كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: جدير بالقراءة/ نافخ الصافرة (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
اهلاً حفيظ
اشارتك مهمة حول "الوصمة الاجتماعية" التي قد تلحق بمن يبلغّ عن مخالفة او فساد وغيره .
في نفس الوقت الذي تحمل فيه ثقافاتنا السودانية قيمًا مفيدة وفاضلة، هنالك قيم تقف حائلاً دون تحقيق كثير من الامور المهمة.
تنوير الناس ونشر ثقافة مكافحة الفساد، وسن قوانين تحمي "نافخ الصافرة"، يمكن ان تساهم في نشر وتعزيز ثقافة الحوكمة .
أدناه مقال مختصر أهم مافيه الاشارة لمن صكّ مصطلح "نافخ الصافرة":
مرصد ومدونات عمران
نافخ الصفارة.. المبلغ عن الفساد
في أوائل سبعينات القرن الماضي، ابتكر الأمريكي رالف نادر مصطلح whistle-blower لتجنب الدلالات السلبية الموجودة في كلمات أخرى مثل (informers)، أو (snitches)،
وتترجم هذه الكلمة ترجمة حرفية: بنافخ الصفارة، ويترجمها البعض كاشف الفساد أو المخبر أو المبلغ عن الأعمال غير القانونية،
وقيل الجراس، وقيل المبلغين الداخليين، وكلها تعريبات لمصطلح يمكننا تعريفه بأنه: "الإفصاح عن معلومات متعلقة بأنشطة فاسدة، أو غير قانونية، أو احتيالية أو منطوية على مخاطر ترتكب في منظمات القطاع العام أو القطاع الخاص،
وتثير مخاوف أو تمثل تهديدًا للصالح العام، أو الأفراد أو المؤسسات التي لها القدرة على اتخاذ الإجراءات"[1].
ويمكننا القول في تعريف هذا المصطلح: عبارة عن فرد أو مجموعة من الأفراد، أو جمعيات أو صحف أو منظمات مجتمع مدني غير منحازة تقوم بوظيفة الضمير المجتمعي حين وقوع الفساد من أي شخص أو مؤسسة ،
بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي أو نحوها من الانتماءات،
أو هو بتعبير آخر: حرص الموظف على المنشأة التي يعمل فيها وسعيه الدؤوب في الحفاظ على مكتسباتها القيمية، وارتباطه العميق بمنظومتها الأخلاقية، وإيمانه العميق بأهدافها السامية، الأمر الذي يدفعه لمناهضة الفساد بدافع الضمير.
وإن كان عصرنا الحالي يشهد تطورات كبيرة في آليات مكافحة الفساد، ووجود الكثير من الأجهزة الإدارية المهتمة بمراقبة الفساد وكشفه، وقد بلغت هذه المؤسسات مستويات متقدمة في أساليب الكشف عن الفساد،
إلا أن أغلب قضايا الفساد المبلغ عنها في المجتمعات المتقدمة كانت من قبل أشخاص عاديين يتطوعون ليخبروا عن ذلك سرًا وعلنًا،
وقد ابتدعت بعض الأنظمة الغربية وسائل حماية لهؤلاء الأشخاص، ووضعت التشريعات المناسبة المشجعة لهم والتي تحفزهم على المبادرة وتوجب التعامل الجاد معهم.
نافخ الصفارة أسلوب تطوعي يعتمد على المبادرة في مكافحة الفساد، وقد قدم هؤلاء المبلغين جهودًا جبارةً في كشف الفساد والاحتيال وسوء الإدارة،
وغيرها من الاعتداءات التي تهدد الصحة والسلامة العامة، والنزاهة المالية، وحقوق الإنسان، والبيئة والقانون،
بالإبلاغ عن مثل هذه المعلومات ساهم المبلغون في إنقاذ أرواح لا حصر لها ومليارات الدولارات من الأموال العامة، مع منع الفضائح والكوارث المنبثقة من التفاقم.[2]
وأول القوانين التي شرعت الحماية لهؤلاء الكاشفين عن الفساد، هو القانون الأمريكي للمزاعم الكاذبة للعام 1863م FCA (والذي روجع في العام 1986م)،
من خلال الحماية من الطرد التعسفي أو أي تبعات أو أعمال انتقامية قد تطالهم، بل ويشجعهم من خلال قانونية الحصول على نسبة من الأموال المستردة أو التعويضات التي تكسبها الحكومة،
وكذلك قانون لويد -لا فوليت للعام 1912م، وكذلك قانون ساربينز أوكسلي للعام 2002، الذي استهدف حماية كاشفي الاحتيال المؤسسي،
والجدير بالذكر أنه يوجد حوالي 20 قانونًا فيدراليًا في إطار اختصاص برنامج حماية كاشفي الفساد (OWPP)، في إدارة السلامة والصحة المهنية (الأوشا) التابعة للإدارة الأمريكية[3]،
بل إنه بموجب قانون دود- فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك 2010 تشكل مكتب كاشفي الفساد بلجنة الأوراق المالية والبورصة.[4]
|
|
|
|
|
|
|
|
|