منقول يا راستات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2022, 01:55 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منقول يا راستات

    12:55 PM January, 07 2022

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    6 يناير, 2022 6 يناير, 2022

    سودانايل
    الراستفاريون.. الراستات .. بقلم: الصادق عبدالله عبدالله
    رئيس التحرير: طارق الجزولي


    الراستا..
    في منتصف السبعينيات، طغت موجة الخنفس (تربية الشعر الأفرو) على جيل الشباب في السودان. في الوقت الذي ظهرت فيه أيضاً ملابس الشارلستون وتنشرت موجة أغاني الجاز. أما الآن فارسترسال الشعر نحا نحو الشعر المضفور أو المعبك في شكل خصل متدلية، ما عرف بالراستات. وقد فقد بعض الشباب ممن أسترسل شعره، كمثل الراستا أرواحهم، في هذه الحالة العبثية السودانية الماثلة.
    فعمدت أن أتعرف أكثر عن الظاهرة. فوقفت على المعنى الذي أوردته الموسوعة البريطانية. كذلك ورد باب في كتاب باسم Understanding Contemporary Ethiopia. أورد قصة الراستا والإمبراطور الاثيوبي هيلاسيلاسي، وحركة السود الإمريكان للتحرر والعودة إلى القارة الأم (افريقيا)، والمساهمة في تحريرها من الاستعمار. وقد اشتهروا بسمتهم وبأغنياتهم ومغنيهم. ومن اشهر أغنياتهم أغنية بوب مارلي مغنيهم الأشهر:
    Get up, stand up! Stand up for your rights! Get up, s
    لأتبين من التعريف أن الراستا أو الراستفارية حركة دينية وسياسية، بدأت في جامايكا في ثلاثينيات القرن العشرين. وتبنتها العديد من مجموعات السود حول العالم. وهي أيديولوجية تجمع بين المسيحية البروتستانتية واليهودية والروحانية والحس السياسي. يرى الراستات في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم تميزاً. إذ يعتمدون قصص الخروج من العهد القديم (التوراة). والإله يختبرهم من خلال العبودية.
    يعتقد السود الإمريكيون من أصل أفريقي الذين اعتنقوا هذه العقيدة، أن الإله يختبرهم من خلال العبودية والظلم والإضطهاد. فهم في حالة إنتظار للحظة تحريرهم من الأسر وعودتهم لوطنهم (الأم أفريقيا Mother Africa). وتحديداً إلى اثيوبيا، موقع القوة الأسرية، والتي هي الموطن النهائي لجميع الأفارقة ومقر الإله. فالعودة الوطن هي أحد أهم أهداف الحركة.
    أكثر من ذلك كان جيل من الراستات يعتقد أن صاحب الجلالة الإمبراطور الإثيوبي، هيلاسيلاسي الأول، الذي توج عام 1930، هو المجيء الثاني للمسيح الذي عاد ليخلص جميع السود. وقد أخذت الحركة اسمها من الاسم السابق للإمبراطور وهو (رأس تفاري مكونين). آخر أباطرة إثيوبيا، اتخذ لقب هيلاسيلاسي (1892 – 1975). والذي يعني باللغة الأمهرية قوة الثالوث، ثم لقب نفسه بلقب (الأسد القاهر من سبط يهوذا المختار من الله ملك إثيوبيا). وأول من تبنى اسم راستا (الرأس تفاري) هم الجامايكيون من سلالة المستعبدين الأفارقة، الذين تبنوا المسيحية في جامايكا. فقد روج مالكو العبيد الإنجليز تلكم الروايات من أجل السيطرة عليهم بشكل أفضل. وقد كان البعض منهم يعتقد أنه يمكنهم التعرف على المعاني الحقيقية للكتب المقدسة من خلال تنمية الوعي الصوفي التأملي.
    وقد قرأ الراستافاريون (الراستا) الكتاب المقدس، وتعاليم منه تمنع قص الشعر واللحية فالتزموها. كما تمنع تناول بعض الأطعمة. وتتمسك ببعض القيم الإجتماعية التي تمجد الرجال. وتستحسن طرائق للكلام دون غيرها (ظهرت مقاطع منها في موسيقاهم واغانيهم). وتميز بعض الألوان التي تمنح القوة (الأخضر، الاسود، الذهبي)، وتناول الطعام النباتي، والتامل وتدخين الماريجوانا لتحقيق أفضل أنواع التأمل. كما تبنوا الإحتفالات بقرع الطبول طوال الليل. وقد نشأت موسيقى الريغي من حركة الراستا وانتشرت في جميع أنحاء العالم من قبل المغني وكاتب الأغاني الجامايكي بوب مارلي.
    الراستا نويل عابر القارات:
    وتحقيقا لحلم العودة لقارة افريقيا الأم، تحرك أحد أفراد الراستا، جامايكي يسمى نويل داير في السابع من نوفمبر 1964، بدأ رحلته عبر إنجلترا وفرنسا حيث وعمل فيها لمدة ثلاثة أشهر، ليجمع من المال ما يمكنه الاستمرار في طريقه إلى إسبانيا والمغرب. ثم انطلق نحو الشرق. عبر الجزائر وتونس وليبيا ومصر سيرًا على الأقدام، ثم اتجه جنوباً، عبر الصحراء ليصل إلى السودان. حيث اعتقلته السلطات، إذ لم تكن لديه تأشيرة دخول. أمضى ثلاثة أشهر في السجن حتى سمع السفير الإثيوبي في الخرطوم عن الراستا، الذي أراد الذهاب إلى أديس أبابا سيرًا على الأقدام، فأذن له بدخول إثيوبيا. استغرق نويل داير أكثر من عام لإكمال رحلته من إنجلترا إلى إثيوبيا.
    وقد ألهمت فئة الراستا، ايديولوجيتهم وتقاليدهم في المقاومة لإبراز هويتهم لتحقيق أهدافهم السياسية. وربط خلاصهم ومستقبلهم بهوية إثيوبيا. يعزز ذلك التماثل العرقي التماثل العرقي مع إثيوبيا، الأرض الأسطورية التوراتية حيث يتدفق الحليب والعسل. أكثر من ذلك أن إثيوبيا الدولة الوحيدة وقتها ذات السيادة والمستقلة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حتى نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. وتلى هجرة نوبر الراجلة الكثيرين الذين عادوا بخراً وجوا إلى اثيوبيا. جاء الكثير من الناس من أصل أفريقي، من الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي، ليستقروا في إثيوبيا وقيدوا حياتهم بحياة الإثيوبيين. لقد شكلوا حضوراً.
    النبوة الاثيوبية
    كان مع أن الكتاب المقدس، الذي يحمل مصطلح اثيوبيا، يسافر على ظهر السفن الأوروبية، بما في ذلك سفن العبيد. كان الكتاب في ايدي رجال الدين، الذين وافقوا على العبودية. وتمت ترجمة جميع المصطلحات التي تشير إلى السود بالكلمة “إثيوبيا” الكلمة اليونانية المعلومة. حتى تم تبني الكلمة في الدولة الخديثة بدلاً من أبسينيا.
    كان الكتاب المقدس، بالنسبة للمجتمعات المستعبدة. أو المحررة في الأمريكتين، على الرغم من ارتباطه بمالكي العبيد، كتاباً ملهماً لمجتمعاتهم البائسة. إذ جعل منهم اثيوبيون في المنفى يحلمون بعودة هانئة. ثم قدم لهم صورة شعب ممتحن بالعبودية، ومن ثم نموذجًا للخلاص والتحرير. وأنهم قد فسروا بعض نصوصه بتحرير وشيك ودورهم الفعال في مصير إثيوبيا. عزز من ذلك التفسير الكتابي انتصار القوات الإثيوبية على الإيطاليين في عدوة عام 1896.
    بالإضافة إلى أهميتها الدينية، أصبحت إثيوبيا دولة ذات سيادة قوية، تقاتل بنجاح ضد الإمبريالية البيضاء. وأباطرة إثيوبيا هم قوة دينية وسياسية كانت مهمة لإفريقيا المستعمرة آنذاك ولكل السود المضطهدين في العالم. ومنذ القرن التاسع عشر، كان للامبراطور الاثيوبي ممثل دائم في المحافل. إذ كان حضوراً في في المؤتمر الأفريقي الأول الذي عقد في لندن عام 1900.
    وعندما بدأ هؤلاء الأمريكيون الكاريبيون والأفريقيون القدوم إلى إثيوبيا، واجهوا رد فعل عنصريًا قويًا من المندوبيات الأوروبية في أديس أبابا التي لم ترغب في رؤية تطور علاقة وثيقة بينهم وبين الإثيوبيين. لكن قد وجدت هجرة السود العائدون تشجيعاً من بعض الناشطين. في جامايكا كانت هناك الجمعية العالمية لتحسين حال الزنوج. ومنها الدعوة لعودة السود إلى إفريقيا واستخدم إثيوبيا كاستعارة لتعني كل من القارة والسود في المنفى. علاوة على ذلك. بل اكثر كانت دعوة السود إلى روية رؤية الله من خلال نظارات اثيوبي.
    في عام 1930، أستقر زعيم ديني من الأمريكين اللاتين يدعى أرنولد فورد، تحت قناعة وعد التحرير في النبوءة الإثيوبية، استقر في إثيوبيا مع بعض تلاميذه من اليهود السود. يعتبر أرنولد موسيقيًا وملحنًا، ومؤلف “النشيد الإثيوبي العالمي” وقد استقبلته السلطات الأثيوبية ووهبته أرضاً. الاستيطان في إثيوبيا: وترجمة من ذلكم النشيد:
    إثيوبيا ، أرض آبائنا.. الأرض التي يحب الله أن يكون فيها
    مثل النحل في خليتهم حتى يتجمعوا.. اليك اولاد الله يجتمعون
    بالذهب الأحمر والذهبي والأخضر.. مع الإمبراطور ليحمينا من الخطأ
    بأملنا ومستقبلنا أمامنا.. نحيي ونرتل ونغني
    بارك الله في عاهلنا.. ومن يبقي إثيوبيا حرة
    للتقدم بالحق والحق والحق والحق
    للتقدم بالحب والنور والحب والنور
    بالصالح يتوسل.. نحيي إلهنا.
    غزو اثيوبيا عام 1935.
    مع اقتراب الحرب العالمية الثانية، أصبحت إثيوبيا قبلة للدفاع ضد الغزو الإيطالي (دول المحور). في هذه المناسبة، تشكلت أول تعبئة دولية كبيرة لعموم إفريقيا. في غضون أسابيع قليلة، تركز اهتمام السود في العالم الغربي بأسره على إثيوبيا، ونشرت الصحافة الإفريقية أخبارًا عن الحرب، وكان آلاف المتطوعين “الإثيوبيين” والمواطنين الأمريكيين والرعايا الاستعماريين على استعداد لحمل السلاح للدفاع عن إثيوبيا. أصبحت الحرب مجازًا للنضال ضد الاستعمار، وقد تم دعم إثيوبيا بأغاني كتبت لهذه المناسبة، من خلال مظاهرات حاشدة، من خلال جمع الأموال، ومقاطعة الشركات الإيطالية في نيويورك، والتي تلتها أحيانًا أعمال شغب وغيرها من الأعمال القتالية. بالمناسبة حتى أغاني سودانية ، مثل:
    الله ليا في الجو طيارات .. الله ليا في البحر غواصات
    الله ليا في البر دبابات مدمّرة
    الله ليا موسيليني بنوصيك.. (موسيليني هو الرئيس الايطالي وقتها)
    الله ليا دا هتلر الغاشيك.. (وهتلر بالطبع هو المستشار الالماني المعروف)
    الله شوف ليك زول يهديكا .. وهنا السلاح راجيكا.. في العاصمة.
    كانت هذه التعبئة حول الدفاع عن سيادة إثيوبيا وسلامتها إحدى اللحظات العظيمة للوحدة الأفريقية في القرن العشرين. بعد تحرير إثيوبيا عام 1941، التزم جيل الراستا المتحمسين، من أتباع الوحدة الإفريقية بالمشاركة في إعادة إعمار البلاد. كانوا معلمين ومهنيين وفنيين وصحفيين ومصورين وإداريين. عاد جون روبنسون، وهو طيار أمريكي قاتل بالفعل ضد الإيطاليين كطيار عسكري في عام 1936، إلى إثيوبيا في عام 1944. وفي غضون بضع سنوات، قام بتدريب أكثر من ثمانين طالبًا في سلاح الجو أصبحوا فيما بعد طيارين مدمييم وعسكريين.
    ثم كان هناك صحفيون سود من أمريكا ساهموا في الإنتاج الإعلامي دعموا صحيفة Ethiopian Herald. وكذلك دعموا الإذاعة باللغة الإنجليزية. وافتتحت مدراس في عام 1941، ومنها مدرسة ميدان عالم Medhane Alem School (والتي يمكن تفسيرها دار العلوم) والأمثلة عديدة. وقد حظيت إثيوبيا بمكانة في حياة هؤلاء المهنيين الذين عرّفوا أنفسهم بالدولة وشعروا بمسؤولية إعادة إعمارها. رجع البعض وبقي في إثيوبيا حتى نهاية حياتهم.
    أما الحكومة الإثيوبية فقد اعتمدت لنفسها سياسة أفريقية واضحة من خلال تجنيد ودعوة السود للقدوم إلى إثيوبيا. علاوة على ذلك، كعربون تقدير للدعم الذي أبداه السود في العالم خلال الحرب. منح الإمبراطور هيلا سيلاسي لهيئة الاتحاد الإثيوبي العالمي (EWF) أرضاً تعادل نحو مئتي هكتارا (اثنين مليون متر مربع)، من الأراضي في ضاحية شاشمني Shashemene. وقد أنشئ الأتحاد الاثيوبي العالمي في نيويورك في عام 1937 بأمر من الإمبراطور بهدف مركزية الدعم المعنوي، والمالي المقدم في الأمريكتين للجهود الحربية الإثيوبية. وقد اهتم الإتحاد بجمع التبرعات ونشر الأخبار بشأن الحرب. وإنشئت له أفرع وطنية داهل اثيوبيا، ودولية. وقد بدأ الإستيطان بالفعل في أرض الشاشيمني، بعضهم يهود سود كاريبين ومن الولايات المتحدة وكانوا وأعضاء من الاتحاد العالمي الإثيوبي. لقد جاءوا كجزء من جيل عموم إفريقيا المنخرط في إعادة إعمار إثيوبيا، فبعد عامين من العمل في أديس أبابا، استقروا في أرض شاشيمين.
    أما في موضوع الوحدة الافريقية، فبحلول نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ تحول كبير، حيث ظهر زعماء وطنيون من قبل النخب الأفريقية الجديدة. شهد مؤتمر عموم إفريقيا في مانشستر عام 1945 وضع استراتيجيات النضال ضد الاستعمار في المقدمة من قبل القادة الشباب مثل كوامي نكروما وجومو كينياتا، يقاتلون من أجل حقوقهم المدنية.
    حينها بدأت أهمية الإمبراطور هيلاسيلاسي، الذي يعتبر “أبو إفريقيا”، في محك. فقد بدأ يتفوق عليها “الأبناء”، رؤساء الدول المستقلة الجديدة. وقد تعرض الإمبراطور داخليا إلى محاولة انقلابـ بعد أن أعتبر استبداديًا وشيخًا، يكافح من أجل حيث تعرض الإمبراطور لمحاولة انقلاب في العام (1960)، ثم ثورات الفلاحين ومشكلة اريتريا.
    لكن صورة إثيوبيا كدولة مقدسة ذات سيادة ظلت ممجدة من قبل مجموعة سكانية جديدة ومختلفة لم يلاحظها أحد من قبل، كانت مجموعة الراستا التي خرج افرادها من جامايكا ومن الولايات المتحدة. عم ليسوا النخبة الإفريقية ولا أعضاء المؤتمرات الكبرى، أو قادة النقابات العمالية أو النشطاء المنخرطون في الكفاح المسلح المناهض للاستعمار، نعم كانت الراستا.

    الراستا وإثيوبيا
    كان الراستا ورثة الأيديولوجيات الإثيوبية والعموم الأفريقي وورثة القومية السوداء. تكمن مساهمتهم العمل الاجتماعي، والثقافي ومشاركتهم مع إثيوبيا. فمنذ في الثلاثينيات أعلى الراستا المقاومة الثقافية، سافروا إلى أمريكا الوسطى والولايات المتحدة. فتعرفوا قضية الوحدة الأفريقية والعرقية، ورفضوا وضعهم كرعايا استعماريين، واتحدوا مع الإثيوبيين وأعلنوا الولاء لهذه الإمبراطورية السوداء وليس للإمبراطورية البريطانية.
    احتل الإمبراطور هيلاسيلاسي مكانة مركزية في علم الكونيات وممارسات الراستا. لاحظت المجتمعات السوداء أفعاله السياسية الأولى عندما كان لا يزال رأس تافاري، فقد ذهب إلى الولايات المتحدة منذ عام 1919. وتزامنت جهوده مع الإلغاء التدريجي للعبودية في إثيوبيا، ودخول اثيوبيا في عصبة الأمم في عام 1923، كانت تلك الحيثيات منحت الرأس تفاري (هيلاسيلاسي لاحقاً) مكانة كبيرة. في عدة مناسبات. فقدم الدعوة للسود للحضور والاستقرار في إثيوبيا. ثم تم تتويجه في 1930 ملك الملوك ورب اللوردات، وأسد يهوذا، والمنتخب، ونور العالم، وجميعها ألقاب توراتية ذات أهمية، والتي استخدمها الملوك الإثيوبيون منذ القرن التاسع عشر لإضفاء الشرعية على سلطتهم السياسية.
    أما في جامايكا، فقد قيل أن زيارة هيلاسلاسي لجامايكا صاحبتها أطار غزيرة، مما عزز قداسته. كانت هناك حاجة إلى خطوة واحدة فقط لكي تفسر الجماعات المحسوسة هذه الألقاب الأسرية والمسيحية، كدليل على أن الرجل الذي توج في ذلك اليوم كان له طبيعة إلهية وأنه سيلعب دورًا في تحقيق النبوءة التي أعلنت عن تحريرهم. جعل هذا التفسير حركة الراستا حركة دينية وسياسية، وقد تم قمعها بقسوة في البداية في جامايكا.
    شكلت معتقدات وممارسات الراستا نقدًا للمجتمع الاستعماري الذي وجدوا أنفسهم فيه، وترمز تسريحة شعرهم، المجدول (التي تعني حرفيًا “العقد المرعبة”)، إلى تكريسهم الديني، ورفضهم للمعايير الجمالية الأوروبية التي فرضها المجتمع الاستعماري.
    لقد أنشأوا منظمات طقسية وهياكل اجتماعية نقلوا من خلالها تاريخهم شفهياً إلى الأجيال الشابة، وقد تم الاعتراف الآن بمساهمة الراستا في الوعي الجماعي الجامايكي. من خلال معارض صورة الأفارقة المرتبطين بسلاسل العبودية الشائنة، وعكس خط اللون للمطالبة بالجسد الأسود كموقع للألوهية، في صورة هيلاسيلاسي الأول. ـكثر من ذلك ساهمت رموز دينية منهم في في طرد الأرواح الشريرة في جامايكا، كما هو الحال في معظم مجتمعات الرقيق في الأمريكتين.
    كان ركن من اركان إيمانهم حق العودة للأشخاص من أصل أفريقي إلى إفريقيا ثم ضرورة إشراكهم ركن من أركان إيمانهم من منظور حقوق الإنسان. كانت لديهم أن العودة إلى إفريقيا ضرورية وواجبة بأي وسيلة. كان إعلان اثيوبيا منح قطعة أرض في عام 1955 للاتحاد الإثيوبي العالمي تجسيدا للأمل الكبير بين الراستا. في عام 1961 رعت حكومة جامايكا مهمة العودة إلى إفريقيا بدراسة إمكانيات التوطين في خمس دول أفريقية. مع ذلك، وعلى الرغم من الاستنتاجات المشجعة، فقد تم نسيان نتائج مهمة العودة إلى إفريقيا إلى حد ما، في الحماس لاستقلال جامايكا في عام 1962.
    كانت الزيارة الدولة التي قام بها هيلاسيلاسي إلى جامايكا في عام 1966 هي التي شجعت في النهاية الراستا على حزم أمتعتهم والمغادرة. في جولته الكاريبية، زار الإمبراطور الإثيوبي هاييتي وبربادوس وجامايكا وترينيداد وتوباغو. وفي جامايكا، كان ينتظره في مطار كينغستون عشرة آلاف شخص، يغلبون على البروتوكول وقوات الأمن الوطني.
    بعيدًا عن وضع حد لحركة الراستا – كما كان يأمل البريطانيون – فإن زيارة هيلاسيلاسي جلبت الراستا إلى دائرة الضوء. تمت دعوتهم إلى حفلات الاستقبال الرسمية، وفي خطاب ألقاه في الساحة الوطنية أعلن هيلاسيلاسي أن “الجامايكيين والإثيوبيين إخوة بالدم”. فغادرت المجموعة الأولى من الراستا إلى إثيوبيا في عام 1968. وكانت تتألف من ثلاثة بالغين وأربعة أطفال، وتبعهم في العام التالي مجموعة أخرى مكونة من أعضاء محليين 43 و 31 من الاتحاد العالمي الإثيوبي. تاركين وراءهم عائلات خائفة، بدأ الراستا في الوفاء بمطالبتهم بالعودة إلى الوطن.

    مستوطنة الشاشميني
    الراستا الجامايكيون الذين وصلوا إلى شاشيميني بنهاية الستينيات، وجدوا عددًا قليلاً من الأشخاص الذين يعيشون بالفعل في منحة الأرض الذين وصلوا قبل بضع سنوات. واصل الراستا من كينغستون جامايكا التدفق، وبعض أعضاء الاتحاد العالمي الإثيوبي، وأعضاء القبائل الاثني عشر في إسرائيل، وهي منظمة تأسست عام 1968 كمجموعة منشقة عن الاتحاد العالمي الإثيوبي. وقد طورت عقيدتها الخاصة وكانت حريصة للغاية على مسألة العودة إلى الوطن. لم تكن العلاقة بين أولئك الذين كانوا هناك بالفعل والوافدين الجدد سهلة، حيث أن المزيد من الناس يعني المزيد من توزيع الأرض، والصراع على السلطة من أجل إدارتهم. في نهاية المطاف، قدم هؤلاء المستوطنون الجامايكيون الأوائل التماسًا إلى الحكومة الإثيوبية ورأوا منحة الأرض التي قسمت على اثني عشر أسرة في يوليو 1970. لقد كان إنجازًا رائعًا للفقراء السود الذين خرجوا من أحياء كينغستون اليهودية ليجدوا أنفسهم سادة الأراضي الخصبة في إثيوبيا. في حين لم يتم ترتيب المزيد من القسمة للراستا الذين وصلوا في أوائل السبعينيات. بنى المستوطنون الشاشميني منازلهم وحرثوا الأرض مع الفلاحين المحليين، مما أعاد إنتاج علاقات العمل غير المتكافئة التي كانت سائدة في إثيوبيا.
    على الرغم من استقبالهم الجيد من قبل النظام الإمبراطوري، إلا أنهم اضطروا لمواجهة الثورة الإثيوبية عام 1974 وتأميم الأراضي على نطاق واسع في عام 1975. ذلك بسبب ارتباطهم بالإمبراطور وبسبب إيمانهم، فقدوا كل شيء ومنازلهم ومحاصيلهم وحقهم في الأرض. لم يستطع الدافع الأفريقي لتسوية الشاشيمي أن يصمد أمام التغيير الاجتماعي والسياسي الهائل الذي كان يتفوق على إثيوبيا.
    غادر بعض المستوطنين في شاشميني لأنهم شعروا بالتهديد، وبقي عدد قليل منهم واستمر عدد قليل منهم في الوصول خلال سنوات نظام منقستو. تقاسموا مع الإثيوبيين مصاعب حظر التجول وتقنين الطعام، وكافح من أجل البقاء في إثيوبيا الثورية التي مزقتها الحرب. يبدو أن العقيد منغستو هايلي مريم، زعيم النظام الجديد، قد أعجب بالوجود المستمر لهؤلاء الأجانب الذين أرادوا أن يكونوا إثيوبيين ولم يتركوا البلاد بينما فر الآلاف من الإثيوبيين الأصليين إلى الخارج. لكن العيش في الشاشميني لم يكن سهلاً.
    تبين أن الصورة التي كانت لدى المستوطنين عن إثيوبيا تتناقض تناقضًا حادًا مع واقع البلاد. واجه الفلاحون حول شاشميني، ورجال الأعمال في المدينة، وموظفو الخدمة المدنية صعوبات كبيرة في فهم سبب قدوم هؤلاء الناس من جميع أنحاء العالم لمشاركة مصيرهم. كان الإثيوبيون يدعمونهم ويساعدونهم ويغذونهم أحيانًا ؛ كما أنهم تعرضوا للسرقة بل والقتل تارة أخرى. . بعد العديد من الالتماسات من الراستا، تم منح ثمانية عشر قطعة أرض في عام 1986 من قبل السلطات المحلية لاستيعاب العائلات المتزايدة التي تتراكم في منازل صغيرة من الألواح الخشبية. كانت تلك هي المرة الأخيرة التي منحت فيها الحكومة الإثيوبية الأرض رسميًا إلى الراستا في شاشيمين.
    مع تغيير النظام في عام 1991، استأنف الراستا القدوم إلى إثيوبيا. نظم تحالف دولي لللراستا في عام 1992 احتفالًا لمدة شهر بالذكرى المئوية لهيلاسيلاسي (المولود في 1892)، مما أعاد إثيوبيا مرة أخرى إلى مركز حركة الراستا.
    وخلال التسعينيات، وخاصة حول الألفية في عامي 2000 و2007، جاء المئات من الراستا للاستقرار في إثيوبيا للمساهمة في تنمية البلاد. تم استيعابهم في الموقع السابق لمنحة الأرض في بلدة شاشميني، مما أدى إلى تفاقم هشاشة المجتمع الذي يفتقر إلى الأوراق وسندات ملكية الأراضي. يُعرف الحي الآن باسم “جامايكا سيفر”، هذا على الرغم من أن حوالي خمس عشرة جنسية تعيش هناك. هذا يعكس تدويل حركة الراستا.
    في السبعينيات، بينما انهارت الإمبراطورية الإثيوبية تحت تأثير التغيير الاجتماعي، انتشرت حركة الراستا خارج حدود جامايكا. بسبب موسيقى الريغي، قام فناني الراستا ببث هويتهم إلى العالم، وبدوره وصل الراستا من جميع أنحاء العالم إلى شاشيميني، وأحيانًا من مناطق بعيدة مثل السويد ونيوزيلندا وتشيلي واليابان وجنوب إفريقيا. في غضون ذلك، تطورت مجتمعات الراستا في أديس أبابا وبحر دار وأواسا وديبري زيت. على الرغم من أعدادهم الصغيرة بالنسبة لسكان إثيوبيا، فإن الراستا يمثلون شخصية معينة في العلاقة الإفريقية. يلعبون دورًا خاصًا في التمثيل العالمي المعاصر لإثيوبيا، حيث يتعلمون اللغة الأمهرية في العواصم الغربية، ويحثون على عودة الكنوز الإثيوبية التي نهبها البريطانيون، وينتجون خطابات قداسة عن إثيوبيا.
    في إثيوبيا هم نوع فريد من الأجانب لأن معظمهم تركوا كل شيء للعيش مع الإثيوبيين في إثيوبيا. يزعمون أنهم “إثيوبيون” على الرغم من أنهم لا يستطيعون التمسك بهوياتهم. على الرغم من أن ثقافتهم محرجة في بعض الأحيان للإثيوبيين، إلا أنهم مع ذلك يبنون المدارس والعيادات ويطورون الأعمال والخدمات. إنهم يجذبون السائحين، ويستثمرون، وينشئون أطفالهم في البلاد. ومع ذلك، تظل مساهماتهم غير معترف بها، واندماجهم ليس بالأمر السهل. يتم الاحتفال ببوب مارلي الآن في البلاد وتبنيه كمرجع ثقافي من قبل شباب إثيوبيا . ومع ذلك، لا توجد سياسة حكومية لتسهيل توطين ودمج الراستا.

    [email protected]
    /////////////////////////






                  

01-07-2022, 03:21 PM

Asim Ali
<aAsim Ali
تاريخ التسجيل: 01-25-2017
مجموع المشاركات: 13492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منقول يا راستات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلام عليكم
    اشارات عابرة من واقع معارف سابقه حول الموضوع ربما يقدم الاخوة مزيد من الاثراء ربما تصحيح لبعض المعلومات المختلف حولها ن الدارسين والمؤرخين للمقال اعلاه
    - يعتقد البعض ان هيلاسيلاسى تعود قداسته الى انه من سلاله النبى/الملك سليمان
    - وجودبعد دينى وثنى افريقى عبر بروز معتقد عن الملكة نيابينغى فى منطقة البحيرات/منابع النيل الابيض(يعتقدالبعض حلول روح احد الملكات من الامازونيات) ودورها فى مقاومة الاستعمار فى مساحه بين القرنين ال18 وال19اعطاها البعض قوة روحيه وقداسه استمرت حتى بعد موتها واضافه الى دخول مايعرف بطبل /ايقاعات نيابنغى مستوحى من الدينانات السائده وقتها وجدت طريقها الى موسيقى طقوس الراستافارى باعتبارها تعبير عن مقاومه استعمار العنصر الابيض
    - من الاطراف الاخرى فى المعتقد الراستافارى هو طائفه اخرى بما يعرفبوب اشانتى تعود الى مايعرف بغانا الان (ودعوه للنظرفى الوان العلم الغانىوعلاقته بالوان الراستافارى)
    - البعض يعزو شكل الشعر الى التشبه بالاسد -الرمز فى لدى بعض الطوائف اليهوديه- وتلقيب البعض لهيلاسيلاسى بلقب (اسد يهوذا)
                  

01-08-2022, 05:48 AM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منقول يا راستات (Re: Asim Ali)


    سلامات يا دكتور وشكرا لمشاركة المقال وجميل الموضوعات كالعادة..

    بس كان الكاتب اكان اشار لمصادر مقاله او معلوماته كان الواحد على الاقل عرف التعاليم دي في ياتو صفحة؟

    Quote: وقد قرأ الراستافاريون (الراستا) الكتاب المقدس، وتعاليم منه تمنع قص الشعر واللحية فالتزموها. كما تمنع تناول بعض الأطعمة. وتتمسك ببعض القيم الإجتماعية التي تمجد الرجال. وتستحسن طرائق للكلام دون غيرها (ظهرت مقاطع منها في موسيقاهم واغانيهم). وتميز بعض الألوان التي تمنح القوة (الأخضر، الاسود، الذهبي)، وتناول الطعام النباتي، والتامل وتدخين الماريجوانا لتحقيق أفضل أنواع التأمل.



    بعدين شايفه زي العصر الراستات حبة كدة على اليهود..
    ما عارف الحاصل شنو لكن العالم كله بقى يتحكحك في اليهود..
    قبل شوية لقيت بشاشا ما باقي ليهو الا يشلخهم ؛)

    تحياتي
                  

01-09-2022, 07:54 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منقول يا راستات (Re: HAIDER ALZAIN)

    شكرا الأخ عاصم علي و الأخ حيدروف
    ما دفعني لنشر المقال هو غزارة المعلومات التي في المقال ومحاولة إرجاع الكلمة المتداولة إلى أصولها التاريخية أو الثقافية الدينية

    لأن تداول أي كلمة يفرغها من محتوها و يبعدها من أصولها..فأعتقد أن الوقت مناسب للتطرق لأصل كلمة الراستا و علمهم الشهير{

    أهم الحقائق في الموضوع ارتباط الهايتيين بالحركة كمنطلق للتحرر..و لكن نقطة الضعف البائن فيها هي ربطهم لها بهيلاسلاسي و كذلك ربط هيلاسلاسي نفسه

    بالتاريخ اليهودي كشخصية مقدسة.

    ولكن كل هذا الكلام و الإحالات تعيدنا إلى الدور المحوري للجارة اثيوبيا في التاريخ الماضي والحديث ..ونحن لسنا بعيدين عن ذلك..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de