Quote: الأستاذ محمود محمد طه - تحقيق الدستور الإسلامي 32 Aufrufe •14.11.2020 0 0 Teilen Speichern Alfikra 9080 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
تحقيق الدستور الإسلامي
أن تدّيني أنا حريتي السياسية، وأن أكون كريم – يعني، رأيـــي عنده اعتبار ؛ وبيتي آمن من يهجم عليه أي بوليس يفتشه، أو أساق للسجن بدون سبب – أن تدّيني الحرية السياسية، وأن تدّيني الحرية الاقتصادية، تنبع من «لا إله إلا الله»، توّها.. فيبقى، «الدستور الإسلامي» بيتحقق بمعرفة «لا إله إلا الله»، ثم التفكير في التراث البشري – مش حاجة بتجيء من الهواء.. والناس البقولوا أنُّ، الديمقراطية مالنا ومالها، والاشتراكية مالنا ومالها، ديل إلحاد!! ديل لأنهم ما حققوا «لا إله إلا الله».. إذا انت حققت «لا إله إلا الله»، كل التراث البشري تشوف الخير الفيه لِك، لأنُّ البشرية ما مبنية على الباطل، ولا في قبيل من الناس فاز بالخير كله وخلّى الناس الآخرين في الشر كلهن.. الناس ديل كلهن خلقهن الله.. التفاوت بيناتهن، تفاوت مقدار.. وما في شر مطلق، في الوجود.. «الإلحاد» فيه خير.. والإلحاد ما دخل إلا بإرادة الله.. وربنا لمًا قال كارل ماركس، «لا إله، والكون مادة»، ربنا قال لِهُ، قُل كدا!! لحكمة.. الشر المطلق ما في.. لمًا انت تعرف «لا إله إلا الله»، انت بتعرف الشر المثبت نصيبه منه، وتاخد الخير.. يبقى، في الحقيقة، لمًا تجود «لا إله إلا الله»، دستورك هو التراث البشري كله، تاخد ما فيه من خير ، تنمي بِهُ اتجاه الإنسان ليسير لتحقيق «لا إله إلا الله».. فــ «لا إله إلا الله» ميزان، مش محتويات وتفاصيل.. وانت شايف أنُّ كل التشاريع، الأنبياء ما جاءوا إلا بــ «لا إله إلا الله»، بعدين شرّعوا من العادات، والأوضاع.. ديننا ما قائم على العرف!! «يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر»؛ «لهن مثل الذي عليهن بالمعروف»؛ «لا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف»، «المعروف» شنو؟! ما تراث البشر فيما تواضعوا عليه.. الباطل فيه يرموه هناك، والخيّر ياخدوه.. هنا، «لا إله إلا الله»، إذن هي الميزان البيربـّي الإنسان، المفكر تفكير جيّد، لياخد الخير، ويوجهه.. التفكير دا، المسلم الجيّد هو البيعطيه الفرصة ليجيب بنود الدستور لتلف حول «لا إله إلا الله»، لينشئ المجتمع البيكون والد شرعي للإنسان الحر.. الإنسان الحر ما مقطوع من الشجرة، هو ابن للمجتمع.. المجتمع البينجب الإنسان الحر، لازم يكون هو حر، نفسه.. المجتمع الحر هو الفيه العدالة الإجتماعية – طبقات مش بعيدة من بعض؛ فيه العدالة الاقتصادية – مش فيه واحد بيشحد، وواحد مترف يموت بالتخمة، وواحد يموت بالجوع.. المواطنين لِهن حقوق، كلهن، في السياسة، اللي هي الديمقراطية؛ في الاقتصاد، اللي هي الاشتراكية – الفوارق بيناتهن تكون قريبة لئلا تكون في طبقة فوق تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة التحت، أو تحتقرها، أو تكوّن رأي عام يعزلها.. تلقى، انت، «لا إله إلا الله»، في الحقيقة، تفتح لِك التراث البشري كله لتجيب مجتمعك على الصورة الكاملة..
من محاضرة «مناهضة الدستور الإسلامي المزيف» - 1969، دار الحزب الجمهوري بمدينة مدني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة