|
Re: محاصصة ولا مش محاصصة يا متعلمين يا بتوع ال (Re: Gafar Bashir)
|
Quote: يطالبُ بالتمثيل العادل لكلِّ قوى الثورة الحادبة على مصلحة الوطن في الحكومة المنتظرة، وفي المجلس التشريعي بصورة مُنصفة |
إذا ما إنعدلت الأحزاب السودان ما بينعدل عدالة التمثيل ليست في توزيع مقاعد الحكم بين الأحزاب والكيانات والحركات بل أهم عامل تقوم عليه عدالة التمثيل هو كفاءة الأحزاب في تمثيل قوى الثورة وتمثيل الجماهير العريضة التي صنعت الثورة. فحزب الأمة الذي يدعي بأنه أكبر الأحزاب واوسعها قاعدة، القيادة فيه محتكرة لفئة قليلة وإختياراته لمرشحيه لمناصب في الدولة تأتي أيضاً من بين فئة صغيرة من أعضاء مكاتبه. وهنالك إنفصال وفجوة واسعة بين من هم مستأثرون بالقيادة والسلطة وفرصة الترشح لمناصب الدولة وبين قاعدة الحزب العريضة. وبالتالي مرشحي حزب الأمة لمناصب الدولة في مجلس وزرائها او المجلس التشريعي لا يمثلون القاعدة الجماهرية للحزب بل يمثلون فئة صغيرة تتربع على قمة الحزب.
وحال بقية أحزاب قحت ليس بأفضل من حزب الأمة إن لم يكن أسوأ. فغالبيتها أحزاب تضم عضوية قليلة جداً وليس لها سند جماهيري فاعل وإرتباطها بقواعدها الشعبية وعلى صغرها فهو إرتباط ضعيف وغير مؤسس. فعدالة التمثيل التي يتحدث عنها حزب الأمة هي عدالة تمثيل حفنة من أفراد لا يتجاوزون الألف وهي عدالة تتجاهل الملايين من المواطنين.
الآن مضى قرابة العامان منذ أن أشيعت الحريات وأطلق العنان للأحزاب كي تتواصل مع الجماهير وتوسع قواعدها وتشركهم في بنائها وبناء هياكلها و برامجها فتصبح هذه الأحزاب تمثل قوى الثورة حقيقةً لا إدعاءً. ولكن إنشغلت الأحزاب وتهافتت على مقاعد الحكم وأولت ظهرها لجماهير الشعب، فلا وسعت قاعدتها ولا رتبت هياكلها لتصبح قادرة على تمثيل قاعدتها. مضى قرابة العامان ولم نسمع بحزب أقام مؤتمراً ولا بحزب نشر برنامجه السياسي ولا بحزب قدم رؤية متكاملة للخروج بالبلاد من نفقها إلى آفاق أرحب من الحرية والديمقراطية والكرامة.
إذا لم تنعدل أحزاب قحت وتستفيد من الفرصة التأريخية التي منحها لها الشعب وثقته التي اولاها لها بتفويضه لها لتمثله في الحكومة الإنتقالية وإذا لم تحسن هي ذاتها تمثيلها لقوى الثورة، فالثورة قادمة لتكنسها إلى مزبلة التأريخ.
|
|
|
|
|
|
|
|
|