القَرّاي وتنظيف المناهج صيد الاسافير: د. عصام محجوب الماحي
* تعليقا على الحملة التي بدأها الكيزان ضد د. عمر القَرّاي الذي جرى تعيينه مديرا للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي بوزارة التربية والتعليم، رفعت لقروب (واتساب) البوست التالي:
المناهج من مرحلة الاساس والى التعليم الجامعي يجب أن يُدَرَّس فيها حصاد الثلاثين سنة التي مضت وما فعله الاسلام السياسي من دمار في البلاد والعباد والاخلاق وما حدث من استغلال وتلاعب بالدين وجعله وسيلة للتكسب والإضْرار بالغير واقصاء الآخر ونشر الكراهية والعنصرية والفتن وإشْعال الحروب وتقسيم السودان. كي لا تتكرر التجارب الفاشلة يجب أن تسَلِّط المناهج الضوء على ما فعلته الانقاذ في السودان من تدمير اقتصاده وتدهور مجتمعاته وأن تكشف للاجيالِ الدارِسَةِ كيف سَمَّم مَن ادعو انهم رجال دين وكتاب وصحفيين ومعلمين جسد المجتمع السوداني، حتى ينخرط مَن يفهم الدرس والعِظَة والعِبْرة في علاج مَن اصيبوا بتلك السموم وادمنوها كالمخدرات واصبحوا أسرى لها. يجب أن يُدَرَّس في المدارسِ والجامعاتِ كيف نشأت وماذا فعلت في البلاد وفي كل انحاء العالم جماعات التطرف والغلو بدءً بالحركات المختلفة التي اطلقت على نفسها اسلامية زوراً وبهتاناً، ومروراً بالقاعدة وبوكو حرام وداعش وغيرها. المناهج يجب أن يُدَرَّس فيها تاريخ السودان الحقيقي وكيف يُبْنى المستقبل لتفكيك خزعبلات الطائفية التي زُرعت في العقل السوداني. المناهج يجب أن تساهم في خلق أجيال جديدة معافاة من امراض الماضي انطلاقاً من ثورة الجيل الذي رفض سُلطة الانقاذ وما فعلته واسقطها، جيل "من تلاتين سنة لتحت" الذي ثار على الدولة الدينية ودعا لدولة مدنية ديمقراطية شعارها "حرية سلام وعدالة ". مَن غير د. عمر القَرّاي وامثاله قادرين على القيام بذلك؟ مَن غيرهم يستطيع أن يزيل السموم التي وضعها جماعات الاسلام السياسي في المناهج التربوية والدراسية؟ وفقهم الله فإنها مهمة صعبة وعاجلة، ولكنها ليست مستحيلة، ولا يمكن أن تكون آجلة. مشوار الالف خطوة يبدأ بخطوة، خَطْوة تعيين القَرّاي، وقد خَطَتْها السلطة الانتقالية المدنية. برافو وزير التربية والتعليم، برافو رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك وحكومته، تقدموا الى الأمام فالاتجاه صحيح. عصام محجوب. نقلا عن صحيفة (الوطن) الاحد 20 اكتوبر 2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة