بسم الله الرحمن الرحيم زواج الآنسة " وفاء " القاهرة في : ٩/٤/٢٠٢١ م كتب / بدر الدين العتاق لأن تبذل الحب وفاءً لمن يستحق أو تستحق فأنت من الأوفياء بكل تأكيد . وكان أول العهد بها في جنبات الدرس بجامعة الخرطوم قسم الدراسات الهندسية المدنية حيث تجلس على مقربة من معلم المادة أمام البورت تتناول موادها كما تنال الأكلة من القصعة ولا تفتر ولا تسألني عن شكلها وحسنها ولبسها ومشيتها وحديثها وصوتها فأحدثك عن البحر ولا حرج . كنت أظنها من أول وهلة أنَّها لي بلا شك لأن كل قرائن الأحول تقول بذلك وما هي إلا أعوام معدودات حتى يكتمل النصيب ويا له من مصاب . وجُدْتُ لها بكل ألوان السعادة التي قد لا تجدها في بلاد العم حام ولا سام ولا في بلاطات أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ولم تَجُدْ لي بأكثر مما تجود به على يتيم ذي مقربة أو مسكين ذي متربة ، وتطعمني من لعس حديثها كما يطعم الأيك وليده رويداً مهيلاً وعلى مهل أقل من إطعام في يوم ذي مسغبة ، فأنا والزملاء سواء بسواء ، وهذا قمة الحيف والجور ؛ قال أبو تمام : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * فما الحب الا للحبيب الأول وكم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه أبداً لأول منزل ولات حين منزل ولا فتى ولا حبيب يخب . مضت أربعة سنوات ، وتخرجنا في الجامعة ودخلنا معاً سوق العمل ومضت سنتان والعهد بينا يعلو ويخفق فالحكومات الداخلية وللبلد يمنعان السعادة لأي من يطلبها إلا بشق الأنفس وغلاء المهور وترتيبات الحياة وأفكار الإغتراب والهجرة وما إلى ذلك فكل الطرق لا تؤدي إلى روما السعادة بقدر ما تسوقك إلى الوهم ومضيعة السنين والإفلاس ومن ثَمَّ يطير الهوى حيث تطير السعادة ولات حين مندم ولا مأسف فكلنا في الهم شرق . هذه ليست قضية القصة ولا موضوعها فالأمر أكبر من ذلك ، قال زهير الحكمي : كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً * وما مواعيدها إلا الأباطيل فلا يغرنك ما منت وما وعدت * إنَّ الأماني بعد الشيب تضليل فلا تدوم على حال تكون به * إلا كما تمسك الماء الغرابيل حيث كانت الصدمة الأولى لي أنَّها على موعد مع الغرام في قلب رجل ثاني في ذات الوقت الذي كنا نقضيه سوياً في ملذات الهوى بعد لأنَّ بذلنا المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي . قال شوقي : لم أدر ما طيب العناق على الهوى حتى ترفق ساعدي فطواك وتأودت أطراف بانك في يدي واحمر من خفريهما خداك ودخلت في ليلين فرعك والدجى * ولثمت كالصبح المنور فاك وتعطلت لغة الكلام فخاطبت * عيني في لغة الهوى عيناك ومحوت كل لبانة من خاطري * ونسيت كل تعاتب وتشاك لا امس من عمر الزمان ولا مضى * جمع الزمان فكان يوم لقاك
وكذب شوقي وصدق الحكمي ، ولله الامر من قبل ومن بعد . وحين واجهتها بالأمر لم تنكر ولم تتصبب عرقاً ولا صبابة كما توقعت ، حين وقعت أنا ، بل كانت أكثر من عادية وألقت اللوم على الظروف والمناخ وحكومة البلد والوضع الإقتصادي المتردي وهلم جرا وملعون أبوك دي بلد . فتركتها والقلب عن الحب في صمم * وألفيتها الوفاء والحب في شَمَمِ ودثرتها التمائم والقلائد والجوى * وما صانت عهد قيس مني ولا أَمَمِ وهذه ليست الأخيرة ، فقد وجدتها مع أحدهم لا تكاد تلقي له بالاً ولا فتيلاً ، تحاكيه ليل مساء ، وتقابله تحت أحلك الظروف ولا ترفض له طلباً ولا همسه ، وكنت حين علمت بذلك سمعت أحدهم ينشد ويغني : لو بهمسه أو ببسمه قول أحبك .... قول أحبك وكانت أبخل علي من الفرزدق حين يضن على عياله بمنيحة لبن من ثدي الناقة إذ كان يصرها على فمه دون الماعون وفوق القدح حتى لا يسمع عياله صرير الحلب فيعطيهم منه ، قال بن هبيرة : وددت وكدت وليتني تركت *على بن عفان تبكي حلائله فكل حرون الكون وحزونه صابتني في كبدي وكأنها لم تقرف ولم تقترف أي جريرة في دنيا الحب وتناست بل تغافلت سنوات ست قضيناها في معية ما نحب وتهوى ولات حين مخبأ ودين محمد . تزوجت وفاء ، ولكنها لم تتزوج الوفاء ، وكالت السباب والمزاح والمداح على الحكومة ووزير المالية والبنك الدولي ، حين تزوجت أنا الوفاء وبه أحيا وأهنا . [ البِتْ الكُنَّا خاتين إيدنا عليها .. عرسوها ]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة