النصرى ، نساء المغرب أذربيجان ، رحلة كوستاريكا ؛ الكجور و الرغيف الفرنسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-03-2020, 08:43 PM

النصرى أمين

تاريخ التسجيل: 10-17-2005
مجموع المشاركات: 9382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    حبيبنا على
    هاك المقالة ده هدية من فخرالدين لشخصك الكريم و كل اهالى دنقلا


    ود الطهور

    من دفتر ذكريات د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال

    والدى طيب الله ثراه، دوما يتناول الشاى عقب صلاة الفجر مباشرة ..وحينها تكون لحظة نقاش القضايا الهامة مع والدتى بت ادهم وكنت الوحيد من الاسرة الذى يحرص على تناول شاى اللبن فجرا مع ابي ..
    قالت بت ادهم يومها: الاولاد كبروا ولازم السنة دى نطهرهم فى الاجازة ..
    اجاب والدى: باذن الله ..

    ومن لحظتها وانا فى انتظار "الاجازة" وهى الذهاب الى مدينتنا دنقلا فى شمال السودان ..
    انتظار توجس وخوف من الالم ...تقطعه لحظات تخيل سعادة وثراء بالطرادات الحمراء والخمسينات الخضراء والشلن وابوعشرة وحتى الفرينى ..واترك مهمة الترجمة لجيل المخضرمين!
    وتم ارسال "الشفرة" الى حبوبتى بابا ماشى وخالى حسين ادهم ويابا عبدالعال ..
    واصبحت احسب الايام حتى لحظة اقتراب وصول الباخرة "كربكان" الى محطة دنقلا ونحن فى ابهى ثيابنا ..نترقب المستقلبين ومنهم من يدخل الى الباخرة قبل انزال السقالة ...وسيل منهم بعد اكتمال السقالة ..واخرين ينتظروا فى القيفة ..بحب واحضان ودموع شوق ..

    وكانت السيارة االملاكى الوحيدة فى المدينة بانتظارنا وهى ماركة الفولجا الروسية لصاحبها طه الذى ابدا لم اراه مبتسما طيلة حياتى ..الى جانب لاندروفر صادق محمد اسماعيل!! ودواب لا حصر لها اتوا بها من كل صوب وفج لاستقبالنا
    ويتخاطفنا الاهل ..حتى نصل الى الدور حيث الحبوبات والعمات والخالات فى انتظارنا على احر من الجمر ..وتكون احضان دافئة وصوت بكاء حار هو تعبير عن الشوق والحنين وقتها..

    ولم يمضى غير اسبوع من ذلك الاستقبال، وخرج خالى حسين ادهم وصحبه الى رحلة صيد استعدادا اوليا لطهورتنا ..وعادوا من رحلتهم بالغزلان والقطا ..وهو الطعام الذى يقدم لاولاد الطهور وقتها ..

    وبدات تتوافد الى ديارنا الحبوبات والخالات والعمات والحبان والجيران من المدينة والقرى المجاورة يحملون كل مالذ وطاب من حمام وفراريج وجنا جداد وسمن وروب وسكر ..
    واتى الرجال بالحملان والسخلان ..والتفوا حول عجل فريد اللون يسر الناظرين، وكأنه عروس فى يوم زفافها ..وعلمت يومها وانا اشعر بالزهو والفخار ان العجل هو كرامة طهورتنا ..

    وفتحت جدتى ماشى مخزنها العامر واخرجت شوالات القمح وبدات النساء فى نظافة القمح ومن ثم غسله وشره فى بروش مصنوعة من جريد النخيل، ليجف بشمس الظهيرة ..وارساله بعدها بالحمير الى الطاحونة ..وتنتظره النساء بعدها بالغرابيل فى اولى مراحل صناعة المنين المحرد والمنقوش والشريك والرغيف ..

    وطيلة ثلاثة ايام بلياليها كانت ايام تحضير خبيز الطهور ..وفتيات يغنوا ويضربوا فى الدلوكة ويذكروا اسماؤنا بغنج ودلال وتمنيات وامال ..
    وفى صبيحة يوم الحناء رأيت منظرا مهيب ..خرج جميع من فى المنزل لرؤيته واستقباله ..فقد حضر من حوض السليم خالى عجب ادهم وامامه اربعون من الخراف نذرتها جدتى لختان حفيد تحبه حد السماء ..
    كانت الخراف تتقدم الركب ومن خلفها عجب يحمل عصاته من فوق حمار كان يعجبنى لونه وعلوه ومشيته التى تشبه الرقص بتماهى وتباهى. . ومن خلفه زوجته وبناته وكثير من نساء وفتيات حوض السليم يحملون الخيرات فى ايديهن ..وفى قلوبهن الحب والجمال ..

    وقبل مواصلة السرد يطيب لى ان اتوقف لاحكى عن عجب ادهم وهو رجل طويل عريض المنكبين هادى الطباع كثير الصمت عظيم الحياء ..فائض الحب والحنان ..كان اقرب العاملين الى جدى منذ نعومة اظافره فاصبح مثل ابنه ويلازمه الليل والنهار ...ومكان سره وثقته وحبه ..وبالتالى اصبح خالنا الكبير ومكان احترام اسرتنا كلها ..وخصوصا والدى ..فقد كانت بينهما محبة عجيبة ..وعندما يدخل والدى الى حوض السليم وقبل ان يصل دار عجب ..يكون علوب اكبر ابناء عجب قد اختار افضل الخراف فى المراح وذبحها امام الدار استقبالا واكراما لوالدى ..ويخرج الكبدة ويقطعها عجب بنفسه ..وتضع زوجته هجة السمن البلدى على حطب ولحظة سخونته ترمى فيها بقطع الكبدة ..وتأتى به مع سناسن / فطير قمح طازة الى والدى ليأكل قبل حتى سلخ بقية الخروف و تقطيع لحمه ..ويصر عجب ان يضع اللقمة فى فم والدى بيده ..انه حب ووفاء يصعب ان يكرره الزمان .. وعندما اصاب عجب مرض السل المعدى وقتها ..اصر والدى ان يستقبله فى بيتنا فى امدرمان رغم خطورة العدوى بالمرض ..

    حضور عجب بنفسه وليس ارسال احد ابناؤه يعنى اهتمامه واسرته بهذا اليوم الذى كان يشكل علامة بارزة فى حياة الصغار والكبار وقتها ويتم به حسبان وكتابة التاريخ ..فلان ولدوه فى طهورة علان!!

    يومها امتلأ الدار حتى الفيضان ..وكان منظر الحبوبات مبهرا فى لحظة الحناء ..فقد كانت حبوبة سكينة ..وهى حبوبة والدتى تجلس فى منتصف العنقريب ترقص حبا وفرحا ..وكمية خرافية من الحبوبات والخالات والعمات حولها..

    وقبلها كنت قد تعرضت لحملة نظافة اسطورية وحلاقة الشعر استعداد لوضع الحناء ..ولبست عراقى الساكوبيس بخجل لانه لا يستر ما تحته ..وبدأت مراسيم الحناء بزغاريد تشق عنان السماء ..وتم ربط الحريرة فى يدى والهلال على جبينى والضريرة فى اوسط راسى بالمحلب ..وكل حبوبة فى يدها زجاجة عطر " ترشه" على والحضور بالبشارة والحفاوة والفرح ..ورأيت من بين الجموع امرأة فائقة الحسن والجمال ..اتت بالخضاب ومسحت بالمحلبية على يدى ..ويظهر اننى احب الجمال والجميلات منذ صغرى ..فان والدتى اشارت الى لحظتها بان من سوف يضع لى الحنة هى ابنة خالها فوزية المشهود لها بالجمال والرقة..

    وقد تكرر هذا المنظر بالكثير من تفاصيله وانا فى سن الفتوة والشباب فى حفل حناء احد الاقرباء الذين اختلط دمهم باليمانية والحضارمة فى عروس البحر الاحمر بورتسودان ..لحظتها مددت يدى اليسرى للمشاركة فى حنة العريس فتقدمت حضرمية تشبه فرس امرؤ القيس وعندما مسحت يدى بالمحلبية كدت ان اسقط مخشيا على ..فان سهام عينيها كفيل بان يسقط اشجع الفرسان ارضا ..سالتها عن اسمها فاجابت: احسان ..وحينها انفصلت روحيا عن كل الحفل وصخبه وتمنيت ان لا تنتهى لحظات الخضاب ..وعندما ضحكت عند سقوط الحناء من اعلى اصابعى مرات ..كادت ضحكتها ان تذهب بي شهيدا الى عنان السماء !! وتمنيت ان تدوم ..وبضحك مددت لها يدى الاخرى وقلت لها ان ملمس يدها كأنه السحر فى جسدى ..وقد اسكرنى واطربنى ..فاسعدها حديثى ..وانتهت اللحظات وتوارت بين الجموع ..وكنت استغرب انى اراها فى كل ركن وكأنه الجنون ..وعلمت بعدها ان لها تؤام هى حسنة ..وبعد نحو عقد من الزمان تجدد ذلك اللقاء مصادفة فى صنعاء ..صنعاء وان طال السفر !!
    وذلك اليوم ايضا محفور بعمق فى ذاكرتى ..فانه بعد انتهاء الحفل طلبوا منى اصطحاب شابين من الضيوف الذين حضروا من عطبرة، الى منزلنا وقضاء الليل معى ..وكانوا اصحاب مرح وفرح وصخب وضجيج وطوال الطريق نحكى عن الحفل ومغامراتنا فيه ..حتى وصلنا الى منزلنا وتوثقت بيننا المعرفة والمحبة والذكريات ...وبعد سنين طويلة من ذلك اللقاء شاهدت فى التلفاز صورتهما ولكن هذه المرة بلحية تكاد تصل الصدر ..مصحوبا بخبر بانهما شاركا فى تفجير بالولايات المتحدة وصدر امر قضائي بسجنهما مدى الحياة ..اقشعر جلدى وجال بخاطرى السؤال كيف يتحول الفرح والمرح الى ضحايا ودماء!؟

    نعود الى ليلة الحناء ..تجهيزا للطهور ومنظر حبوباتى يسترعى انتباهى ويجلس متربعا فى اعماق ذاكرتى ..كان يوما اسطوريا بحق .

    وكانت حبوبتى بابا ماشى اكثرهن حركة وبركة ..تغنى مرة وتزغرد تارة ..ولكن تركز اكثر على التجهيزات والترتيبات وعيونى الصغيرة معلقة بها ولا تفارقها ..فقد رايتها تربط كثير من الخرز والسلاسل والعقود فى وسط جريد نخل اخضر اعلى العنقريب الذى اجلس فيه ..وتحتى سجادة حمراء تشكل لوحة فريدة مع الحريرة فى يدى والهلال على جبينى..
    والروائح الزكية التى تنبعث من بخور وعطور لها سحر عجيب وغريب ..
    واستمر الصخب والضجيج والغناء ..حتى باغتنا سكون الليل ..وعندها بدا ينفض السامر وكل يبحث عن مرفأ يرتاح فيه استعدادا للصباح الجديد ..
    وبدات اسمع من كل ركن صوتا مختلفا ..شخير ينبعث من هنا ..وهمسا ومناجاة من هنالك ..حتى همد الجميع واحسبنى الوحيد يومها الذى لم تغمض عيناه ..خوفا مما ينتظرنى من مقص ودماء فى الصباح جعل مخيلتى سكرى بالتوجس ..ولحظتها سمعت اصوات غريبة تصدر من اعلى الجدران ...ولكن قصة حكتها والدتى ازاحت عنى الخوف ...

    وبطل القصة احد اقاربي وهو رجل بسيط كثير المرح والطرائف سريع النكتة والبديهة ..فى يوم زفافه ادخلوا اليه العروس ..ولم يحفل بها لانه كان يسمع اصوات غريبة لطيور وزغب حمام واختلطت تلك الاصوات ببعضها فاخرجت مزيجا غريبا ومخيفا!! ..واستعاذ مرات ومرات بالشيطان الرجيم وقرأ الفاتحة والمعوذتين والاخلاص دون جدوى .. وطارت الليلة من رأسه ونسى العروسة والزفاف وتملكه خوف عظيم وخرج من ليلة حياته مهزوما بالضربة القاضية ..على عكس الحسن ابن عمتى صفية والذى كانت ليلة زفافه حدثا فريدا فى قريته النائية والتى يتسلى اهلها بالقصص والاحداث ولا توجد هواتف نقالة او تلفزيونات وقتها ..الحسن اتى امرا جللا ..فعندما دخلنا الى حوش عمتى صفية فى صباحية الحسن ..وجدنا ركام سرير الدبل الخشبى وكأن قطارا مسرعا اصطدم به ...مرميا فى احدى اركان الحوش وشاهدا على معركة ظلت لسنين طويلة حديث اهل القرية وتندرهم ..وفحولة الحسن الذى صام دهرا ونطق بماء الحياة عربيدا يفيض كالنيل حين هيجانه ولا يتراجع الا عندما يهدى اليه الفراعنة عروسا حسناء يضمها اليه ويصمت حينا ولا يلبث ان يعود مطالبا بالمزيد !!

    وانا اناجى النجوم واهمس الى القمر اشاركه همومى فى انتظار فجر طال غيابه حتى ظننته لن تسطع شمسه ...انتبهت لتسلل اشعة الصباح فقمت اغسل وجهى وايمم شطر تكل حبوبتى بابا ماشى ..حيث تعودت ان اجلس فى الككر وامامى طبلية ومن فوقى مشلعيب تتدلى منه قرعة للروب واخرى للمش ..وفى مواجهتى نملية داخلها لحم الغزال!! وبجوارى تجلس جدتى الشامخة امام طشت قديم وعريق من فوقه لدايات تحتها العويش وفوقها اناء حليب..من داخله اكتسى بلون الحليب الابيض ومن خارجه بسواد السكن ..وكانما تمزج جدتى الامرين ..حينما ترمى بحبيبات الشاى السوداء فى الاناء ..ونحن ننتظر هذا المزيج العجيب الذى يبعث فى جسدى الحب والدفء والحيوية والنشاط: الشاى باللبن ..ونستعد وكأننا افراد كتيبه عسكرية على مشارف معركة حامية الوطيس ..
    كل منا يحمل سلاحا نوعيا ..كبابي اشكال والوان ..ولكن اكبرها حجما برطمانية مربي تبدأ بها حبوبتى توزيع المؤونة..

    ومن خلفنا كل زاد المعركة ومؤونتها الكبيرة من شريك ومنين ومنقوش وكيك مقرقش ..كان حنينى اليه عظيما وانا طالب فى مانشستر ويسميه الفرنجة English Dry Cake
    واحسبهم ابدا لم يجيدوا صنعه لان حبوبتى تنتمى الى الطبيعة فى كل حياتها ..وتكون مكونات كيكها رائع المذاق من حليب وسمن ماعز يشرب ماء النيل ويأكل الدفيق وتمر الجاو .. وبيضات دجاج تتغذى على برسيم ارض بكر ...

    لحقت بي جدتى يومها.. وطلبت منى ان اعود الى الغرفة ..فانى اليوم عريس لا يصح دخوله التكل ويأتى اليه كل مايريد ويشتهى فى مكانه ..
    وعدلت من فرش السجاد على العنقريب وايضا رايت شفتيها تتحرك وهى تعدل الخرز المعلق فوق العنقريب ..فسالتها عنه فلم تجيبنى..وانما مسحت عطرا فى وجهى ورقبتى ..وهى تقرا شئ لم استبينه .. وزادت حيرتى !!

    وبدات الوفود تصل الى الدار ..ثياب نساء واطفال مزركشة وجلاليب وعمائم رجال بيضاء ..وادخلوا تربيزة عالية الى غرفة اخرى وفرشوا عليها ملاءة بيضاء ..وحضر الطهار يحمل شنطته ومن خلفه عمنا عوض يحمل بندقيته ..
    عندها اطلقت ساقي الى الريح ..وخرجت مسرعا كالسهم من باب المنزل اطلب النجاة، فواجهنى جدول ضخم لم استطيع ان اقفز منه الى الضفة الاخرى ..فاسرعت ادور حول سور جنينة الخواجة قيصر املا التوجه الى الخلاء ..وسمعت مجموعة من خلفى يقودها جدى اسماعيل ماشى طيب الله ثراه ..وكأنى لصا قد سرق ثروة عظيمة ..واقتربت الجموع منى اكثر ..حتى تمكن جدى اسماعيل من وضع كلتا يديه فى جسدى الصغير ..فانهلت عليه ضربا ولكما ..فتركنى اعيد الكرة هاربا ..وصرخ يشكو المأ فى صدره من ضرب يدى ..ولم اتحمل المنظر فعدت اطيب خاطره ومهموما بالمه فانا اعلم ان له مشكلة ومرض فى صدره ..وحينها تكالب الجميع واخذونى غصبا الى تلك الغرفة ..ورفعونى بكل جبروت الى تلك المنضدة العالية ..وانا انظر الى المروحة وكانها تدور بي ..وفى لحظات انتهى كل شئ ..وطاخ طاخ انطلق صوت الرصاص ..مبروك مبروك ..ورايت دموع على وجه والدى الحنون وهو يقبلنى وكانه يعتذر لى عن ما حدث ..وحملونى مرة اخرى الى الفراش الاحمر الذى يتدلى من فوقه الخرز ( تعويذات جدتى) ..ودخل الناس زرافات ووجدانا ..يباركون ويدسون تحت وسادتى بالمال.. ووقفت جدتى بالباب ومنعت بعض النساء من الدخول ..لانهن اتيات من الشرق وقد عبروا النهر وهو امر يكبس ولد الطهور والنفساء ...ويحدث النزيف ولا يبرأ الجرح وقتها.. رغم الحراس الاشداء الذين تعلقوا من فوق لحراستى ..فاننى علمت بعدها ان ذلك الخرز عبارة عن تعويذة .....للحفظ من الشيطان وكل هامة ولامة والحسد والسحر !!

    وفى الغرفة رايت ثانى يوم ذلك الجزء الذى ازاله الطهار معلقا فى الجدران ..فسألت جدتى باستغراب ماذا سوف تفعلون به ..وعندما تردد سؤالى كثيرا حسمتنى جدتى باجابة غريبة: سوف نعمل منه ملاح ويكة ..ولم اعيد بعدها السؤال!!

    وفى الذاكرة ان جرحى لم يبرأ ..وجاء الطهار وجلس امامى وطلب منقد وفحم وسكينة وبصلة ..وهممت ان اعيد الكرة بالهروب هذه المرة من طريق اخر ..وبرقت عيونى وانا اراه يشعل الفحم وانا جالس قبالته ما بين التردد والحيرة والاستسلام !!
    وبعد ان هدأت نيران الفحم ..ازال قشرة البصلة ووضعها لتسخن فى الفحم ..واخرجها وطلب ان يجهزوا له شاش طبي وضع فيه البصلة بعد ان جعل فتحة فى وسطها تمكنه من ادخال ذلك الجرح الذى لم يبرأ ..وبتشجيع من الحضور مكنته من الامر وسط تصفيقهم واشادتهم بشجاعتى ..وجنيه من عمى يدخل الى جيبى ترضية.

    والطريف اننى استعملت نفس العلاج بعد اكثر من ثلاثة عقود مع بقرتى "جميلة" التى اصابها التهاب ضرع لم تداويه كافة العلاجات والحقن ..وكان الدواء شرائح بصل دافئة حول ضرعها ..تماما كما فعل الطهار ..

    وانتهت مراسيم الطهور "بالسبوع" وزيارة ضفاف النيل "البحر" وغناء الحسان ..وغسلت جدتى وجهى بماء النيل وهى تقرأ القران وتدعو لى بالخير والبركة ..ولازالت بركاتها زادا لى فى حلى وترحالى..

    د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال






                  

العنوان الكاتب Date
النصرى ، نساء المغرب أذربيجان ، رحلة كوستاريكا ؛ الكجور و الرغيف الفرنسي النصرى أمين12-02-20, 03:36 AM
  Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-02-20, 03:43 AM
    Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ Ahmed Yassin12-02-20, 04:49 AM
      Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ علي عبدالوهاب عثمان12-02-20, 07:55 AM
        Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ ابوحراز12-02-20, 08:45 AM
          Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ ياسر السر12-02-20, 08:57 AM
            Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ نعمات عماد12-02-20, 09:34 AM
              Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ Abdelrahim Mohmed Salih12-02-20, 10:03 AM
                Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:30 AM
                  Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:34 AM
                    Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:44 AM
                      Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:46 AM
                        Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:52 AM
                          Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 02:56 AM
                            Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ علي عبدالوهاب عثمان12-03-20, 08:36 AM
                              Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-03-20, 08:43 PM
                                Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ علي عبدالوهاب عثمان12-03-20, 09:26 PM
                                  Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ Mahjob Abdalla12-03-20, 10:28 PM
                                    Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-04-20, 11:05 AM
                                      Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-04-20, 11:08 AM
                                        Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ Biraima M Adam12-04-20, 11:41 AM
                                          Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ النصرى أمين12-04-20, 01:04 PM
                                      Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ علي عبدالوهاب عثمان12-04-20, 03:27 PM
                                        Re: النصرى ، نساء المغرب أذربيجان كوستاريكا ؛ Abdelrahim Mohmed Salih12-06-20, 00:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de