|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
سفة في السلك انا سعيد جدا بالجدل الدائر الان حول سفة الاستاذ خالد سلك, والتي تعاطاها على الهواء الطلق وأمام عدسات الكاميرا في برنامج كباية شاي الذي يقدمه الصحفي الأستاذ عثمان ميرغني, وهي في حقيقة الأمر لا ترتقي الى مقام السفة, وتسمى شنقة في عرف السفافين او المتعاطين للتمباك, وهي دائما ما يقوم بها صغار السن أو المبتدئين حديثا في التمباك, ام السفة هي التي تكون في الشفة السفلى وهي اكبر حجما ودائما لديها ارتباط وثيق بالحقّة والوقار وكبار السن. هذا النقاش المحتدم يدل على أن الثورة السودانية انتصرت وعبرت على الصعيد النظري, بعضهم يطالب الأستاذ خالد بالاعتذار عن هذا السلوك الشائن المقزز والبعض الآخر ذهب بعيدا وطالبه بالاستقالة, باعتبار أنه يشغل منصب حكومي وكان ينبغي أن يكون قدوة حسنة خصوصا للاطفال, وفي حقيقة الأمر هذا النقاش يشبه النقاش الذي كان دائراً إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاخيرة, حينما اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب باقامة علاقة خارج اطار الزواج مع السيدة ستورمي دانيال, كان الجدل نفسه دائرا عن أخلاقيات ترامب وعن عزله وعدم أهليته للترشح للمنصب مرة أخرى, والجدل نفسه الآن دائرا في وسائط الإعلام الامريكية, وهذه المرة بخصوص حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو, والذي بدوره هو الآخر متهم بالتحرش بعدة نساء, خاض الشعب الأمريكي هذا الجدل عالي المستوى والذي يشبه جدل (الفايقين) بعد أن حسموا كل قضاياهم من مأكل ومشرب وملبس وطرق داخلية وتعليم ونظام رعاية صحية وقضاء ونظام حكم وديمقراطية وليس لديهم دعمجية, ولكن ما لا افهمه كيف ينصرف جزء مقدر من الشعب الفضل الى هذا الجدل ويتركوا الجدل في قضاياهم الاساسية, بربكم ايهما احق بهذا الجدل الباذخ, سفة سلك ام البرجوبة في شوارع المدن بلا استثناء, سفة سلك ام اكوام الوسخ حتى في قلب عاصمتنا المثلثة, سفة سلك ام الرشاوي على الطرق السريعة والتي أصبحت وكأنها رسوم مقننة, سفة سلك ام صفوف الرغيف والبنزين المتطاولة, كلما قلنا خبت خرجت إلينا بذيلها الملتوي, سفة سلك ام الحفر على الطرق السريعة والتي تأقلم السائقين معها, سفة سلك ام الغلاء الفاحش في كل السلع الضرورية وغير الضرورية, حتى المناسبات أصبحت بسلطات بيضاء وذلك للغلاء الشديد في سعر الطماطم, فأصبحت الطماطم غذاء الملوك, سفة سلك ام الدمازين التي خرجت عن الخدمة تماما في لحظات بسبب فيضان النيل على الطريق السريع فأصبح كيس المكرونة من مئة واربعين الف الى نصف مليون جنيه بين ليلة وضحاها, اتركوا خالد سلك في حاله يتعلم السفّ على الهواء, فإنه كان له أخ يسف ظلط الانقاذ الغربي بأكمله ولا أحد يطالبه بالاستقالة او الاعتذار.
|
|
|
|
|
|