الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل الشجاع - وداعا - توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2020, 03:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال (Re: الكيك)

    الإمام الصادق المهدي: قامة سامقة ورجل فوق العادة .. بقلم: محمد حمد مفرّح

    نشر بتاريخ: 06 كانون1/ديسمبر 2020


    ليس ثمة من شك في أن محاولة أي كاتب، مهما كانت درجة براعته و إمتلاكه ناصية الإبداع، الدخول في عالم الحبيب الإمام الصادق المهدي بغية تناول سيرته و مسيرته الحياتية ستصطدم، أي المحاولة المعنية، بصخرة بل صخور هذا العالم الصلدة إن لم تتكسر عندها. ذلك أن الحبيب الإمام قد كرّس حياته لخدمة وطنه و أمته و الإنسانية جمعاء من خلال النشاط الفكري و السياسي و الثقافي الواسع الذي إستغرق كل وقته، الأمر الذي يصعب معه سبر أغوار هذا النشاط.
    على صعيد الصفات الشخصية يعد الإمام عطر السيرة، متفرد الخلال و سمح السجايا: خلوقا، متواضعا، عف اللسان، كريما، متسامحا، و هاشا باشا على الدوام. كما يعد رجلا (إجتماعيا) من الطراز الأول حيث كان يحرص على مواصلة الناس في أفراحهم و أتراحهم و مناسباتهم المختلفة. و هو، من بعد، معروف بروح الدعابة و الطرفة المتأصلتين فيه. و بطبيعة الحال فإن من الصعوبة بمكان حصر الشواهد على هذه الشيم السمحة. و من المعروف عن الإمام أنه ظل، طوال فترات حكمه، يستخدم سيارته الخاصة و يشتري الصحف من حسابه حيث يطلع عليها و هو في طريقه لمكتبه بمجلس الوزراء، حرصا منه على وقت الحكومة و حفاظا على نظافة يده و جيبه من المال العام. و لا شك في أن هذه السلوكيات تمثل النذر اليسير من الصفات العديدة للحبيب الإمام التي تبرهن على إتصافه بالخلال آنفة الذكر.
    كما يعد الإمام ، على مستوى الوعي و الإستنارة، موسوما بالموسوعية الفكرية و السياسية و الثقافية و الأدبية و خلافها و ذلك على نحوٍ إنتظم جل حياته و صبغها بالتفرد.
    أما على مستوى البذل و العطاء فإن تاريخه يحدّث عن مسيرة حافلة بالعطاء الوطني و الإقليمي و الدولي الممتد الذي إنتظم العديد من المجالات. و ليس أدل على ذلك من الإرث السياسي و الفكري و الثقافي و الأدبي المستنير الذي تركه و الذي زحم الفضاءات قوميا و إقليميا و دوليا، ذلك الإرث المتجلي عبر مؤلفاته الكثر التي تؤكد على أنه كان قامة سامقة و رجلا فوق العادة. و مما لا شك فيه أن مقولة د. حمدوك التي ذهب فيها الى أنه (برحيل الإمام الصادق فقد إنطفأ قنديل من الوعي يحتاج إشعاله لآلاف السنين)، مما لا شك فيه أن هذه المقولة تؤكد بجلاء على تفرد الإمام و سموقه و علو كعبه على أكثر من صعيد.
    و من المؤكد أن الدور السياسي الوطني الذي لعبه الإمام الصادق خلال تاريخه السياسي قد أسهم إسهاما كبيرا و مقدرا في مساعي توطين و إرساء دعائم الحكم الديموقراطي بالسودان من خلال فكره السياسي النابه الذي رفد به الساحة السياسية بالبلاد و الذي تجلى عبر مؤلفاته العديدة و نشاطه السياسي الواسع و تنظيره العبقري في هذا المضمار. حقيقة الأمر أن الإمام الصادق ظل يكرس جهده و يبذل كل ما في وسعه في سبيل توطين و ترسيخ الديموقراطية بالسودان قناعةً منه بأنها تمثل نظام الحكم الأمثل. و تعد جهوده في هذا الصدد، دون ريب، جد مقدرة حيث قدّم من خلالها عصارة فكره و تجاربه الثرة التي مثلت ركنا ركينا في صرح الديموقراطية، ما يؤهله، بحق، لأن يكون الأب الروحي للديموقراطية في السودان.
    مجمل القول فقد جعل الإمام همه الأول و محور إهتمامه خدمة قضايا الديموقراطية و التنمية و التأصيل الاسلامي في السودان، و ظلت جهوده في هذا الصدد متواصلة حتى لقى ربه.
    و فوق ذلك فقد لعب الإمام دورا طليعيا و رائدا من أجل تطوير حزب الأمة و الإرتقاء به تنظيميا و سياسيا حتى غدا كياناً حزبياً يقف على أرضية صلبة يعول عليها في ترسيخ و إرساء دعائم الديموقراطية في السودان. علاوةً على ذلك فقد لعب دورا مقدرا آخر في إمامة الأنصار من خلال نشاطه الديني الإيجابي و المفيد.
    كما كان عطاؤه الفكري العام و كذا عطاؤه الديني و الثقافي و الأدبي و غيره يحدّث عن نفسه حيث تجلى عبر مؤلفاته و مشاركاته العديدة في المؤتمرات المتنوعة و الندوات و المحاضرات و ورش العمل المختلفة و غيرها.
    و قد درج الإمام الصادق المهدي على التأليف حيث ألّف عددا كبيرا من المؤلفات التي غطت الكثير من الجوانب منها، على سبيل المثال لا الحصر:
    - مسألة جنوب السودان.
    - جهاد من أجل الاستقلال.
    - يسألونك عن المهدية.
    - العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي.
    تحديات التسعينات.-
    - الديمقراطية عائدة و راجحة.
    الجدير بالإشارة أن ما واجهه الإمام الصادق من محن و إبتلاءات من إعتقالات و غيرها، من قبل الحكومات الشمولية لم يثنه عن مواقفه المبدئية و لم يحل دون جهاده المدني و نضالاته، حيث ظل وفيا لها، ثابتا على مبادئه، مضحيا بالغالي و النفيس من أجل ثوابته، لم تلن له قتاة و لم تثبط له همة بل ظل متماسكا، قويا و عاقدا العزم على بلوغ المرام و تحقيق الأهداف و الغايات. و قد أكسبه هذا إحترام و تقدير الناس له مع تثمينهم لمواقفه هذه.
    من ناحية أخرى فقد تقلد مناصب و مواقع عديدة خلال تاريخه السياسي، منها:
    - رئيس الجبهة القومية المتحدة في الفترة من 1961- 1964م.
    - أنتخب رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964م.
    - أنتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من 25 يوليو 1966- مايو 1967م.
    - رئيس الجبهة الوطنية في الفترة من 1972- 1977م.
    - أنتخب رئيسا لحزب الأمة القومي في مارس 1986م.
    - أنتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من 1986- 1989م.
    - رئيس مجلس إدارة شركة الصديقية.
    - رئيس حزب الأمة القومي المنتخب في أبريل 2003م.
    - إمام الأنصار المنتخب في ديسمبر 2002م.
    بجانب هذا يعتبر الإمام الصادق أحد النخب المعروفة و الأنتلجنسيا على المستوى الدولي كونه يعد مفكرا و مثقفا ظل يشارك في الكثير من المؤتمرات و المنتديات الدولية بجانب عضويته في و رئاسته لبعض هذه المنتديات. و قد كان عطاؤه الفكري و الإسلامي و الثقافي و السياسي الدولي مشهودا و محل تقدبر دولي. كما كانت مشاركاته و إسهماته الدولية المتنوعة بارعة و ملهمة، سارت بها الركبان و تركت بصمات واضحة بل ظلت محفورة في الذاكرة الدولية.
    و قد كان أيضاً:
    - عضو في المجلس العربي للمياه.
    - عضو في نادي مدريد.
    - عضو في المؤتمر القومي الإسلامي بيروت.
    - عضو سابق في المجلس الإسلامي الأوروبي، لندن.
    - عضو سابق في مجلس إدارة دار المال الإسلامي، جنيف.
    - عضو سابق في جماعة الفكر والثقافة الإسلامية، الخرطوم.
    - عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية.
    و بعد ... هذه شذرات تمثل النذر اليسير من سيرة و مسيرة الإمام الصادق المهدي العامرة بالفكر و الإجتهاد و الأعمال الجليلة و المحتشدة بالنشاط واسع النطاق الذي حفل به سجله الحياتي و سجّله التاريخ الإنساني بأحرف من نور.
    فالله دره من قامة قل أن يجود الزمان بمثلها.
    له الرحمة و المغفرة
    mohammedha

    ---------------------

    هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد: بيان الانتقال
    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 06 كانون1/ديسمبر 2020


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الله أكبر ولله الحمد
    هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
    المركـز العام – أم درمــــان
    مكتب الأمين العام
    نمرة: هـ/ش/أن/42
    بيان الانتقال
    الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
    قال تعالى: " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "
    عقد مجلس الحل والعقد لهيئة شؤون الأنصار برئاسة البروفيسور عبد العزيز عبد الرحيم اجتماعه رقم (12) بتاريخ 19 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 4 ديسمبر 2020م وبعد ترحمه على روح الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار الذي انتقل إلى جوار ربه في فجر الخميس 11 ربيع الثاني 1442هـ الموافق: 26 نوفمبر2020م. سائلا المولى عز وجل أن يلحقه بالسلف الصالح من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
    أصدر البيان الآتي نصه:
    أولا: أكد المجلس أن الإمام الصادق المهدي رحمه الله قد بويع إماما للأنصار في المؤتمر الأول لهيئة شؤون الأنصار الذي انعقد بالسقاي في 15 شوال 1423هـ الموافق 19 ديسمبر 2002م وفقا للدليل الأساسي وذلك لاستيفائه شروط الإمامة المنصوص عليها في المادة (9) من الدليل الأساسي.
    ثانيا: أكد المجلس أن الإمام الراحل الصادق المهدي عليه من الله الرحمة والرضوان قد جاهد واجتهد وأشرف على كيان الأنصار بعد استشهاد الإمام الهادي عليه رضوان الله حتى فارق الدنيا، وأنه يرجع إليه الفضل في تحويل الكيان إلى مؤسسة تعمل وفق تخطيط ودراسة يحكمها نظام أساسي حدد المهام والأهداف والنظم التي يقوم عليها العمل وأنه أشرف على هيئة شؤون الأنصار حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
    ثالثا: يؤكد المجلس أن مهام الإمام بعد رحيله قد آلت إلى مجلس الحل والعقد حصريا وذلك وفقا لأحكام المادة (32) (ب) من الدليل الأساسي لهيئة شؤون الأنصار.
    رابعا: بهذا نعلن للأحباب الأنصار في داخل السودان وخارجه وللرأي العام السوداني والعالمي بأن مجلس الحل والعقد بهيئة شؤون الأنصار هو من يقوم مقام الإمام ويتولى مهامه إلى حين قيام المؤتمر العام لهيئة شؤون الأنصار.
    خامسا: نؤكد للأحباب الأنصار بأن الكيان الذي أسسه الإمام المهدي عليه السلام وجدده الأئمة من بعده كل حسب مقتضيات زمانه ستستمر مسيرته محافظة على المبادئ وتجديدا للوسائل سعيا لتحقيق المقاصد المتمثلة في إحياء الكتاب والسنة في الحياة الخاصة والعامة.
    سادسا: نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الحبيب الإمام الصادق شهيدا عنده ويرحمه ويرفع مقامه في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
    والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.
    قال تعالى:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ "

    البروفيسور عبد العزيز عبد الرحيم عبدالمحمود أبُّو
    رئيس مجلس الحل والعقد بهيئة شؤون الأنصار الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار

    أم درمان
    بتاريخ: 20 ربيع الثاني 1442هـ الموافق:5 ديسمبر 2020م

    موبايل: 0912322226: ص. ب أم درمان _ السودان

    -----------------

    حــال الأمــة .. بقلم: عمـر العمـر

    نشر بتاريخ: 05 كانون1/ديسمبر 2020


    سد فراغ الإمام قضية لا تشغل أنصار حزب الأمة وحدهم.هي مسألة تكاد لأسباب متعددة تبلغ منزلة قضية رأي عام. استقصاء تثبيت زعيم جديد للحزب مهمة شاقة على أجهزة الحزب. لكن الإهتمام ليس قاصرا على محيطه الداخلي. الطريق الآمن لتصعيد الرئيس المرتقب يتم بالضرورة فقط داخل مدارج تاريخ الحزب ليس خارجها.أي محاولة تتجاهل هذا الفهم تشكل قفزة خارج السياق، مصيرها الإخفاق لا محالة. هوية الزعيم المرتقب تحدد مستقبل الحزب. لكن آلية صعوده إلى سدة الرئاسة ترسم إلى حد بعيد قسمات استرداد الحزب قواه أو توغله في الوهن والتشتت.
    *** *** ***
    من مخاض حراك ثقافي اجتماعي طويل داخل مؤتمر الخريجين وعلى حوافه تخلّق أول حزب سوداني موسوما بـ "الأمة" في 31 مارس 1945.كما ورد في البيان التأسيسي فإن الحزب يدين بمبدأ " السودان للسودانيين".الكيان الوليد يجسد تحالفاً بين طائفة الأنصار بعض كبار الخريجين وقادة الرأي وبعض زعماء العشائرورؤساء القبائل كما نصّ البيان.الطائفة ظلت الرافعة الأساسية لقوى الحزب في كل نضالاته السياسية ورأس الرمح في جميع معاركه.
    اللجنة التأسيسية للحزب تعكس قسمات ذلك التحالف. فمن بينه أعضائها من المثقفين محمد علي شوقي،ومحمد صالح الشنقيطي. من الأنصار وآل البيت عبدالله الفاضل، الصديق عبد الرحمن ومحمد الخليفة شريف. من زعماء القبائل السلطان محمد بحر الدين، محمد الأمين ترك والزبير حمد الملك.
    *** *** ***
    تبني الحزب شعار " السودان للسودانيين" لا يثير سؤالاً لكل متتبع لبدايات حركة التنوير السياسي . ذلك شعار سكه استاذنا الرائد حسين شريف.لكن إطلاق " الأمة" على الحزب اضطرني لممارسة نبش في التاريخ.
    فالإسم لم يكن متداولاً في أدبيات تلك الحقبة السياسية.فهناك "الأشقاء ، الأتحاديين ، الأستقلاليين،القوميين ". ربما كان أحد الأخيرين أقرب الخيارين إلى نهج راعي الحزب ومشايعيه من الخريجين.في سياق مساءلة مرجعيات لم يستبعد الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه تأثر الإمام المؤسس بحزب الأمة المصري. الأستاذ الحقوقي المؤرخ استند في فرضيته إلى علاقة ودٍ ربطت بين الإمام ولطفي السيد وصورة لديه تجمع بين الإمام والسيد فيلسوف "الأمة " المصري وسكرتيره لاحقا. ربما يعزز تلك الفرضية تبني ذلك الحزب شعار"مصر للمصريين".
    *** *** ***
    عندما سأل سرور رملي الإمام عن موقعه داخل الحزب وعما إذ اهو الرئيس أجابه قائلا إني جندي في الصف "وهبني الله من الإمكانيات مالم يتيسر لكثير منكم "وسأهبها وصحتي وولدي وكل ما أملك لقضية السوداان .لعل مقولة الإمام المؤسس تعيد إلى الذاكرة قول مشابه على لسان الإمام الصادق في حوار تلفزيوني ذائع . مع اتساع دائرة الوعي وتقلّب الحزب بين الربح والخسارة ظلت هذه الأعمدة حاملة بنيان الحزب وحاضنته ثابتة راسخة في وجه كل الأعاصيرالداخلية والخارجية. صحيح انحسرت موجات الإنتماء بالإنتساب التلقائي إلى تلك الدوائر الثلاث . بل تحول بعض منتسبيها إلى هضاب الخصومة السياسية . لكن كل محاولات الإنقسام والتشظي المنظمة مروقاً عن هذا الجلباب التقليدي انتهت إلى خسران مبين.
    *** *** ***
    تصاعد وهج الوعي والمد اللبرالي بالتزامن مع انحسار الإنتماء الوراثي داخل الحزب ساهما إلى جانب الكاريزما الذاتية في إقتلاع الصادق جذع الحزب الأخضرعند انشقاقه على الإمام الهادي. تلك خطوة تزامنت مع إطلالة السودان برمته على شرفة تحديث لوّح الصادق ببعضٍ من مفرداته .في ذلك الإنشقاق خرجت كوكبة من نخبة دوائر التأسيس الثلاثية لكن الصادق لم يستطع سحب قطاع كبير من قاعدة جمهرة الأنصار إذ ظلت متشبثة بولائها التقليدي للإمام المنصّب ؛ الهادي. فحينما خاض الصادق الإنتخابات في الجبلين لاحقاً – وهي معقل أنصاري-. تعرض للهزيمة . مبارك الفاضل تحمل كلفة فادحة في عملية انسلاخه الإنقاذي إذ لم يفلح في اختطاف غير قلّة من النخبة بالإضافة إلى سباحته عكس تيار التقدم وقتذااك . ما كان لمبارك الفاضل استقطاع شريحة وافرة من جمهرة الأنصار – عمود خيمة الحزب- لأكثر من سبب.
    *** *** ***
    في المشهد الراهن بعضٌ من ملامح حال "الأمة" إثر وفاة الصديق المباغتة .ثمة حديث عن وصية شفاهية للجنة خماسسية إنتهت إلى تنصيب الهادي إماما.
    الصديق وحده تولى قصبتي الأمامة والزعامة السياسية من موقع رئاسة الحزب .
    عبد الرحمن هو إمام الأنصار وراعي الحزب. الهادي فرض هيبة الإمام على الحزب استناداً للإرث.إخراج العمل السياسي من تحت عباءة الإمام شكّل المحور الأساسي في جهد الصادق على درب عصرنة "الأمة".ذلك التقدم تراجع عنه الصادق نفسه أو حرّضه آخرون بعد استشهاد الهادي.رغم بنائه مؤسسة الأنصار هيئة منفصلة عن الحزب عاد الصادق فجمع بين الأمامة والزعامة.
    *** *** ***
    على المسرح ليس ثمة قامة تسد الفراغ الهيولي الناجم عن غياب الصادق على جبهتي الهيئة والحزب.أكثر من ذلك ليس هناك مرشحٌ يستقطب ولاء غالبية جماهير مؤسستي الدين والدنيا.مع ذلك يجول على خشبة المسرح عدد من اللاعبين الطامحين. آلية الإنتقاء والترجيح الحالية لا تبدو مؤهلة لإنجاز الحسم .هذه خلاصة قرآءة في خارطة الحزب البنائية. صحيح تصاعد الوعي داخل تلك الخارطة لكن الصحيح أن الخارطة نفسها ضاقت تحت تأثيرات متباينة.أعداد الوافدين من خارج الربوة التقليدية انحسرت بالإضافة إلى منسربين من على الربوة إلى شعاب مغايرة. كتلة الولاءات التقليدية الصماء تشققت حتى غدت رقاعا مبعثرة، ربما أكثرها تماسكا في النيل الأزرق والنيل الأبيض.مصادر التمويل السخية غشيها التيبس والشح.هذه بضعة من عناصر تفرض حضورها في عملية تثبيت رئيس جديد للحزب.
    *** *** ***
    ربما يجد تيار الوعي المتصاعد داخل الجزب عند المنعطف الحالي فرصة للقبض على كابينة القيادة.تلك خطوة بالغة الأهمية على قدر دلالاتها لكن من غير اليسير انجازها قفزاً فوق واقع خارطة الحزب. في الإحتفاظ برمزية بيت المهدي حفاظ على بقاء كتلة الولاء التقليدية بغية أداء دورها في المعارك. حنكة النخب المخضرمة من حملة قبس الوعي تتبدى في إضاءة البيت بمشاعل الوحدة. الإجماع العائلي على تقديم رئيس شرط لا غنى عنه .ربما تجد الأسرة مخرجاً في وجه مؤهل من خارج دارتها.على قدر الإصطفاف الغالب خلف الرئيس المرتقب منذ لحظة الإختيار تتأتى النتائج المستقبلية. كما يراد للنخب الوفاء تجاه العائلة فليس بعزيز اصطفاف الأسرة طوعا واختيارا – أو هكذا ينبغي- وراء رئيس من بين نخبة الحزب.
    *** *** ***
    بما أن الرئيس المرتقب يخلف الصادق المهدي فهو لن ينجو من مقارنة ظالمة.حتما لن يأتي رجل له ما للراحل من قدرات في السياسة‘ الفكر ‘ الثقافة والتواصل في الداخل والخارج. ساقط في الوهم كل من يظن النجاة في تخليق قيادة جماعية بغية تشكيل بانوراما تسد النواقص الفردية في المتنافسين على مكانة الراحل. هذه رؤية فاسدة قاصرة مثلما هي فكرة الهروب من مواجهة عبء اللحظة التاريخية عبر مرحلة إنتقالية. كلاهما نفقان يشكلان بيئة تفضي إلى مراكمة سلبيات تناسل تحديات .القيادة الجماعية تفرّخ مراكزالقوى وبؤر الصراع مثلما هو الحال في المراحل الإنتقالية.أقصر الطرق وأكثرها أماناً هو المناداة بتكريس " المؤسسية"عبر ممارسات ديمقراطية تبني هياكل الحزب كما تفرز قياداته من قاعدة الهرم الحزبي إلى قمة القيادة. هذا في الواقع أقرب إلى الفكر التجريدي من منظور حال الحزب الراهن من حيث القدرات والإمكانات المتاحة. هذه منزلة يرقى إليها بالتدرج الممنهج ليس بالقفز الإفتراضي.التجربة تؤكد إخفاق أفضل أحزابنا تنظيما في التطبيق السليم لهذا المنهج بمكاييل الحصاد العام
    *** *** ***
    أمامة الأنصار لاتواجه معضلة كما الحزب.الإمام بنى أمانة الهيئة على ممارسة استقلاليتها. بين قادتها علماء فقهاء متبحرون في شؤون الدين والعباد قابضون على جمر المهدية حافظون لأسرار الطريقة .الصادق أكد منذ خلافه مع عمه أحمد أن الأمامة ليست حقا بالوراثة. فالإمامة متاحة أمام كل " من تقلّد بقلائد الدين ومالت إليه قلوب المسلمين" حسب توصيف الإمام المجاهد محمد أحمد المهدي.
    [email protected]






                  

العنوان الكاتب Date
الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل الشجاع - وداعا - توثيق الكيك11-28-20, 04:10 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:18 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:25 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:30 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال صديق مهدى على11-28-20, 04:37 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:44 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 05:00 PM
            Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 05:20 PM
              Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-05-21, 05:01 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 06:07 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال Mohamed Doudi11-29-20, 06:45 AM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-29-20, 03:18 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-29-20, 03:57 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-30-20, 04:28 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-01-20, 11:39 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:37 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:41 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:43 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:48 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-06-20, 03:42 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-07-20, 11:10 AM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-07-20, 04:08 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-09-20, 03:42 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-07-21, 05:04 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-09-20, 04:04 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-10-20, 04:47 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال Mohamed Doudi12-10-20, 05:12 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:34 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:37 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:48 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-27-20, 05:51 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-10-21, 04:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de