مسار التحول الديمقراطي. فعندما خرج الناطق باسم ذلك الاجتماع لملايين الثوار، وأعلن عن موافقة البرهان على تحقيق مطالبهم العشرة كان واضحا تماما للكثيرين حينها أن البرهان كان قد وضع نفسه فعليا في موقع القائد الذي إن شاء وهب، واتضح حجم الكارثة عندما أصر البرهان على تمثيل الدعم السريع في المجلس الانتقالي واحتار البعض من المنطق الذي ادى الى رفض زين العابدين قبل ذلك اللقاء المشؤوم والقبول بالبرهان وشرطه الغريب وهو إدخال حميدتي. هذا ما تجنبت كافة القوى السياسية الخوض فيه بالتفصيل وأجمله البعض بمقولة (حفاظاً على موازين القوى)..
    حسب وجهة نظري المتواضعة، فإن الموافقة على إدخال حميدتي في العملية السياسية يرتقي إلى جريمة خيانة عظمى ، فوجود الدعم السريع في السياسة يشابه وجود حزب الله اللبناني في السياسية اللبنانية. ولا يخفى على سياسي التعقيدات التي يشكلها هذا الوجود في لبنان.
    والعامل الآخر المهم في حتمية المآل الذي صرنا إليه الآن هو التراضي على شخصية البرهان نفسه، ففي اليوم الذي ظهر فيه في ساحة الاعتصام باحثاً عن قادة قحت، ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي قصص عن البرهان في دارفور، قصص عن جرائم حرب، هتك اعراض وفساد مالي. كانت تلك القصص جديرة بالتحري من قادة قحت، لإن التحقق من أحدهما فقط كفيل بلفظ الرجل. فمن العبث توقيع اتفاق مع من لا شرف له. هذا أمر قد يسهل التوصل إليه من قبل أي شخص ولكن الأمر الأكثر خطورة هو أن البرهان شخص سايكوباث- psychopath وسوسيوباث (sociopath) وهذا موضوع مقال آخر.
    ثم اتى فض الاعتصام، وهو جريمة لا فكاك للجنة الامنية والدعم السريع من تحمل وزرها. ولم يتخيل الكثيرون أن ذلك كان ممكناً عندما طلعت الملايين في الشوارع قائلةً (فلتقتلونا كلنا). لذلك كان محبطاً أن تأتي بنود الوثيقة الدستورية بتلك الصورة المعيبة
    والتي كانت أكثر بنودها عبثية هو إعطاء أمر إصلاح وهيكلة القوات الامنية للجنة الامنية نفسها..

    صاحبت الفترة الانتقالية كثير من الأخطاء ولكن ليس ثمة خطأ منها يبرر الإنقلاب على الفترة الانتقالية. كان ذلك الانقلاب هو خطة اللجنة الامنية يوم أن رفع حميدتي الوثيقة الدستورية الموقعة رأساً على عقب يوم التوقيع ولا أرى ان ذلك كان صدفة او جهل منه، فهو قد لا يحسن القراءة ولكنه حتما ليس بأعمى. ولكن الأخطاء التي ارتكبت قد توضح اشياء كثيرة، منها عدم مبدئية كثير من الفاعلين السياسيين وعدم خبرتهم وإيمانهم بأحقية الشارع في معرفة تفاصيل ما يدور خلف الجدران. إنعدام الشفافية هذا جعل أغلب الأحداث تحوم حولها تكهنات وشائعات كثيرة، كانت نتيجتها مزيد من عدم الثقة.
    هذه الممارسات وأثارها ربما كانت السبب الرئيس في الانفصام الذي نراه بين الشارع الثائر والأحزاب السياسية.. هذا الانفصام الذي يقلل الحزبيون من تأثيره ويكبّر الفلول من ذلك التأثير وهم لا يعلمون ان الشارع الثائر يرى أن أكبر تقصير كان عدم اجتثاثهم الكلي بعد مرور عامين من سقوطهم..
    قرر البرهان وعصابته تصحيح مسار ثورة ديسمبر، فرد عليه الثوار (ثورة ديسمبر خليناها ليك، دي ثورة جديدة لنج).
    ثورة اتضحت فيها الرؤية، وخرج من تلاطم أمواجها زبد كثير،ومع كل قطرة دم تراق يزداد حماس الشباب وإيمانهم بنجاح مسعاهم. ولكن يظل عدم التوصل لتوافق سياسي عقبة كؤود تعيق وصول الأمور إلى نهايتها المنطقية.
    وكما للثورة الجديدة أهداف تفصيلية جديدة تتمثل في إبعاد الجيش عن السلطة نهائيا، فليس من المنطقي أن تقود هذه الثورة قيادات حزبية تؤمن بأهمية إشراك العسكر في العملية السياسية. المعضلة تتمثل في صعوبة الوصول إلى النهايات المطلوبة بدون وجود احزاب فاعلة. ولا أرى سوى حلين، أولهما أن تتحول لجان المقاومة الى حزب سياسي يقود المرحلة، من تفاوض على شروط استسلام العسكر وتسليم السلطة كاملة لمدنيين، لتكوين الحكومة وكافة أركان الدولة، والثاني هو أن تتنازل القيادات الحزبية التي قادت المرحلة السابقة لتفسح المجال لقيادات من نفس هذه الأحزاب. قيادات كانت لها آراء مغايرة لتوجهات القيادات التي مضت كلمتها بعد فض الاعتصام. قيادات كان لها بعد نظر سمح لها بالتنبؤ بهذه الأحداث التي نعيشها الآن . قيادات تستطيع أن تتفاعل مع لجان المقاومة وهي صادقة في مشاعرها، أفكارها وأهدافها.
    وبينما أرى أن الخيار الاول خيار ممتاز لأنه سيضيف حيوية للساحة السياسية السودانية، إلا أنه سيتطلب وقتاً أخشى أننا لا نملكه الان . الخيار الثاني خيار أكثر سهولة ولكنه سيصطدم بعقلية سودانية راسخة في التصدي للقصور الذاتي. فالإستقالة عادة خيار بعيد عن الأخيلة عندما ترتكب الغلطات. ولكن الغلطات السياسية أو سوء التقديرات لا تعني بالضرورة بلادة، جهل أو عدم تأهيل. فتشمبرلين المذكور أعلاه كان سياسيا ناجحا بكل المقاييس في حياته السياسية الطويلة، ولكنه اتخذ قراراً واحداً كان كفيلا بالقضاء على حياته السياسية، بالرغم من نبل هدفه في تجنب حرب أوروبية كبيرة.. الاستقالة تتطلب شجاعة كبيرة. فهي تؤدي إلى تماسك الجهة التي ينتمي اليها القائد المستقيل، لان عرض الأمر لإستفتاء او انتخاب غالباً ما ينتهي بشق الصف والتكتلات. القائد الذي يستقيل يضع مستقبل بلاده اولا وحزبه ثانياً فوق كل اعتبار. وليس عيباً ان يصعب على شخص ما إتخاذ قرارات يمكن أن يموت بسببها البعض من أجل الوطن، فربما كان هذا الشخص أكثر قدرةً على العطاء في ظروف أفضل. فلكل زمان ناسه. كما إن تهمة التفريط في أهداف الفترة الانتقالية بسبب المكاسب الشخصية للقيادات لن تسبب عائقاً في تعامل الشارع مع الأحزاب، سوى كانت تلك التهمة من قناعات الشارع الذاتية أم مما سعت إليه الفلول في سعيها الحثيث لتشويه صورة الاحزاب عن الشعب.
    خلاصة القول أن هذه الثورة ثورة جديدة، لها قيادات جديدة تحرك الشارع. فلتقدم الأحزاب قيادات جديدة تساعد في رتق المسافة بين الشارع والاحزاب وربما أدى ذلك لتسريع الاحداث وإنجاز التحول الديمقراطي المنشود بأقل قدر من دماء الثوار..






                  

01-26-2022, 05:34 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ادب الاستقالة- مقالي في مداميك (Re: أيمن بشرى)

    سلام ايمن
    و احييك على المقال, حبيت انبهك لتعديل الخلط بين عمر زين العابدين و ابنعوف
                  

01-26-2022, 06:32 AM

أيمن بشرى

تاريخ التسجيل: 09-22-2009
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ادب الاستقالة- مقالي في مداميك (Re: محمد البشرى الخضر)

    شكرا على التصحيح يا اخ محمد
    ساعمل على تصحيح المقال
                  

01-26-2022, 06:33 AM

أيمن بشرى

تاريخ التسجيل: 09-22-2009
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ادب الاستقالة- مقالي في مداميك (Re: محمد البشرى الخضر)

    شكرا على التصحيح يا اخ محمد
    ساعمل على تصحيح المقال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de