هل نتوقع سيناريو مفارب لانقلاب مالى الثانى ؟

Quote: عن أكثر الدول الأفريقية تعرضاً لانقلاب الحكم فيها:حالة مالي عرفت جمهورية مالي منذ استقلالها 8 انقلابات، 5 منها نجحت، وخفقت 3. آخر الانقلابين في أقلّ من سنة على أنّ السودان هي التي شاهدت أكثر محاولة انقلابية في القارة ب(15 محاولة) تليها بوروندي(11) و سيراليون(10) غانا(10) وشهدت كل ونيجيريا وبوركينا فاسو وبنين وغينيا بيساو، عطفاً على مالي السالفة الذكر، (8) محاولات انقلابية لكلّ واحدة منها. بينما النيجر تشاد شهدتا (7) محاولاتٍ. تعرّف علم السياسة " الإنقلاب" بأنّه محاولة غير دستورية وعلنية من قبل الجيش أو مؤسسات مدنية تستخدم العنف والثورة) لعزل قائد الدولة أو جميع حكومته" وفي سياق متصّل حددت دراسة أمريكية أكثر من 200 محاولة انقلابية في أفريقيا منذ خواتيم الخمسينيات من القرن ال20. نجحت قرابة 100 منها، ودامت أقصرها مدة 7 أيام. بينما تربّع السودان على عرش المحاولات الإنقلابية فلم تنجح منها غير 5 من بين (15). وتعتبر بوركينا فاسو علم بوركينا فاسو الدولة الواقعة غرب أفريقيا هي التي شهدت أكثر عملية انقلابية نجاحاً، وفقاً لتقرير (BBC). عودةً إلى جمهورية مالي فإنّ التطوّر الأخير كانت عملية انقلابية، وقادها نفس الكولونيل الذي أطاح بالرئيس "كيتا" 18 أغسطس. بعبارة أخرى نظّم انقلابين على رؤسائه في أقلّ من سنة. وهو الكولونيل " أسيمي غويتا" بعدما احتجز الرئيس الانتقالي المالي الحالي "باه انداو" والوزير الأول "مختار وان" وأجبروهما على تقديم استقالتهما، ليُمْسي هو -أسيمي غويتا الذي كان يتقلد منصب نائب الرئيس بموجب «ميثاق المرحلة الانتقالية»-الرئيس الجديد يوم الأربعاء 26 مايو 2021م، بحضور وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، الذي يقود وساطة لتسوية الأزمة في مالي. - مختصر لتاريخ الإنقلتبان في مالي، والأوضاع التي جرت فيها: 1-: الأوّل: بعد 8 سنوات فقط من استقلال البلاد، أُطيح بالرئيس "موديبو كيتا" بانقلاب عسكري في 19 نوفمبر 1968م بقيادة الملازم الأول "موسى تراوري". 2-: الثاني: بعد وصوله إلى السلطة عن طريق انقلاب عام 1968م، يفقد الرئيس "موسى تراوري" أيضاً كرسي الرئاسة بعملية انقلابية، بعد 23 سنة، أي في عام 1991م، بعد ما فرض نظام الحزب الواحد، حزب الاتحاد الديموقراطي للشعب( UDMP). وفي تاريخ 26 أبريل من نفس العام، فاز الرئيس "ألفا عمر كوناري" بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ضد منافسه " تِيَيْوُوْلي مامادو كوناتي". التزم الأخير بمسار الديمقراطية، وأعيد انتخابه في عام 1997م لولاية ثانية انتهت في عام 2002م. وحلّ محله "أمادو توماني توري"، حيث فاز في الانتخابات الرئاسية لعام 2002م بحصوله على 64.35٪ من الأصوات كمرشح مستقل، مقابل المعارض " سُميلا سيسي" الذي حصل على 35.65٪ فقط من الأصوات. 3-: الثالث: قبل شهرين من نهاية الولاية الثانية لـ " أمادو توماني توري"، قامت مجموعة من الجنود من معسكر "كاتي" الذائع الصيت بالإطاحة به ليلة 21 إلى 22 مارس 2012م. بقيادة الكابتن "أمادو سانوغو" محتجاً بتقاعس الرئيس عن صدّ تمرد الطوارق في شمال البلاد. لكن تحت ضغطٍ من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والجهات المانحة لدولة مالي، أعاد تأسيس دستور عام 1992م، وتمّ تعيين رئيس الجمعية الوطنية "ديونكوندا تراوري "رئيسًا مؤقتًا لمالي وفقًا لأحكام الدستور. وفي مايو 2012م، غزا الشعب المالي المتظاهر، القصر الرئاسي، وتعرض "ديونكوندا تراوري" للضرب المبرح، حتى قضى شهرين في فترة نقاهة خارج البلاد. 4:- الرابع: في صباح 18 أغسطس 2020م، وبعد أسابيع من انتفاضة شعبية بقيادة حراك خمسة يونيو (M5) ومؤسسات مدنية أخرى على حكومة الرئيس "إبراهيم بوبكر كيتا"، قاد الجيش من معسكر " كاتي" بقيادة " أسيمي غويتا" عملية انقلابية أطاحت بحكومة " كيتا" واعتقال العديد من شخصيات حكومته. وبعد مناورات سياسية بين قادة الحراك من ناحية، والعسكر من ناحية أخرى،استمرت المنازعات على التمييزات ومن سيقود المرحلة الانتقالية، انتهت بتدخّل المنظمة الإقليمية " إيكواس" ، وصياغة " ميثاق المرحلة الانتقالية" ينصّ على مناصفة الحكم بين المدنيين والعسكر. خلص إلى تعيين المدني "باه انداو "- بعد تقاعده من الجيش- رئيساً للمرحلة الانتقالية،وتعيين العسكري " أسيمي غويتا" نائباً له. 5:- الخامس: بعد 9 أشهر من عمر الفترة الانتقالية، قاد رجال نائب الرئيس " أسيمي غويتا" انقلاباً عسكرياً على رئيس المرحلة الانتقالية " باه انداو " ووزيره الأوّل " مختار وان" بعد تجريدهما عناصر من قادة الانقلاب من حقيبتي " الدفاع والداخلية".وبذا تربّعتْ مالي عرش أعلى نسبة في تاريخ الانقلابات بالمنطقة بعد بوركينا فاسو، ب 7 انقلابات. جميع ما سبق يُذكّرُ -كما غرّد به الكاتب " نجم الدين"- أحد كتاب القارة الأفريقية ، لدول الاتحاد الأفريقي ب " نادي العجائز والإنقلابيين". ادريس ايات باجث فى الشان العربى والافريقى