|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
قصص من أرض البل في الطريق - 3/50
كنت في رحلة سفر من مدينة الأبيض الى مدينة الدمازين, بينما نحن في الطريق تعطل بنا الباص في نواحي مدينة كوستي بقليل, نزل اغلب المسافرين, بقي في البص أعداد قليلة من الركاب, قضى معظم الرجال حاجتم من التبول في العراء عندما نزلوا من الباص, كانت بجانبي تجلس فتاة وامها واهلها, نزل أهل الفتاة وأمها وهي كانت باقية في البص, يبدو ان امها ومعها نسوة كبار في السن قد قضين حاجتهن على مبعدة من البص, الا البنت كانت تجلس مذهولة مزنوقة, جاءت اليها امها وانا اسمع في حديثهم وهي تقول لها: "عليك الله يا رقية قومي, الشجر كثيف ومافي زول بشوفك", رفضت البنت احاح أمها و تمترست وهي تحبس بولها, شعرت باشفاق على حالها, ثم تساءلت… هل من حلول لمشكلة قضاء السيدات لحاجتهن عند السفر أو عند تعطل العربات السفرية أو توقفها؟ لماذا لا تلزم الحكومة أصحاب البصات السفرية بحمل سواتر متحركة تساعد النساء في قضاء الحاجة عند السفر؟ أو حمل حمامات متحركة؟ أين نشطاء منظمات المجتمع المدني؟ لماذا لا تدافعون عن حقوق السيدات في الحصول على حمامات مريحة أثناء السفر؟ او على اقل تقدير بناء حمامات عامة على طول الطريق السريع, بحيث لا يبعد الحمام عن الاخر اكثر من المسافة في تقطع في نصف ساعة او نحوها, لا أعتقد بأن الأمر مستحيل ويمكن تطبيقه بكل سهولة اذا توافرت الارادة. ومن الأشياء الملاحظة عند البصات السفرية هي عدم وجود أحزمة الأمان, تحسست حزام الأمان لاربطه في مقعدي, ولكنني لم اجده, وعندما نظرت الى اسفل الكرسي وجدته مقطوعا, وتبين لاحقا أن البص كله لا يوجد به حزام امان واحد, استغربت من الأمر, جاء الكمسنجي بجانبي ثم سألته في اندهاش, ليه قطعتوا أحزمة الأمان, قال بكل عفوية بتضايقنا في نظافة البص. دور الحكومة: الحكومة ميتة سريريا فيما يختص بسن القوانين والنظم واللوائح المنظمة لعمل البصات السفرية, كان يفترض أن لا يصدق لأي بص سفري عابر للولايات ليس به أحزمة أمان, العدد المهول في القتلى والمصابين عند وقوع حوادث السفر هو سببه الأساسي غياب أحزمة الأمان ومن ثم رداءة الطريق, من هنا اناشد الحكومة ان تقوم بدورها او تستقيل ان عجزت عن القيام به, دافع الضرائب يستحق الحماية والدفاع عنه, أصحاب البصات بشر لا يأتون إلا عن طريق تطبيق القانون وفي حالة غيابه يصبح الناس ذئاب تسود شريعة الغاب.
|
|
|
|
|
|