|
Re: الشفيع خضر:الانتخابات المبكره احدى حلول ا (Re: مدثر صديق)
|
إذا ما كانت المفوضيات القومية المستقلة المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية قد تكونت وأنجزت أعمالها. ليس بالضرورة كل المفوضيات، ولكن على الأقل مفوضية السلام، ومفوضية إصلاح المنظومة العدلية والقانونية، ومفوضية العدالة الانتقالية، ومفوضية المؤتمر الدستوري وصناعة الدستور، وبالطبع مفوضية الانتخابات. أما قبل ذلك، فهي دعوة لتجريب المجرب الذي أثبت فشله، كما انتهت إليه فترات الانتقال السابقة، وهي عملياً تعني نسف الفترة الانتقالية، ودعوة صريحة لاستمرار دوران الحلقة الشريرة كما ذكرنا..! لكن، وبالرغم من كل ذلك، وبالنظر إلى حالة الاستقطاب الحاد والعدائي بين القوى السياسية، نحن لا نرفض اقتراح الذهاب إلى الانتخابات كلياً، ولكننا نقترح أن نعدل فيه لنعيد طرحه بالتركيز على انتخابات المجالس المحلية. نحن نقترح وننادي بالبدء فوراً في صياغة القوانين والإجراءات اللازمة والضرورية لتنظيم انتخابات المجالس المحلية بمستوياتها المختلفة، في المحليات والأحياء. فهذه المجالس، بالإضافة إلى أنها تتعامل مباشرة مع قضايا المواطن المعيشية من أكل وشرب وصحة وتعليم وصحة بيئة وخدمات…الخ، فإنها أيضاً يمكن أن تلعب دوراً رقابياً، لا على المستوى المحلي وحسب، بل حتى تجاه مؤسسات الحكومة القومية والأجهزة الانتقالية المختلفة، بما في ذلك مجلسا السيادة والوزراء. ثم أن الانتخاب لهذه المجالس المحلية سيعتمد كثيراً على معرفة الناخب المباشرة بالمرشح وليس عبر حزبه، وأن الناخبين سيصوتون للمرشح الأقدر على خدمتهم، من وحي التجربة اللصيقة في الحي أو المحلية، غض النظر عن انتمائه الحزبي. هي باختصار تمرين أساسي في عملية بناء التحول الديمقراطي من القاعدة إلى أعلى. ومن تجربة انتخابات المجالس المحلية هذه، يمكن أن تتولد أفكار تساعد في بلورة أي النظم الانتخابية، على الصعيد القومي، أفضل لبلادنا في ظل واقع البلاد الاجتماعي والسياسي المعقد، الذي لايزال يعاني جراحات الحروب الأهلية والتوترات والنزاعات الاجتماعية والإثنية، وفي ظل الضعف البائن في أحزابنا السياسية المنهكة القوى، وحتى لا نستمرئ مواصلة ممارسة الكسل الذهني، فنهرع سريعاً لنسخ ولصق ، Copy and Paste، التجارب الانتخابية الممارسة والناجحة في بلدان أخرى، كتجربة وستمنستر مثلاً، التي لا تتلاءم مع واقعنا، وظل الفشل حليفها في كل المرات السابقة، ودائماً ما تتم مصادرتها ببديل كارثي.
|
|
|
|
|
|