|
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� (Re: Ali Alkanzi)
|
14-17 كنا نحسب الأمر مزحة، فقلتُ لها بعد العيد إن شاء الله، فأجابت: ولا ساعة. وقتها كنتِ يا خديجتي الصغرى، إنسان عادي لا يظهر عليك بأس أو مرض. كان دخولك المستشفى يوم الجمعة 9 سبتمبر 2016، ولم تخرجي من المستشفى إلا لقبرك في مقابر بري، الواقعة بالقرب من نادي الشرطة. عند غسل جثمانك، غسلتك بيديََ، الذي أسأل الله أن تكونا طاهرتان في ذلك اليوم وتِلكم الساعة. كان علي أن أتأمَلُكِ واللمس جسدك للمرة الأخيرة، بكيت من دواخلي وهطل دمعي، حتى ظننتُ أن ماء غُسْلُك من دموعي، في تِلكم الساعة، أحسستُ أني موسى وما أنا بموسى، لأنك يا خديجتي الصغرى القيتِ بي في يَمِ الحزن، فحرمتِ علي المراضع من بعدك، فلا أمرأة فرعون تراني لتُنْشِلَني من يَمِ حُزني، فلا أحد يبحث لي عن مرضعة، فهل لي مرضعة غيرك؟ّّ!!! كان دَمعي المتساقط على جسدك يَمٌ آخر، وأنا ارثيك لنفسي هامساً في أذنك: يا حبيبي القْام للرحيل، كيف تسيبني، دا كلام مستحيل، 15-17 Ne me quitte pas ll est paraît-il Des terres brûlées Donnant plus de blé Qu'un meilleur avril Et quand vient le soir Pour qu'un ciel flamboie Ne me quitte pas Je creuserai la terre Jusqu'après ma mort Pour couvrir ton corps D'or et de lumière Ne me quitte pas Ne me quitte pas Ne me quitte pas, لا تتركيني، بعد رحيلك تبدو، الأرض محترقة، لا تعطي قمحاً، حتى في أفضل الشهور أبريل، عندما يأتي المساء يبدو أن السماء تحترق، لا تتركيني، سوف أَحفر الأرض، حتى بعد وفاتي، لأغْمُرَ جَسَدُكِ، بالذهب والضوء، لا تتركيني، لا تتركيني، لا تتركيني، 16-17 كان عويل النساء، ومناحة من يُحِبك، وأَحَبِك، لا يصرفني عن التأمل في وجهك الصبوح، الذي ما زالت تزينه تلك الابتسامة، وكأني أراكِ قد رأيتِ موقعك من الجنة. فقد غسلتُ كثير من الموتي في المدينة التي أقيم فيها بدول الغرب، كلما كان هناك حوجة لجهدي، ولكن، يعلم الله ما غسلتُ جسداً مثل جسدك، فمن يراك يظن أنك في نوم سباتاً، ستنهضين منه بعد حين. الذي أدهشني أكثر، أن تشيعك لقبرك كان كأنه زفافٌ للملأ الأعلى، فرغم حرارة الطقس، فقد تم الصلاة عَليك بعد صلاة العصر، في مسجد لا يحب من دخله في تلك الساعة أن يخرج منه لبرودته، وخرجنا من المسجد إلى المَقَابر بجسدك المحمول على بوكس،
وكأنت السيارات التي تتابع الجثمان تسابق بعضها بعضاً، وكأن الحركة في شارع المعرض أصبحت اتجاه واحد، ففي دقائق معدودات كنا في مقابر بري الواقعة بالقرب من كبري كوبر، وكان قبرك عند مدخل البوابة مباشرة، وكأني أرى كل قبر هب واقفاً ليرحب بجسدك الطاهر، وكأن الله أراد لك أن تكون عند مدخل المقابر حرساً للمَوتى من خلفك، وليحمل الهواء لهم رائحة قبرك، وليشع فضل أعمالك عليهم أجمعين، ومن المدهش في زفافك إلى الجنان، أنه قبل أن يصل آخر المشيعين إلى المَقابر، كنا نحن خروجاً، 17-17 فَأنقضى تشيعك لِمثواك الأخير في دقائق معدودات، والله وتالله كنتُ ارْتدي جلباباً أبيض لم أر عليه أثر تراب، أو غباراً، رغم أني هبطتُ داخل قبرك حيث تتوسدين الثرى، إن الذي دونتُ في مَنَاحتي هذه، لهو حرف من كتاب، لهذا آن لي أن أقف بعد تذكري للحديث القدسي، عندما جاء جبريل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس، ثم قوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، لهذا ما عليَ إلا أن ادعو الله راضياً بقضائه: اللهم صلى على محمد وآل محمد، والحمدلله رضاً بحكمه وقضائه، اللهم طيب في قضائك نفسي، ووسع في مواقع حكمك صدري، وهب لي الثقة في أن أقر بأن قضاءك لم يجر إلا بمشيئتك، وأجعل شكري رضاً بقضائك، فإن الشريف من شرفته طاعتك، وإن العزيز من اعزته عبادتك، وأشهد أنك الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، برحمتك يا أرحم الراحمين، أرحم خديجتي الصغرى سماح، وحرم جسدها ووجها على النار، وأجعلها من الفائزين بجنة النعيم، وأجعل الخير كل الخير في ذريتها ذريتي، وذراري المسلمين أجمعين، والحمدلله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اعوام رحلت عن دنيانا خديجتي الصغرى | Ali Alkanzi | 09-28-21, 11:04 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-28-21, 11:13 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | نعمات عماد | 09-28-21, 11:13 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | علي عبدالوهاب عثمان | 09-28-21, 11:14 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | muntasir | 09-28-21, 11:16 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-28-21, 11:16 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-28-21, 07:12 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-29-21, 09:45 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-29-21, 10:16 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 09-30-21, 07:48 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-02-21, 07:09 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-02-21, 06:03 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-03-21, 08:38 AM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-03-21, 07:59 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | bakri abdalla | 10-07-21, 04:40 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-07-21, 09:38 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-07-21, 09:50 PM |
Re: في مثل هذه الساعة ١٢ و ٥دقائق وقبل خمسة اع� | Ali Alkanzi | 10-08-21, 05:18 AM |
|
|
|