♧ سَماسِرَةُ الأحاسيسِ و المَشاعِرِ ، الآهاتِ و الزَّفَراتِ£

《4》
●لم أفهم شيئاً مما يقول الرجل؛ و لكنني بعتُه الضحكتين..
و اشتريت بثمنهما حلاوة كريكاب و لكوم و جكسا في خط ستة،
ثم عدت أدراجي سالماً لأسأل أمي ما إذا كان لدى والدي ضحَكاتٌ
كدي و لا كدي ،و لو قديمةً تكون عالقةً في جنبات بيتنا الكئيب .
فضحكة الكبار قالو: نادرةٌ و تسوى ثقلَها ذهباً و فضةً؛ كبقرةٍ لبني
إسرائيل..فتشت والدتي بكل جخانين الدار و لم تعثر على ضحكةٍ
طارفةٍ لأبي (إذن، أبي لا يضحك). تُرى هل هو فظٌّ غليظ القلب إلى
تلك الدرجة! لكنها عثرت على أثرٍ بعد عينٍ من دمعاته السخينة لامن
جافَّة في مآقيه، من كتر القوقاي و النواح..كما الخنساء و هي تنعي
أخاها صخراً[عينَيَّ جودا و لا تجمُدا.. ألا تبكيانِ صخراً الندى..طويل
النجادِ.. رفيعَ العِمادِ كثيرَ الرَّمادِ إذا ما شتى]. ثم قامت عصرتا لي
في طرف فتقة هدمي، صرة و خيت(و يامساخة الحلة) و قالت
لي: خلاس اجري ، دي زوادة طريق لمصروفك ليوم الغد .