هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

☆ و أما شيخي يا تربالي ، فالأم أيقونة
ك"تحفة حواء يا روح آدم يا ست الكل"
فليست لقطةٌ جانبيةٌ لصورةُ الشيء تماماً
كالشيء عينه. و إنما في المجازلمندوحةٌ عن
نطقِ نصف كبد الحقيقةِ بواحاً. و لنا فيه مآرب
أخرى :مثلاً كأن نترك عواهن الأهازيج على رسلها
كشتلة غصن زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ؛ كجمرتين
تؤأمٍ تذوبان حناناً في حضن مسرجةٍ بِلَّورِيةِ يكادُ
سنا وهجُها يضيئ و لو لم تمسّسْهُ نارً، و تعالج
أوضاعها بشيء من سخرية المفارقات العجببة.

♤ ولقد سألتُ النفس يوماً هل أنا يا نفسُ منكِ؟!
فأشاحت بوجهها و سخرت و قالت لستَ مني..ثم
همهمتْ لتُضيفَ شيئاً، لو لا قاطعنا طلقُ عيارٍ ناريٌّ
طائش جاء يبحثعن هدفٍمراوغِ. فتخندقنا سويَّاً في
مخبئٍ أرضيٍّ سحيقٍ. ثم أعدتُ سؤالها بسذاجةٍ :
عن متى تبحرُ بنا البوارج لتمخر العباب بعيداً ؟!
قالتَ: إلى أين؟ قلتُ: إلى (ما لا ندري يا نعسان).
إلى مجهول جديدٍ.

♤ فما ألعنَ سخريةَ العبثً حينما تأتي في غير وقت مقالها
و لا مقامها: كأنْ ينتشي المرء منا في سرادقَ منصوبٍ بالعراء
لِتلقِّي فروص التحية و واجب العزاء ؛ أو ينغجر باكياً في حفلة
هجيجٍ لعُرْسٍ ساهرٍ صاخبٍ في صالة سبارك سيتي!!!