Quote: الأستاذ محمود محمد طه: محبة النبي 389 Aufrufe •08.01.2021 20 2 Teilen Speichern Alfikra 8790 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
محبة النبي
تقليد النبي!! التقليد دا ماهو صورة جوفاء، إنما صورة فيها روح.. والروح هي الثقة والمحبة – الثقة والمحبة.. وفي الحقيقة، أنُّ أي تقليد بدون ثقة، وبدون محبة، دا تقليد أجوف، لا قيمة له.. ولمًا ربنا قال لنبينا، يقول لِنا: «قل، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني، يحببكم الله»!! كأنما قال: قل، إن كنتم تحبون الله «فأحبوني»، يحببكم الله!! «فاتبعوني»، دي، فيها روح المحبة.. وحتى أنُّ المحب، وإن ما فعل، أفضل من البيقلد وهو ما محب – المحب للنبي، وإن ما عمل، أفضل من البيقلد النبي بدون محبة.. لكن الاتنين أفضل منهن البحب وبيعمل.. وهو، في الحقيقة، إذا اكتملت المحبة، يبقى حضورك مع الحبيب، دائمًا، هو ما تكلف بِهُ، وما تحبة، وما لا تجد راحتك إلا بِهُ.. «ومن أحب شيئًا، أكثر من ذكره»، زيما يقولوا.. والمحب يقلد المحبوب، ويتملق المحبوب، ويقرّب لِهُ، ويتزلف لِهُ، ويرفع كل ما يقطعه عنه.. ولذلك، المحب للنبي، لا بد أن يقلده.. لكن، قد يكون في إنسان بيقلد بدون محبة.. هدا ما بيكسب حاجة.. وهناك، تتذكروا انتوا، ما قاله الصاحب: «متى الساعة، يا رسول الله؟؟ قال: ما أعددت لها؟؟ قال: والله ما أعددت لها كثير صيام، ولا كثير صلاة، ولكني أحب الله ورسوله.. النبي قال: المرء مع من أحب».. «المرء مع من أحب».. فما في تقليد، في الحقيقة، إلا بمحبة.. وإلا بيبقى هيكل بدون روح.. والمحبة هي البتحرق الأغيار.. عندهن: «أبت المحبة أن تستعمل المحب لغير المحبوب».. والمحبة «توحيد»، لأنُّ البيحب اتنين كذاب.. وهناك قال: أصحابنا اتخذوا المحبة مذهبًا * وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا أصحابنا اتخذوا المحبة مذهبًا، وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا.. شرعنا، اللي هو «لا إله إلا الله» – في مذهب الحب، ما في مخالفة للتوحيد.. ولذلك، المحبة هي مركز العمل الصالح كله – العمل الفيه إخلاص؛ العمل الفيه صدق؛ والعمل الفيه إنكار للأنانية، دائمًا، مركزه المحبة.. حتى نحن عندنا الكلمة العامية القالها الشيخ العبيد: «الما عنده محبة، ما عنده الحبة».. الما عنده محبة، يعني الما عنده من «لا إله إلا الله» ولا ذرة.. لأنُّ، هناك نبينا قال: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ˃لا إله إلا الله˂».. فالشيخ العبيد أشار إلى دي، «الذرة» دي، الما عنده محبه، ما عنده، وإن قال «لا إله إلا الله» ملايين الملايين، إنما هي فاضية.. ودي البشارة بأن «لا إله إلا الله» بتنجي، قال: «من قالها خالصًا بها قلبه» – ما قال «لا إله إلا الله» من حلقه ولفوق، دي ما بتعمل حاجة، دي فاضية.. وهو، الحقيقة، فراغ الأمة، هسع دي، أنُّ «لا إله إلا الله» بقت من اللسان، ولفوق، ودي ما عندها قيمة.. وقال، حتى: «لا تزال ˃لا إله إلا الله˂ تدفع عن العباد سخط الله ما لم يبالوا ما نقص من دنياهم.. فإذا فعلوا، ثم قالوا، ˃لا إله إلا الله˂، قال الله: كذبتم، لستم بها صادقين».. فالمحبة هي محور المسالة دي كلها.. المحبة تكتسب بالاطلاع على الفضائل.. ونبينا، ربنا جمّله، وكمّله بالصورة اللو عرفناه، نحبه، ولا نملك إلا أن نحبه.. ومعرفته مش سهلة.. هو حتى قال: «ما عرفني غير ربي».. وانتوا عارفين حكاية أويس القرني.. أويس القرني ماهو صاحب – تابع.. كان في اليمن، وما جاء قابل النبي، لأنه مشغول بقيامه على أمر والدته.. لكن، كان النبي يقول: «إنَّ ريح الرحمن يطالعني من قِبل اليمن».. بعدين، قال لِهم: «إذا لقيتم العبد الصالح أويس القرني، فاسألوه الدعاء»!! فيقال أنه لقيه أبوبكر وعمر – سألوا عنه ولقيوه في رحال اليمانية في الحج، فلعله جاء بعدما انتهى من أمر أمه – فقالوا لِهُ: أأنت أويس القرني؟؟ قال: نعم.. قال: أنا أبوبكر؛ وأنا عمر.. قال لِهم: هل رأيتم رسول الله؟؟ قالوا: نعم رأيناه.. قال: والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده!! ونبينا قال، زيما قلنا، «ما عرفني غير ربي».. لأنُّ معرفته تتسامى إلى معرفة الله.. فالسيدة عائشة لمًا سئلت عنه، قالت: «كانت أخلاقه القرآن».. والقرآن هي أخلاق الله.. فإذن، المنطقة ماشة منسحبة بصورة من الصعب أن يُعرف.. لكن، يجب أن نُفرغ مجهودنا في أن نطّلع على شمائله، فيما وصفه الواصفون، وفيما مدحه المادحون، وفيما قاله هو، وفيما قال الله عنه..
من جلسات «الحضرات» في سبعينات القرن العشرين – مدينة المهدية، أمدرمان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة