|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
الرجل المضحك
والصف مستغرق في الطول إذ برجل في عمر من يكون له أحفاد .. وجه ساكن مع ابتسامة خفيفة كابتسامة مضطر .. عينان تخفيان ما لا يُعرف. وقف كذلك أمام أب راس .. نظر إليه نظرًا حادًّا ولكنه لم يطل الوقوف بل انقض وقبض عليه بكلتا يديه يفعل بهما الأفاعيل على جنبي بطنه، وانفجر الصغير في نوبات من الضحك أعجزته عن الاستغاثة. وأثناء هذا التهريج جلس الرجل واحتل مكانًا ولم يسأله أحد. ثم أتى شيخ يحمل عصا جد كبير دنا منه دنو معرفة وسلم عليه سلامًا خافتًا وأخرج هاتفًا وسلمه له وحكى له عن عطل ما .. تفحص الهاتف تفحصًا غير دقيق وقال له : - اذهب به إلى السوق. ثم ختم الشيخ قائلاً : - احشروني معكم. فأومأ له الرجل برأسه أن ادخل فدخل الشيخ بوابل من الاحتجاج على الأوضاع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
القائد المتبختر
وفي بعض من سكون تراءى بمحاذاة التراص رجل لا يخفى على مبصر، بين الستين والسبعين، عريض المنكبين عليه بقية من شباب نمر ضارٍ. ممزق في أطراف ثياب يطفو منها جيب واسع على القلب بدا منتفخًا بأشياء مستترة. يمشي بخطى شرفية وينظر إلى الأمام في خط مستقيم، وعلى شفته السفلى سفة عظيمة على قدره بارزة من العماري الأصلي الذي جادت به هذه الأرض الطيبة. يمشي متبخترًا وحُق له سلطان زمانه، من غيره يستحق هذا؟! إنه في عالم آخر في دنيا يدركها من يدركها. لم يُعن بصف الخبز ولم يعره أدنى اهتمام ولا أدنى سلام ولا حتى نظرة يتيمة ولا نظرة وداع. سار بتأن واختفى داخل الحي وبعد زمن قصير لاح سائقًا لتكتك بدراجة نارية ضخمة كمن يقول : مازلت قويًّا. ولم يلتفت للصف كأن لا وجود له فلم يأبه به راجلاً أيأبه به وهو قائد؟!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
الرائد الجديد
وفي خط النساء طرق السمع صوت إحداهن قالت لجارتها : - مرضها لا مرض مستشفى ولا مرض شيخ وإنما عليها حمل ثقيل. وجاءت امرأة ترتدي ليلاً في وضح النهار. وقفت عند البداية وقرأت بعينيها ميدان السباق بلا عجل واستشارت نفسها وجلست أمام المرأة العجوز كأولى بكل ثقة. وبعد أن استوت على العتب خرجن لها ثلاث نساء وأوضحن لها النظام وأمرنها بأن تجلس في آخر الصف الذي تطاول مطردًا واستقام واعوج واستدار في منحى الرجال أو النساء، وتناسلت منه تجمعات ومجموعات وحلقات وكل يحفظ مكانه وكل في أمر ما، وكثير منهم التزم الغوص في الصمت الآسر، وهؤلاء يتقاذفون نعل أحدهم ويتبادلون، وكانوا من كل الأعمار والأجناس، إنها الجمعية العامة لهؤلاء المواطنين في هذا الشارع. وتحت نار الانتظار وصل شاب متحدٍّ جلس وتقدم الرجال فارضًا نفسه فقيل له : - ألا ترى المصطفين قبلك؟ فأجاب آخر : - إن به مرض. وحين تكلم بان، وأكره الناس على أن يكون رائدًا جديدًا على مضض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
يا عبدالرحمن يا أخوي
شنو يتبع دي ؟؟
شحتفت روحنا .. كمل بالله .. خليتنا عشنا معاك القصة من أولا ..
وهسه جيت تعمل لينا فيها حكايات المسلسلات المكسيكية .. تقعد تمط فيها بي يتبع دي ..
هههههههههههه .. هات بالله الباقي بسرعة .. قبلي صف العيش ما يتطاول ويلحق حدودنا جهة سد النهضة ؟!
مودتي ،،،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
حصة واحدة
تأخر الموعد بانقطاع إمداد الماء مما زاد في الاحتشاد ولما دقت ساعة الاستحقاق حضر البائع وأمر بالرجوع إلى الوراء كي تفتح الأبواب وفي هذه اللحظة انكب وتدافع الجميع وكاد أن يختلط الأمر وتحل الفوضى وإذا بالرجل المتجهم حل بمحله الصحيح كمحارب قديم بعد أن أبعدته كثرة المخترقين، وقال بحزم : - كل هؤلاء دخلاء. وأشار إلى صف ثان موازٍ تكون في لمح البصر إلا أن الملاصق لحائط المخبز هو الأول وهو المعتمد. كنت في شغل بحراسة ثغري ولا أعرف كيف خرج من الصف الأول مع سرعة الحركة والمدافعة أغلب الدخلاء المتسللين بما فيهم المجنون وكان جزاءً عادلاً. أهي إحدى كرامات هذا الشعب؟! أم هي عبقرية الثورة عبقرية الثوار عبقرية الشعب المعلم؟! في اللحظة الحاكمة من التاريخ وفي معركة استغرقت على الأرجح دقيقة واحدة أو أقل ثبت أصحاب الحق حتى الأطفال وعلى رأسهم أب راس. هنا نجح مثال القيادة الجماعية في مجتمع التعدد فلا تواطؤ على المكيدة والظلم، فالكل له أهلية راشدة. وكانت العدالة حاضرة في صورة جميلة، ومتى ظهر عليهم مغامر بلا حكمة ليغتصب ما لا يستحقه تصدى له الجمع ورده. وكل واحد له حصة واحدة من الخبز معبأة في كيس بمائة جنيه في ذات الوقت وعلى الترتيب المقدر .. تناول أولنا حصته وجاء دوري وعلى أثر الانتظار لساعات سألت البائع طمعًا : - هل لي من حصة أخرى؟ فقال لي بأدب : - هل تستطيع أن تفسح الطريق حتى أرد لك الباقي؟ فكان اعتذارًا لطيفًا ولمت نفسي على ما يلطخ نفسي من جرأة ضالة وذهبت نادمًا أبحث عن مخرج لحرجي وأتسلى في قصص التراث.
عبدالرحمن السعادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصة في صف العيش المدعوم (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
العزيز صاحب السعادة
يعني صمنا صمنا وفطرنا على بصلة !! هههههههه كنت متوقع نوع من الجرجرة المحببة للنفس ، تلك التي درج عليها أديبنا الاعلامي الطيب عبدالماجد في يوميات علوب ..
كنت - ولربما كنا ، باعتبار الآخرين - أمني النفس أن تسطيل الجرجرة وتصبح عدة حصص وليس حصة واحدة حتى نستمتع أكثر بالقصة .. لكن يبدو أن الملل قد اجتاحك فقررت أن تخلص منها بضربة واحدة ، حتى لا تضطر لايراد عبارة (يتبع) فيتكاثر عليك (أعداء الجرجرة) ويتناوشونك بالممازحة الحلوة حتى تمتنع عن (يتبع) .
صراحة .. عفارم عليك .. أسلوب جميل وحكي راقي وظريف .. وخليتنا عشنا معاك حكاوي صفوف العيش حيث نحن محرومون من هذه الصفوف هنا في ديار الغربة .. وعوضا عنها لدينا صفوف الهواجس عند اقتراب موعد تجديد الاقامة حيث المقابل المالي للأسر المقيمة وكأني بها (جزية متطورة) .. أو تجديد الجواز حيث لا دفاتر للجوازات هنا .. ولا كائنات من وزارة داخليتنا تمر علينا لتساعدنا في الخروج من قمقم تجديد الاقامة المربوط بالجواز الساري المفعول .. بس تصور !!
والصفوف تتنوع وتطول .. ويبقى الأمل دوما في رؤية الضوء في نهاية النفق ، والذي أرجو أن يكون قريباً .
مودتي ومحبتي ،،،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
|