في المرة الأولى أتيت وخلفك جماهير الثورة- ولم يكن يعرفك أحد. كنت مغروفآ في أوساط المنظمات الدولية فقط- لم يكن الشارع يعرفك لكنه بالرغم من ذلك قام بمبايعتك- وطبعآ كانت سيئة الذكر "قحت" وإنتهازيوها يتقاسمون المقاعد ويملأون الفضائيات ضجيجآ غير منتج. وهكذا بدأت رحلة فشلك الكبير على المستوى الداخلي - فلم نرى بارقة أمل في اي تحسن لأي مرفق- رويدآ رويدآ أصبح البساط يسحب منك وضربت افوضى كل مرفق - رأينا وزراء يسافرون حول العالم دون ان يكون لك قول في ذلك التخبط. لم نرى سياسة خارجية واضحة المعالم - بالإضافة إلى إنفراط عقد الأمن - فرأينا تسعة طويلة تنهب المواطنين بالقرب من مراكز الشرطة ولم نرى اي تحرك يعيد الى الدولة هيبتها المفقودة. وإنتهت هذه الفترة بإنقلاب البرهان.
لتأتي الفترة الثانية- الكل كان ينادي بعودتك- إلا أن الفرق هذه المرة هو أن العالم الخارجي تتقدمهم أمريكا ربطوا إستمرار التعاون بعودتك إلى رئاسة الوزارة. بمعنى أنك كنت البطاقة الرابحة عند الأمريكان وبقية العالم ومصحوبآ بتأييد شعبي كبير وحراك ثوري كبير- فلماذا لم ترفع سقف المطالب؟ لماذا لم تحاول ان تجعل من هذه الفرصة طوق نجاة لما ظللت تقوله عن سعيك للوفاق بين الفئات المتصارعة. إن كان وجود العسكر ضرورة إقتضتها الظروف - كان عليك أن تطالب بتحجيم دورهم. وأن تسحب منهم كواردهم المالية - بأيلولة الشركات التي يسيطرون عليها لتكون تحت إدارتك وتحديدآ وزارة المالية وممثلين لك من مكتبك لمتابعة اوجه صرف تلك الأموال. كان عليك أن تصر على ان تكون وزارة الداخلية تحت إشراف رئاسة الوزارة بوزيرها حتى تستطيع تقديمه للمحاكمة حين يتم فتح ملف الشهداء والتحقيق في حوادث القتل المجاني الذي صاحب الفترة السابقة. كان عليك أن تصر على كشف التحقيقات حول فض إعتصام القيادة. كان عليك أن تصر على إنشاء المحكمة الدستورية كمرجعية يمكن اللجوء إليها حين تنتصب المتاريس في وجه العدالة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الشيخ سيد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست