الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدالعاطي في نقد النقد

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 12:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2021, 09:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48745

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� (Re: عبدالله عثمان)

    في نقد النقد : عادل عبد العاطي والفكرة الجمهورية (3) الإتهام المضلل بالسرقة من البهائية


    10:25 AM October, 03 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان -
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يلخص عادل عبد العاطي إتهامه للفكرة الجمهورية بأنها قد سرقت أفكارها من الديانة البهائية في خاتمة مقاله عن نفس الموضوع بقوله (وقد يسأل البعض لماذا استخدمنا مصطلح سرقة ولم نطرح مصطلح تأثر أو اقتباس. واقول هنا أن الحمهوريون يدعون أن فكرتهم جديدة كل الجدة وغير مسبوقة ،كما ان محمود محمد طه والجمهوريون لم يشيروا قط لمراجعهم الفكرية ومصدر أفكارهم ، وفي ظل هذا التطابق الكبير فإن الأمر يصبح سرقة ادبية لا غير) . ولو أحسن عادل عبد العاطي الإطلاع على الفكرة الجمهورية والديانة البهائية ، لما تورط في هذا الزعم .
    رجعت لمقال عادل عبد العاطي عدة مرات – حتى لا اظلمه – ووجدت أنه قد أغفل أو تغافل عن مجرد الإشارة إلى أن البهائية كدين جديد لا علاقة له بالإسلام ، لها كتابها المقدس الجديد ويسمى (الأقدس)، وله نهجه في العبادة، وله شريعته، في العقوبات، والمعاملات (راجع كتاب "الشيعة" الصادر عن الأخوان الجمهوريين والتي صدرت طبعته الأولى في فبراير 1983م – يمكن قوقلة الكتاب في موقع الفكرة الجمهورية) . في حين أن الفكرة الجمهورية تستمد كل علمها من (القرآن) وتعتقد بأنه كتاب الوجود الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . يقول الأستاذ محمود محمد طه (أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، وحياة محمد.. أما القرآن فهو مفتاح الخلود.. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن.. فمن قلد محمداً، تقليداً واعياً، فهم مغاليق القرآن.. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام.. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة) – راجع كتاب "اسئلة وأجوبة" الجزء الثاني لمؤلفه الأستاذ محمود محمد طه .
    ومن حيث منهاج العبادة في البهائية فإن (الصلوات عند البهائية تسع ركعات حين الزوال، والبكور، والآصال، والقبلة هي شطر مقامه في عكا، وقد أبطل صلاة الجماعة، إلاّ على الميت.. والحج إنما هو لمقامه بعكا، أو لمقام الباب.. والصوم عندهم 19 يوما، وقد جعل عدد الشهور 19 شهرا، وعدد أيام الشهر 19 يوما) راجع كتاب "الشيعة" الصادر عن الأخوان الجمهوريين).. على عكس منهاج العبادة المتبع في الفكرة الجمهورية والذي يقوم بكل تفاصيله على إتباع (طريق محمد) . إن مجرد تبني البهائية لكتاب مقدس جديد غير القرآن يبطل أي زعم زعمه عادل عبد العاطي بأن الفكرة الجمهورية قد سرقت أفكارها من البهائية . لماذا تسرق الجمهوريون أفكاره من كتاب البهائيين (الأقدس) وهي تستمد علمها من كتاب (القرآن) والذي هو (قدس الأقداس). وعن حقيقة القرآن كنص مقدس يقول الأستاذ محمود محمد طه (حقيقة القرآن .. ما هي؟؟ هي العلم المطلق .. وعندما تأذن الله أن يسرع الإنسان في معرفة المطلق نزله من الإطلاق إلى القيد، فكانت، في قمة القيد، الإشارة، وفي قاعدة القيد العبارة .. فأما العبارة فهي (الكلمة العربية) .. وأما الإشارة فهي (حرف الهجاء العربي) وأما حقيقة القرآن فهي فوق الإشارة، وفوق العبارة .. ولقد قال تعالى في ذلك: (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون * وإنه، في أم الكتاب، لدينا، لعلي حكيم) فاما قوله: (حم) فإشارة .. وأما قوله: (والكتاب المبين) فعبارة .. وكذلك قوله: (إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون ..) فإنه عبارة تفيد العلة وراء تقييد المطلق .. وأما قوله: (وأنه، في أم الكتاب لدينا، لعليّ حكيم ..) فإنما هو عبارة، تفيد، بقدر طاقة العبارة، عن حقيقة القرآن .. وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، بالتصوف) .
    وفقاً للفكرة الجهورية فإن كل ما أرادت السماء أن توحيه لأهل الأرض قد استقر بين دفتي المصحف ، لذلك فإن البشرية ليست في حاجة إلى كتاب جديد . هذه نقطة جوهرية في الفرق بين الفكرة الجمهورية والبهائية تجعل كل محاولة يقوم بها عادل عبد العاطي للربط بينهما بل والزعم بأن الفكرة الجمهورية قد سرقت أفكارها من البهائية ، إنما هي أمر يتجاوز المنطق و لايقوم على أي شواهد علمية مسددة . وسوف نتابع أدناه تفنيد النقاط الأخرى التي أوردها عادل عبد العاطي كدليل على سرقة الفكرة الجمهورية أفكار البهائية .
    يقول عادل عبد العاطي (يعتقد البهائيون بعدم انقطاع الرسالات والنبؤات والرجال المربين؛ ورغم انهم نشأوا كطائفة اسلامية الا انهم ما لبثوا ان انفصلوا كدين جديد يعتبر كل من الباب وبهاء الله من مؤسسيه او انبيائه- الجمهوريون ايضا لهم راي مشابه إن الاسلام يتكون من رسالتين أحدها فصلت في القرن السادس والثانية اجملت واتى القرن العشرون لتفصيلها ؛ وان الرسالة الثانية لها رسول هو (رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام ..) وبما إن مفصل الرسالة الثانية هو محمود وهو الذي تكلم وادعى الفهم عن القرآن فهو رسول هذه الرسالة الثانية. السؤال الذي يطرح نفسه الى اي درجة يمكن اعتبار الجمهورية كالبهائية دين جديد منفصل عن الدين الذي تطور منه؟؟) .
    لا يمكن أبداً اعتبار الفكرة الجمهورية دين جديد انفصل عن الدين الذي تطور عنه ، لأن الفكرة الجمهورية لم تدع إلى كتاب مقدس جديد أو نبي جديد ، كما فعلت البهائية . وقطعاً فإن الفكرة الجمهورية لا تعتقد مطلقاً كما يعتقد البهائيون (بعدم إنقطاع الرسالات والنبؤات) بالشكل الذي فهمه عادل عبد العاطي ، حيث أن لدى الفكرة الجمهورية ضوابطها في مقاربة موضوع النبوة والرسالة والتي تتسق مع نصوص القرآن والحديث النبوي . فإن النبوة بمعنى التلقي من الله عن طريق الوحي الملائكي قد تم ختمها بصريح نص قرآني لا مرية فيه (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) . والسر في ختم النبوة أن كل ما أرادت السماء أن توحيه لأهل الأرض قد استقر بين دفتي المصحف ، فليس هنالك أي أمر مستأنف من هذه الناحية . وقد إنفتح بذلك أمام البشر التلقي الكفاحي من الله عن طريق القرآن . ووفقاً لنصوص القرآن فإن البشرية موعودة بمجئ رسول (المسيح المحمدي) يظهر الإسلام على كل الأديان (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ويحقق السلام في الأرض . وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتفصل في هذا الأمر مثل (لو لم يبق من عمر الدنيا إلاّ مقدار ساعة ، لمد الله فيه ، حتى يبعث رجلا من آل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا) . ما يهمنا هنا أن موضوع (عدم إنقطاع الرسالات والنبؤات) ليس معلقاً في الهواء بالصورة التي ذكرها عادل عبد العاطي عن البهائيين ، وإنما هو محكوم بنصوص القرآن والحديث . فالنبوة بمعنى التلقي من الله عن طريق الوحي الملائكي قد ختمت بنبي الإسلام المعصوم . هذا لا يعني بالطبع بأن السماء قد تخلت عن أهل الأرض ، وإنما يعني بأن وسيلة إتصال أهل الأرض بالسماء تتم عن طريق التلقي الكفاحي من القرآن . عليه فإن النبوة قد ختمت ولكن الرسالة لم تختم ، بما أورنا من النصوص أعلاه عن مجئ المسيح المحمدي كرسول يدعو لأصول القرآن (يَوْمَئِذٍۢ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ لَا عِوَجَ لَهُۥ ۖ وَخَشَعَتِ ٱلْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا) .
    يقول عادل عبد العاطي (واحدة من مباديئ البهائية الرئيسية هي (التحرّي الشخصي للحقيقة وترك التقليد والتبعية) وربما سرق منهم الجمهوريون هذه الفكرة وعدلوها في ما يسمي بالشريعة الفردية وهي السير في التقليد حتى الوصول للاصالة والصلاة والعبادات الخاصة بكل فرد وأن يأخذ الإنسان كفاحا عن ربه) . إن فكرة الفردية هي فكرة جوهرية وأساسية في القرآن مثل (وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا) ومثل (لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ) ومثل (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) .
    كما أن التحري الشخصي للحقيقة وارد في الآية القرآنية (اتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ووارد في الحديث النبوي (إنما أنا قاسم ، والله يعطي .. .. ومن يرد به الله خيراً يفقهه في الدين.. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم، حتى يجيء أمر الله) والحديث النبوي (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم) . في الفكرة الجمهورية فإن النبي المعصوم هو معلم الشريعة والطريقة ، في حين أن الله هو معلم الحقيقة ((علم أسرار الألوهية)).. فمعرفة الحقيقة أو ما أسماه عادل عبد العاطي بـ (التحرّي الشخصي للحقيقة) تتحقق للفرد العابد عبر وسيلة التقوى ، وهذا الفهم مؤسس بصورة عتيدة في القرآن والحديث النبوي مما أوضحنا في النصوص الواردة أعلاه . فلماذا يأخذ الجمهوريون هذا الفهم من البهائية؟ .
    يقول عادل عبد العاطي (وقد يسأل البعض لماذا استخدمنا مصطلح سرقة ولم نطرح مصطلح تأثر أو اقتباس. واقول هنا أن الحمهوريون يدعون أن فكرتهم جديدة كل الجدة وغير مسبوقة ،كما ان محمود محمد طه والجمهوريون لم يشيروا قط لمراجعهم الفكرية ومصدر أفكارهم ، وفي ظل هذا التطابق الكبير فإن الأمر يصبح سرقة ادبية لا غير) .. أنظر لهذا التحامل غير الموضوعي (كما ان محمود محمد طه والجمهوريون لم يشيروا قط لمراجعهم الفكرية ومصدر أفكارهم) . في الحقيقة أن الفكرة الجمهورية يقوم أمرها على صريح العبارة وليس الإشارة .. وهي قد صرحت بلسان حالها ومقالها بأن مصدرها القرآن .. فهل يستقيم مثلاً أن تسرق الفكرة الجمهورية من البهائية وكتابها (الأقدس) واللذين برزا في القرن التاسع عشر ، بينما هي (الفكرة الجمهورية) قد استمدت علمها من القرآن المنزل في القرن السابع . وهو علم جديد كل الجدة وغير مسبوق . يقول الأستاذ محمود (إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل..) وإلا فليخبرنا عادل عبد العاطي ، على سبيل المثال ، من اين استمدت الجمهورية أو سرقت فكرة التفريق بين مقام الاسم (الله) ومقام الذات !!! وهل فرق أحد قبل الأستاذ محمود بين هذين المقامين .
    يقول عادل عبد العاطي (من اسس البهائية ( إطاعة الحكومة واجبة في كل الامور إلا في انكار العقيدة.) – ربما من هذا ايضا اخذ الجمهوريين تقيتهم حيث سكتوا عن عبود طوال 6 سنوات وايدوا نميري خلال 13 عاما ولم يعترضوا عليه الا عندما صادم عقيدتهم التي ترفض الشريعة المدرسية) . إن مقولة إطاعة الحكومة أو ولي الأمر واجبة ، مقولة سلفية ، ولها جذورها في تاريخ الصراعات الدينية والسلطوية داخل ما يسمى بالخلافات الإسلامية (بنو أمية وبنو العباس) ، حين إنحاز الفقهاء لحكام عصرهم . وقد رأينا كيف قام الفقهاء ورجال الدين السلفيون بترديد هذه المقولة عندنا في السودان ، في إنحيازهم لحكم عمر البشير . إن الأستاذ محمود والجمهوريين قد كانوا أصلب من قاوم الظلم ، منذ نضالهم ضد المستعمر الإنجليزي . وحين تآمر السلفيون في عام 1968م على الأستاذ محمود فيما عرف بمحكمة الردة ، رد عليهم بقوله (لقد كنت أول وأصلب من قاوم الإرهاب الاستعماري في هذه البلاد .. وقد فعلت ذلك حين كان القضاة الشرعيون يلعقون جزم الإنجليز وحين كانوا في المناسبات التي يزهو فيها الاستعماريون يشاركونهم زهوهم ويتزينون لهم بالجبب المقصبة المزركشة التي أسماها لهم الاستعمار (كسوة الشرف) وتوهموها هم كذلك فرفلوا فيها واختالوا بها وما علموا أنها كسوة عدم الشرف ولكن هل ينتظر منهم أن يعلموا؟ سنحاول تعليمهم .. والأيام بيننا .. اما امركم لي بالتوبة عن جميع أقوالي فإنكم أذل وأخس من أن تطمعوا في .. وأما إعلانكم ردتي عن الإسلام فما اعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالإسلام وسيرى الشعب ذلك مفصلاً في حينه .. هل تريدون الحق ايها القضاة الشرعيون؟ انكم اخر من يتحدث عن الإسلام فقد افنيتم شبابكم في التمسح بأعتاب السلطة من الحكام الانجليز والحكام العسكريين ، فأريحوا الإسلام ، وأريحوا الناس من هذه الغثاثة) .. وسوف نخصص حلقة من هذه الحلقات للحديث عن موقف الفكرة الجمهورية من الأنظمة الوطنية التي حكمت بعد جلاء الاستعمار وذلك بغرض تفنيد إتهام الجمهوريين بالتقية وطاعة الحكومات التي أشار إليها عادل عبد العاطي أعلاه .
    يقول عادل عبد العاطي (من أسس الديانة البهائية (ردم الهوة الساحقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وايجاد الحل الروحي للمسألة الاقتصادية.) – من هنا غالبا اقتبس محمود محمد طه فكرة الاشتراكية الديمقراطية والتي ربطها مع الحرية الفردية المطلقة. هذا كله سوًقه محمود باعتباره هو الاسلام ، اي قدم حل روحي آخر لقضايا اجتماعية دنيوية) . لقد تحدثت الفكرة الجمهورية عن مفهومي الاشتراكية والديمقراطية بشكل علمي ، وليس مجرد الفهم المعمم مثل ما أورد عادل عبد العاطي أعلاه (من أسس الديانة البهائية (ردم الهوة الساحقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وايجاد الحل الروحي للمسألة الاقتصادية) . وقدمت الفكرة الجمهورية تعريفاً علمياً لكل من الاشتراكية والديمقراطية (انظر كتاب الرسالة الثانية من الإسلام) . فلماذا يقتبس الأستاذ محمود محمد طه فكرة الاشتراكية والديمقراطية من البهائية ، خاصةً أن ما قدمته الفكرة الجمهورية من تعريف علمي لهما يتجاوز غموض الطرح البهائي عن ردم الهوة بين الفقر والغنى . ثم إن الفكرة الجمهورية استمدت أفكارها الخاصة بالديمقراطية والاشتراكية من القرآن ومن ثقافة العصر (انظر كتاب الرسالة الثانية من الإسلام)
    يقول عادل عبد العاطي (من اسس الديانة البهائية ( المساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل (جناحي طير الإنسانية) فبدون هذه المساواة لا يرتقي هذا الطير إلى معارجه السامية.) – نجد ايضا محاولة لطرح المساواة بين الجنسين في الفكرة الجمهورية الا انها محاولة عرجاء حيث تقوم على التلفيق فتسمح مثلا بتعدد الزوجات للضرورة مع زعم محمود ان الاصل هو الزواج الفردي. البهائيون هنا اكثر تقدما عن الجمهوريين الذين يظنون ان المراة اقل قدرا من الرجل حتى على المستوى الوجودي، فهي في سيرها تجاه مرحلة الاصالة عليها أولا ان تصل لمقام الرجل ثم تسير بعد ذلك لمرحلة الأصالة). سوف نفرد حلقة في ردنا على عادل عبد العاطي عن موضوع المرأة ، نرد بها على نقده لموقف الفكرة الجمهورية تجاه قضية المرأة . ولكننا هنا نكتفي بالرد على عباراته أعلاه عن سماح الفكرة الجمهورية بتعدد الزوجات للضرورة . هل قرأ عادل عبد العاطي النص الآتي من كتاب (خطوة نحو الزواج في الإسلام) عن الضرورة الملجئة للتعدد (ينص في العقد أنه لا يصح تعدد الزوجات إلا لضرورة قصوى، كالعقم، أوالمرض الذي لا يرجى منه شفاء، مثلاً .. ولا يقع إلا بعد إستئمار الزوجة المضرورة، وإلا بعد تدخل الحكمين، اللذين عليهما أن يراجعا الزوج، إذا رأيا ذلك .. وللزوجة أن تطلق نفسها إذا لم تقبل في زوجها مشاركة) .. إن الأصل في الزواج وفقاً لكتاب (خطوة نحو الزواج في الإسلام) هو عدم التعدد ، وأن تكون العصمة في يد الزوجة كما هي في يد الزوج . لذا فإن الحالات الشاذة مثل العقم أوالمرض الذي لا يرجى منه شفاء هي حالات شاذة ، تؤكد القاعدة العامة لعدم التعدد أكثر مما تنفيها . ثم ما هو رأي عادل عبد العاطي في ما أشار له عضو منبر سودانيز أونلاين (مازن سخاروف) بأن مؤسس الديانة البهائية نفسه قد عدد وتزوج أكثر من إمرأة ؟ . كما أن عقد الزواج حسب كتاب (خطوة نحو الزواج في الإسلام) يحفظ للمرأة حقها في ممارسة حق العصمة وطلب الطلاق إذا لم تقبل في زوجها مشارك. إن حديث عادل عبد العاطي عن أن المرأة في (في سيرها تجاه مرحلة الاصالة عليها أولا ان تصل لمقام الرجل ثم تسير بعد ذلك لمرحلة الأصالة) ، هو تخبط وسوء فهم للفكرة الجمهورية ، فمن أين أتى عادل عبد العاطي بهذا الفهم . وكما أسلفنا سوف نرد عليه في حلقة كاملة تخصص لقضية المرأة .
    يقول عادل عبد العاطي (من أسس الديانة البهائية (الإيمان والاعتراف بوحدانية الخالق و وحدة الالوهية، وبوحدة البشرية، وبأن أصل الأديان ومنبعها واحد.) – وحدة البشرية ووحدة الالوهية هي تعبير ملطف عن وحدة الوجود والتي أيضا يؤمن بها الجمهوريون وان كانوا لا يقولون بها بشكل واضح. هذا التشابه بالتأثر بالصوفية وأفكارهم عن وحدة الوجود مع عدم الجهر بهذه الفكر يمكن أن يكون عاملاً مشتركاً أو فكرة مسروقة من البهائية). لقد تحدثت الفكرة الجمهورية عن وحدة الوجود بشكل اتسم بالوضوح وارتقت بهذا المفهوم إلى قمة شماء لم تبلغها كتابات الأقدمين . أما قوله (هذا التشابه بالتأثر بالصوفية وأفكارهم عن وحدة الوجود مع عدم الجهر بهذه الفكر يمكن أن يكون عاملاً مشتركاً أو فكرة مسروقة من البهائية) . من أين لعادل عبد العاطي عدم جهر الفكرة الجمهورية بوحدة الوجود ، وكيف عرف أن الفكرة الجمهورية تؤمن بوحدة الوجود إذا لم تكن قد جهرت بها . وإذا كان هنالك سرقة لفكرة (وحدة الوجود) أليس من الأولى أن تسرقها الفكرة الجمهورية من التصوف الإسلامي ، والذي كان له وجود قبل الديانة البهائية !!
    يقول عادل عبد العاطي (من مباديء الديانة البهائية (تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول.) – ربما من هذه تم اخذت الطائفة الجمهورية فكرتها عن الحكومة العالمية). الفكرة الجمهورية لم تأخذ فكرتها عن الحكومة العالمية من مجرد إشارة غامضة في مبادئ البهائية عن محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول ، و، وإنما أخذتها من اعتبارات حكم الوقت وذلك للأسباب التالية :
    أولاً : الإسلام كدين هو دين كوكبي يخاطب كل البشر من حيث هم بشر ، وقد بشر بأنه سيقيم في الأرض دولة للعدل تنصف المستضعفين (نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ) .
    ثانياً : لقد توحد العالم اليوم جغرافياً ، حيث أن (تقدم المواصلات الحديثة، الذي يحاول باستمرار أن يلغي الزمان والمكان، قد جعل هذا الكوكب أضيق من أن تعيش فيه بشرية منقسمة على نفسها شاكة السلاح متحاربة). لذا فإن العالم يحتاج إلى نظام كوكبي يحقق السلام في الأرض .
    ثانياً : إن العالم اليوم يحتاج إلى فلسفة اجتماعية قادرة على حل التناقض الرهيب والمريع بين الطاقات الكبيرة للمجتمع الكوكبي الراهن وعجز أنظمته الاجتماعية عن استيعاب هذا الطاقات ، وهو حل كما أسلفنا لن يتوفر إلا لفلسفة تملك أن توفق بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة ، بالشكل المطروح في الفكرة الجمهورية ، وهو ما عجزت عن تحقيقه كل من الرأسمالية والاشتراكية في تجلياتها التاريخية المعروفة .
    كل النقاط المذكورة أعلاه ، تستوجب قيام حكومة عالمية في المستقبل تحقق السلام في الأرض ، وتحل التناقض بين الفرد والجماعة ، تحقيقاً للبشارات الدينية واليوتوبيا الأرضية التي حلم بها الفلاسفة والشعراء والفنانون وذوو الحس الإنساني الرفيع منذ أن نشأ الإنسان في الأرض .

    يتواصل نقد النقد في الحلقات القادمة .






                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدالعاطي في نقد النقد عبدالله عثمان09-04-21, 06:21 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� عبدالله عثمان09-04-21, 06:21 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� كمال عباس09-04-21, 06:27 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� Yasir Elsharif09-05-21, 08:39 AM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� كمال عباس09-05-21, 02:08 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� عبدالله عثمان09-10-21, 02:02 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� Yasir Elsharif10-04-21, 09:29 AM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� Yasir Elsharif10-12-21, 06:26 PM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: ابونورة / عادل عبدا� محمد الزبير محمود10-13-21, 05:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de