|
مبادرتها ردت إليها
|
10:27 PM January, 12 2022 سودانيز اون لاين سليمان محمد-السودان مكتبتى رابط مختصر
مبادرتها ردت إليها * مبادرة الأمم المتحده التي قالت إنها تهدف من خلالها ومن خلال الحوار حولها الي حل الأزمه السودانيه. *واضح انها مبادره امريكيه بإمتياز _ وضعتها في فم قونتيرش بعد أن غيرت بوصلتها وموقفها من أزمة السودان _ وسارعت بتأييدها _ وحثت النرويج وبريطانيا ( الترويكا) ودول الإقليم مصروالسعوديه وغيرها على تأييدها والتعاطي _ اي التدخل الإيجابي _ من أجل إنجاحها. *الإداره الإيجابيه للحوار بين أطراف الصراع السياسي في السودان _ حوارا يفضي الي حل المشكله القائمه يحتاج ان تسبقه خطوات إيجابيه وجريئه تسهم في خلق البيئه الصحيه والمتوازنه التي يتأسس عليها هذا الحوار. *إذ لابد أن يكون للأمم المتحده موقف وتفاعل إيجابي مع ما يجري في الواقع السوداني منذ الإنقلاب على الأقل. 1/ادانة الإنقلاب العسكري الذي تم في 25 أكتوبر باعتبار انه يتعارض مع مواثيق الأمم المتحده والاتحاد الافريقي والوثيقه الدستوريه. 2/الغاء كل القرارات التي تم اتخاذها بواسطة الانقلابيين منذ إستيلاءهم على الحكم في 25 أكتوبر وحتى تاريخه _ بما فيها حل مجلس السياده نفسه بشقيه المدني والعسكري _ فالمكون العسكري غير مخول بأي قانون لإختيار المدنيين ليكونوا أعضاء في مجلس السياده لشرعنة انقلابه _ وقد نفذوا انقلابهم بعد أن انتهت فترة رئاستهم للمجلس بحسب ما نصت عليه الوثيقه الدستوريه. 3/ادانة عمليات القتل والتنكيل والاغتصاب التي تمت للمتظاهرين السلميين _ وما زالت مستمره تحت سمع وبصر الأمم المتحده وممثلها _ وتحميل العسكريين المسئوليه والمطالبه بتقديمهم للمحاكمات العادله. *هذه هي مطالب الحد الادني التي يمكن أن تعيد التوازن الي مجريات الصراع السياسي القائم. *فإذا نجحت الأمم المتحده _ ومبادرتها _ في إعلان هذا الموقف _ فهي وسيط يستحق أن يوثق فيه _ وتستطيع بعد ذلك الدعوه للحوار بين الفرقاء السودانيين وجمعهم في غرفه واحده _ وتستطيع ان تبشر نفسها والسودانيين والعالم بأن جهودها في السودان تسير في الإتجاه الصحيح _ بكامل الحياديه والعداله وبمبادره متوازنه. *فالميزان السياسي مختل عندنا بسبب العنف الذي يمتلك العسكر ادواته. وميزان العدل مختل بسبب تعالي العسكر على معاييره وقوانينه. وميزان العقل مختل بسبب استمرار الإنقلاب وسيطرة حماقات العسكر التي أهدروا بها ابسط حقوق الإنسان. *ما اعلنه السيد ممثل الأمم المتحده لا يمثل الا هروبا مكشوفا من تسمية الأزمه بمسماها _ ولا يطرح رؤيه او مقترح يتسم بالجديه والجدوي والتوازن يمهد الطريق إلى التفاوض والحوار المنتج. فالرجل لم يزد في تحديد دور مبادرته عن التشاورمع القوي المختلفه ليعرف وجهة نظر كل طرف _ فهل يريد أن يقول بأنه لم يكن يعلم وجهات النظر _ بل والأفعال العمليه لكل طرف وهو مقيم في السودان لأكثر من عام وإلتقي الأطراف المختلفه مرات عديده؟ فماذا كان يفعل خلال عام صدعنا خلاله الإعلام عن اخبار قيامه وجلوسه ودخوله وخروجه _ فالرجل يعرف جيدا وجهات النظر ويراقب الأفعال كبيرها وصغيرها ولكنه يتهرب من التصريح بما يعرف. ولذلك اكتفي بهذا الطرح الفطير الذي ظن انه يستطيع أن يخفى خلف كلماته ومفرداته انحيازه للإنقلابيين وجرائمهم ولو بصمته عن ذكرها والتصريح بها. قصد ام لم يقصد ساوي بين دعاة التحول المدني والديمقراطي وبين الإنقلابيين. وساوي بين الضحية والجلاد _ بل وشرعن تطوعا للإنقلاب. فأي مبادره وأي حوار هذا الذي لا تستحي الأمم المتحده عن إعلانه بإسمها؟ مبادره لا تستحق الا ان توصف بأنها ولدت ميته. *والي ان تستدرك الأمم المتحده ان ماحدث في أكتوبر هو انقلاب على الشرعيه الدستوريه القائمه _ ايا كانت التحفظات عليها _ وان الانقلاب يستحق الإدانه _ وان قتل 63 متظاهرا من الشباب والشابات جريمه تستحق المحاسبه _ وكلاهما (الإنقلاب والقتل) يستحيل شرعنتهما والتعامل معهما وكأنهما خلاف في وجهات النظر كما تريد آن تصور لنا عبر مبادرتها المردوده عليها. *العسكريون ومن شايعهم يعرفون ان المبادره بشكلها الحالي تفتح أمامهم مهربامن المساءله والمحاسبه ولو مؤقتا _لذلك يسارعون بتأييدها بهدف عرقلتها لاحقا وبعد أن يهدأ الشارع وتخبو ثورته كما يتمنون. *لكن الثوره وقياداتها من الشباب وبقية قواها تعرف ان طريق الثوره طويل وشائك وتعرف ان الكلمه الأخيره بيدها هي لا بيد الأمم المتحده ولا أمريكا ولا غيرها. فهي ثوره هدفها إحداث التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجزري والكامل _ليست مجرد خلافا في وجهات النظر او سوء تفاهم _ وتعرف ان كلمة السر لإنتصارها هي وحدة كل قوي الثوره حول ميثاق وبرنامج واحد وقياده واحده. الباحث محمد الأمين سليمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|