احمد ادم بخيت كان منسق المؤسسات بالخدمة الوطنية ، وبعدها تمرد وانضم للحركات المسلحة ثم عاد وزيرا ،بس ما عارف وين .. قبل ان يعود التمرد من جديد.. كان من الكوادر الدعوية للتنظيم ، رجل متواضع جدا ، وذو ادب جم ، يمتاز باسلوب سلسل في الحوار و الاقناع لذا استغرب جدا عندما أجد مواهبه ومكتسباته تضيع في البحث عن قضيته وراء السلاح.. اذكر انه لمحني وانا داخل على مبنى إدارة الخدمة الوطنية في المقرن في وقت متأخر ، قريب العصر تقريبا، وكنت احاجج مسؤول الاستقبال بان لدي قضية مهمة لابد اعرضها على أحد المنسقين بالداخل والعسكري في الاستقبال يحاول منعي من الدخول بحجة انتهاء الدوام وخروج جميع الموظفين، وعندها دخل للمبنى احمد- وكنت لا اعرفه- ناديته : - يا اخ انت شغال هنا.. ضحك وقال لي ، انا المدير انت عايز منو؟ فقلت له انا عايز المدير ذاته وعندي موضوع لا يحتمل الانتظار.. الراجل بدون ما يدقق في هويتي او يسألني عن قضيتي قال لي اتبعني .. وتبعته للمبنى الخالي الا منه ، ودخلت مكتبه الفخم وجلس قبالته وسلمته ورقي، ورغم أنه وجد قضيتي تافهة جدا يفترض يحلها أصغر موظف الا انه فتح الكمبيوتر الذي أمامه وملأ استمارة فيها بياناتي، وطبعها وختمها ووقع عليه وسلمها لي منجزا بذلك عملا كنت ساقضي فيه يوم كامل لو اتبعت الإجراءات الروتينية.. خرجت من المؤسسه بارجلي وخرج هو بعدي بقليل ، وتوقف لي في الشارع وسألني عن وجهتي ثم ناداني للركوب معه ، وظل يونسني في الطريق حتى أوصلني طرف شارع بيتنا .. انزلني وواصل في طريقه. اذكر له هذا الموقف العظيم وهو لايذكرني ولا يعرفني .. واتمنى ان يكون امثاله اصحاب مواقف وسلطات في هذا البلد، حتى يقضوا أمور وطلبات المواطن العادي، دون رياء او تكبر وتجبر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر التاج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست