|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: بروف مالك حسين عليه (Re: عبدالله عثمان)
|
أعمدة وداعاً العالم والسياسي الأسطورة البروفيسور مالك حسين بواسطة التيار نت - فبراير 13, 202107
جلال الدين محمد إبراهيم
مقدمة :-
ا قال الرسول صلى الله عليه وسلم :- (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ) و،، حينما أخبر الأمة أن من علامات قرب قيام الساعة رحيل العلماء؛ فقال :- صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ( ولا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن) ،، وقبض العلم إنما يكون بموت العلماء
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه :- (موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه ،، والسبب لأن العابد يخدم نفسه وينجي نفسه بينما العالم (يخدم أمة وينجي أمة) ، ، ولذلك حقّ للأمة أن تحزن على موت عالمها.
أيها الناس :- لقد رحل من الدار الفانية أمس الأول ، اخي وصديقي البروفيسور مالك حسين حامد ،، إنا لله وإنا إليه راجعون ،، و البروف مالك حسين من الشخصيات العامة التي يعرفها معظم الشعب السوداني ،،ويعرفه كل من حمل في جوفه علماً ينتفع به من أبناء الشعب ،، وقد كان رجلاً متفرداً في كل شيء ،، لم أشاهد ولم أعرف رجلاً سياسياً معاصراً أشجع منه في المواجهات السياسية ،، فكان قوي الشخصية يصارع من أجل كلمة الحق مهما كانت العواقب من أجلها ،، ولا يخاف إلا من رب العالمين ،،ولم أجد رجلاً حصيفاً وعالماً ورعاً ومتواضعاً مثله .
و ما من جلسة جلسنا فيها معاً ،، و مهما كانت المناسبة ،، إلا وتزودنا منه بعلم متفرد في مختلف العلوم ،، فالرجل له الرحمة ( البروف مالك حسين ) كان بمثابة محيط وجامع للعلوم وبحر علم من المحال أن يصل أحد إلى تحديد أعماقه ،، كان منارة علم وفقه وأدب ونور إسلام ومصحفاً مجوداً يسير على قدمين بين الناس .
كان البروف مالك حسين موسوعة علمية في الزراعة والاقتصاد والقانون الدولي ،، ويحمل إرثاً وتاريخاً سياسياً للحركة السياسية في السودان ،، وتاريخ حقائق سياسية ،، وبئر أسرار دبلوماسية وسياسية وعلمية لن يجدها الشعب السوداني إلا عند مالك حسين ،، وكنا نقولها له بأن التاريخ السياسي والنضالي السوداني ( لا يفتى فيه ومالك في المدينة )
كنا في حزب المستقلين القومي ،، الحزب الوحيد بالسودان الذي كانت تقام فيه ندوات علمية ( ومناقشة أبحاث ) في مختلف ضروب العلم ،، الزراعة + الاقتصاد + الفيزياء + الكيمياء + علم الإدارة + الطب + القانون + إلخ إلخ ،، وكان يجتمع لها العلماء في مزرعة الراحل (البروف مالك بمنطقة مرابيع الشريف) ،، فلا يوجد حزب بالبلاد يمتلك سجلات حلول علمية للسودان وتلك الحلول كانت مدعومة بتجارب وخبرات عملية في أرض الواقع وليست نظرية فحسب بمثل ما كانت تقدم في حزب المستقلين القومي من ندوات علمية بقيادة البروف مالك حسين له الرحمة .
ورحل عنا من بعد ما ملكنا من الأسرار السياسية منذ ما قبل عهد فترة ( مايو ) مروراً بعصر النميري ثم الانتفاضة 6 إبريل وعهد سوار الذهب ،، ثم الفترة الديمقراطية الثالثة وما كان فيها من أسرار ، وكشف لنا عن أسرار لم تنشر على الإطلاق عبر الإعلام . تفاصيل سرية لم تنشر عن إعدام محمود محمد طه.
البروف مالك حسين كان هو إيقونة ثورة سبتمبر الحقيقية الأب الشرعي للثورة ، وهو زعيم الحزب الوحيد الذي شارك في ثورة سبتمبر منذ أول يوم وقاد جموع الشباب منذ أن كان الخروج والتجمع في (صينية القندول – والتحرك إلى القصر ) فقاد الثورة منذ تاريخ 23 سبتمبر 2018 م قبل أن يتم تأسيس مجموعة ( قحت ) والتي تأسست في اليوم الأول من العام 2020م .
وكان هو الوحيد والأول في قيادة الثورة ،، والأفلام المسجلة له في ذلك موجودة وتثبت بأن الثورة لم يقدها رجل بمثل ما قادها البروف مالك حسين وحزب المستقلين القومي منذ أول يوم في انطلاقها وقبل تكوين مجموعة الحرية والتغيير ،، التي جاءت من بعده وكان هو سابق لكل قادة الأحزاب في قيادة الثورة ..( والأفلام التي تم تصويرها له موجودة تثبت ذلك ).
شارك البروف (مالك حسين حامد) في الاعتصام في القيادة العامة ،، وكان له ركن معلوم ،، وعندما تم فض الاعتصام ،، كان يسارع لحمل المصابين ويهرول بهم إلى مستشفى رويال كير ،، كان أول من يسعف الجرحى ،، و سبحان الله ما كان يخشى على نفسه الموت وهو في العقد الثامن من العمر .
لن أوفي اخي وصديقي البروف مالك حسين حقه في سطور ، فالرجل يحتاج أن أكتب عنه مجلدات متعددة بما عشت معه وبما عرفت عنه وما تعلمت منه ،، اللهم أرحم أخي وصديقي مالك حسين ،، اللهم أجعل الفردوس منزله ،، وأسكنه بجوار حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم ،، إنا لله وإنا إليه راجعون
|
|
|
|
|
|
|
|
|