الطيازات!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-04-2021, 10:18 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيازات! (Re: Biraima M Adam)

    مفهوم الطيّازات السياسية في جوبا ..
    مدخل أولي ومقاربات ..

    يقال والعهدة علي الرواي، أن حرامية "قطار الغرب" في السبعينات والثمانينات كان لهم "راندوق" يتفاهمون به لممارسة "النشل". ذات مرة جاء نشّال من كوستي وحتى الضعين يتابع شخص يحمل قروش كثيرة في جيب بنطاله الخلفي ولم يستطع النشال الولوج إلي الجيب وسرقة القروش. حينما وصل الضعين قرر أن يبيع صاحب القروش بقروشه لحرامية نيالا! لكن قبل البيع والشراء لابد أن يعرف المشتري صدق الأمر أن "المبيوع" يمتلك المبلغ وأن البائع يعرف مكان المبلغ. سأل الحرامي الذي يريد الشراء الحرامي الأخر: أين الضحاكات؟ .. فرد عليه الحرامي البائع: "في الطيازي"! يقصد في الجيب الخلفي، فتمت البيعة مع زيادة كيل بعير لأن الموقع سهل الوصول إليه ولكن جاء الحرامي المشتري بحجة قوية طلباً للهوادة بأعتبار أن الموقع مراقب من جموع العامة لأنهم يعرفون أن الحرامية يسرقون من الجيوب الخلفية "الطيازي". فشأت مجموعة من الحرامية يتبعون الضحية يتلصصون عليه بطريقة دقيقة أينما سار محاولين أنتهاز فرصة الغفلة لكي يسرقونه من الخلف .. فسموا ب "الطيّازات"!

    ظهر مصطلح "الطيّازات" مرة أخري في زمن مختلف وبيئة مختلفة ربما كان ذلك في منتصف الثمانيات حينما صارت الأتبوبسات الشعبية تكتظ بالركاب في العاصمة الخرطوم بسبب هجرات أهل الهامش نتيجة لظروف الجفاف الذي ضرب السودان وأهلك نسله وضرعه وزرعه، فهاجرت جموع كثيفة إلي الخرطوم طلباً للرزق. ظهرت جماعة من ضعاف النفوس تستغل الزحام لتتحرش بحرائر بنات السودان وجميلاته .. حيث يظهر المتحرش بشكل برئ أنه يتلولح بسبب تمايل البص والزحام فيجد فرصته "للكع" مرات ومرات. سميت تلك المجموعة الشريرية ب "الطيّازات"!

    من أغرب ظهور ل "الطيّازات" كان في الولايات المتحدة الأمريكية حينما صارت الكمبيرات في متناول يد العامة .. ومازال الشعب الأمريكي به قدر كبير من المحافظية في الأخلاق. صار ضعاف النفوس من أصحاب الكمبيرات يتلصصون مؤخرات النساء (أطيّاز النساء .. الله يكرمكم) .. ويسيرون خلفهن بالساعات الطويلة، فيصورونهن خلسة في أوضاع تكشف عن مكنون ما بداخل أسترة ملابسهن .. وذهبوا أكثر من ذلك حينما صاروا يصورن أجساد الضحايا مستغلين السلالم المتحركة في المولات وأماكن التسوق فتم تلقيب ظاهرتهم بال "أب إسكرت" .. الطيّازات في الولايات المتحدة يمكن أحدهم أن يصير مليونيراً لو أستطاع ألتقاط صورة لملابس إحد الجملات أو المشهورات وأستطاع تثبيت ماركة الشركة المصنعة .. تلك دعاية مجانية للشركة لا تعادلها دعاية .. ويجني من خلفها "الطيّازي" ملايين!


    في أمريكا اللايتينة، أيضاً ظهر المفهوم بصورة مختلفة .. تجار المخدرات يستأجرون قتلة (طيّازات) يتتبعون الضحية مثل رجال الأمن والقضاة والمحامون، فيقتلونهم حتى يخفون أثار جرائم المخدرات التى يقومون بها.

    في اليونان في منتصف التسيعينات ظهرت فرقة بها نساء نيجيريات .. ذات مؤخرات موفورة .. فهن يمارسن التطريب من خلال تحريك المؤخرات مع الإيقاعات الموسيقية وكان الشعب اليوناني مغرم غرام يصل مرحلة الهيام بهذا النوع من هز المؤخرات .. فيسمونهن ب "الكولات" .. وكلمة كلمة "كولو" في اليونانية تعنى المؤخرة .. ف "الكولات" يقومن بالوقوف موليات الجهمور ظهورهن وما أن يبدأ الرقص ينحنين تاجه االفرقة ومؤخراتهن تجاه الجهمور ويبدأن في هز المؤخرات بصورة تعبر عن مواهب مدخرة في أردافهن .. فيتصايح الجهور بنشوة عارمة.


    يظهر من خلال هذه السرديات، أن "الطيّازات" هم فئة إنتهازية بأمتياز وشخصية "الطيازي" شخصية وصولية وشخصية هلامية لذجة .. وهذا ليس قولي بل يظهر ذلك في نقد الدكتور عبد الرحيم حمدان، الناقد الأدبي والأكاديمي الفلسطيني، لرواية "الأنتهازي" لكتابها الروائي الفلسطينى الفذ الأستاذ عون الله أبو صفية ..

    حيث يقول دكتور عبد الرحيم حمدان في نقد رواية الأنتهازي:
    "ويمكن التعرف إلى المعالم الرئيسة لشخصية الانتهازي وملامحها بالقول: إنه ذلك الشخص الذي يقوم باقتناص الفرص، ويستغل أي وسيلة؛ لتحقيق المنفعة الذاتية والشخصية، ويقوم باستغلال كل ظروف ممكنة بطريقة غير أخلاقية؛ لجلب المصلحة الذاتية والخاصة.
    ويلتقي القارئ في الرواية شخصيتين انتهازيتين إحداهما: شخصية (فؤاد)، والأخرى شخصية (سوزان).

    أولاً – شخصية فؤاد الانتهازي:
    يمثل (فؤاد) في رواية الانتهازي الشخصيةَ الانتهازية السلبية المتسلقة، إذ كان همُّه الأكبر في الحياة مُنصَّباً على "المال" والمنصب، ولم يكن يؤمن بشيء اسمه الحب والكرامة وتقاليد المجتمع الريفي وعاداته، اللهم سوى (حب المال)، لم يقدم على الزواج من (سوزان (صاحبة المطبعة المرأة المطلقة، وترك خطيبته (وديعة) جارته الوديعة المحبة له، والتي ظلت تنتظر عودته إلى القرية كما وعد إلا وسيلةً للوصول إلى الهدف والغاية (المال)، فكان ذلك الزواج بمثابة "الجسر" أو "المعبر" للولوج إلى ما يتطلع إليه ويهدفه، ويفكر فيه ليل نهار: المادة والأموال والمنصب،
    كان (فؤاد) يتعلل دائماً بسوء الأوضاع الاقتصادية، ويرى أنها هي التي دفعته للتفكير في الهجرة؛ ليتمكن من تلبية احتياجات أسرتهن، وكذلك ليستطيع توفير متطلبات الزواج الذي هو مقبل عليه.

    وهكذا يتبين للقارئ أن شخصية (فؤاد) شخصية متفردة بالفعل، تجسّد الشخصية " الانتهازية " بأكمل صورها ومناحيها، التسلق، حب المصلحة الشخصية، وحب الذات والأنانية.
    وكانت شخصية "فؤاد" تجنح للفوضوية "واللامبالاة" في كل شيء، علاوة على كونه "انتهازياً ومتسلقاً، لا يرى الأمور إلا بمنظاره السلبي من خلال المصلحة الذاتية الشخصية فحسب، بعيداً عن المبادئ والقيم والأخلاقيات والمثل العليا، أحبَّ المظهر الكاذب الخادع، ولكنه من الداخل كان "مفرغاً" يحاول أن يعوض عيوبه الجمَّة بالتظاهر بالحب والعطف. وقد وصفته زوجه (سوزان) بالانتهازي حين قالت له في مشاجرة جرت بينهما واصفة إياه بأنه:
    ناكر للجميل، ولو لم يكن انتهازياً، يتحين الفرص لما أنساق لغوايتها له، ولم يتخلَ عن خطيبته (وديعة)).

    ثانياً – شخصية سوزان الانتهازية:
    اغتنمت (سوزان) صاحبة المصبغة التي كان يعمل فيها (فؤاد) موظفاً بسيطاً في وظيفة محاسب فرصة حاجة (فؤاد) للمال، فحاولت أن تمارس الضغوط عليه، ملقية أحابيلها الشيطانية حوله، حيث جعلته يفسخ خطبته من(وديعة) ابنة الجيران في القرية؛ لكي يخلو لها الجو، وليتزوجها، وأغرقته في حياة الخمر والمخدرات والجنس، حتى أعلن استسلامه لرغباتها الشيطانية كما يسميها الكاتب، وتزوجها على الرغم من أنها مطلقة، وتكبره بعشرين سنة. يقول الكاتب:
    وأخذت تفكر في كيفية السيطرة على فؤاد، بحيث تجعله يترك خطيبته ويتزوج بها، أهداها تفكيرها الشيطاني إلى فكرة، فقررت الطلب من مدير شؤون الموظفين نقل فؤاد من القسم الذي يعمل به إلى قسم آخر...وقررت إعطاءه مبلغا من المال كي يرسله لوالدته )
    وحين أدرك فؤاد عاقبة انتهازيته، وعرف أنه وقع في مصيدة سوزان اتهمها بالانتهازية، قال في حوار دراميٍّ حرم فيه القارئ من متعة الاستمتاع بهذا الحوار الخارجي الذي ينقل التوتر، ويصعد الحدث، ويكشف عن مكنونات النفس الداخلية:
    "انت لم تسرقي أموال السيد (نافع) وممتلكاته فقط، بل سرقتِ زهرة شبابي، وبهجة أحلامي، لقد أغويتني وأغريتني بمالك، وسيطرتِ عليَّ؛ لحاجتي لذلك المال، أما اليوم، فأعلن تمردي على حياة الانكسار التي عشتها معك أيتها الفاجرة).

    هذا النموذج من الشخصية الوصولية الانتهازية الاجتماعية الطبقية المتمثلة في شخصيتي: (فؤاد) و(سوزان) نموذج نمطي يتكرر في كل المجتمعات؛ وليست معالم شخصية الانتهازي وأبعادها شخصيةً جديدة كلَّ الجدة، إذ تردد رسمها وتصويرها والكشف عن ملامحها وتكوينها في عدد غير قليل من الروايات المعروفة، لا سيما في المجتمعات التي تحكمها أنظمة اجتماعية طبقية، وتقف على رأسها نخبة فاسدة، فـ(فؤاد) في النموذج المصري يُمكن أن يحمل أي اسم آخر في مجتمع آخر، و(سوزان) يُمكن أن تكون نموذجاً في مجتمع آخر.
    فالانتهازية ظاهرة خطيرة في المجتمعات، تقوض تماسك الناس، وتجعلهم يفقدون القدرة على التمييز بين الحقيقة والأصيل، بين الشرف والزيف والخداع والادعاء، وتؤدي الانتهازية إلى تمييع المعايير وتسطيحها، وتغييب الضوابط؛ الأمر الذي يجعل المجتمعات تنزلق إلى قاعٍ لا أخلاقية.

    في محاداثات جوبا، تجد الدكتور محمد جلال هاشم ود. محمد يوسف، طيّازات أنتهازيين!


    بريمة






                  

العنوان الكاتب Date
الطيازات! Biraima M Adam06-04-21, 03:49 AM
  Re: الطيازات! Biraima M Adam06-04-21, 10:18 AM
    Re: الطيازات! Deng06-04-21, 10:34 AM
      Re: الطيازات! Deng06-04-21, 10:38 AM
        Re: الطيازات! Hassan Makkawi06-04-21, 03:37 PM
          Re: الطيازات! منتصر صلاح06-04-21, 04:27 PM
            Re: الطيازات! زهير عثمان حمد06-04-21, 04:35 PM
              Re: الطيازات! Biraima M Adam06-05-21, 09:19 AM
                Re: الطيازات! muntasir06-05-21, 09:59 AM
                  Re: الطيازات! علي عبدالوهاب عثمان06-05-21, 05:12 PM
  Re: الطيازات! Kabar06-06-21, 01:13 AM
    Re: الطيازات! Biraima M Adam06-06-21, 06:22 PM
      Re: الطيازات! علي عبدالوهاب عثمان06-06-21, 07:30 PM
        Re: الطيازات! Biraima M Adam06-11-21, 05:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de