كابلي ياضنيناً بالوعدِ-مصطفى بشار

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2021, 11:53 AM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كابلي ياضنيناً بالوعدِ-مصطفى بشار






                  

12-04-2021, 12:00 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كابلي ياضنيناً بالوعدِ-مصطفى بشار (Re: mustafa bashar)

    كابلي ياضنيناً بالوعد
    كتب : مصّطفى بشّار
    قدر الفنانون عندما يرحلوا، فأنهم يتركون خلفهم حزنًا مستديماً.
    وبرحيل فنان أو مثقف واحد، ترتحل ذاكرة أمة كاملة، وإرشيف إبداعي ،
    ومعيناً لا ينضب من الإبداع والتسامي والأمل.
    لانجهد نحن السودانيون أنفسنا في التوثيق المتراكم لكل خلجات ونفس،
    لهذا الفنان أو ذاك الكاتب، حتى تستبين لنا الحقيقة بعد ضحى الغد،
    كما هو عهدنا بالمشافهة المزمنة، التي اوغلت في جذورنا،
    وفي ثنايا مجتمعنا السوداني العزيز.
    ولعل قلق الفنان المزمن أن يرتحل معه في حياته الأولى،
    ولانسترشد أن نضمن هذ القلق بتفاصيله،
    لأنه الشحنة التي يتعبأ بها المبدع، حينا وآخر.وبعدها نستفيق على على حزن مؤجلاً، لانطيقه إلا على دفعات ، كهيئة أقساط غير مريحة، نقتطعها من حشاشات الأفئدة،لنتوازن من جراء الفقد المفاجيء .
    وقدر هذه البلاد الوسيعة ، أن تنطفيء كل جذواتها متقاربة،
    فنشهد رحيل مبدعي جيل كامل من التشكيليون والفنانون
    والمغنون والروائيون والقصاصون. ونفشل في إعداد
    أجيال بعدها كوقع الحافر على الحافر على أقل تقدير،
    بينما يتوالد العسس والمخبرين، تحت الأسِرّة ، وخلف النوافذ، وتحت الحصى!
    يسائلني شيطاني، لماذا يرتحل الفنانون وحدهم باكرا،
    وخازني البارود يرزلون في العمر؟ أنها مشيئة الله ياساري الليل!
    ، وأنه قد كتب لمبدعينا أن يرحلوا باكراً بزخم الإبداع،
    وليس بعمر السنوات! أن الأغنيات التي نسافر اليها
    في عيون من نهوى، لهي الأغنيات المفرحة،
    الفارطة في الحب والرضا البشرى، وبحولها تستقيم الأماني،
    وتنجلي البصيرة، ويخفق القلب الحزين،
    مبدلاً حالة النهجان إلى توق يعبر بنا جميعاً نحو الأمان
    وبروره الوسيعة. في (زحمة مشاعر، أغني ليك، لا. لا. ياجميل).
    في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وكنت في ذاك العهد صبياً.
    أحتشدنا جماعة كثيرة في منتصف سوق كوستي الكبير.
    وحولنا دكاكين وحوانيت، ومطاعم تنفرط من أقبيتها
    روائح الشواءات، والتوابل الحادقة، يمشي بيننا حمالون
    يجوسون خلال الديار وعلى ظهورهم جوالات خيش خشن،
    واشجار نيم حركت أغصانها زافرة غيظ الظهيرة.
    توقفنا جوار فندق قليل النجمات، ونحن نرقب اشخاصا غرباء،
    يحملون معازف نحاسية وابواق، وحقائب متدليات من على
    كتوفهم، مثلمايحمل فني المبيدات في الحقل رشاشته.
    ذكرني ذلك جدة لي يرحمها الله ،أنها رمقت رجالاً يرفعون معدات،
    كانت آلات ساكسفون، وابواق، وكلارنيت، وترمبونات،
    ممتدة تتداخل في بعضها البعض حال العزف عليها،
    مخرجة صوتاً غياظاً، شبيه بصرير باب مكتبي القديم،
    مما يحدوني لتثبيته بقطعة طوب. وملامحهم عابسة،
    يدحرجون في ضجر (دنب) طبول اسطوانية،
    ومكبرات صوت مربعة الشكل،
    حتى أنها قالت: ( الليلة ناس الجمكسين ديل ماشين وين؟
    أمام الفندق المتواضع، توقفت عربة، ترجل عنها شخص شديد البياض،
    يرتدي بدلة زرقاء داكنة، وربطة عنق حمراء في نهار
    غائظ كنهارات كوستي التي تعرفونها! وقد بدأ عليه إعياء قليل،
    من وعثاء سفر طويل، على طريق نصف مسفلت، وكثير الحفر.
    ورغم ما بدأ عليه من تعب، فإنه أفرج عن إبتسامةٍ واسعة وعريضة،
    وبصوت جهوري، وبتقعير قليل، وقال: شكراً ..شكرً!
    كانت تلك أول مرة أر فيها ذلك الفنان الباذخ الصوت،
    جميل الأداء. المسافر في مسامات عشقي الأول،
    بإغنياته الصادحة( حبيبة قلبي ، تفشى الخبر.
    شاع وعمّ القرى و الحضر).
    ولاتدركني نفسي الولهانة بشيطانها ، إلاّ حين يأت إلى فاصلة.
    (وأظني أقمت عليه الحصونا، وخبأته من فضول البشر).
    وأي فضول في ذاكرة مفضوحة ليلها كنهارها.
    وأي أنسان انا، الذي يشحذ بكارة اللحظة من فم مغنيها الرائع!
    وبعدها إزدادت سنوات الغضب على هذه الأرض المنيّلة،
    بنيلها الأبيض والأزرق، والأنهر الأخرى،
    فما ازداد هذا الفنان إلاّ حباً لهذه الأرض النجيبة.
    بغم من التراث، وأسال من عذوبة أدائه
    ( الشيخ سيرو. خمس أرادب عشاء.. خمس أرادب غداء).
    وفي ذاكرة طفولتي، إذا أظهر المعازيم ضجراً من نقص الوجبة،
    لأتى لهم أب العروس ب(لوري فته.. وسوزوكي شطة)!
    يافريد اللحون. ياغابة من شجن. يا أصفى ذكريات تخلدها الأغاني
    في الوجدانات المتعبة، وأنك. (أغلى من عيني. وأغلى من إبتسامة).
    المهم..فأنه في مساء ذلك اليوم الكوستاوي المطرز بالفرح العميم.
    صدح عبدالكريم الكابلي ، كما لم يصدح من قبل.
    ناس كوستي تعرفونهم جيدا للمرة الثانية! تقاطروا زرافات ووحدانا،
    نحو سينما كوستي. الباعة محتشدون بقصب السكر،
    وبائعات الفول والتسالي، الحاجزات لهنّ أماكناً مستديمة حول السينما.
    وبقايا أفلام. هندي ولانرجع. وبطل لايموت.
    ومواتر سوداء من نوع سوزوكي أبوعادمين.
    وعربات الباسطة التي دائما ماتجدها تنسحب
    على ثلاثة عجلات رغم انها اربعة!
    لم يتسن لنا دخول الحفل بسبب قيمة التذكرة،
    لكننا تحلقنا حول المبنى المضمخ بالأغنيات.
    وبين لحظة واخرى، تتنزل على مسامعنا (صولة) عربيدة،
    من ساكسفون او كمان. والحشود تتدافع كأننا سنتلقى اللحون
    بأفواهنا المشرئبة نحو حائط السينما المرتفع.
    إنبثت فوقنا غيمة لحون، مولولة ونافرة من شجون(
    ماهو الفافنوس.ماهو القليد البوص.ود المك عريس،
    خيلاً يجن عركوس. أحي ياعلى). كان في ليلته تلك قد مزمز الأغنيات!
    وكعادة الأحداث الكبيرة، بعدها يخرج الناس من الحفل.
    نحو استديو صلاح، أو استديو هوليود، ليوثقوا لتلك اللحظة التأريخية،
    بحضورٍ مؤتلقٍ، ببراق كاميرات عتيقة ذات الغرفة الأكورديونية،
    بعدها يطلب منك المصور الحضور لإستلام الصور بعد أسبوعين.
    تحسب الثوان، لإنقضاء المدة، لتشاهد ملامحك وانت مشرّباً بلحون كابلي!
    ولي أحدى قريباتي، إذ صدمت ذات مرةٍ،
    وما استفاقت إلاّ على صوت عبدالكريم الكابلي يصدح:
    ( أي صوت زار بالأمس خيالي.
    واشاع النور في دنيا الجمال. إنه صوتي أنا..)!
    وبعدها أدمنت صوته وكلمات أغنياته،
    واننا بعنا نفوسنا المتعبة، لتلك الآلات الحنونة،
    والكمنجات المتخذات مواضعهنّ كأخدان،
    بين الحنك وعظم الترقوة. مائلة يميناً ويساراً.
    والتوتر البائن على وجه العازف وهو يحزم أوتاره تارة،
    ويطلقها تارة أخرى على رقبة آلته.ويعمل فينا قوس كمانه
    فيردينا، شهيداً تلو الشهيد. ونصرع حين يعزف منفردا:
    سكر.سكر. وحاة عيني سكر. وأكتر. احلى نغم في منظر).
    وبعده تنهال علينا اللحون كالشظايا، وتخترق قلوبنا المنهكة
    من صدود الأحبة.( ياهاجر. ليك رسالة). وفي (عز الليل وانا مساهر).
    و(ياضنيناً بالوعدٍ. اهديتك حبي).
    وحين يجترنى الأسى، فأبتلع كبسولةً من عنده.
    (كيف يهون عندك خصامي؟) أو التي تليها.
    (ماخلاص نسيتنا وخليتنا). وحين يسافر به الود نحو الجزائر.
    (أغلى من لؤلؤة بضة. صيدت من شط البحرين).
    ويبقى في المكان نفسه( الموز روى)..
    وفي استغراقي الحق حالة ال(هاف دوز) half dose .
    فيعلق اللحن بأعلى تركيزه في حواشي دماغي.
    أننا نكيل احتراماً متزايدا، لهذا المبدع الذي غنى لنا
    وغنى لبناندونق الفتية، ولسوكارنو.
    ولأخت بلادي التي لم تكن لنا أختا أبدا.
    قد نعود في جزء ثان
    مصطفى بشار
    4 ديسمبر2021م





                  

12-06-2021, 10:44 AM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كابلي ياضنيناً بالوعدِ-مصطفى بشار (Re: mustafa bashar)

    فوق فوق
    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de