الرحمتات كلمة دارجة ويقصد بها آخر يوم خميس (الذي يسبق الجمعة اليتيمة ) في بعض البيوت والاحياء هي الجمعه الاخيرة من رمضان كااليوم في الاسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك وحيث يصادف ذلك اليوم ( سوق الخميس ) ويقوم الجزارون في ذلك اليوم ( ودالقبة - بلة ود شمام واولاده - ود امام(رحمه الله) - اولاد بانداقة - ) بتوفير كمية لا بأس بها من اللحوم لهذه المناسبة كما تقوم النساء اللاتي لهن أفارب قد انتقلوا الى رحمة الله بإعداد أطباق صغيرة مليئة بالتمر الذي يكون قد وضع في الماء منذ الصباح الباكر حتى إذا جاء المساء يكون قد اصبح منتفخاً وليناً واصبح ماؤه حلواً وذلك بوضع بعض المنكهات عليه حتى اذا جاء وقت قبيل الغروب يطوف الاطفال على بيوت القرية طلباً لهذه الاطباق المليئة بالتمر عدد من المشايخ والائمة افتوا في هذا الامر قائلين:الرحمتات لا سند له من الدين ويدخل فى باب البدعة السيئة التى تستوجب العقاب..الصدقة مستحبة واّكد ما تكون فى هذا الشهر العظيم,,ولكن تخصيص يوم بعينه لاخراجها يضعها فى خانة العبادات او على اقل تقدير فى باب المستحبات وهذا لا ينبغى لمسلم بقوله لا ننكر اننا كشعب يحب القيم الفاضلة وينتمى بشدة للاسلام يحب المكرمات من الافعال والاقوال ويغنون ببعض الاهازيج والأناشيد التي تتماشى مع هذه المناسبة الرحمتات عادة سودانية قديمة ودائماً يكون زمنها آخر يوم خميس في رمضان وتليه (الجمعة اليتيمة) كما يحلو للسودانيين تسميتها ، وهي آخر جمعة في شهر رمضان، وغالباً تذبح فيها الذبائح عند ميسوري الحال، أو تشرى اللحوم لصنع الثريد (الفتة) ويصنع فيه عصير البلح بطريقة سودانية فريدة، وكلمة رحمتات في الأصل من كلمتين: الرحمة تأتي وذلك لكثرة التصدق بنية التقرب الى الله في ذلك اليوم. والسودانيون عرفوا بالكرم والنخوة وما زالوا رغم الظروف الاقتصادية الحالكة والغلاء المعيشي الطاحن، أكثر حرصاً على نصب ما يشبه الخيام الرمضانية وسط الاحياء والميادين العامة، وكل أسرة تخرج طعامها من وجبات شعبية "كالعصيدة والقراصة" والتمر والبليلة مترجمين مقولة "الجود بالموجود" في تظاهرة اجتماعية تحيي روح التواصل، فيتناول المعدم طعاماً من جاره الغني باللحوم والفواكه الطازجة، وللعزاب وعابري الطريق العام وقت الإفطار النصيب الاكبر.
لذلك تعتبر من العادات الجميلة التي تمثل روح التكافل والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد الا ان هذا التراحم بين الناس لا يحتاج الى اوقات محددة لكن جرت العادة على ان يتصدق الناس على الاطفال والفقراء في يوم الرحمتات لاعتقادهم ان الصدقة في هذا اليوم تصل الى روح الميت. والرحمتات كعادة مرتبطة برمضان في طريقها إلى النسيان لما كانت تتمتع به من مكانة في قلوب الشعب السوداني.
توارث الأجيال
وهي عادة قديمة درجت عليها الأسر السودانية منذ القدم وذلك بشراء اللحوم بكميات كبيرة والتمر، حيث يكون الافطار بفتة وكورية تمر وسلطة. الحاجة عائشة تروي لـ (الرأي العام) أن الرحمتات من العادات الجميلة التي يتميز بها الشعب السوداني دون غيره خاصة في الأقاليم المختلفة من السودان. وأضافت: اتمنى عدم زوالها حتى تتوارثها الاجيال لما فيها من قيم التكالف والتراحم بين الناس، ولكن للأسف ان كثيراً من الأسر صرفت النظر عنها حتى اصبحت نكرة لمجموعة من الجيل الحالي.
أوانٍ فخارية
أما الحاج موسى مضوي فيقول: في الماضي كانت الأسر تتهيأ لهذا اليوم وتذبح الذبائح وتقوم بتحضير التمر وتوزيعه على الأطفال بأوانٍ من الفخار تسمى (الكنتوش) وكانت وجبة الافطار عبارة عن فتة بأرز واللحم المحمر وكورية البلح التي يتم تجهيزها من الصباح الباكر وتضاف إليها مجموعة من الأطعمة التي تمثل تراث الشعب السوداني.
ما زالت موجودة
أما الطالبة سوسن من مدينة الدويم فقالت إن الرحمتات ما زالت موجودة عندنا، وأضافت أن إفطار الرحمتات متشابه لدى الأسر وما زالت كثير من الأسر تتمسك بهذا اليوم لانه يذكرها بالأشخاص الذين فقدتهم ويقومون بالدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والقبول.
أولاد الخلوة
اما الحاجة هجوة علي فتقول : يوم الرحمتات نقوم بدعوة أولاد الخلاوي لقراءة القرآن للمرحوم والإكثار من الدعاء له، وتضيف هجوة ان الصدقة للاطفال مباركة وتذهب الى روح الفقيد مباشرةً، حيث يأتي اطفال الفريق الى منزل المتوفي لأكل الفتة بالارز والبلح ويشربون الحلو مر ثم يتفرقون، بالإضافة الى التقاليد المصاحبة تتم عملية تقديم المشروبات والعصائر في (قلة) وهي عبارة عن إناء فخاري أكبر قليلاً من الكوب العادي يصنع خصيصاً لهذه المناسبة أو في إناء من القرع حيث يشرب الشخص ويأخذ بعض الانفاس ويقوم بمواصلة عملية الشرب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة