د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما زاره كابلي في شقته بفرجينيا ٢٠١٧..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 06:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-17-2021, 08:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما زاره كابلي في شقته بفرجينيا ٢٠١٧..






                  

12-17-2021, 09:05 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    يا سلام يا ياسر، علي الكابلي والنور وعليك إتّا ومعاكم عبد الله عثمان هوادة
                  

12-17-2021, 09:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: أبوبكر عباس)

    وبرضو يا سلام عليك إتَّا يا بكور. تسلم. وخليك قريب.
                  

12-17-2021, 09:09 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: عبد الكريم الكابلي: سُلَّمٌ تعليميٌّ متكامل (1) .. بقلم: د. النور حمد
    رئيس التحرير: طارق الجزولي
    رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي 14 ديسمبر, 2021
    14 ديسمبر, 2021
    558المشاهدات
    من الناس من تمتلئ بحبهم، والإعجاب بهم، بحيث لا تبقى لديك مساحة تسع التعبير عن حبك لهم، وإعجابك بهم، فتقف حائرا، شبه مشلول، لا تدري ماذا تفعل، خاصةً، حين يرحلون. من بين هؤلاء، المتفرِّد، صناجة الغناء، الذي لا يُجارى، عبد الكريم الكابلي. ظللت أتساءل، منذ سماعي خبر رحيله الموجع: هل في وسعي، حقا، أن أكتب عن هذا المبدع الاستثنائي، شيئا يليق به، كواحدٍ من أكبر أعلام الغناء في السودان، وبالمكانة الكبيرة التي يحتلها في عقلي ووجداني؟ تساءلت رغم أنني أعلم أن عليَّ أن أكتب عنه. فأنا مَدينٌ له في بلورة تكويني الوجداني، بالكثير. هذا فضلا عن أواصر الصداقة والمودة، التي ربطت بيننا، مؤخرا، وهو في خواتيم سنوات عمره العامرة، المثمرة.
    عرفت، وعشقت، عبد الكريم الكابلي، وأنا صبيٌّ في المرحلة المتوسطة. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد جلب اجترار شريط ذكرياتي مع الكابلي، ذكرى العطلات الصيفية، في قرى الجزيرة، حين ينتصف النهار، ويشتد القيظ، وتلوذ الدواب بالظلال الشحيحة، ملتصقة بالحيطان. حينها، لا يكون للمرء أنيسٌ سوى المذياع. تحتضنه وتسرح معه، فيجيئك صوت الكابلي، الشجي، الطري، الندي، ليخرجك مما أنت غارق فيه من سآمات القرية، وخواء نهاراتها، وقيظ وسكون ظهيرتها المدارية الكئيبة. فيدخلك، غصبا عنك، في نعيم رياضٍ غنَّاء، متخيَّلَةٍ فواحةِ العبير. ملاذٌ متوهَّمٌ كـ “حديقة الخيال”، التي حكى عنها الفيتوري. كانت كلمات الكابلي، وصوته، وألحانه، بالنسبة لي، واحدة من أطواق النجاة من للج الفراغ، وانعدام المحفز الوجداني، في البيئة القروية الراكدة. وقد كان ذلك في زمنٍ مضى، لم تعرف فيه القرى نعمة الكهرباء، بعد.
    يا لتلكم الأزمان الرائقة، اليانعة! كنا رهطًا من أبناء حلة حمد الترابي، نأتي إلى القرية من داخلية مدرسة أبو عشر الوسطى، في عطلة نهاية الأسبوع، لنلوذ بأحضان أمهاتنا، لمدة يوم، وبعض يوم. وفي صبيحة السبت، تودعنا الأمهات دامعات، فنسير لمسافة أربع كيلومترات على أرجلنا، صوب محطة السكة الحديد المسماة ود الترابي، لنستقل قطار “الكليتون” الصباحي. تفصل بين محطة ود الترابي و”سندة” مستشفى أبو عشر، حيث موقع مدرستنا، حوالي العشرين كيلومترا. زمانها، لم يكن طريق الخرطوم مدني السريع، قد شُيِّد بعد. وكان الكليتون هو وسيلة التنقل بين مدني والخرطوم، وسائر قرى الجزيرة، ومدنها الصغيرة، الواقعة على هذا الخط، كالمعيلق، والكاملين، والحصاحيصا، والمسلمية. في واحدةٍ من تلك الرحلات القصيرة، التي لا تستغرق أكثر من نصف الساعة، بين ود الترابي وأبو عشر، انطبع الكابلي في ذاكرتي وذائقتي الغضة، وبقي بها إلى يومنا هذا. كان الزمان خريفا، وريفا؛ حسَّا ومعنى. وكان سهل الجزيرة المنبسط مفعمًا بالخضرة. ومع نسيم الحقول المنبعث من نافذة القطار، وطقطقات إيقاع عجلات القطار الرتيبة، كانت أغنية “سكر سكر”، بإيقاعها الراقص، تنبعث من راديو ترانزيستور، كان يحمله أحد الركاب. يبدو من هيئته، أنه واحدٌ من موظفي المدن. تلك لحظة يندمج فيها الصوت، والصورة، واللحن والإيقاع، فينصبا في ذائقة الصبا الغضة، فتنطبع اللحظة الاستاطيقية في الوجدان، ولا تخرج منه أبد الآبدين.
    تعلقت بالكابلي عبر أغنيات بداياته الأولى. وليس للكابلي بداية أولى، بالمعنى المتعارف عليه. فهو قد ولد بأسنانه؛ شاعرًا، وملحِّنًا، ومغنيا، ناضجا، مكتملا. ولقد اختلطت منذ بداياته الأولى، في انتاجه اللافت، الأغاني الخفيفة، بالأعمال الكبيرة. فكانت، من أعماله الخفيفة، على سبيل المثال، “أمير” التي أشرت إليها سلفا، و”الكل يوم معانا”، و”ما بنخاصمك”، و”زينة وعاجباني”. وفي جانب الأعمال الكبيرة، كانت “أوبريت مروي”، و”آسيا وإفريقيا”، و”أي صوت زار بالأمس خيالي”، التي تسميها مكتبة الإذاعة، “فتاة اليوم والغد”، و”أوبريت المولد”، وشعار برنامج التعاون، الذي صاغ شعره الشاعر صديق مدثر، وقام بتلحينه عازف الكمان، الأستاذ عبد الله عربي. وغير هذه وتلك، من الأغاني في الفئتين اللتين ضمتا الأغاني الخفيفة، من جهة، والأعمال الكبيرة، من الجهة الأخرى. ولست هنا بصدد الحديث عن فروق التأليف الموسيقى في الفئتين؛ من حيث تعدد النقلات الموسيقية، ونمط الايقاعات، وطبيعة الجمل الموسيقية، لأن هذا من شأن الاختصاصيين من الموسيقيين. أما أنا الذي بصدده، هو أن الكابلي مثَّل، بالنسبة لي، سُلَّمًا تعليميًا متكاملا. تدرجت فيه من المرحلة الابتدائية، عبر المتوسطة والثانوية، وصولا إلى الجامعة، وما بعدها. فلكل واحدٍ، وواحدةٍ، منا، أساتذةٌ غير رسميين، يعلموننا، ويربوننا، ويهذبوننا، ويصقلون ذائقاتا، وينغِّمون دواخلنا، من غير أن نتنبه إليهم. من هؤلاء، وعلى رأسهم، عبد الكريم الكابلي، الذي تعرفت عليه وأنا طفل، ثم، صبيٌّ، ثم، شابٌ، ثم، كهلٌ، ثم، شيخُ، ولم أستغن عن مدده الثر في أي يوم، حتى هذه اللحظة. وما أخالني بمستغنى عنه، حتى ألحق به، بعد عمر مديد، كعمره، بإذن الله.
    لكن، هل يا ترى، انحصرت فئات، وأنماط، غناء الكابلي في هذي وتلك؟ لا والله، ولا كرامة. لقد كان الكابلي مبدعًا متنوع المشارب، واسع الخيال، جم الثقافة، متوقد الوجدان، فاره الموهبة، وكان مدركًا، منذ بداياته الأولى، لأبعاد مشروعه الثقافي، والفكري، والشعري، والغنائي. يُضاف إلى ذلك أنه نذر نفسه، بالكامل، لذلك المشروع. فأنجز فيه، على مدى ستين عامًا، لم يتوقف فيها لحظة واحدة عن تجاوز نفسه، عددًا كبيرًا جدًا من الأعمال الغنائية المُبْهِرة، التي حملت بصمته الشخصية، التي لا تشابهها بصمةٌ أخرى.
    عقب ثورة أكتوبر بعامين، تركنا أبو عشر الوسطى، وداخليتها ومستشفاها الريفي العتيق، ومكاتب ريِّها، وجنائنها، وسوقها، “وبف نفس” قطاراتها الغادية الرائحة”، و”رزيم” صدرها، الذي لا ينقطع بجوار مدرستنا، الوادعة، ذائعة الصيت، حينها. أكملنا فيها أعوامنا الأربعة، واتجهنا، كما فعل سابقونا، صوب حنتوب الجميلة. وكان الكابلي معنا، يصحبنا في خواطرنا الطرية، وقد ارتفعت في فورة مراهقتنا، حينها، حساسية الانفعال بترميزات وتعبيرات “الرومانس”، مما تحمله الكلمة الشعرية، واللحن. ومع ازدياد المعرفة باللغة وبالأدب في حنتوب “الهادي آدم”، أخذنا نتذوق الكابلي في سمته الجديد، وهو يتجلى في أغاني الفصحى، مثال: رائعة توفيق صالح جبريل، “كسلا”، ورائعة الحسين الحسن، “إني أعتذر”، ورائعة العقاد، “شذا زهر”.
    لن أنسى تلك اللحظة الفارقة، في ذلك الخميس البعيد، في نهايات عقد الستينات، من القرن الماضي، ونحن عائدين من سينما الجزيرة في مدينة ودمدني، متجهين إلى المرفأ على حافة النهر لنستقل، كالعادة، في أيام الخميس، “البنطون” إلى الضفة الأخرى، حيث تقع المدرسة. كانت إدارة المدرسة لا تسمح لنا بمغادرة الداخلية، وعبور النهر إلى مدينة ود مدني، على الضفة المقابلة، إلا مرة كل أسبوعين، وبإذنٍ مسبقٍ من مفتش الداخلية. في طريقنا من سينما الجزيرة، في عتمة الليل، ونحن في طريقنا إلى المشرع، مررنا بجوار مسرح الجزيرة. كان هناك حفلٌ جماهيريٌّ للكابلي. لحظة مرورنا بجانب المسرح، سمعنا من فوق أسواره العالية، عبر مايكروفوناته القوية، بداية إيقاع أغنية كسلا، المشتق من إيقاع “عشرة بلدي”، ثم دخول عبد اللطيف خضر، “ود الحاوي”، بصولو المقدمة على آلة الأكورديون. يا الله! لكم أسر مسمعي ذلك الصولو. ولربما يكفي أن أقول إن ذلك الصولو، أو “الصولة” هي ما دفعتني دفعًا لكي أتعلم، بعد فترة وجيزة، العزف على آلة الأكورديون. كنت عضوا في جمعية الموسيقى، لكن لم تكن بالمدرسة، حينها، آلة أكورديون. غير أن أستاذنا عبد الله بولا، عليه الرحمة والمغفرة، جلب لنفسه أكورديون صغير (أوكتافين). فأخذت أستلفه منه وأذهب به الى حافة الجنائن، الفاصلة بين المدرسة والنهر، بعيدًا عن الداخليات. فتعلُّم الأكورديون وسط الناس مزعجٌ للغاية. فالأكورديون آلة عالية الصوت. كما أن من يتعلم، سماعيًا، يكرر كثيرًا، ويحدث كثيرًا من النشاز. بعد أن عرفت بدايات العزف، اجتهدت لأنفذ تلك الصولو، التي كنت لا أنفك أسمعها تُعاد، مرة بعد أخرى، من المذياع. لكنني عجزت، وخرجت بعد محاولات كثيرة، امتدت لأسابيع، بصورة كروكية لها. كنت أتساءل كيف يخرج عبد اللطيف خضر، تلك التفاصيل، والذبذبات، والتأوهات، التي اتسمت بها تلك الصولو. ثم، بعد عامٍ، أو يزيد، اقتنت جمعية الموسيقى، ولأول مرة، أكورديون ماركة Parrot (ثلاثة أوكتافات)، مع محولات صوت. حينها خرج الكابلي برائعة عبد العزيز جمال الدين “لو تصدق”، فأدخلني الكابلي، بذلك اللحن، وتلك الكلمات، مرحلةً جديدةً، في سلمه التعليمي، غير الرسمي، المتكامل، المبذول للجميع. وتلك صدقةٌ جاريةٌ سوف لا تنفك تصب في ميزان حسانته، إلى يوم يبعثون. لقد كانت “لو تصدق” فتحًا كبيرًا في كلمات الشعر الغنائي، وفي الألحان.
    عقب انقلاب مايو 1969 شكلنا في حنتوب تنظيم طلائع الهدهد، بعونٍ من رابطة الكتاب والفنانين التقدميين “أبادماك”، التي كانت قد نشأت، حينها، في الخرطوم. قمنا في عطلة صيف 1969، بقافلةٍ ثقافية، طافت خمسًا وعشرين مدينةً صغيرةً وقرية، في عموم الجزيرة، قدمنا عبرها للأهالي، المسرحيات، والاسكتشات الفكاهية، والأغاني. وكانت أغنية “لو تصدق”، واسطة العقد فيما قدمنا من أغاني. ومرةً أخرى، تعود صولو الأكورديون في “لو تصدق”، في ثوب أكثر جدة وتأثيرا، فتتردد في مقدمة الأغنية، بضع مرات. وكانت نكهة تلك الصولو تختلف باختلاف العازفين، ولربما كانت مرَّةً بأنامل عبد اللطيف خضر، ومرة أخرى بأنامل الفاتح الهادي، ومرة ثالثة بأنامل سليمان أكرت. لقد كان الكابلي ينمو باضطراد، وكنا ننمو معه، مع فارق المسافة الكبيرة الفاصلة بيننا وبينه. وهذا بعضٌ مما قصدته بقولي: إن الكابلي كان سُلَّمًا تعليميًا متكاملاً، بقي مفتوحا للجميع.
    (يتواصل)
    [email protected]
                  

12-17-2021, 09:19 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)


    الأخ د. ياسر
    سلامات
    يا ياسر ياخ هنا في شقة الكابلي الفرجينية اخونا د. النور حمد كمل كل المحبة
    الصادقة للأسطورة كابلي. له الرحمة
    اتاريك فنان عديل يا النور .
                  

12-17-2021, 10:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Osman Musa)

    مرحب يا أستاذ عثمان موسى

    النور فنان متعدد المواهب، تشكيل وتلوين وعزف وغناء وإنشاد، ومفكر وأديب وشاعر.

                  

12-17-2021, 10:03 AM

Ahmed Yassin
<aAhmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Osman Musa)

    لاحظوا للحركة العملها كابلي بيديه في الثانية (٠.٥٣) عند
    وما عرفوك انت.... لي ايامي زنت ....وديمة بغني ليك
    اها نفس الحركة دي بنعملها ليك يا ياسر لانه ببساطة شديدة جدا
    حسنك يا ياسر
    فاح مشاعر
    وعم الطيب منبرنا
    بين الحب وقلبك أبعد من خيالي
    بين وعدك وقربك كم شابت ليالي
    كم كل العيون من أنوار ولون تبني عليك كون
    أسرارو المحاسن وخيالو الاماني ووصالو الشجون
    والكلمه الرقيقة تتفتح حديقة تتفجر عيون
                  

12-17-2021, 10:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Ahmed Yassin)

    تسلم أستاذنا الفنان أحمد يس

    وشكرا على كرمك. ياخي دي أغنية رهيبة. . أفتكر أنها من كلمات الكابلي، أليس كذلك؟



    حسنك فاح مشاعر وعم الطيب فريقنا

    يوم ظنوك ازاهر مرت بي طريقنا

    قالوا رياض غوالي

    مسخ كلِّ غالي

    وما عرفوك انت

    لي ايامي زنت

    وديمه بغني ليك



    بين الحب وقلبك أبعد من خيالي

    بين وعدك وقربك كم شابت ليالي

    كم كل العيون من أنوار ولون تبني عليك كون

    أسرارو المحاسن وخيالو الاماني ووصالو الشجون

    والكلمه الرقيقه تتفتح حديقه تتفجر عيون

    والناس المشاعر من رسام لشاعر شالوك في العيون

    يوم بي دربي بنت

    شفت الدنيا انت

    والشوق كلو ليك



    لما الغرام حتم أمر

    أعشق جميل أرضى السهر

    وأرعى النجوم بعد القمر

    من حولي ليل زاخر بحر

    فيهو الخيال يسطع درر

    أحتار قليل شبه الجميل

    واقول براك ياقلبي شيل

    هديه حلوه للفي الخيال

    ورغم الدلال حبو انسطر

    وبان عليا

    يوم بي دربي بان ناشدتو الامان

    عرضتو المحبه وجيوش الحنان

    لو فكر اجينا كان عرف العلينا

    وحسن الدنيا بيك
                  

12-17-2021, 12:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: Elnour Hamad Page
    2 Tage ·
    عبد الكريم الكابلي: سلُّمٌ تعليميٌّ متكامل ( 2 - 4)
    د. النور حمد
    عندما أتحدث مودِّعا الكابلي، وقد دلف إلى برزخه البهي، راضيًا، مرضيًا، معززًا، مكرمًا، بإذن الله، لا أتحدث عنه كموضوعٍ، وكظاهرةٍ، وحسب، وإنما أتحدث عنه كشخصٍ كان له تأثيرٌ كبيرٌ عليَّ. لقد وسم عبد الكريم الكابلي جوانب عديدة من ذاتي، بميسمه. وكثيرًا ما تحول غلالات الغفلة، وما أكثر طبقاتها، بين المرء والرؤية الواضحة. فقد يعيش شخص ما؛ مفكرًا كان، أم أديبًا، أم موسيقيًا، في داخلك، ردحًا من الزمان، ويؤثر عليك تأثيرًا كبيرًا، ثم لا تعي كل ذلك، إلا بعد حين. أو تعيه، أحيانًا، في الفينة بعد الفينة، وعلى نحو يلفه الغموض. كنت كلما تقدمت بي السن، واستحصد وعيي، كَبُرَ الكابلي في نفسي. لقد أحببت في مجلَّد الغناء السوداني الضخم، 2)كثيرًا من الفنانين، وكثيرًا من الأغنيات، لكن، لم يحتل أحدٌ في وجداني، المساحة التي احتلها عبد الكريم الكابلي. وكما جاء في الحديث النبوي، فإن "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف". وكما يقولون أيضا: "شبيه الشيء منجذبٌ إليه". ولطالما أحسست أن بيني وبينه أخوةٌ روحية. ويدخل هذا، لديَّ، في باب كيمياء العلاقات الإنسانية، بمختلف شكولها؛ المباشر، منها، وغير المباشر. فمنذ طفولتي، كان عبد الكريم الكابلي صديقي العزيز، الذي لم ألتقيه. ولقد بقيت هذه الصداقة الغيبية، بيننا، إن صحت العبارة، وصح قبلها هذا التصور، والتكييف لعلاقتي به، لحوالي أربعين عاما. فأنا لم ألتقيه، في اللحم والدم، إلا في عام 2000 تقريبا. ورغم ذلك، ظل عائشًا في داخلي على الدوام. ولقد كان لقائي الأول به في مدينة أبو ظبي، التي كان في زيارة لها، وكنت في زيارة لها، في نفس الميقات، من مقر عملي، في الكويت، آنذاك. وقد قادني إلى مقر إقامته في أبو ظبي أحد الأصدقاء الذين كان على صلةٍ وثيقةٍ به.
    كنت فرحا جدا بلقائه ورؤيته عيانا. كان يلبس جلبابا أبيضًا، كعادة السودانيين الغالبة، ولأنه كان في انتظار زيارتنا، فقد اعتمر عمامة أنيقةً، ملفوفةً بعناية وبأسلوب. وهذه واحدة من ضروب الكياسة، ومن علامات التمدن؛ أعني: تجنُّبُ لقاء الضيف في غير زيك البيتي. ذكرت له في تلك الجلسة أنني شاهدت الفيديو الذي وثق لزيارته لمنزل كبير الجمهوريين، الأستاذ، عبد اللطيف عمر في مدينة الثورة بأمدرمان. وأبديت له إعجابي بالقصيدة التي نظمها وتغنى بها في ذلك اللقاء، والتي سمعتها، حينها منه، لأول مرة في ذلك الفيديو. يقول مطلع القصيدة:
    دوَّارةٌ شمسُ الضحى على مهلْ
    في خطوِها المحسوبِ يندس الأجلْ
    من غاب عنها راضيًا فهو البطلْ
    وكنت حين سمعتها، وقد يكون هذا مجرد حدسٍ مني، لمحت فيها رمزيةً تشير إلى استشهاد الأستاذ محمود محمد طه. وذكرت له أنني استمعت الى كلمته القصيرة التي رد بها على الكلمة التي ألقاها، ترحيبًا بمقدمه، الأستاذ، عبد اللطيف عمر، في بداية ذلك اللقاء. قلت له أن مما شد انتباهي في مقدمته تلك، قوله أنه قرأ الأستاذ محمود. وأنه قد استخدم في معرض حديثه عن قراءته له تعبير: "وتجولت في رحاب عقله الفسيح". قلت له إن تعبيره هذا لفت نظري. ودلَّني على تذوُّقِهِ، وعمق استيعابه لما قرأ. ابتسم، وأضاء وجه الوضيء أكثر، حين سمع مني تلك الإشارة. وبسبيلٍ من رد الجميل في رد الثناء، ذكر لي أنه شاهد لوحة "بورتريه" لوجه سيدة سودانية، رآها معلقة في إحدى الدور التي استضافته، قبل فترة، في مدينة مسقط. قال لي إنه أُعجب بها، وسأل عنها وعن راسمها، وعرف أنها لي. قلت له نعم، كان هذا قبل عقد من الزمان حين كنت أعمل مدرسًا في مسقط. شعرت أنه التقط اسمى، وقتها، حين سأل عن راسم اللوحة. وللكابلي ذاكرةٌ عجيبةٌ، وحضورٌ ذهنيٌّ مدهش، سأتحدث عنه لاحقا. لم يستمر لقاءنا لأكثر من نصف ساعة، فقد كنت في طريقي إلى المطار، في ذلك الصباح، لأعود إلى الكويت. عند وداعي له، أهداني بخط يده نسخة من شريط الكاسيت الذي كان قد أخرجه للتو، وحمل اسم "سعاد". وحين هممت بالخروج للنزول من العمارة، أصر، بشده، أن ينزل معي. فعل ذلك بإصرار شديد، رغم محاولاتي الملحاحة لثنيه عن النزول. وظل يسير ويتحدث معي، وقد ابتعدنا عن العمارة، حتى وجدت سيارة الأجرة التي أقلتني إلى المطار.
    غادرت أبو ظبي وأنا ممتلئ به أكثر من أي وقت مضى. فقد كانت صداقتي له، منذ طفولتي، صداقة نظرية، من طرفٍ واحد، فأصبحت، منذ تلك اللحظة، صداقةً عمليةً، دخلت حيز المُجَسَّد، كما أضحت صداقةً من طرفين. تكشفت لي في ذلك اللقاء العابر جوانب من شخصيته، عمقت حبي له وزادت من احترامي له. لقد أحسست به وأنا أتأمله وهو جالس قبالتي يتحدث، بصوته العميق، وتمهله اللافت، وهو ينتقى الكلمات، إضافةً إلى سكون جسده، واستقراره في اللحظة التي هو فيها، أنه إنسانٌ متصالحٌ مع ذاته، مُستغنٍ، في غير ما تعالي، أو أنفة، عما هو خارجه. وتساءلت في نفسي: ماذا يريد المرء أن يحقق في حياته أكثر من هذا؟ تصرمت عشرة أعوام لم التق به فيها. وحدث ثاني لقاءٍ لي به في أمدرمان، في منزل صديقه، الأخ الجمهوري، إبراهيم بركات، بحي الروضة في أمدرمان، في حوالي عام 2010. حضر ذلك اللقاء، أيضا، الفنان الكبير، شرحبيل أحمد. ولقد جاءا، خصيصًا، ليسمعا، في تلك الجلسة، بعضًا من إنشاد الجمهوريين.
    مرةً أخرى، غبت عنه لخمس سنوات. وعدت لألتقيه، للمرة الثالثة، في عام 2015، في منزل الإعلامي، الأستاذ لقمان أحمد، في منطقة واشنطن الكبرى. وكان المقام قد استقر به وزوجه الفاضلة، الأستاذة عوضية الجزلي، منضمِّين إلى بقية الأسرة الكريمة، هناك. كان اللقاء احتفاءً من الأستاذ لقمان، وبعض وجوه الجالية السودانية، بالأستاذ، فيصل محمد صالح، الذي قدم إلى واشنطن لاستلام الجائزة الصحفية التي نالها. وصادف أن كنت حينها في زيارة قصيرة لواشنطن، قادما من الدوحة. في تلك الجلسة طلب مني بعض الأصدقاء أن أشارك بالغناء. فاخترت أغنيته العذبة التي صاغ كلماتها الشاعر عوض أحمد خليفة، "يا أغلى من عيني. ولعل الكابلي، وعدد ممن حضروا تلك الجلسة، قد فوجئوا بأنني أغني. عدت عقب تلك الزيارة القصيرة إلى الدوحة، وبعد عام عدت إلى واشنطن لأستقر أنا وأسرتي في منطقة واشنطن، لعامين متتاليين. في هذين العامين توطدت علاقتي به أكثر. وأصبحت أزوره في داره بصحبة صديقي، وصديقه، الأخ الجمهوري، الأستاذ، فايز عبد الرحمن عبد المجيد، الذي كان على صلةٍ وثيقة به. في تلك الزيارات، عرفت أن الاستماع للكابلي وهو يتحدث، ليس أقل إمتاعًا من الاستماع إليه وهو يغني.
    توالت زياراتي له في السنتين اللتين أمضيتهما في واشنطن. وكان الصديق، فائز عبد الرحمن، يأخذني في ساعات النهار لزيارته في منزله. كان شديد الاحتفاء بزياراتنا تلك. وكان، بطبعه المتمدن، ينتظرنا في غرفة الاستقبال في كامل هندامه. لقد احتفظ الكابلي، رغم تقدم سنه، بذاكرة مدهشة. كان يحكي بتفاصيل غريبة عن زياراتٍ له، جرت في السبعينات والثمانينات، والتسعينات، لمدنٍ في غرب أوروبا، وفي كندا، وفي أمريكا، وفي الدول العربية، ويذكر الناس الذي أحاطوا به في تلك الزيارات بالاسم، وما قالوه في أحاديثهم. بل يذكر الكابلي تفاصيل السفر داخل السودان لإحياء الحفلات الغنائية. وكنت حين نخرج من بيته أقول لصديقي فائز: هذا الرجل يملك عقلاً جبارًا وذاكرةً غايةً في الغرابة. أقول ذلك وأشير إلى، إنني، على سبيل المثال، قد لا أذكر بعضًا مما جرى لي في العام الماضي، بمثل هذا الوضوح، الذي يذكر به الكابلي ناسًا وأحداثًا جرت له في الستينات، وما تلاها من عقود، بدقة عجيبة. تصور معي! تسمع منه أنه كان في ألمانيا في الثمانينات في منزل فلان الفلاني وأن العازف الفلاني، حين تحدثوا في الشأن الفلاني، قال كذا وكذا. كنت أستمتع بحديثه، فتستغرقني التفاصيل، ودقة الوصف، وسلاسة السرد، وتشويقه، وكأنني أقرأ رواية لماركيز، أو للورنس داريل.
    كنت أحس أنه كان يجد فينا السودان الذي افتقده. وكنا نجد فيه السودان الذي افتقدناه. فالكابلي، ولا مشاحة في ذلك، هو السودان، بكل ما فيه، مجسَّدٌ، بكل مكنوناته، في شخصٍ فرد. لقد جسد الكابلي السودان روحًا، وقيمًا، ومعرفةً عريضة بتاريخه، وثقافته. ومن المدهش حقا أن الكابلي لم يبلغ في الدراسة الأكاديمية أكثر من إنهاء مدرسة التجارة الصغرى، التي مدتها سنتان، انخرط بعدهما في الخدمة المدنية، في الجهاز القضائي. لكن، رغم ذلك، امتلك حصيلةً من المعارف بالغة السعة، بالغة العمق. يتحدث الكابلي في الفلسفة، وفي الدين والروحانيات، وفي تاريخ الفنون، وفي الأدب، وفي التراث، بتمكِّن الدارس المختص، المتمكِّن. ولا تحس منه، ولا للحظةٍ واحدة، "فهلوة" المتقحِّم، الذي لا يعرف سوى شذراتٍ، مستلفاتٍ، يستعرض بهن. لكن، لا غرابة. فمن يتأمل تكوين الكابلي في كليته يجد فيه روافد شتى. فهو هجينٌ اختلط فيه السودان بأفغانستان. وهو سليل سواكن، وثغر السودان الآخر، بورتسودان. وللمدن الثغور خيوطها التي تشدها إلى ما وراء البحار. وذلك ما جعله ينهل من منابع اللحون اليمينة، ومن بيئة البجا، وجوارها الإريتري. أيضا، هو من القلابات، حيث التماس الثقافي مع أثيوبيا، ووراء ظهره هناك تمتد بادية البطانة الشاسعة، بنمط حياتها وبمساديرها. كان الكابلي ابن المدينة الصقيل، وفي ذات الوقت، كان ابن القرية، بل، وابن البادية القح.
    (يتواصل)
    صحيفة التيار 15 ديسمبر 2021
                  

12-17-2021, 01:00 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)


    نعم د. النور حمد مثقف شامل.
    له التحية
                  

12-17-2021, 01:20 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    كتب النور في الحلقة الثانية من مقالاته عن الراحل المقيم الأستاذ عبد الكريم الكابلي:

    Quote: ذكرت له في تلك الجلسة أنني شاهدت الفيديو الذي وثق لزيارته لمنزل كبير الجمهوريين، الأستاذ، عبد اللطيف عمر في مدينة الثورة بأمدرمان. وأبديت له إعجابي بالقصيدة التي نظمها وتغنى بها في ذلك اللقاء، والتي سمعتها، حينها منه، لأول مرة في ذلك الفيديو. يقول مطلع القصيدة:
    دوَّارةٌ شمسُ الضحى على مهلْ
    في خطوِها المحسوبِ يندس الأجلْ
    من غاب عنها راضيًا فهو البطلْ
    وكنت حين سمعتها، وقد يكون هذا مجرد حدسٍ مني، لمحت فيها رمزيةً تشير إلى استشهاد الأستاذ محمود محمد طه. وذكرت له أنني استمعت الى كلمته القصيرة التي رد بها على الكلمة التي ألقاها، ترحيبًا بمقدمه، الأستاذ، عبد اللطيف عمر، في بداية ذلك اللقاء. قلت له أن مما شد انتباهي في مقدمته تلك، قوله أنه قرأ الأستاذ محمود. وأنه قد استخدم في معرض حديثه عن قراءته له تعبير: "وتجولت في رحاب عقله الفسيح". قلت له إن تعبيره هذا لفت نظري. ودلَّني على تذوُّقِهِ، وعمق استيعابه لما قرأ.


    تلك الجلسة لم تكن في منزل الأستاذ عبد اللطيف وإنما في منزل الأخ إبراهيم بركات. ويطيب لي أن أضع الفيديو لتلك الجلسة كاملا لمن يريد المشاهدة.



    Quote: جلسة الفنان عبد الكريم الكابلي مع الجمهوريين - مايو 1998
    12.592 Aufrufe • 05.05.2015 • جلسة إنشاد للاخوان الجمهوريين شارك فيها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بالحديث والغناء .. أدار الجلسة الأستاذ عبد اللطيف عمر وشارك فيها بالإنشاد عبد الله فضل الله وإخلاص همد.. عقدت الجلسة بمنزل إبراهيم بركات وسلوى نجم بامدرمان في مايو 1998..


    وهذه هي القصيدة "الأغنية" التي أشار إليها النور وقال أنه يظن أن الكابلي يقصد بها الأستاذ محمود:

                  

12-17-2021, 01:25 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: Elnour Hamad Page
    1 Tage ·
    عبد الكريم الكابلي: سُلَّمٌ تعليميٌّ متكامل (3 -4)
    د. النور حمد
    لم يتحرك مطرب سوداني في مساحةٍ بعرض المساحة التي تحرك فيها عبد الكريم الكابلي، من حيث فئة الأغنية، ولونيتها، وإيقاعها، ولحنها. استخدم الكابلي إيقاعاتٍ متنوعةً جدا. وطرق مواضيع مختلفة، وألف ألحانًا متباينة في طابعها. غير أنها جميعها حملت بصمته الخاصة، التي ميزته، بوضوح شديد، عن غيره. كان الكابلي أكثر جيل العمالقة تلحينا للأغاني المكتوبة باللغة الفصحى. ولو أخذنا من فئة العمالقة الكبار ثلاثةً، مثال: عثمان حسين، ومحمد وردي، ومحمد الأمين، لوجدنا أن الكابلي هو صاحب القدر الأكبر في تلحين وغناء شعر الفصحى. لحَّن الكابلي، من قصائد الشعراء السودانيين، مما أذكر، "إني أعتذر"، للحسين الحسن، ولحَّن له أيضا، "طائر الهوى". ولحَّن لشقيق الشاعر، الحسين الحسن، تاج السر الحسن، "آسيا وإفريقيا". ولحَّن لعبد المجيد حاج الأمين، نشيد الجامعة، الذي يقول مطلعه، "هبت الخرطوم في جنح الدجى". ولحَّن لحسن عباس صبحي "ماذا يكون حبيبتي". ولحن رثاء "سلمى"، التي يقول مطلعها، "أنا أبكيك للذكرى"، ولا يحضرني شاعر هذه الأغنية. ولحَّن لصديق مدثر، "ضنين الوعد". كما أنشد للناصر قريب الله درته المميزة، "أم بادر"، وللعباسي، "أرقت من طول هم بات يعروني". وهذا فقط مما علق بذهني من قصائد الفصحى السودانية التي انتقاها، ولحنها، وقام بأدائها.
    أما في الشعر العربي القديم، فقد لحَّن لأبي فراس الحمداني، "أراك عصيَّ الدمع شيمتك الصبر"، وللمتنبي، "مالنا كلنا جَوِيٍ يا رسولُ". كما لحن ليزيد بن معاوية، "نالت على يدها ما لم تنله يدي". ولحَّن في الشعر العربي الحديث، لعلي محمود طه المهندس، "الجندول وكليوباترا"، ولحَّن لعباس محمود العقاد، "شذى زهر ولا زهر". ولو تأملنا اختياره لقصائد شعر الفصحى؛ السوداني، والآخر العربي، مما جرت كتابته خارج السودان، في القديم، وفي الحديث، لدلَّنا ذلك على ذائقته الشعرية الرفيعة. لا يُلحِّن الكابلي غثَّ الكلام، ولا مُعتادَه، وبُدَهِيَّه، وفَجَّه، سواءً جرت كتابته بالعامية، أو بالفصحى. لقد كان ينتقى أجوده وأكثره تأثيرًا في "دوزنة" وتنغيم وجدان مستمعه. وعلى ذات النسق يسير الكابلي حين يكتب الشعر الغنائي العامي بنفسه، ليلحِّنه، ويغنيه. وهذا باب فريد أشار إليه فيه، الدكتور، عبد الله علي إبراهيم، في كلمته عنه، التي نشرها عنه قبل أسبوع، تقريبا. ولسوف تكون لي وقفهٌ قصيرةٌ مع الطابع الفريد للشعر الغنائي الذي نظمه الكابلي بنفسه، وهو كثير. فهو ذو نَفَسٍ، ونكهةٍ، ونمطٍ فريد.
    تميز الكابلي، أيضًا، على أقرانه، من جيل العمالقة، بغناء شعر الحماسة الشعبي، على إيقاع الدلوكة. فقد غني، "فرتيقة أم لُبوس لُوِّيْعَة الفرسان"، وغني "خالد ما ليك تنين"، وغنى "خال فاطنة"، كما تغنى ب "الزول السمح فات الكبار والقدرو"، وغنَّى مختلف مسادير البادية، مما لا يحضرني الآن. ولا غرابة، فقد كان الكابلي باحثًا واسع الإلمام بالتراث. وأهم من ذلك، كان ذوَّاقةً، رفيع الذوق، يعرف كيف ينتقي من التراث السوداني، الريفي والبدوي، الثر، أفضل ما فيه. وهذه من ميزات الكابلي الغريبة؛ فهو من أبناء الموظفين ساكني المدن، ولربما يصح أن نصف نشأته وحال أسرته، وتجربة عيشه المدينية بـ "الإفرنجية". غير أنه، مع ذلك، يتذوق شعر التراث البدوي، ويعرف غميس كلماته، وخفي ترميزاته وإيحاءاته. كما يعرف سير شعرائه، والثقافته الشعبية الساندة، التي تقف وراءه، وكأنه من أبناء البادية، الذين رعوا السوائم في رباها وسهولها، وصالوا، وجالوا، في ############اتها.
    غني الكابلي لعدد من كبار شعراء الأغنية العاطفية، السودانية، المكتوبة بالعامية، مثال: عوض أحمد خليفة، وعبد العزيز جمال الدين، وإسحق الحلنقي، والتجاني حاج موسى، وعبد الوهاب هلاوي، وغيرهم. غير أن بصمته الحقيقة، إنما تتجلى فيما قام بنظمه، هو، من شعر غنائي عامي. لقد أسس الكابلي، منذ بداياته الأولى، مدرسته الخاصة في نظم الشعر الغنائي. ويصعب جدًا أن يموضع المرء نظم الكابلي في شعر العامية الغنائي، فيما هو مألوف من ثيمات وأنماط التعبير، التي تتشاركها كثير من قصائد الأغنية السودانية. فأفكاره، وموضوعاته ورؤاه الشعرية، مختلفةٌ كثيرًا عن غيرها. كما أن للكابلي قاموسه الشعري، الذي يمتاز بفرادةٍ وأناقةٍ بَيِّنَتَيْن، وبتراكيب تعبيرية مبتكرة. لقد تطورت كتابة الشعر الغنائي لدى الكابلي، بصورة لافتة، عبر عقود تجربته الابداعية، التي امتدت لخمسين عاما تقريبا. فحين نتفحص نصوصًا مثل "أوبريت مروي"، و"سكر سكر"، و"الكل يوم معانا"، و"يا جار" و"زينة وعاجباني" وغيرها من نصوصه المبكرة، على جمالها ورقتها، ونقارنها بما جدَّ له في مجال الموضوع الشعري، وفي الأسلوب، تتضح لنا قفزاته المتتالية.
    لقد فصلت بين تلك النصوص الأولى، والنصوص اللاحقة، مسافةٌ كبيرة، من حيث ابتكار الموضوع الشعري، وقوة الشاعرية، وجودة النظم، ورقة مفردات القاموس، وجِدَّة نمط التعبير. فقصائد من شاكلة: "يا ستار علي من دورتك"، و"الليل عاد والشوق زاد"، و"مشاعر"، التي مطلعها "حسنك فاح مشاعر وعم الطيب فريقنا"، و"زمان الناس هداوة بال، وانت زمانك الترحال"، و"تاني ريدة وكمان جديدة"، و"حبك للناس"، و"شمعة"، و"يا شوق يا نغم"، وغيرهن، مما لا يحضرنني الآن، تتضح هذه القفزة الكبيرة. فهذه الفئة من نصوصه تمثل، بكل المقاييس، حالةً خاصة، قائمة بذاتها. فقد كان مبدعًا فذا، لا ينفك يتخطى نفسه، باضطراد. وما من شك لديَّ، أن تنميته الدؤوبة لقدراته، وتحديه المضطرد لنفسه، وتوسيعه المستمر لإمكاناته، أثر في ذائقة كل من عشق فنه. فقد ظللنا نَكْبُرُ معه، ثقافةً، وأدبًا، وذائقةً موسيقيةً. لقد كان الكابلي، لمن أحبه، وتعلَّق به، وتتبَّع مساره الصاعد، باستمرار، سُلَّمًا تعليميًا، متكاملاً، شديد الغنى، مبذولا للجميع، لوجه الله.
    يتسم نظم الكابلي بصورٍ شعريةٍ، فريدة، فيها، أحيانًا، من الطرافة، ما يجعلك تبتسم لدى سماعها. يقول المتصوفة: "المرء مَطْوِيٌّ تحت لسانه، فتحدَّثوا، تُعرفوا". أعني بذلك، أن قصائد الكابلي الغنائية، تعكس تكوينًا وجدانيًا متميزًا، ذا منحى صوفيا. وهو في صوفيته التي دسَّها في احترافه الغناء، متجاوز للصوفية التقليدية. فصوفية الكابلي ممتزجةٌ بثقافةٍ عصريةٍ واسعة، وبإلمامٍ ثرٍّ بمدارس الفنون، والآداب الحديثة. فأنت تجد فيها من التعبير، ما هو واقعي، وما هو انطباعي، وما هو رمزي، بل، وما هو سريالي. فمَنْ مِنْ ناظمي شعر الأغنية، خاطب المرآة الحائطية متسائلا، على هذا النحو:
    كلميني يا مراية
    شايفك طربانة
    حكوا ليكي حكاية؟
    ولا كنتي معايا؟
    ولا انتي بتقري، يا ماكرة ظنوني؟
    ولا شفتي الصورة، الشايلاها عيوني؟
    ولا يبقى أكيد، عاداكي غنايا؟
    ثم، مَنْ مِنْ ناظمي شعر الأغنية، كتب عن طلة أنثويةٍ بهيةٍ، عارضةٍ، بحُسْنٍ صاعقٍ، مثل هذا النظم:
    بنور وزهور وعطور، استلم المجالْ
    بصوت منساب، بنُّور، شبهو ناسْ قُلالْ
    بخفة روح عصفورْ
    وإبداعات خيالْ
    خلا قلوبنا طيورْ، وحال أرواحنا حالْ
    ثم، مَنْ مِنْ شعراء الأغنية خاطب شمعةً مشتعلة، بمثل هذا القول؟:
    تسكب من حياتا النورْ
    وترمز للأمل، وتدورْ
    وما عارفة الأمل مسحورْ
    وما قايلة المسافة دهورْ،
    تكمِّل ألف شمعةْ، وشمعةْ
    تسكب روحها مليون دمعةْ.
    ما هذا يا ترى؟ هل هذه رمزية، أم هذه سريالية، أم شيء نسيج وحده، لا بهذا، ولا بذاك؟
    تنقل الكابلي بين الغناء العاطفي الحديث، وغيره من أنماط الغناء. فقد قام، كما سلفت الإشارة، بتلحين نصوص الفصحى، ونصوص العامية. وقد نوَّع في نصوص الفصحى، بين ما أنتجه السودانيون، وما أنتجه الشعراء العرب. كما طرق بالتلحين والأداء، كما ذكرنا، أيضًا، شعر الحماسة الريفي والبدوي. ومع كل ذلك، لم ينس أن يكون له نصيبٌ معتبر في إعادة غناء قصائد شعر الحقيبة. ولقد كان له في هذا الجانب، القدر الأكبر بين مجايليه، من العمالقة، الذين أعادوا إنتاج أغنيةٍ، أو يزيد، قليلا، من أغاني الحقيبة، مثال عثمان حسين، ومحمد وردي، ومحمد الأمين. فقد نوَّع الكابلي انتقاءه من شعر الحقيبة. فقد غني لخليل فرح "ماهو عارف قدمو المفارق"، و"تم دور إدوَّر"، إضافة إلى "نحن، ونحن، الشرف الباذخ". كما غنى لمصطفى بطران، "دمعة الشوق". وغني لأبو صلاح، "وصف الخنتيلا"، وكذلك، غنى له، "يا من فاح طيب رياه"، وغنى لسيد عبد العزيز، "بت ملوك النيل"، التي ترنم في مقدمتها بأبيات ود الرضي القائلة: "يعاينن توبتي في كامن ضميري ويمحن". وغنى الكابلي من شعر الحقيبة غير ذلك، مما لا استحضر الآن. أيضا، تميز الكابلي على رصفائه بغناء أغاني زملائه. وقد بدا لي، مما لمحته في تجربته الغنائية، تعلُّقُه الكبير بمحمد عوض الكريم القرشي، الأمر الذي جعله يكثر من ترديد عددٍ من أغنيات عثمان الشفيع. كما ردد، أيضًا، أغنيات حسن عطية. هذا التشعب، والاشتباك المحمود، مع تجارب الرصفاء، واحدٌ من الأمور الدالة على سعة عقل الكابلي، ورحابة وجدانه، وسلامة نفسه، وسمو روحه. إن من أميز ميز الكابلي، أنه من ذلك العيار العالي من البشر، الذين لا ينافسون رصفاءهم، وإنما ينافسون أنفسهم، وكفى بتلك مَزيَّة.
    الكابلي، وما أنتج في حياته العامرة المثمرة، مثّل، بكل المقاييس، نظامًا تعليميًّا متكامل المنهج، له مراحله المختلفة. وهو نظام يرقى المتعلِّم في مراحله، مرحلةً، مرحلةً، ويجد فيه المتلقي، في كل مرحلة، عمقًا وسعةً أكبر. ولو قيل لي أذكر بعضًا من أهم من كان لهم أقوى التأثير على نموك الروحاني، والوجداني، والفكري، من السودانيين، لوضعت هؤلاء الأربعة على رأس القائمة، وهم: الأستاذ محمود محمد طه، والطيب صالح، ومحمد المكي إبراهيم، وعبد الكريم الكابلي.
    (يتواصل في المقالة الأخيرة)
    صحيفة التيار 16 ديسمبر 2021
                  

12-23-2021, 10:04 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: Elnour Hamad Page
    4 Tage ·
    عبد الكريم الكابلي: سُلَّمٌ تعليميٌّ متكامل
    (4 - 4)
    د. النور حمد
    برحيل عبد الكريم الكابلي تنطوي، أو تكاد تنطوي، الحقبة الوسطى من حقب السودان المستقل. هذه الحقبة الوسطى أعقبت سابقتها، التي بدأت بمؤتمر الخريجين، وانتهت بالاستقلال. وقد اتسمت هذه الحقبة الوسطى التي يمكن تسميتها بـ "دولة الأفندية والعسكر"، خاصة فيما يتعلق بالفشل في بناء الدولة، وفي التنمية والاستقرار السياسي، والعجز البنيوي وبالاضطراب، بل، وبالفشل الذريع في تحقيق الوحدة الوطنية. ويوشك فشل "دولة الأفندية والعسكر" هذه، أن يوردنا، في اللحظة المفصلية الراهنة، موارد الحتوف. نسأل الله اللطف والعناية. لكن، مع ذلك، اتسمت هذه الفترة المنقضية، بإشراقٍ كبيرٍ، في مجال فن الغناء، وفي مجال الفن التشكيلي، والشعر، والصحافة، وكرة القدم. أما في مجال الغناء، فقد كان عبد الكريم الكابلي أحد أبرز أعلامها.
    لخصوبة تلك الفترة أسبابها، وعلى رأسها حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي، النسبية، التي حققتها الإدارة الاستعمارية، في الفترة الممتدة بين ثورة 1924، وحتى استقلال السودان في يناير 1956. كان هناك أمنٌ شاملٌ واستقرار، وكان هناك أملٌ في المستقبل. ولعل صلاة سير دوقلاس نيوبولد من أجل السودان وأهله، التي حفظها الكابلي عن ظهر قلب، وكررها مراتٍ في لقاءاته وحفلاته، تحمل إشارة إلى فهم الكابلي للأثر الكبير لحالة الاستقرار التي رسخها البريطانيون وأثرت بقوة في مجالات الإبداع. ولقد سبق أن كتبت عن الأثر البريطاني على ازدهار ستينات القرن الماضي، في مقالتي الموسومة، "حقبة الستينات وتبديد ميراث البريطانيين". وهي مقالة جرى نشرها في الكتاب الذي حمل عنوان: "السودان في ستينيات القرن العشرين". وهو كتابٌ صدر عن مركز دال الثقافي، في عام 2018.
    بدأ ازدهار فن الغناء عقب أفول الدولة المهدية، وانمحاق نزعتها الطهرانية المتزمتة، وانقضاء حالة الاضطراب الأمنية، الذي سادت نهاياتها. ولقد استمر فن الغناء في التفتُّق والازدهار، بقوة الدفع الأولى تلك، حتى بلغ سبعينات القرن الماضي. ومع إحكام شمولية نميري قبضتها على البلاد والعباد، وبزوغ فجر الهوس الديني، بدأ مؤشر الرسم البياني للإبداع الشعري والغنائي والتشكيلي في الانحدار، متأثرا بما أصاب الدولة. فالفنون، والآداب، وبخاصة فن الغناء، إنما تمثل المولود الشرعي لأحوال الاستقرار السياسي والاقتصادي في حياة الشعوب. ولقد كانت هذه العناصر متوفرة، بقدرٍ معقولٍ، في فترة الإدارة البريطانية للبلاد. بل، إن هذه العناصر هي ما بدأنا نفقده، تدريجيًا، بمجرد خروج المستعمر. ولم يمض عقد ونصف من الزمان، عقب الاستقلال، حتى فقدنا كل ما ورثناه من البريطانيين. وهذا، كما سلفت الإشارة، مبحثٌ بكرٌ، في سوسيولوجيا الغناء، وفي سيسيولوجيا الآداب والفنون، عامةً، في السودان.
    وُلد عبد الكريم الكابلي في عام 1932. وحين نالت البلاد استقلالها، كان عمره 24 عاما. فهو بهذا، ابن تلك الحقبة. وما لبث الكابلي، حين ناهز الثلاثين، أن أضحى أحد أبرز نجومها البازغة. حينها، تناثر الأفندية في عواصم المديريات ومدنها. ونشأت مجاميع السمر، ونشأت العلاقة بين الأفندية والمغنين. فأخذ عدد من أشهر المغنين في التطواف على تلك المجاميع النخبوية، وكذلك، على سائر الجمهور. ومع منتصف القرن الماضي، تراجع شعر الحقيبة؛ بحِسِّيَّتِه التشريحية الغرافيكية لجسد الأنثى، وأخذ نمطه يخلي مكانه، تدريجيًا، لأنماط شعرية حديثة، ولموسيقى أكثر تركيبًا، وثراءً لحنيا. صاحب ذلك انتشار دور السينما التي عكست أساليب الحياة الحديثة فيما وراء الحدود. وبما أن الهوس الديني لم يكن أواره قد استعر بعد، مثلما جرى في نهايات حقبة نميري، إضافةً إلى ما تلا في فترة حكم الإنقاذ، فقد كان المناخ النفسي، السابق لهاتين الفترتين المضطربتين، رائقًا. ومن ثم، سمح بازدهار الفنون والآداب، وسائر الأنشطة التي تعكس ثقافة الشعب وحيوته الوجدانية. وقد شهد عقدا الستينات والسبعينات، من القرن الماضي، قمة الازدهار الغنائي.
    في الستينات، لمع في سماء الشعر، صلاح أحمد إبراهيم، ومحمد المكي إبراهيم، ومحمد عبد الحي، والنور عثمان أبكر، وعلي عبد القيوم، وعبد الرحيم أبو ذكري، وكمال الجزولي، وغيرهم. كما كان محمد المهدي المجذوب، المخضرم حينها، مستمرا في الإنتاج، ولكن بدفق حداثيٍّ جديد، أوجد به لنفسه مقعدًا في المركبة الجديدة، التي حملت من جاءوا بعده. أيضًا، كانت مدرسة الخرطوم في الفن التشكيلي، حينها، ملء السمع والبصر، في النطاقين العالمي والإفريقي. أما في مجال الغناء، فقد كان عقد الستينات هو عقد وصول الكابلي إلى كرسي عرشه المميز. كما شهدت الستينات لمعان نجوم فكرية وأدبية سامقة، مثال: جمال محمد أحمد، ومنصور خالد، والطيب صالح. وهي ذات الفترة التي أصبح فيها اسم الأستاذ محمود محمد طه على كل لسان.
    ساد الحقبة الغنائية الأولى، التي تبلورت نهايات الربع الأول من القرن العشرين، نمط الغناء المسمى "حقيبة الفن". فتسيَّد تلك الفترة كلٌّ من، كرومة، وسرور، والأمين برهان، وعلي أبو الجود، وإبراهيم عبد الجليل، وفضل المولى زنقار، وغيرهم. وقد مثل الرائد الكبير، إبراهيم الكاشف حلقة وصل، بين تلك الفترة، وما تلاها. فهو قد غنَّى على نمط الحقيبة، ثم ما لبث أن أحدث النقلة اللحنية البائنة، المصحوبة بالأوركسترا، وبالمقدمات الموسيقية التصويرية، واللزمات المبتكرة. ومشى على دربه في ذلك، عبد الحميد يوسف، وأحمد المصطفى، وعثمان حسين، وإبراهيم عوض، والتاج مصطفى، وعبد العزيز داؤود عبر ثنائيته مع برعي محمد دفع الله، والعاقب محمد حسن، وعثمان الشفيع في ثنائيته مع محمد عوض الكريم القرشي، وعائشة الفلاتية، ومهلة العبادية، ومنى الخير، وغيرهم. برزت في تلك المرحلة نقلةٌ أخرى جديدة، مثلها كلٌّ من: محمد وردي، وعبد الكريم الكابلي، ومحمد الأمين، وأحمد الجابري، وصلاح بن البادية، وأبو عركي البخيت، وزيدان إبراهيم، والبلابل، وثنائي العاصمة، وغيرهم. وبطبيعة الحال، هناك نجوم آخرون، مؤثرون، غير هؤلاء، لا يقل إسهامهم وصيتهم عن هؤلاء المبدعين البارزين، لكن لا يتسع الحيز لذكرهم، حصرا.
    أردت أن أخلص مما تقدم إلى القول، إن رحيل عبد الكريم الكابلي يمثل لديَّ، علامةً فارقةً من علامات انقضاء تلك الحقبة السودانية الزاهرة، التي أرى أنها قد كانت "فلتة"، وازدهارًا خارج السياق. ونحن نقف اليوم عند مفترق الطرق، بين حقبتين مائزتين في السياسة وفي الثقافة السودانية. حقبة شملت ثلاث مراحل، انطوت الآن أو تكاد. وحقبة جديدة نستقبلها الآن، لا تزال تُمْتَخَضُ في رحم الغيب. وتمثل ثورة ديسمبر التي لا تزال فصولها تتوالى، فجرها ومخاضها العسير، الذي لا نزال في بداياته. ومشوار هذه الثورة، فيما يبدو لي، حتى تدرك غاياتها، سيكون طويلا. من رماد دولة الأفندية، ومع بزوغ فجر حقبة المليشيات المجوقلة على "التاتشرات"، يخرج طائر الفينيق الشبابي بمليوناته، وقيمه الجديدة الطازجة، وبسالته الأسطورية، التي أخذت بمجامع قلوب العالم. يخرج الفتيان والفتيات بفطرة سليمة أبت أن تتشوه، مستعيدين من تحت ركامٍ كثيف، قيمهم الانسانية الكوشية الصوفية. صادحين بملامح موسيقى جديدةٍ مختلفةٍ، شكلتها ذائقتهم الكوكبية، ليبنوا بوجدانٍ جديدٍ، الحياة السودانية الطليقة، المشتهاة، فوق ركامٍ من الأباطيلِ والترهات البليدة. ولسوف تغرب شمس عصرنا نحن، الذي مثل الكابلي ورصفاؤه من المبدعين، حملة مشاعله، لتشرق شمسٌ جديدة.
    برحيل الكابلي ترحل بقايا تأثيرات الإرث الكلونيالي الممتدة في الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، التي انعكست على حالة الفن، على مدى نصف قرن، امتد منذ عشرينات القرن الماضي، حتى سبعيناته. إننا نودع الآن دولة الأفندية المضطربة، التي أفضت بنا إلى الارتداد إلى الخلف، والوقوع في براثن الهوس الديني، والشوفينية القبلية، والمناطقية، وأفضت بنا، في نهاياتها، إلى حقبة المليشيات المسلحة، وانعدام الأمن الشخصي، وادلهمام صورة المستقبل، وسيطرة اللهث وراء الضروريات، ونشوء مناخٍ نفسي خانق، وانسداد وجداني بليغ.
    يموت الآن، وببطء، موتًا مؤلمًا، عهدٌ مضطربٌ عقيم. في حين يولد بإزائه عهدٌ جديدٌ وضيءٌ، لمَّا تتضح ملامحه بعد. في منطقة الظلال هذه نودع المبدع العظيم، عبد الكريم الكابلي، بكل ما رمز اليه في تجربته الإبداعية الباذخة، وكل ما مثلته حقبته "الفلتة" هذه. قال الأستاذ محمود محمد طه، قبل عقودٍ طوالٍ، وهو يحكي بتفاؤل يقيني، عن مستقبل السودان وأهله، قائلا: "وسيكون يومنا خيرٌ من أمسنا، وسيكون غدُنا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". ولا شك عندي أن الكابلي، صاحب القلب الحي، الثائر، التائق، دوما، للجديد المثمر، قد سُرَّ سرورًا عظيمًا، وهو يشهد في خواتيم حياته الخصيبة العامرة، انطلاق هذه الثورة العظيمة. لقد قدر الله أن يفارق عبد الكريم الكابلي عالمنا هذا، وتجري مواراة رفاته في بلاد بعيدةٍ وبيئةٍ ثقافية غريبة. وهو ما جرى، من قبل، للشاعر الضخم محمد الفيتوري، الذي صور طرفًا من هذه الحالة، حين قال:
    في زمنِ الغربةِ والارتحالْ
    تأخذني منك وتعدو الظلالْ
    وأنت عِشقي، حيث لا عشقَ يا سودانُ، إلا النسور الجبالْ.
    وحين قال، أيضا:
    لا تحفروا لي قبراً !
    سأرقد في كلِّ شبرٍ من الأرض
    أرقد كالماء في جسد النيل
    أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
    مثلي أنا، ليس يسكن قبرا
    ألا رحم الله المثقف والشاعر والموسيقار والإنسان الخلوق النبيل، عبد الكريم الكابلي، وتقبله بين الصالحين المُجتبين الأخيار. فقد عاش حياةً خصبةً مثمرةً، تعدت تأثيراتها ذاته وأسرته ومحيط أقاربه ودائرة أصدقائه، لتملس حياة الملايين؛ داخل السودان وخارجه. فسلام على عبد الكريم الكابلي في الخالدين.
    صحيفة التيار 19 ديسمبر 2021
                  

12-23-2021, 10:56 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    سلام يا أخ ياسر.
    النور حمد كالغيث أينما وقع نفع.


                  

12-23-2021, 11:26 AM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Mohamed Adam)

    يا سلاااام د ياسر على البوست المفرح


    يا احمد ياسين لاحظ لتمكن الدكتور من العزف على العود مع الزمن الذي يقاس بالملي ثانية


    ياخ انا بعزف العود دا من سنة 76 لم اصل لربع ما وصل له هذا الفنان المثقف البارع

    تحياتي له عبر بوستك
                  

12-23-2021, 11:48 AM

walid taha
<awalid taha
تاريخ التسجيل: 01-28-2004
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: أسرارو المحاسن وخيالو الاماني ووصالو الشجون

    يا سلام ياخ

    ألف ورحمة ونور على روح الكابلي
                  

12-23-2021, 12:55 PM

محمد علي البصير
<aمحمد علي البصير
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5367

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: walid taha)

    تحياتي دكتور ياسر

    كل يوم يبهرنا هذا الرجل بضرب من ضروب الإبداع

    أداء اكثر من رائع وتجلى في تقديم أثنين من اصعب الأغنيات

    كنوز محبة من الأغاني الصعبة جدا من حيث الزمن الموسيقي
    لكن دكتورنا المبدع إجتاز هذا الأمتحان بنجاح وأجاد معه المبدع أسامة المبارك على الكمان
                  

12-23-2021, 01:20 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: محمد علي البصير)

    سلام الإخوة محمد آدم ومحمد الشيخ ووليد طه ومحمد علي البصير

    وشكرا لكم على المرور الأنيق

                  

12-23-2021, 06:46 PM

Amira Hussien
<aAmira Hussien
تاريخ التسجيل: 11-26-2016
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    يا الهى من تعبير الكابلى وانفعالو مع الأغنية الجميلة الحبيبة
    الرحمة والمغفرة لك حبيب الكل واستاذ الاجيال وفنان الفنانين
                  

12-25-2021, 09:15 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Amira Hussien)

    تسلمي يا أميرة وشكرا ليك على المرور والتعليق الجميل.


                  

12-25-2021, 10:07 AM

Amira Hussien
<aAmira Hussien
تاريخ التسجيل: 11-26-2016
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.النور حمد يغني لي كابلي في حضوره عندما ز� (Re: Yasir Elsharif)

    كان معروف عنه اعجابه بانشاد الجمهوريين
    رحمه الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de