أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاطي من الأراشيف والمكتبات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2021, 02:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاطي من الأراشيف والمكتبات

    01:02 PM August, 05 2021

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سلام للجميع وتحية للأخ عادل عبد العاطي.
    هذا البوست لرصد وإعادة نشر لأوراق ومقالات وبوستات وروابط أظن أن كثيرا من مرتادي المنبر الآن إما أنهم لم يشاهدوها من قبل أو أنهم قد نسوها بفعل الزمن الذي يقترب من العشرين سنة.
    البداية من هذا البوست في مكتبة عادل بسودانيز أونلاين وبتاريخ 19 يناير 2003:
    عدد جديد من مدارات فى ذكرى استشهاد الاستاذ محمود عدد جديد من مدارات فى ذكرى استشهاد الاستاذ محمود

    وكانت هذه مداخلتي:
    Quote: العزيز عادل عبد العاطي

    تحية ود ومحبة وتقدير

    وأنت تحتفل بهذا العدد في يوم حقوق الإنسان العربي، الذي يوافق يوم مقتل الأستاذ محمود

    أهنئك على اختيار مواد العدد. وأكثر ما أعجبت به هو إيرادك لخطاب الأستاذ محمود للدكتور توريز بوديت ..

    ما أحوج البشرية اليوم إلى السلام..

    وإلى الوحدة العالمية

    وإلى التراحم والمودة

    بدل الإرهاب أوالحرب على الإرهاب


    لقد تذكرت كتاب القراي الذي اسماه

    الجهاد أم حرية الاعتقاد

    وأرجو أن أتمكن من نقل بعض فقراته في هذا البورد ..


    وكان هذا تعقيب عادل عليها:
    Quote: العزيز ياسر

    اعتقد ان الخطاب المذكور سابق لاوانه بنصف قرن على الاقل ؛ ولا تزال بعض مفاهيمه جريئة ومتقدمة حتى بمعايير اليوم

    اعتقد كذلك ان فى كتابات الاستاذ الاولى كثير من العبقرية وسبق الاحداث ؛ واتمنى ان اعود لتفصيل ذلك فى احد الايام

    عادل


    لقراءة المقال من موقع الفكرة يُرجى نسخ الرابط التالي ووضعه في محرك البحث:

    https://www.alfikra.org/chapter_view_a.php؟book_id=26andchapter_id=8andkeywords=%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%B2+%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%AAhttps://www.alfikra.org/chapter_view_a.php؟book_id=26andchapter_id=8andkeywords=%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%B2+%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%AA

    إعدادالإنسان الحر
    خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو

    الخرطوم – 1953 – جريدة صوت السودان.






                  

08-05-2021, 02:10 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)

    دي على وزن شيطنة الكُتاب ولا شنو يا دكتور 😂😂
                  

08-05-2021, 02:12 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: muntasir)

    دي ضربة البداية
    الجمهوريين عايزين يشيطنو عادل عبدالعاطي

    و عادل عبدالعاطي ما الزول الهين ....
                  

08-05-2021, 02:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: ABUHUSSEIN)
                  

08-05-2021, 02:32 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الأعزاء منتصر وعادل "أبو حسين"
    تحية المودة والتقدير


    بالعكس تماما. تشخيصكما غلط.

    بيني وبين عادل مساحة كبيرة من المودة رغم الاختلاف .

    ثمح ....
                  

08-05-2021, 03:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: ABUHUSSEIN)

    تأملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة وأستشهاد محمود محمد طه

    عادل عبدالعاطي

    الحوار المتمدن ١٢/١/٢٠٠٣

    "لا يبلغ أحد درج الحقيقة ؛ حتى يشهد فيه ألف صديق ؛ بأنه زنديق ."

    الجنيد : توفى 297 هجرية .
    "إذا استطعت بذل الروح فتعال ؛ وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية .."

    ذو النون المصري ت:245 هجرية .
    "علماء الظاهر هم زينة الأرض والملك ؛ وعلماء الباطن هم زينة السماء والملكوت ..وعلماء الظاهر هم أهل الخبر واللسان ؛ وعلماء الباطن من أرباب القلوب والعيان "

    أبو طالب المكي ت:368 هجرية .





    تعرض الأستاذ محمود محمد طه (1909-1985) لظلم تأريخي كبير في تقييمه ؛ شخصا وفكرا ومواقف ؛ من قبل بعض مؤيديه وجل معارضيه على السواء .. ومما يؤسف له أن محاولة جادة لتقييم نشاطه وجهده على ساحة الفكر والفلسفة والسياسة والسودانية ؛ لم تتم حتى الآن ؛ رغم مرور اكثر من 15 عاما على رحيله من دنيانا .[a]

    وان كان الظلم من قبل أعداءه ؛ والذي تبدى في ابشع صوره ؛ في مهزلة إعدامه البشعة في يناير 1985 ؛ قد لقي جزاءا من التصحيح على مستوى القانون ؛ بحكم المحكمة العليا ببطلان حكم الإدانة والإعدام (1987) ؛ إلا أن التصحيح على مستوى الفكر لم يتم حتى الآن ؛ولا يزال الكثير من المواطنين السودانيين ؛ وغير السودانيين ؛ والذين وان رفضوا مهزلة إعدامه لاسباب عرفوا أنها كانت ؛ ولا زالت ؛ سياسية ؛ ألا انهم لا يزالوا ينظروا حتى الآن ؛ إلى الكثير من أفكاره ومواقفه من خلال منظار التشويه الذي لعبت فيه دعاية القوى الظلامية والسلفية القسط الأكبر ؛ ولعب دورا غير قليل منه عدد من اتباعه نفسهم ؛ وان بنيات طيبة .

    وإذا كان اتباعه قد ظلموه في حياته ؛ فقد فعلوا ذلك عندما حملوه اكثر مما يحتمل من آيات التقدير والتقديس ؛ فلم ينظروا إلى فكره بمنظار النقد العلمي التاريخي ..وحين ربطوا مجمل حركتهم بشخصه ؛ وحين راؤا فيه الكمال ..وظلموه اكثر ؛ حينما روجوا قبل أيام من موته أوهاما لا يسندها منطق ؛ حول عدم قدرة الحكام على اغتياله ..فتركوه بذلك في يد الموت وحيدا ؛ في وقت كان اكثر ما يحتاج فيه إلى التضامن ؛ وغلوا بذلك أيادي قوى شعبية كثيرة ؛ كانت سحائب غضبها تتجمع ضد النظام . وحين زعم بعضهم استحالة إعدامه ؛وضعوا الناس قسرا في حالة ترقب في انتظار المعجزة ؛ وأخلوا بذلك الساحة بينه وبين السفاحين .

    وظلمه بعض اتباعه بعد موته ؛ حين تراجعوا بغير انتظام ؛ ودعموا تراجعهم بفكرة انه مات فداءا لكل الشعب ؛ مدخلين مزيدا من الغيبية على معنى موته البطولى النبيل ؛ وجاعلينه ستارا للإحباط والسلبية ؛ دون أن يفرقوا بين معاني الفداء الإيجابي المحرك لدواعي النضال ؛ والتضحية السلبية التي ترتبط بالانكسار والاستسلام .. وحين تركوا للمتطرفين منهم وهم انه لم يقتل ؛ أو على الأقل سيعود من جديد ؛ لم يفعلوا غير أن تأخروا عن قامته خطوات وخطوات .

    إلا أن الظلم الحقيقي يتبدى في فشل معظم اتباعه ومؤيديه عن أن ينظروا بعين النقد والتحليل لنتاج فكره ونشاطه ومنهجه ؛وتركوا بذلك الجهد الذي بناه عبر عشرات السنين ؛ يضيع بين طيات التجاهل و النسيان أو سوء الفهم ؛ وفى تركهم الحركة التي بناها تتحطم وتقف عند الحدود التي رسمها لها ؛ والتي ما كان لها إلا أن تنهار وتندثر بموته ؛ إذا أرادت أن تلتزم بمنهج فكره القديم . أن مقتل هذه الحركة الذي تكرس بمقتله وتحللها من بعده ؛ ليجد جذوره في مجمل النهج الفكري والاجتماعي لمحمود ؛ الأمر الذي سنناقشه لاحقا ؛ إلا إن تلاميذه لم يخطوا خطوة واحدة للأمام ؛ لإنقاذ هذا التراث العظيم ؛ بفهم هذا المنهج نفسه وتطويره ؛ بدلا من التكلس في صورته المثالية ؛ التي تكرست في أذهانهم عنه ؛ والتي تعرضت للاهتزاز بشدة ؛ في درامية موته ورحيله .

    في أفق المعرفة

    نظرة في فكر محمود الفلسفي :

    بالرغم من تعدد اوجه نشاط محمود الفكري ؛ وكتابته في العديد من المواضيع السياسية والفكرية والاجتماعية ؛ إلا إن تصنيفي الأول والأخير له يقوم باعتباره صوفيا ؛ صوفيا في عالمه الفكري ؛ صوفيا في ممارسته ؛ صوفيا في صورة استشهاده ورحيله .

    و قد لا يدرك الكثير ؛ بمن فيهم بعض اتباع محمود ؛ أن جل أفكاره تتماهى مع لب أفكار الصوفية ؛ سواء في مدارسها الكونية ؛ أو في صورتها العربية الإسلامية ؛ أو في تجليها في الواقع السوداني ..إن التناقض –أو التمايز –بين الظاهر و الباطن ؛ بين الحقيقة والشريعة ؛ والذي هو ركن أساسي في نظرية المعرفة عند الصوفية ؛ قد تحول عند محمود محمد طه إلى تناقض وتمايز الأصول والفروع في القران ؛ أو كما سماها بالقران في مرحلته المكية والمدنية ؛ كما إن الطريق للوصول إلى الحقيقة ؛ والقائم على السعي و مجاهدة النفس عند الصوفية ؛ هو نفسه طريق التقليد والأصالة عند محمود ؛ والذي يتبلور حول فكرة أن الرسول محمد كان هو الأصيل الأول ؛ والذي وصل إلى أصالته –الأخذ مباشرة عن الرب في ليلة الإسراء والمعراج – بعد جهد من تقليد عبادة إبراهيم ؛ واتباع جبريل ..كذلك طريق الأصالة لأي فرد يقوم على تقليد الرسول ؛ و إجادة التقليد ؛ حتى كشف الحجب و إدراك الأصالة ..

    بل أن فكرة الإنسان الكامل عند محمود ؛ إنما هي فكرة قديمة ومفهوم أساسي عند قدامى الصوفية ؛ ويقوم عليها مجمل اعتقادهم في وحدة الوجود المادي والإلهي والإنساني ؛ يكتب ابن عربي "إن مرتبة الإنسان الكامل إنما هي جميع المراتب الإلهية والكونية التي تضم العقول والنفوس الكلية والجزئية ؛ ومراتب الطبيعة إلى آخر تنزلات الوجود ؛ فهي (مرتبة الإنسان الكامل ) مساوية للمرتبة الإلهية ؛ولا فرق بينهما إلا في الألوهية ؛ لذلك صار الإنسان الكامل خليفة الله في الأرض "

    أن فكرة الإنسان الكامل ؛ أي الربوبية متجسدة في صورة إنسان مكتمل ؛ أو الإنسانية الفائقة كتبد للرب متشخصنا ؛ تجد انعكاسها في العديد من الأديان والفلسفات ؛ وعلى رأسها المسيحية ؛ وقد انعكست في الفلسفة الصينية التاوية ؛ وكان لها وجودها في الفلسفة العربية الإسلامية ؛ إن مفاهيم مقاربة ايضا لهذا المفهوم ؛ مثل وحدة الوجود ؛ و المعية (وهو معكم أينما كنتم )؛ والسريان ؛ الذي وسعه صلاح الدين الشيرازي ؛ ليجعل وجود الله حضورا فعليا في الموجودات ؛ والمشابه لمفهوم التاوTAO ؛ كقوة مادية في الموجودات ؛ عند الفيلسوف الصيني تسونغ تسه ؛ تحتاج إلى قراءة دقيقة لمعرفة مدى تقاربها أو توازيها ا مع الفكر الجمهوري .

    أن محمود في فكره ؛ يتماهى مع الحلاج والسهروردى وابن عربي ؛ وان كان في صورة سودانية معصرنة ؛أي بالشكل الذي فرضه واقع الزمان والمكان الجديدين ؛ لكن المأساة الكبرى في حياة وفكر محمود ؛ انه حاول دمج طريق الصوفية ؛ والذي هو طريق للخلاص والمعرفة فردى ؛ قائم على البعد عن العالم والزهد فيه ؛ والبعد عن الجماعة والانصراف عنها ؛ والبحث عن الحقيقة في ذات الإنسان الصوفي ؛ والوصول إلى الله والى منابع الحق متفردا ؛ حاول جمع كل ذلك مع طريق جماعي ونشاط اجتماعي ؛ و هو طريق مخالف تماما لنهج الصوفية الفردية (في عالمها الفكري والسلوكي وليس في كاريكاتوراتها الطرائقية )[c].

    إن محمود بتنظيمه للحزب الجمهوري ؛ ومن بعد للإخوان الجمهوريين ؛ قد خالف طريق الصوفية الفردي ؛ فإذا كانت العلاقة بين الصوفي والمريد ؛ بين الشيخ والحوار ؛ بين القطب والسالك ؛ هي علاقة فردية قائمة على الاتصال الشخصي والتأثير المباشر ؛فان محمود حاول بناءها عن طريق تنظيم ؛ رابطة ؛ جماعة ؛ تغير اسمها من الحزب إلى الإخوان ؛ إلا إنها احتفظت دائما بصورتها كتنظيم له أفكاره الفلسفية والاجتماعية وله نشاطه السياسي .[d]

    ومن الطبيعي أن نمو الأحزاب السياسية والنقابات ومعركة الاستقلال ؛ وهى الأحداث التي عاصرها محمود ؛ ووجود ونشاط التنظيمات الدينية القديمة والجديدة ؛ في شكل طرائق دينية أو طرق صوفية أو حركات سلفية ؛ قد فرضت على أي مفكر جاد الانخراط في درجة من درجات العمل التنظيمي والفعل الاجتماعي والسياسي ؛ ألا أن طريق أهل الحق ؛ طريق الصوفية ؛ لا يمكن الوصول إليه بوسائل أهل الدنيا ؛ أهل الظاهر .إن محمود في سعيه لنشر فكره ؛ قد كان مواجه بمشكلة الأداة ؛ وقد اختارها بان يطرح كل أفكاره أو جلها في كتبه وإصداراته ؛ حتى يتصل بها مع تلاميذه ومؤيديه ؛ لكنه بهذا طرحها أمام الجميع ؛ فعرضها بذلك لسوء الفهم –أو سوء النية – المعشعشة في البيئة السلفية ؛ التي حاصرت بها المؤسسات الدينية الرسمية المسلم العادي في وسط وشمال السودان لعشرات السنين.

    إن تناقض محمود وحركته أراه في تناقض الطريق الفردي الصوفي للمعرفة والسلوك ؛ مع الشكل الجماعي الواسع والمكشوف للنشاط ؛ الذي اتخذته حركته ؛ وهو تناقض كان لا بد أن يؤدى إلى الانفجار ؛ وتحطيم أحد طرفي التناقض .

    في أفق الشهادة

    او الابتسام في مواجهة الموت :

    موت محمود محمد طه ؛ يشكل في تاريخنا الفكري –السياسي الحديث ؛ علامة بارزة على حجم الأزمة والمأساة إلى عاناها مجتمعنا ؛ في أواخر سنوات حكم الطاغية نميري ..ويطل كحصيلة مرة للتردى الشامل الاقتصادي والسياسي والفكري الذي ساد تلك الحقبة .انه وصمة عار في جبين عصرنا ؛ ويوم كالح في تاريخ شعبنا .

    لكن الميدالية لها وجهان ..فأمام العنف الوحشي للسلطة ؛ والهوس اللاعقلاني والتشنج المرضى الذي ركب السلفيين ؛ و رغبتهم العارمة في رؤية انهار الدم وهى تسيل ؛ كان الوجه الآخر يتمثل في الصمود البطولى لمحمود ؛ وانشراحه في مواجهة الموت ؛ الذي شبه بصمود فرسان العصور الوسطى وبصمود ود حبوبة و أبطال المهدية (حسب محمد إبراهيم نقد) ..وتكرر مرة أخرى ؛ وان بشكل المهزلة هذه المرة ؛ مقتل الحلاج والسهروردى وبنفس السيناريو : تحالف الحكام الفاسدين المفسدين + علماء السوء الذي وضعوا نفسهم مطية لكل ظالم + أسوا حثالات المجتمع التي وقفت تطالب بدمهم و تستمتع بمشهد موتهم !!.

    الصمود والبطولة والجمال في استشهاد محمود ؛ قدم للوجدان الشعبي مادة غنية للعديد من الحكايات التي دخلت حيز التداول والانتشار ..وبغض النظر عن مدى الدقة والحقيقة التاريخية الكامنة في هذه القصص ؛ إلا إنها تشكل معيارا لحساسية الشعب وتعامله مع مجمل القضية ؛ ولاتجاه خط تعاطفه ..فقد تردد أن محمود قبل صياغة بيانه الشهير : هذا أو الطوفان .. قد طلب إحضار تسجيل أغنية احمد المصطفى أنا أم درمان ؛ وكان يسمعها ويردد معها المقطع القائل :

    (فيا سودان إذا ما النفس هانت اقدم للفداء روحي بنفسي )

    وتردد ايضا أن محمود كان يقول إن محنة مايو لن تنقشع إلا إذا كانت هناك تضحية كبرى ؛ كان يموت رجل عظيم ؛ أتراه كان يقصد نفسه ؛ ومن اعظم منه كان بارزا على الساحة وقتها ؟؟

    المحكمة ذاتها التي حكمت زورا وبهتانا على محمود ؛ كانت مربضا للقتلة ؛ لا منبرا للقضاء ..ويصح في وصفها ووصف موقف محمود منها قول الشاعر المصري كمال عبد الحليم في رثاء الطالب اليسارى السوداني صلاح بشرى ؛ والذي استشهد في السجون المصرية بداء الصدر ؛ عام 1948:

    صاح فيهم لن أدافع لن أقول كلمة

    يا شياطين المدافع كيف صرتم محكمة ؟

    فقد رفض محمود مطلق التعامل معها ؛ وهذا وان كان بتقدير سياسي يحسب في دائرة الخطأ ؛ حيث كان يمكن تحويل المحاكمة بعمل سياسي وقانوني منظم ؛ إلى مظاهرة كبرى ضد النظام ؛ كما تم في محكمات فاطمة احمد إبراهيم والبعثيين في ذلك الوقت ؛ وان يتم بذلك غل يد القتلة والنظام قانونيا وتحريك العمل الشعبي سياسيا وتعبويا ؛ إلا إن الصوفي عند محمود له مرجعية أخري ؛ إنها مرجعية التسليم (سلمت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) .. إن شهادة محمود في المحكمة ؛ تشكل على قصرها قمة أدب السهل الممتنع ؛ والاختصار المحكم ؛ وشهادة وإفادة للتاريخ والأجيال ..كما إنها تعبر عن درجة عالية من النضج السياسي والفكري ؛ وبها وحدها أدان محمود قوانين سبتمبر إلى ابد الدهر ؛ أدان السلطة وقضاتها المأجورين ووضع على جبينهم وصمة العار الأبدية ..لقد اصبح محمود أذن هو القاضي الحقيقي ؛ وشاهد العصر وضمير الشعب ؛ وتحولوا هم إلى مدانين .. فلنتأمل في هذا النص المعجز :

    (.. أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر 83 ؛ من أنها مخالفة للشريعة والإسلام ؛ اكثر من ذلك ؛ فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ..ونفرت عنه .يضاف إلى ذلك إنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب ؛ وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله ..ثم أنها هددت وحدة البلاد ؛ هذا من ناحية التنظير ..

    أما من ناحية التطبيق ؛ فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ؛ غير مؤهلين فنيا ؛ وضعفوا أخلاقيا ؛ عن ألا يضعوا نفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ؛ تستعملهم لإضاعة الحقوق ؛ وإذلال الشعب ؛ وتشويه الإسلام ؛ وإهانة الفكر والمفكرين ؛ وإذلال المعارضين السياسيين ..

    ومن اجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ؛ ورضيت إن تكون من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين )[e]

    بهذا النص أنهى محمود محمد طه سيرة حياة عامرة بالنشاط الفكري والمواقف الاجتماعية ببطولة نادرة ؛ كما انه تجاوز به كل نواقص فكره السياسي ؛ وكل تأييد سابق له لمايو . رافضا بصورة قاطعة للديكتاتورية والإرهاب ومسخ الدين . بل انه انتقل إلى أفق أخر اكثر واقعية ؛ في التعامل مع مسالة الشريعة ؛ حيث انتقل من المفاهيم المجردة والمثالية المطروحة في نظرية "الرسالة الثانية من الإسلام "؛ والتقسيم –الغير مفهوم شعبيا والغير متجانس منطقيا – بين آيات الأصول والفروع ؛ وبين الشريعة والسنة ؛ إلى منهج يتعاطى مع الإطار السياسي و الاجتماعي لوظيفة القانون ؛ وكون القانون –أي قانون – يأخذ محتواه في مجرى تطبيقه ؛ وبمقدار تعبيره عن السلطة التي تكرس به سيادتها..وان القيمة الحقيقية للقانون تأتي عندما يستجيب لنوازع الحرية ؛ ويعبر عن احتياجات المجتمع والشعب الملحة في لحظة معينة من لحظات تطوره ( وفى تلك الأيام تمثلت هذه الاحتياجات في القيم التي دافع عنها محمود ؛ كالديمقراطية / الوحدة الوطنية /حرية الفكر والاعتقاد الخ الخ .) هذه القيم التي صيغت وطبقت قوانين سبتمبر لقمعها وإهدارها ..

    إن محمود بهذا النص القصير ؛ قد سجل تقدما في الفهم السياسي لطبيعة النظام القائم ؛ مقابل تقليص لجانب الاجتهاد الفكري المختلف عليه ؛ حيث لم يبنى رفضه لقوانين سبتمبر على أسس أيدلوجية (عدم صلاحية الشريعة للقرن العشرين و عودة الإسلام بالسنة لا بالشريعة ) و إنما علي أسباب قانونية وسياسية (التشويه في هذه القوانين لمبادئ الشريعة المدرسية ؛ والغرض السياسي القهري من تطبيقها ). إنها واقعية اكثر ؛ و أصالة اقل إذن ؛ تجاوز بها محمود نفسه وتنظيمه بوعي سياسي عال وحس وطني وتأريخي مرهف وعميق ..

    رجوعا مرة أخرى إلى روايات الوجدان الشعبي ؛ انه في تلك الأيام الحرجة بين حكم المحكمة والتنفيذ ؛ قامت مجموعة من بيروقراطيي الاتحاد الاشتراكي ( في صراعها داخل ذلك التنظيم ضد الهيمنة المتزايدة للإخوان المسلمين ) ؛ قامت بالتدخل لدى نميري لاسترحامه حول قضية محمود ؛ على أساس أن محمود قد دعم النظام دائما وفى ظل أوقات حرجة وعصيبة ؛ فلا يمكن أن تكون هذه نهايته .فرد السفاح بما فيه من عنجهية وطغيان وبطر ؛ بأنه مستعد للعفو عن محمود ؛ شرط أن يعتذر له علنا. ووصلت المساعي والإخبار إلى محمود ؛ فكان رده بعد التأكد من أن رده سيصل السفاح :"قولوا لنميرى أنا ما بنكسر ليك ؛ وأنا بموت وبقابل ربى نضيف ؛ لكن أنت حتموت بى سوء الخاتمة !!"

    هل كان محمود يبحث عن الموت ؟؟ هذا ما قد يتراءى من الوهلة الأولى ؛ في تعامل محمود مع المحكمة ومع مجمل مؤسسات النظام ؛ في الشهور الأخيرة من حياته ؛ وفتحه للمعركة واضحة ضد النظام وسياساته ؛ وهو الذي يعلم مبلغ الحقد الذي تكنه ضده القوى السلفية ؛ وخصوصا جماعة الأخوان المسلمين ؛ كما لابد يعلم الطابع الدموي والطغيان المنفلت للسفاح نميري ..ومما يعزز هذه الرؤية كذلك فكرة الفداء التي لا بد من وجود سند واقعي لها في تفكير محمود ؛ طالما قد كررها الجمهوريون مرارا بعد استشهاد محمود ؛ بان "الأستاذ قد فدى الشعب السوداني[f].

    إلا إن تعامل محمود مع تلاميذه ورفاقه المتهمين معه في نفس القضية ؛ قد سجل جانبا آخر .فمما لا ريب فيه ؛ أن محمود قد أوصى تلاميذه بتجنب الموت ومسايرة السلطة ؛ حتى ولو كان ذلك بالتبرؤ منه [g].. وفق مبدأ " التقية " الذي سارت عليه العديد من الحركات الإسلامية المعارضة؛ وحتى بعض أقطاب الصوفية ؛ إلا أن محمود قد رفض هذا الخيار لنفسه ؛ فيما حاول حماية حياة رفاقه وتلاميذه ..

    هنا مرة أخرى يظهر سلوك الصوفي ؛ السائر وحده في درب الحقيقة ؛ والموت هو أقصي تجلى للحقيقة ؛ سواء في صورته البيولوجية أو في صورته المعرفية ..في صورته البيولوجية باعتباره الحقيقة الوحيدة الثابتة حتى الآن ؛ والخاضع لها كل بشر ..وفى صورته المعرفية ؛ باعتباره الكسر الآخير للحاجز بين الإنسان ومصدر الحقيقة ؛ باعتباره افناءا للجسد واندماجا بالروح مع مركز الأنوار وسر الأسرار ..وبالنسبة لصوفي يؤمن بوحدة الوجود فما كانت فكرة الموت لتشكل له رعبا أو فزعا ( إذا استطعت بذل الروح فتعال ؛ وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية ) .. لهذا فقد كانت ابتسامة محمود الغامضة حين النطق بالحكم (أكانت يا ترى ابتسامة رضى أم ابتسامة سخرية ؟) ؛ ولهذا كان انشراحه وتماسكه وهو يصعد درج المشنقة .

    توصية محمود لتلاميذه بالتنكر له ؛ان صحت ؛ تظهر مبدأ الفردية عند الصوفي ؛ وتحمله للمسئولية وحده ؛ وهذا يذكرنا بالحلاج الذي دافع عن تلاميذه وأصدقائه وحماهم من الموت ولم يدافع عن نفسه ؛ بل كان يرى انه يستحق الموت ؛ لأنه ( أفشى الأسرار ) ..وفى الحقيقة فهناك تشابهات مذهلة ما بين شخصية محمود ومصيره وشخصية الحلاج ومنتهاه –يذكر هادى العلوي أن الحلاج قد قتل لتأسيسه تنظيما سريا لمعارضة السلطة ؛ وليس لشطحاته الصوفية – ومحمود رغم انه لم يذهب إلى مرحلة الحلاج ؛ من معارضة السلطة منذ البدء أو تصريحات الانجذاب ؛الا انه قد قتل حتما لاسباب سياسية .كما انه انه بهذه الوصية وذاك السلوك قد انخرط تماما في درب مشابه ؛ درب الوحدانية الصوفية ؛ وتخلى عن فكرة الصوفية الجماعية " في شكل تنظيم أو جماعة " ؛ حيث رفض أي تحمل للمسئولية من قبل تلاميذه ؛ او حملها وحده حينما تراجع عنها الآخرين ؛ ومضى إلى الموت وحده ؛ كآباذر ؛ وهو الذي يعلم بان موته سيكون موتا للجماعة والتنظيم ؛ اللذان هما مرتبطان به اشد الارتباط ..إضافة لمعرفته بالدور السلبي الذي ستقوم به عملية المسايرة للسلطة من قبل تلاميذه على الروح المعنوية والتماسك الداخلي لمجمل الجمهوريين؛ وعلى هؤلاء التلاميذ الذي رافقوه في أيامه الأخيرة ؛ والذين اضطروا الي التبرؤ منه على الملأ -حسب نصيحته او حسب خوفهم - وقلوبهم تتمزق ؛ ولسانهم لا يسايرهم ؛ إنقاذا لحيوات كان يقدرها محمود ؛ وما كان يتورع عن إهدارها السفاح .. لكنه التناقض الأصلي الذي ذكرناه من قبل ؛ والذي كان لا بد له من الانفجار ؛ وشطب أحد طرفيه ؛ هذا الطرف كان التنظيم ؛ وكان الخلود للأستاذ ..





    هوامش :



    --------------------------------------------------------------------------------

    [a] نستثنى من ذلك محاولات متفرقة ؛ من أهمها الكتاب الصغير الذي أصدره مركز الدراسات السودانية بالقاهرة ؛ تحت إشراف د: حيدر إبراهيم على بعنوان : محمود محمد طه : رائد التجديد الديني في السودان- القاهرة يناير 1991؛ ومحاولة للتاصيل القانونى لافكار الاستاذ محمود فى مساهمات الاستاذ عبدالله احمد النعيم ؛ ومن اهمها كتاب نحو تطوير التشريع الاسلامى .

    حاولنا إنجاز بعض من ذلك في مخطوطاتنا : " مفهوم الإنسان الكامل قديما وحديثا " ؛ و"دراسة أولية في فكر وتاريخ حركة الإخوان الجمهوريين ".

    [c] راجع حول الطابع الثوري للفكر الصوفي وتدهوره اللاحق حسين مروة : النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ؛ المجلد الأول دار الفارابي –بيروت لبنان وكذلك مخطوطتنا : "الصوفية الاجتماعية كفلسفة للحياة وآداه للتغيير" .

    [d] حاولنا إنجاز ذلك في مخطوطتنا عن الأخوان الجمهوريين : "دراسة أولية في فكر وتاريخ حركة الإخوان الجمهوريين".

    [e] عن منشور للإخوان الجمهوريين بعنوان : ماذا قال الأستاذ محمود محمد طه في المحكمة ؟! ..أم درمان الاثنين 7 يناير 1985 الموافق 15 ربيع الثاني 1405 ه .

    [f] من بيانات الإخوان الجمهوريين بتاريخ 9-1-1985 و 21-4-1985 .

    [g]فى حوار لاحق لى بعد كتابة هذا المقال ؛ مع الاستاذ عمر القراى ؛ اوضح لى وجهة نظره بان معلوماتى بهذا الصدد خاطئه ؛ حيث لم يطلب الاستاذ محمود من اتباعه حينها التراجع عن افكارهم بل طلب منهم على العكس التمسك بها وتقديم التضحية ؛ وقال القراى انهم ببساطة عجزوا عن ذلك ..واذا كان الامر كما ذكر الاستاذ القراى ؛ فان معظم الجزء الاخير من المقال الحالى يحتاج الى اعادة صياغه ؛ الامر الذى سنقوم به –فى اطار مناقشة فرضية استاذ القراى - فى مكان آخر . ما يهمنا همنا انه حتى ولو صدقت معلومة الاستاذ القراى ؛ فمواجهة محمود للموت وحده وانشراحه فى مواجهته تثبت قسطا كبيرا من تحليلاتنا .

                  

08-05-2021, 03:08 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: عبدالله عثمان)

    تسلم وشكرا يا باب الله، فقد اختصرت علي الطريق.

    كتبت لك رسالة مفتوحة في الصالون أن ترسل لي رقم القراي في أمريكا نتحمدل السلامة لأختنا عواطف.

    ـــــــــــــــــــــــــ

    كتب الأخ عادل في الجزء الثالث من مقاله "حوار مع الأستاذ عمر القراي حول الأستاذ محمود والجمهوريين" ما يلي:
    Quote: الا ان هذا الاحترام والتقدير والتضامن ؛ قد كان مرتبطا بروح نقدية عالية تجاه ما رأيته سلبيا ومفرطا فى الغيبية من اطروحات الاستاذ والجمهوريين .

    الإسلام، بل الدين بصورة عامة، يرتبط ارتباطا لا فكاك منه بالغيب، والقرآن يقول: ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
    فهل يرى عادل في الإسلام إفراطا في "الغيبية" عندما يقول أن القرآن نزل به الملك جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولكن الفكرة الجمهورية، رغم ارتكازها في القاعدة على الغيب، والوحي الإلهي على النبي، عليه السلام، إلا أنها أعلت من شأن العقل والفكر، فقد جاء في مقدمة الطبعة الأولى من كتاب الإسلام، للأستاذ محمود:
    Quote: فقد أصبح على الدين، منذ اليوم، ألا ينبني على الغموض، وألا يفرض الإذعان، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري.. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة، يخاطب العقل، ويحترمه، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية، في كل مضطربها..
                  

08-05-2021, 04:30 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)

    بس يا دكتور العنوان كان يكون أكثر مباشرة وصراحة! مثلا: كشف تناقضات عادل في الهجوم على الاستاذ الفاضل
    أو مثلا: كان انت نسيت أنا ما بنسى
    أو نحو ذلك :)
                  

08-05-2021, 04:47 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: محمد البشرى الخضر)

    Quote: بس يا دكتور العنوان كان يكون أكثر مباشرة وصراحة! مثلا: كشف تناقضات عادل في الهجوم على الاستاذ الفاضل
    أو مثلا: كان انت نسيت أنا ما بنسى
    أو نحو ذلك :)


    في الحقيقة لو دققت لن تجد تناقضا كثيرا أو كبيرا. جايز أسلوب الخطاب هو الذي اختلف قليلا، وليس في ذلك ضير كبير. إيراد المادة القديمة لمساعدة من يرغب في الرد عليه في المادة الجديدة.
                  

08-05-2021, 04:54 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)
                  

08-05-2021, 05:03 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)
                  

08-05-2021, 05:32 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)
                  

08-05-2021, 06:38 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: Yasir Elsharif)

    عادل عبد العاطي
    لم يعيد إكتشاف الساعة ولم يأتي بما لم تسطعه الأوائل !
    إنه نفس الهجوم والنقد الذي واجه الفكرة من قبل السلفية والوهابية والأخوان ومحاكم الردة وغيرهم
    لاجديد
    إنه ذات الخمر القديم في نفس القناني القديمة !
    لاشئ يستدعي الدهشة والإنبهار والصياح لقد إكتشفها عادل !
    ـ ثانيا الجانب الروحي والغيبي في الفكرة ـ مثله مثل الغيبيات في الفكر الصوفي ـ قديمه وحديثه وفي الفلسفة الإسلامية ـ قد يفارق القياس العقلي
    والمنظور المادي ـ وقد يناقض المألوف والسائد والرؤي السلفية ـ
    ـ ثالثا الفكرة الجمهورية لم تستحدث من عدم ولم تنبت من فراغ وإنما بنت علي ماهوموجود ـ وعلي الإسلام والفكر الإنساني
    رابعا يظل موقف الفكرة من الحدود قابل للنقد والإختلاف لأنه كان يجب أن يطاله ـ مفهوم شريعة القرن السابع وجدلية المكي والمدني من قران
    وكذلك الموقف من المراة ـ في الفكرة يحتمل ويحتاج لتطوير
    خامسا
    عادل عبد العاطي ـ كملحد ومادي وغير مؤمن بمصدرية سماوية للأديان ـ
    ـ من المفهوم أن يعترض علي الغبيبيات والجانب في الفكرة لأنه في الأصل لايؤمن بالله وبالعمق الروحي للأديان
    ـ بل هو ناقد للدين ـ ولكن من غير المفهوم أن ينقد غيبيات الفكرة ورؤي الأستاذ إستنادا علي الدين الإسلامي والمرجعية السنية السودانية
    ـ عليه أن نقدها من منظوره المادي والإلحادي والعلماني والإنساني
    سادسا
    لم يندهش لعدم إهتمام الجمهوريين بالرد علي عادل عبد العاطي مع إحترامهم له ـوذلك لأنه لم يأتي بجديد
    وإنما إعاد تغليف جملة من المنتوج النقدي الذي خطه آخريين منذ عقود عديدة سابقة
    ولكن إعتقد أن الكوادر الجمهورية ـ نجحت في بعث كتابات عديدة ـ لعادل في تمجيد الأستاذ والفكرة ـ تركوا عادل يرد علي عادل ـ
    مما يفتح المجال للسؤال هل غابت هذه المفردات التي ينقدها عادل اليوم
    في الفكرة؟ لماذا لم يكتب عادل فيما مضي بروح نقدية وموضوعية
    للفكرة والأستاذ مثبتا علي الإيجابي ومايراه عقلانيا ووموضوعيا ومتقدما
    ويرفض السلبي ـ وما يفارق روح العصر والتقدم
    لماذا الآن ؟
                  

08-05-2021, 06:46 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: كمال عباس)

    عادل عبدالعاطي يكتب عن الفتي الفائت العايش، المايت

    متوكل مصطفى حسين

    رايته في طرفة عين أو في بعض حين؛ هذا الذي حكى عن مثله ابن العربي وسماه الفتى الفائت ؛ المتكلم الصامت ؛ العائش المائت . هذا الذي عاش كميت ؛ والأن هو حي في الممات. هذا الذي سماه أهله بالمتوكل ؛ ورأيت فيه سمة الانسان الكامل، وتجلي نور الذات في أجمل الصفات .

    في الحق ما فكرت في متوكل الا وجائتني صورة الكمال؛ ولا كمال. فقد كان متوكل فريد زمانه ووحيد خلانه .. كان واسطة العقد بين الجمهوريين وكان الصغير الكبير وكان العالم الذي لا يكف عن البحث عن العلم وكان المحب الذي لا يكف عن الحب وكان الانسان الذي تجلت فيه وتكملت به معاني الانسانية .. كان قائداً زاهداً وكان مُجّداً ماجداً وكان استاذا يضع نفسه دائما مقام التلميذ .. ادبته أمه وأباه الروحي بالحب والحق فاحسنا تأديبه وسلّكاه في طريق الحق والحب فسار فيه حتى بلغ المرام وفات ناس الورا والقدام .

    تمر الايام والليالي ولا استطيع تصور ان متوكل قد مات ؛ فمثله لا يموت وهو الذي كان يزرع الحياة ويعطيها رونقها الخفي ولونها البهي . كان كل حوار معه متعة وكان كل حديث معه درس. ساهرت معه الليالي ولم اشعر يوما بملل . عرفته في غفلة من الزمن فعددت نفسي من المحظوظين؛ وخالفت نصائحه العديدة فكنت من الخاسرين .

    لا اعرف انسانا عرف متوكل حسين ولم يحبه للتو .. تعرفت عليه قبل حوالي العشر سنوات في البالتوك ومنذ ذلك الوقت وانا واقع في اسر سحره. لا يعرف متوكل الا من استمع له ولصوته الشجي وحديثه الخلاب؛ فيا ويحي ويا ويحك يا هندا اننا لن نسمع صوت ود ستنا من جديد.

    كان متوكل محبا للناس والبشر ؛ وكان شديد الاحترام للنساء . اذكر لقاءات لنا ليلية عندي ونهارية عنده ربما؛ وكنا نجلس فيها مع صديقات وزميلات عزيزات ؛ يتذكرنه الان والحسرة ربما تقتلهن: رحاب خليفة ؛ نانسي عجاج؛ لنا جعفر ؛ منى خوجلي؛ ميادة سوار؛ آمال عبد العاطي ؛ لنا مهدي ؛ فآه وأه من الفقد.

    كان يحب مريم بت الحسين جدا ؛ وقلبي معك اليوم يا مريم . وكان دائم السؤال لي عن اماليا . قال لي قل لها ان لها عما يحبها في امريكا . قلت له انها تنوي الدراسة هناك بعد ثمانية سنوات فبدا يحدثني عن الجامعات المقترحة لها واين ستسكن وكيف ستعيش؛ وكان جاداً في ذلك. كان يعيش للناس بالناس في الناس؛ وكنت أحبه لحبه للناس.

    كان يحب الاستاذة اسماء محمود والنور حمد وقصي همرور وعبد الله النعيم وعشرات ومئات غيرهم ممن امتلا بهم قلبه الكبير . كان شديد الكرم باذخه تجاه الناس؛ قاصيهم ودانيهم. دعاني عدة مرات لزيارة امريكا؛ وكان يدعوني لأن ازوره وامكث معه شهرين تلاتة .. كنت دائما اضحك متعجبا من هذه الدعوة الغريبة ؛ فالناس يدعوك لزيارتهم اسبوع أو اسبوعين وهو يدعوك لشهرين وثلاثة . كنت اقول له نعم في القريب؛ ولو كنت اعلم برحيله القريب لطرت اليه على جناح الريح أو على خيوط البرق؛ ولو كان هناك من اقنعني بزيارة امريكا لكان متوكل الحسين؛ فعذرا امريكا لا لقاء لي معك بعد ان رحل اجمل من كان بك.

    كان يحب الناس كلهم ؛ وكان محور فكره الانسان بما هو انسان. واذا جاء في الحديث القدسي ان الارض والسماء لم تسع الرب ووسعه قلب عبده المؤمن ؛ فأن متوكل حسين قد اثبت ان الارض قد تضيق بساكنيها؛ ولكن لا يضيق عنهم قلبه. لم يكن من الغريب ان احبّه الاستاذ وكان – بشهادة الكثيرين – من أقرب تلاميذه الى قلبه. كيف لا وهو بذلك القلب الكبير والعقل الكبير؟ كان يتحدث عن الاستاذ بكثير من الحب ولا يمل الحديث عنه ويجعلك تحبه رغم انك لم تراه. الآن أفهم سر تعلق الجمهوريين بالاستاذ محمود؛ فمن كان متوكل تلميذه ومن ربى متوكل على اخلاقه فلا بد ان يكون من الافذاذ ومن الكاملين.

    انضم متوكل الى الحزب الليبرالي وما كان بحاجة الى ذلك؛ وانما كنا نحن بحاجة اليه. واؤقن انه تكرم علينا بالانضمام الينا. نفذ بعضا من المهام الحزبية بالتزام وجدية؛ ولكنه لم يكن من نمط الناشط الحركي وانما من نمط ذلك المثقف الكوني الذي تحدث عنه هادي العلوي. كنت اعيب عليه قلة الكتابة؛ مع ما توفر عليه من المعارف. كان يمليني مرات فأكتب له وعنه؛ في مخاطبات مع زملاء او في كتابة عامة او في حوار؛ وكنت اجد في ذلك متعة ما بعدها متعة.

    كان قلب متوكل متعلق بالسودان واهل السودان: رغب من كل قلبه في خيرهم وتضامن معهم في كل مآسيهم وكان قلبه يتمزق لكل جريمة وضنك وشر يتعرض له سوداني او سودانية. وكان شجاعا في قول رأيه حول الحلول؛ فقد كان يرى حل قضايا السودان في العلمانية الواضحة لا مراء فيها؛ وكان هذا طرحا شجاعا من جمهوري. أسسنا مجموعة "السودان العلماني" على شبكة التواصل العالمية؛ ولكننا لم نثابر عليها بسبب المشاغل المتعددة؛ لكن رسالتك يا متوكل في القلب؛ وان نتركها يا حبيبي حتى ندخل الجب.

    كان متوكل جمهورياً مخلصاً ومحباً عظيماً للاستاذ محمود وتراثه ولكني احسبه قد تجاوز في فكره الثاقب حدود الدين التقليدي بما فيه من مدارس ومذاهب ولاهوت وبهموت ؛ الى حدود تنتهي فيها الفروق بين الناسوت والملكوت .. احسبه وصل الى مرحلة ابن العربي الذي قال : لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني - و قد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان و دير لرهبان - و بيت لأوثان و كعبة طائف و ألواح توراة و مصحف قرآن- أدين بدين الحب أنـّى توجهت ركائبه فالحب ديني و إيماني

    تعلمت من متوكل كثيرا فقد كان ذو نظر ثاقب وعقل نافذ. كان رغم وضوح اطروحاته رفيقا بالبشر ؛ وكم كم انبني وعاتبني وترجاني ان ارفق بالناس وبنفسي وان اهجر الرجز ؛ وكنت امانع واعاند فكان يرفق بي ويخفف من غلوائي؛ ضمن رفقه بكل الاحياء والاشياء .

    عاش متوكل متفردا متجردا؛ وكان فعلا نموذج الانسان الحر . مر على الدنيا كطائر؛ لم ياخذ منها الا بمقدار نقرة حبة ورشفة ماء ؛ ثم رحل عنها وهو في اوج جماله؛ ولكنه ترك فيها الكثير رغم عمره القصير. ترك حبا لو وزع على اهل الارض لكفاهم؛ وترك فكرا يا ليت لو كان هناك من سجّله وحفظه للأجيال من بعده. ترك قلبا اخضر لا يفوت؛ وترك ذكرى دائمة لا تموت . ترك متوكل شجيً في الروح وجرحاً بالقلب ودمعة في العين وغصة في الحلق؛ وحسرة انه قد ذهب عنا مبكرا جدا ؛ قبل ان نرتوي منه. ترك لنا شوقاً عامراً اليه حتى نلحق به . ترك لنا حلم الانتصار على موت وضآلة الجسد بخلود الروح العظيم .

    عادل عبد العاطي
    21/9/2012
    A
                  

08-06-2021, 08:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق ومقالات وبوستات للأخ عادل عبد العاط (Re: عبدالله عثمان)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de