الكورونا وأنا

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2021, 04:45 PM

د. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب
<aد. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب
تاريخ التسجيل: 04-04-2020
مجموع المشاركات: 19

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكورونا وأنا

    04:45 PM April, 30 2021

    سودانيز اون لاين
    د. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كنت على يقين مثل كثير من الذين أعرفهم أن أخذ لقاح الكورونا يقي من الإصابة بها، وأنه جواز عبور للعيش بحرية بعيداً عن القيود التي تحددها بروتكولات التعامل مع الجائحة، مثل لبس كمامة الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي والاهتمام بالمعقمات، حتى كانت الغاشية التي هدمت هذا المفهوم ووضعتني على طريق آخر للفهم. فقد تسنى لي الحصول على جرعتي اللقاح وأنا خارج السودان، وانقضى أكثر من شهر على الجرعة الثانية، وهي فترة كافية لتوليد المناعة اللازمة ضد الفيروس كما يقول الاختصاصيون من أصحاب المعرفة، ثم حضرت إلى السودان، ولم أمكث غير قليل حتى أصابني الفيروس.
    تراكمت لدي معارف مناسبة حول الفيروس وتطور ظهور أعراضه على المصابين، قبل أن أصاب به. إلا أن تجربتي مع الإصابة أقنعتني أنه لا يوجد خط سير واحد للأعراض، وأنه مرض متلون له حلل كثيرة في ترتيب ظهور أعراضه فيمكن أن يتجلى بأي منها. فعلى المستوى الشخصي بدأ أول شعور لي بالمرض أثناء إحدى جلسات الإفطار مع شخص أثير لدي في أحد مطاعم الخرطوم، فأحسست دون سابق إنذار أن قواي بدأت تنهار، وأني غير قادر على إكمال الجلسة رغم لطفها، ومن ثم لم يكن من سبيل غير الاستعجال في إنهائها والذهاب إلى المنزل.
    وما أن أتى الليل حتى أخذ المرض طوراً جديداً وهو الحمى التي تهوى الزيارات الليلية كحال حمى صالح كنعان البيروتي التي قال عنها:
    إذا جن الظلام وغاب صبحي
    وفارقني أحبائي وناسي
    أتت تسعى إلي وليس ترضى
    مقاماً غير أحشائي ورأسي
    أو كزائرة أبي الطيب المتنبئ التي ذهب أكثر المحللين المحدثين إلى أنها حمى الملاريا أو حمى نزلة البرد، ولو اتصل عهد أبي الطيب بفيروس الكورونا لكانت الحمى الناتجة عن الإصابة به أحد خياراتهم في تفسير قصيدته الباذخة:
    بذلت لها المطارف والحشايا
    فعافتها وباتت في عظامي
    يضيق الجلد عن نفسي وعنها
    فتوسعه بأنواع السقام
    كأن الصبح يطردها فتجري
    مدامعها بأربعة سجام
    بقيت على هذه الحال عدة أيام، صاحبها إسعال جاف مؤلم، تم بدأت أفقد حاسة الشم مع احتفاظي بحاسة الذوق، وكم هو شعور غريب أن تتحسس طعم الأشياء دون معرفة نكهتها، فيبدو الحال كصورة ناقصة تجعل حتى الطعم بلا طعم. فالرائحة مقدمة طبيعية للإحساس بالأشياء وتكوين فكرة عن مدى طيبها وقابليتها للاستخدام. كما كان الصداع أيضاً ضيفاً ثقيلاً يأتي بين حين وآخر. وبعد أسبوع بدأت كل هذه الأعراض في الزوال تدريجياً إلا أن فقدان القدرة على الشم والانهاك العام ظلا ملازمين لي، وخلال هذه الفترة فقدت ما يقارب عشرة كيلو من وزني.
    لا يساورني شك أن التطعيم قد حد من تطور المرض إلى منزلقات خطيرة، فلم تنخفض معدلات الاكسجين إلى المدى الذي يدفعني إلى دخول المستشفى أو مقابلة طبيب، رغم أني أعاني بعض حالات تحسس تنفسي منذ طفولتي، وكان يمكن أن تطول فترة المرض كحال كثير من الذين أخذ منهم شهوراً. فلولا التطعيم لكان وضعي صعباً وكان يمكن أن يتدهور إلى مدى أكبر، فقد كان وقاية حدت من الآثار الأشد. ولا أجد في الأصوات الداعية إلى الامتناع عن تناول اللقاح أي حكمة فهو وإن لم يمنع الإصابة إلا أنه يحد من آثارها الخطيرة.
    بالطبع حاولت جاهداً أن أعزل نفسي وأبقى بعيداً عن أفراد أسرتي قدر الإمكان، إلا أن هذا منال عزيز في ظروف السودان، خاصة أني قضيت فترة من الزمن بعيداً عنهم ومن ثم لم يتسن أن يتم الانعزال على نحو كامل، لكن لطف الله تعالى كان حاضراً، فلم يصب الفيروس سوى طفلي الصغير الذي لم يتجاوز عمره أربع سنوات إصابة سريعة، وظهرت عليه أعراض الحمى وظلت أمه تواليه بمخففات الحرارة لفترة يومين ثم شفي. إنه شعور قاسي أن يكون طفلك أمام ناظريك تحس لهفته للقائك ورغبته في الارتماء في أحضانك ثم تجتهد في قتل هذ الشعور وإبعاده عنك حفاظاً عليه.
    لم تكن فكرة اللجوء إلى الطب البلدي غائبة، فقد استخدمت القرض لزيادة مناعتي، وفي تقديري أنه كان مفيداً، إضافة للفايتمينات وعلى رأسها فيتامين سي والزنك، ودواء هندي من الأعشاب طارد للسعال.
    لا يزال السودانيون يتعاملون من الوباء وكأنه خبر آت من كوكب بعيد حتى في المؤسسات الحكومية التي يتعين أن يكون الاهتمام فيها ببرتوكول الوقاية من الفيروس على أشده. فقد كان علي إنجاز بعض المعاملات لدى جهات حكومية من بينها مكاتب تتبع لوزارة الداخلية، أو السلطة القضائية وفي بعض الأحيان مستشفيات حكومية، وبالطبع في القطاع الخاص أيضاً مثل المواصلات العامة أو المصارف، إلا أن الرابط بين كل هذه الأماكن أن الازدحام والتدافع وعدم الالتزام بمقتضيات التباعد الاجتماعي أو ضوابط التعامل مع الفيروس الخطير، طابع سائد. ويبدو أن هناك حاجة ماسة لإنشاء آلية تضمن الالتزام بقواعد وبروتوكولات مكافحة الجائحة.
    تبنت كثير من الدول فكرة مأمور الضبط القضائي وهو موظف مدني يتبع للجهة التي تختص بالتشريع، مثل البلدية في حالة تشريعات الصحة أو الرقابة على الأسواق، أو ضبط المواصلات العامة، أو المواقف. ويكون من حقه مراقبة تطبيق التشريع وتوقيع الجزاءات على الأشخاص المخالفين، والذين بدورهم لهم حق التظلم على المخالفات الموقعة عليهم لدى نفس الجهة الحكومية. وفكرة مأمور الضبط القضائي ترفع كثيراً من العبء عن كاهل الشرطة في متابعة تطبيق التشريعات وتضمن مشاركة كل الجهات الحكومية في مراقبة الامتثال للتشريعات، ويوجد لها بعض الإشارات في القانون السودان مثل مأمور الصحة الذي يراقب أمثال الأفراد والمطاعم بتطبيق مقتضيات تشريعات الصحة العامة. وفي تقديري أن التوسع في هذه تطبيق هذه الفكرة سيكون له آثار إيجابية في الضبط العام، وخفض مستوى التسيب في الامتثال للتشريعات، والشعور بوجود الدولة ويدها الطائلة، ومن ذلك التحقق من التزام الأماكن العامة بقواعد محاربة الفيروس والسهر على تطبيقها.
    أظن أن طريق البشرية في الانتصار الحاسم على الفيروس لا يزال يتطلب مجهوداً جباراً وخطوات طويلة رغم التوصل إلى لقاحات من أنواع مختلفة، وليس أقل من ذلك التزام بروتوكولات المحاربة وعلى رأسها ارتداء الكمامات الواقية والتقيد بالتباعد الجسدي واستخدام المعقمات.
    أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب






                  

العنوان الكاتب Date
الكورونا وأنا د. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب04-30-21, 04:45 PM
  Re: الكورونا وأنا Ahmed Yassin04-30-21, 06:00 PM
    Re: الكورونا وأنا أحمد محمد عمر04-30-21, 06:08 PM
      Re: الكورونا وأنا سيف النصر محي الدين04-30-21, 09:37 PM
        Re: الكورونا وأنا امتثال عبدالله04-30-21, 09:47 PM
          Re: الكورونا وأنا خضر الطيب04-30-21, 10:10 PM
            Re: الكورونا وأنا طارق محمد الطيب05-01-21, 04:17 AM
    Re: الكورونا وأنا د. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب05-02-21, 02:09 PM
    Re: الكورونا وأنا د. أبوذر الغفاري بشير عبد الحبيب05-02-21, 02:10 PM
  Re: الكورونا وأنا وليد زمبركس05-02-21, 07:14 PM
    Re: الكورونا وأنا سيف النصر محي الدين05-03-21, 03:13 PM
      Re: الكورونا وأنا وليد زمبركس05-04-21, 04:33 PM
        Re: الكورونا وأنا سيف النصر محي الدين05-04-21, 05:15 PM
          Re: الكورونا وأنا سيف النصر محي الدين05-04-21, 09:06 PM
            Re: الكورونا وأنا وليد زمبركس05-04-21, 09:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de