أيْنَ أنتَ، عمو أسامَةُ يا خواضٌ¿!

* حي الله عمو جقود. دايمن لمحاتك تثير الانتباه
أنا يا طير محل ما تطير بشوفكك - الطير المهاجر – الطير
الخُداري -طير الرهو طيور اللجنة - البلوم الفي فرعو غنى
و مرة لاقت في المدينة الحمامات الحزينة قامت أدتا من حنانا
و أدتا برتكانة .. و لما طارت في الفضاء رددت أنغم رضا-
و يا طيــــر يا ماشي لي أهلنا بسراع وصل رسايلنا
و الشوق ما تنسى يا طائر لكل من يسألك عنا

*ذكرت الطيور في كثير من مفرداتنا وكانت بداية كل منظومة جميلة ونجدها في كثير من
الأغاني..فالسؤال الذي يحاصر نفسه هل الأمر يتعلق بجمال شكلها أم لعِلَلٍ و مآربَ أخرى.فدائماً
الشعراء يحملون الطائر مسؤولية الشوق و الحنين في توصيله إلى المحبوب.. و أن بيئتنا بكل مناخاته
مشحونة بمجموعة مقدرة جداً من الطيور.. والطيور لأنها تقطع الفيافي في هجراتها دونما تأشيرة
دخول أو تذاكر أو جوازات السفر.. وكانت الاتصالات غير متوفرة لهذا كان يحملها الشعراء الرسائل
إلى المحبوب والاهل.. وقد كتب الشاعر بازرعة وهو مقيمٌ بجدة رسالةً شفافةً إلى المحبوب
بالساحل الآخر للبحر الأحمر في رائعة عثمان حسين:"كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الاهل
حملتو أشواقي الدفيقة ليك يا الحبيبة وللأهل".. ثم كانت رسالة الشاعر صلاح أحمد إبراهيم
للحبيبة عبر أجنحة طائره الخرافي المهاجر سمندلي الإهاب في رائعة وردي الأشهر:
بالله يا طير قبل ما تشرب تمر على بيت صغير
من بابو من شباكو بيلمع ألف نور
تلقى الحبيبة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد..

* و غنانا حافلٌ بالعديد قديمٍ و جديدٍ من أنواع الطيور منها ما ذُكِر صراحةً
كالحمائم الزواجل.. و منها ما لُمِّح به .. و نحى الفنان الكاشف منحًى آخرَ حيث حمل
الطيور رسالة الجمال عند الصباح الباكر و هي تجعل من الورود و الزهور مطارات
تقلع منها و كأنها أمِّرت على شيء بعينه.. وأن حركة الطيور مع الصباح و شقشقتها
جسدها هذا الشاعر في أنها تحكي عن آهات تلاحِقها أنات تعبِّر عن جوفٍ قد امتلأ
بآلام و هذا الألم سببه البُعاد. فنجد الطيور أصدق الوسائل لتوصيل الآهة والأنفاس
الساخنة مشبعةً بالأشواق..وبذلك قد تكون وصلت أقوى رسائل الشوق للمحبين..
جات الطيور تحمل زهور فوق الندى
جاتك تزور حاديها نور في الكون بدا
والفجر لاح يعلن صباح والطير شدى
جاك يحكي ليك جاك يشكي ليك
من شوقو ليك صاح يا حبيب

* هذا الجمال نابعُ من إحساس الشاعر و انعكس على عيونه
فأتت الأغنية السودانية بنفس المنظار الذي يرى به جمال محبوبته
فتحركت نوازعُ الإبداع فيه نحو مقارنة جمال المحبوبة بجمال الطائر..

* ومن الرموز العديدة التي تطورت فى دلالة الطيور في الغناء
السوداني فانتقلت الإشارة من المحبوب للإشارة للقضايا العامة التى
تشكل هموم الإنسان السوداني فجاء فى أغنية مصطفى سيد أحمد:
والله نحن مع الطيور
الما بتعرف ليها خرطة
ولا فى إيدا جواز سفر
نمشى فى كل المداين
نبنى عشنا بالغناوى

٭ همسة نواعم أخيرة :
اسأل عليك الليل ونجمه وحتى أنوار الصباح
وكل طائر في سماه في شريعته الحب مباح
اسأل مشاعرك عن هوانا وليه حنانك لي راح
خليتني في غاية الألم أمالي تذروها الرياح