♧الدَّبُّور و النَّحلة£

♤ قلنا: إنو فضلاً عن كونه موسيقاراً بارعاً لا تُشق له
ذرة غُبار في مضماره، فو ياسين فنانٌ شاملٌ و ليس شمولياً
و لديه ولعٌ ظاهر لفن الموشحات الأندلسة ، ولا سيما حينما
يتعلق الامر بمساجلات ابن زيدون و ولادةَ بنت المستكفي
● سميت موشحاتٍ لأناقتها و تنميقها تشبيهاً لها بأوشحة الغيد الحسان.
نسبةً لتعدد قوافيها على نظم جعل لها جرساً موسيقياً آسراً و نغماً طروباً
يسيغه الوجدان ، و تهدأ له النفوس، و تقوم القوافي فيها مقام الترصيع
بالجواهر و اللآلئ في الوُشُح فهي إذن الأشعار مزينة النظم بالقوافي.
●الموشحات الأندلسية نشأت أواخر القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)
إرن عهد الأمير عبد الله بن محمد، حيث زدهرت الموسيقى و شاع الغناء وقوى
احتكاك العنصر العربي بالعنصر الإسباني.لأن الأندلسيين كانوا قد أولعوا بالموسيقى
وكلفوا بالغناء، منذ أن قدم عليهم زريابُ، وأشاع فيهم فنوز المعازف و الغناء .
● فأحس الأندلسيون بجمود الشعر في ماضيه التقليدي الصارم، أمام النغم في حاضره
التجديدي المرن ؛نتيجة لأن العرب امتزجوا بالإسبان، وألفوا شعباً هجيناً طيب الأعراق
فتلاحق الدمان العربي و الإسباني، و كان من مظاهر هذا الامتزاج، أن عرف الشعب
الأندلسي العامية اللاتينية "رومانثي" كما عرف العامية العربية؛ أي أنه كان هناك
ازدواجٌ لغويٌّ نتيجة للازدواج الإثني. فنشأ ضربٌ هجينً (لاHibrid) من
الأدبً هو ابن شرعيٌّ لذلك الانصهار الثقافي و ناطقٌ رسميٌّ بلسان تلكم
الثنائية اللغوية ، فكان ميلاد الموشحات الأندلسية الخالدة!!