مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2021, 08:42 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� (Re: عبد الحميد البرنس)

    نور البوست بحضوركم الكريم عزيزنا أبا جهينة


    قبالة أمي والآنسة "وكالة رويتر المحلية "، عند طرف السرير الموازي للحائط الخالي من النوافذ، وبينما فاطمة التي توسطت مجلسهن توشك أن تتكلم بالعبارة "ذات الدفع الرباعي الماحقة تلك"؛ كانت أختي الأصغر تحولت بالفعل إلى أذن فيل، وهي تعلن بظهرها المشدود وصدرها اليافع المندفع عن حرصها على متابعة أمر لا ترغب أن يفوتها منه شيء. لقد كانت الشقيقة نفسها، التي سأراها بعد مرور نحو الخمسين عاماً، تعظ النساء في أحياء المدينة، قائلة عند ختام كل خطبة وموعظة: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ".

    كانت أختي الكبرى القابعة عند الطرف الآخر تجاهد في اللحظة نفسها ما أمكن لطرد ذبابة خضراء لم تنفك طوال تلك الدقائق من الطنين حول رأسها والسير على صفحة وجهها كلما سكنت. "مطربي المفضل هو الموسيقار عثمان حسين"، قالت فاطمة أخيراً أخيراً بفخامة. تهللت إثر ذلك لسبب يعلمنه جيداً أسارير "وكالة رويتر المحلية"، في حين هبط على إناث الأسرة صمت قاتل أمكن خلاله سماع صوت دبيب أقدام نظرات الحسد الخافتة. ما أن عادت أمّي إلى رشدها قليلاً، حتى أخذت تفكر في كلمة "موسيقار"، ككلمة لغرابتها بدت لها للوهلة الأولى عصّية على النطق تماماً، لكنَّ صوت الجارة فاطمة ما لبث أن هوى بغتة من شاهق، مزعزعاً بقسوة هذه المرة يقين الإجابات السابقة، كاشفاً عن سعة إطلاعها "الدقيق" على ما يستجد من أحداث داخل ما كان يحلو لها أن تدعوه في كثير من الأحيان وقليل من الرأفة: "عاصمة دولة جمهورية السودان الديمقراطية"، قائلاً:

    "أحبّه لأنّه مطرب طلاب جامعة الخرطوم المفضّل"!

    كان الناس في تلك المدينة ينظرون إلى هؤلاء بوصفهم "ملائكة علوم الدنيا"، على حد تعبير ناظر المدرسة الأميرية، الذي تغيرت معاملته تجاه أمينة الفرَّاشة بعد أن التحق ابن شقيقتها بكلية التربية من نفس الجامعة، متناسياً بذلك وصمة العار التي أدركت ابنه "بسبب حمارتها هي" على وجه الخصوص، وإن لم يتزحزح الناظر قيد أنملة "نكاية في الحاج محمود" كما يروج البعض عن اعتقاده أن ما حدث "كان حتماً وراءه قرن الشيطان السابع".

    كان لوجود أسماء غريبة، مثل "هارفارد" و "السوربون" و "موسكو" و "أكسفورد"، على "يافطات" معلقة أعلى مداخل عيادات الأطباء الخارجية، سبب كاف لزعزعة ثقة المريض وإثارة مخاوفه الأبدية التي لا تأخذ في الهدوء إلا بعد قراءة اسم "جامعة الخرطوم" على يافطة العيادة. لقدا بدا الأمر في أحيان كثيرة كما لو أن الناس يرون خلف تلك الأسماء الأجنبية "مجهولة الأصل والنسب" حانوتياً لا طبيباً وأنه سيعمل عاجلاً أو آجلاً على توصيلهم إلى دار الفناء عند أقرب لمسة على موضع الداء. كان دخول طالب في تلك الأيام إلى "جامعة الخرطوم" بمثابة "الضمان العقاري" لأن يبدأ أهله في الاستدانة من أقرب بنك طوال سنوات دراسته الجامعية. باختصار، تكهرب الجو في الحجرة. لا نأمة هناك. لقد بدا من العسير تماماً على أمّي أن تمضي حتى نهاية الشوط وهي تخفي استياءها ذاك من اختيار أختيَّ لمطربين شعبيين رغم كونهما في "مقام" ابنة فاطمة الوحيدة: "أمل"!!

    ذلك ما يدعونه بكلمة: الخذلان.

    وتثاءبت "وكالة رويتر المحلية".

    ما لبثت فاطمة تتابع قراءة شيء ما من كتاب "ألف طريقة وطريقة لصناعة الحلوى". لكأنها لم تدرك قوة الزلزال الذي أحدثته كلماتها في نفوس "إناث الأسرة" اللائى أخذن ينظرن في اتجاهات الصمت المختلفة كما طائر ذبيح ذي ست أعين وثلاث رؤوس وهم واحد. لكل بداية نهاية. وقد تناهى صوتا "وكالة رويتر المحلية" وفاطمة طالبين الإذن بالانصراف في وقت واحد إلى آذان أمّي التي كانت قد وضعت رأسها منذ نحو الدقيقة ما بين كفيها وراحت تنظر في شرود إلى ما فوق طبلية الخشب القصيرة. هنا رمقتْ أمّي أختيَّ بنظرة معاتبة. ثم نهضت بدورها لكن بمثل تلك الابتسامة الشائخة لامرأة في الثلاثين. وشيعتهما وهي تودعهما إلى باب الحوش ومن هناك عادت بخطى أثقلها الصمت و"نذر الكارثة الدانية". لقد بدا ذهنها في تلك اللحظة منصرفاً إلى مكان بعيد لا يعلم إلا الله متى تعود منه؟ ولم تظفر أختاي ولو بكلمة منها طوال اليومين اللذين أعقبا ذلك المجلس.

    لقد بدا الأمر برمته خارج حدود الاحتمال أو التصور. أجل، ثمة شيء حزين أخذ حالاً يلوح في "الأفق القريب". شيء قد يجبر المرء على السير عبر دهليز النيران الذي لا يحتمل. قبل مغادرتها المجلس بوجه طافح فيما بدا لعيني أمّي بالغنائم و"الأسرار والأخبار الطازجة المثيرة"، أثنت "وكالة رويتر المحلية" بدهاءِ "ناقلة أخبار عملاقة تمخر عباب محيط النميمة" على ما أسمته "ذكاء فاطمة جارتكم الرهيب"، مؤكدة "في الحقيقة" أن "مطرب فاطمة المفضل قد خطف حقاً قلوب بنات العاصمة الراقيات"، والجارة فاطمة لم تصدق خبراً. وضعتْ رِجلاً على رِجل، ورويداً رويداً، شرعت في الانتفاخ مثل قاموس خال تماماً من كلمة "تواضع"، زارعة بمثل ذلك السلوك الذي لا يغتفر البذورَ الأولى لما قد سيقلب هدوء المدينة الصغيرة الوادعة رأساً على عقب، ولا رحمة.


    يتبع:






                  

العنوان الكاتب Date
مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح! عبد الحميد البرنس09-09-21, 09:27 PM
  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 06:28 AM
    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� النذير بيرو09-10-21, 11:13 AM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-10-21, 12:34 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� osama elkhawad09-10-21, 04:08 PM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 10:44 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 08:42 AM
          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 10:48 PM
            Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-12-21, 10:53 PM
              Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-14-21, 10:56 PM
                Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-15-21, 10:54 PM
                  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-21-21, 10:27 PM
                    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-24-21, 06:36 AM
                      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-26-21, 10:27 PM
                        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-27-21, 01:06 PM
                          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-28-21, 09:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de