الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل الشجاع - وداعا - توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2020, 04:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل الشجاع - وداعا - توثيق

    03:10 PM November, 28 2020 سودانيز اون لاين
    الكيك-
    مكتبتى
    رابط مختصرامسكت بالماوس لاكتب عن الرحيل المرللسيد الصادق المهدى الذى فجعنا جميعا برحيله ونحن في بداية ثورة شعبية اقتلعت نظاما اخوانيا فاسدا بعد نضال مرير امتد لعدد من السنوات ثلاث عقود من العذاب والسرقة والقتل والتعذيب والكذب المتواصل كان هو احد اهم الرموز التى عملت على تغييره ودفعت ثمنا غاليا خلالها من اجل ان ينعم الوطن بالحكم الرشيد ..
    وجدت نفسى لن استطيع ان اعبر اكثر مما عبر كتاب وزملاء مخلصين لهذا الوطن فاثرت ان اجمع جزءا قليلا مما كتبوا لاقدمه للقارىء السودانى لعلى اساهم ولو بالقليل
    معالى ابوشريف
    ابوظبى
    :
    رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قال
    «كان الإمام الصادق المهدي دالة للديمقراطية، ونموذجًا للقيادة الراشدة، وصفحة من الحلم والاطمئنان في زمان نُحت فيه السخط وتوالت الخيبات على صدر كتاب التاريخ، وبرحيله انطفأ قنديلٌ من الوعي يستغرق إشعاله آلاف السنين من عمر الشعوب»،
    ------
    فيما وصفه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بأنه رمز وطني وقائد سياسي، «ساهم في صنع وتشكيل الحياة السياسية في السودان، ظل وفياً طوال عمره لوطنه وشعبه»،

    فيما قال نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو «حميدتي» في نعيه للراحل: «انطفأ برحيله سراج الحكمة والوعي الكامل بقضايا وهموم هذا البلد... كنا ندخرك للمواقف الصعبة والظروف السياسية المعقدة التي تعيشها بلادنا... فقدنا اليوم بعض تاريخنا وملامحنا وتسامحنا السوداني الأصيل».
    -------
    ونعاه تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، ووصفه بالعلم السامق والمفكر الحكيم، والقائد العظيم، واعتبره حزب المؤتمر الشعبي «خسارة كبيرة للسودان».
    ------

    الامام الصادق المهدي (رحمه الله) كان (مرق) هذه البلاد، وبوفاته فقد السودان احد
    دعاماته الاساسية واعمدته الفقارية التي لا تعوض، فشخصية مثل شخصية الامام الصادق قل ان يجود بها السودان، وسيظل علامة فارقة فى تاريخنا الوطني بجهده وبذله ومجاهداته وعطائه المنداح في المجالات كافة، وهو لهذا قد تبوأ مقعده بين العظماء ليس فى السودان فحسب بل فى العالمين العربى والافريقي والعالم الاسلامي،
    حيدر المكاشفى

    كما يقولون عند رحيل عظيم من العظماء تنقص الأرض من أطرافها، فان ارضنا قد نقصت برحيل الامام الصادق، وانطفأت منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين، وانفطرت لموته القلوب، لكونه من حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة مواطنيه اولا ومن بعد البشرية..
    حيدر المكاشفى

    انني لا اعرف سودانيا صميما وقحا في سودانيته مثل الامام الصادق، فهو افضل من يمثل الشخصية السودانية الحقة ويتمثلها، والا فليدلني احد على شخص سوداني متبحر ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻟسوداني مثل الامام الصادق المهدي، وليشر لي آخر عن سوداني يتفوق على الامام الصادق في المامه بالتراث الشعبي السوداني بمختلف مناطقه واثنياته وله معرفة باللهجات المختلفة مثله، ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ،
    حيدر المكاشفى

    كان منفتحا على الجميع من كل الأطياف وكل الأعمار، وبقول واحد كان الامام مهما اختلفت معه من نوع البشر الذي يألف ويؤلف (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف).
    حيدر المكاشفى

    الصادق المهدي رحيل قائد استثنائي كالبصمة لايتكرر
    ترجل الفارس المغوار وترك فراغا لايمتليء وجرحا لايندمل. كان استثنائيا كالبصمة لايتكرر… مات الإمام وأخذ برحيله من العالم الطاقة والحياة والمعنى. حبب إلينا الموت وكره لدينا الدنيا.
    صديق الحلو

    بتواضعه الجم مع الصغير والكبير. ملأ الدنيا وشغل الناس كأبي الطيب تماما.
    احب السودان وأهله وأنشأ أبناؤه وبناته على حب السودان وناسه واحترام الصغير والكبير. كان كبيرا نال المعالي وشرفنا في المحافل الدولية والإقليمية. كأنما يمسك القمر بيد والشمس باليد الأخرى. يتحدث كما المسك شذى البنفسج والياسمين. بكيناه بدمع القلب ونعي الناعي وامتلات الجماهير باللوعة والاسافير. عم الحداد أرجاء سوداننا الحبيب. كان فريدا فينا ومتميزا بجهده الذي بهر به العالمين. كنا نحتاجه أكثر ونوده أكثر ولكنها إرادة الله العلي القدير.
    صديق الحلو

    لم يكن في ذات يوم إنقلابياً بغيضا قال له الناس ارحل. ولافاسدا انتهازيا قيل له تسقط بس. أو مرتشيا مستبدا دكتاتوريا وسفاح. ظل طول حياته العامرة داعيا للحرية والديمقراطية وحكم الشعب.
    علمنا يا سمح الاهاب.. كيف نطمئن وأماننا غاب.
    كان يحلم للسودان بغد افضل. وحياة رغيدة وعيشة سعيدة. وَكنا نحلم معه أن يكون السودان في المقدمة.
    صديق الحلو


    تعجز الكلمات عن رثاء الصادق المهدى، فمثله لا تحتويه عشرات المقالات، ولا عشرات الصحف، ولا عشرات الكتب، ولا ملايين الصفحات، فلقد كان أحد أطهر وأعف وأنقى وأنبل وأكرم وأعظم الرجال
    كان متسامحا مع نفسه ومع الآخرين، سمحا، حكيما، حليما، متعففا، مبتسما رغم حملات التجريح المستمرة التي ظل يتعرض لها من الكثيرين، بل من أحقرهم مكانةً وأحطهم قدرا وأوضعهم أصلا من الذين تسلقوا في غفلة من الزمن الى السياسة او الصحافة، أو ممن أتاح لهم التقدم العلمي وانتشار الوسائط الفرصة للنبيح والعواء، فلم يجدوا غير الرجل النبيل العفيف الطاهر عف اللسان المتسامح السمح، لينفثوا فيه سموم أصلهم الوضيع .. حتى وهو على فراش المرض يعانى سكرات الموت !.
    زهير السراج


    عكف طول حياته مهموما بمستقبل كيف يكون السودان ضاربا الأمثلة الحسنة في السلطة عندما كان رئيسا للوزراء لمرتين لم ترتبط رئاسته بظلم أ وفساد فكان عنوانا للتهذيب والقدوة الحسنة واحترام الجميع والخلق القويم، لم يتكبر ولم يتغطرس ولم يسيئ إلى أحد بل كان دائم الصفح ومتجاوزا الصغائر وحتى عندما كان في المعارضة حرص أن يكون معارضا مثاليا لم يجنح للعنف أو التهور أو الإساءة همزا ولمزا، فكان خطيبا مفوها وأستاذا محاضرا يبث الوعي والاستنارة في كل خطبه وخطاباته. يتميز دائما في انتقاء الكلمات والحكم والأمثال السودانية المتأصلة في أعماق التراث الثقافي. رحم الله الإمام الأستاذ، المعلم الشهيد الصادق المهدي ونسأل الله له الرحمة وحسن القبول مع الصديقين والمرسلين وان يجعل البركة في ذريته واحبابه
    حسن وراق
    الحاج وراق
    • ارتوى من أفضل مواريث انسانيات السودانيين، خصوصا نبعها الصوفي، ثم فاض وبلغ في انسانيته الاستثنائية إنه لا ييأس أبدا من الخير في أي شخص بالغا ما بلغ من الشر والاجرام..

    كان مفكرا عبقريا. يقول الشائنون انه ظل يراوح بين قبة المهدي واكسفورد، لكن في هذا سر عبقريته ومأثرته، حيث كان همه الرئيسي التوفيق بين الأصل والعصر. والعبقرية في أصلها اللاتيني تعني المزج، والعباقرة هم الذين يمزجون بين أشياء تبدو وكأنها غير قابلة للمزج، على هذا تأسس العلم الحديث، حين مزج نيوتن بين دراسة الطبيعة والرياضيات فتأسست الفيزياء الحديثة. وكذلك كان باعث الإمام الصادق الرئيسي أن يعيش المسلم المعاصر بدون شيزوفرينيا -الفصام النكد- بين الإيمان والحداثة.

    ومن دلائل العبقرية الفكرية كما يقول العقاد المشاعر الطاغية تجاه العبقرى، اما محبة غامرة أو كرهاً شديداً، ونال الامام الصادق من كليهما، وحق له أن يفخر أنه حظي بمحبة غالب السودانيين، في حين كرهه سدنة وأزلام النظم الاستبدادية ومقاولو انفار الكراهية والتوحش..

    تتجلى انسانيته الاستثنائية أيضا في إنه ورغم الإيذاء والتوحش اللذين واجههما بحجم ربما يفوق أي سودانى آخر، لم يتلوث وجدانه بالمرارة أو القسوة او الرغبة في الايذاء المضاد وانما ظل (جمل شيل)، صبورا، نبيلا، عفوا وسمحا.

    كان الإمام زعيماً سياسياً، والسياسة بطبيعتها محل الاختلاف، لا تتحدد بالمثاليات وحدها وإنما كذلك باكراهات الواقع والسياقات، ومسيرة أي سياسي لا تقيم بهذا الموقف أو ذاك إلا لدى متربص أو حقود، تقيم موضوعيا بالاتجاه العام الرئيسي، والإمام الصادق رغم أنه حكم وعارض وقاتل وصالح وتحالف وتباعد، في مسيرة امتدت لعقود، الا أنه لم يفقد انسانيته، ولم ينتهب مالا عاما، ولم يأمر مطلقا بقتل مدني أو إعتقال او اخراس معارض، كما لم يستسلم ابدا للطغيان العسكري الذي أضاع غالب سنوات ما بعد الاستقلال، فكان الأنصار وبقيادته شخصيا مخرزا في أعين الديكتاتوريات المتعاقبة.


    لأنصار ميراث ومأثرة الامام الصادق الكبرى قادهم بالمحبة، وأشاع بينهم المحبة، جدد رؤاهم، ثم بقيادته الفكرية والسياسية رغم أنهم واجهوا لثلاثة عقود متصلة مكراً تزول منه الجبال، إلا انهم لا يزالوا طوداً متماسكاً وفتياً، ورقماً عصياً على تجاهل أي شخص جاد.

    • الجهلاء لا يتحفظون ولا يستدركون ويجزمون ويشتطون، في حين كلما تعمقت المعرفة كلما تكاثفت الألوان والظلال فتنتصب دوما امام العارفين: (ولكن). ومعرفة الإمام العميقة في أساس تحفظاته واستدراكاته، وكذلك سر اعتداله، فهو لا يذهب أبدا الى الأقصى. كان على استعداد ليرى أية بذرة حقيقة عند أى طرف، سواء كان من حركات الهامش أو ماركسيا أو قومياً او سلفياً، وبهذا شكل قاسماً مشتركاً أعظما وكان صادقاً متسقاً فى دعواه للسودان العريض الذي يسع كافة بنيه..

    وكنت شخصيا ولسنوات وسيطا بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان – قبل وبعد الانفصال، وأشهد انه لم يكن يدخر وسعا في البحث عن المشتركات.
    • ومع اعتداله الذي شكل نسيج شخصيته لم تعزه الشجاعة المعنوية أبدا، جعلته اكراهات السياسة حليفا للقذافي لفترة وكان يعرف نرجسيته التي تصل الى تأليهه لذاته لكن مع ذلك لم يتردد في نقد هراء الكتاب الأخضر، وكان ضيفا على مصر مبارك ويصرح علنا باعتراضاته وانتقاداته، وصادق الايرانيين في فترة لحد ما لكنه لم يخفى اشمئزازه من دولة الملالى الكهنوتية، .

    في احدى أقواله البليغة وهي كثيرة ، قال الامام الصادق ان غياب الاعتدال اختلال يؤدي الى الاحتلال – الاحتلال الداخلي أو الخارجي. واذ تشهد البلاد حاليا تطرفا وتوحشا هائلين، ما أحوجنا إلى اعتدال الامام، الى قبول اختلافاتنا بسعة وسماحة، والى احتضان تعدديتنا في اطار التوافق على القاسم المشترك الأعظم - دولة الديمقراطية وحقوق الانسان. والخوف كل الخوف ان يكون رحيل الامام الصادق نذيرا برحيل الاعتدال عن بلادنا!..

    الصادق المهدي .. الدنيا الجميلة !! .. بقلم: د. مرتضى الغالي.

    الإمام الصادق المهدي: راتب المهدية الثالثة .
    . بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم


    الإمام الصادق المهدي: قمراً مضوي وغاب فُرْقَك شوانا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم

    د. يوسف السندي د. يوسف السندي

    لا اظن ان احدا من اهل السودان لم تطرف عيناه بالدمع اليوم وهو يستقبل النبأ الفاجع بوفاة الإمام الصادق المهدي، فالرجل في الفترة الأخيرة كان هو ابو السودان وكبيره ورمزه الوطني البازخ، مهما قال عنه الناس، عادوا وعلموا ان ما قاله كان الحق، فالرجل لم يكن يطلق كلامه من منطلق الباحث عن مجد، فإن كان المجد هو حكم السودان، فقد حكم الإمام السودان مرتان وحكمه بواسطة الانتخابات وليس بالسلاح ولا الانقلاب
    منصور السندى

    شخصية الامام كانت بسيطة متبسطة مع احبابه ومن يلتقيه، كان لين العريكة من غير تهاون، سهل المحادثة نقي العبارة ودقيقها من غير خشونة أو اعتداء لفظي، وهي صفات تدهش كل من التقاه وأختلف معه، ومع ذلك لم يكن يفقد مهابته وكارزميته، كان مزيجا عجيبا من الجمع بين صفات الشخصية المحبوبة والشخصية القوية، من غير أن تلاحظ ذلك الفرق الدقيق إلا عند المواقف التي تتطلب ذلك.
    منصور السندى

    ترك الإمام الصادق المهدي إرثا ضخما في كافة المجالات فالرجل لم يكن ينام الا ٦ ساعات فقط في اليوم، ليستخدم ١٨ ساعة بالتمام والكمال يوميا في إنجاز مشاريع الحياة والوفاء بمسؤلياته المتعددة، ومن ضمن ذلك مشروع الكتابة، وهو المشروع الذي يتفرد به الإمام الصادق عن أقرانه بالسودان من قادة الأحزاب السياسية والفكر في السودان، فالرجل كان قارئا نهما، وكاتبا ملتزما بإصدار الكتب والأوراق والمنشورات، حتى ليكاد يكون الإمام هو الشخص الوحيد في السودان الذي له خطبة او كتاب او رسالة او منشور عن كل ما جد واستجد وواجه حياة الناس في السودان أو في العالم.
    منصور السندى

    عبر السنين حملت كتابات الإمام الصادق ثباتا نادرا في الخط السياسي والفكري، وهو دليل على اتزانه وإتساقه وابتعاده عن التهافت والتذلل والانتهازية، فالرجل ظل وفيا حتى مماته لمبدا ان لا يشارك في حكم او يتقلد منصبا في حكومة الا عبر حكومة قومية او بالانتخابات، كما ظل ملتزما بالدفاع عن الديمقراطية ومواجهة الشمولية والدكتاتوريات، كما أنه لم يتنازل عن دعم قضايا الأمة العربية والاسلامية الكبرى في فلسطين وفي السلام والعدالة.
    ليس سهلا ان يمر في المستقبل القريب قائد سياسي سوداني وطني ملتزم بالعطاءين السياسي والفكري معا بعد رحيل الامام
    منصور السندى

    عندما يرحل المرء عن الدنيا، تذهب معه أعماله، و أيضا تبقى أعمالا له أمام الناس كتابا مفتوحا بما انجزه من معارف و تركه من تصورات، و الحكمة أن يذكر للميت محاسن الاعمال دون سوءاته، و بحثت في دفاتر اللإمام عن سوءة واحدة لم أجدها، رجل كان لسانه عفيفا لا يفجر في خصومة و لا يقول فاحش القول و لا يقول إلا الحسنة، و كان صدره واسعا لأي نقد من قريب أو بعيد و لا يصنع منه جفوة بل يفتح معه أبوابا للحوار، كان يطرق آذنيه لكي يسمع من محدثه قبل أن ينطق ببنت شفا، كان موسوعة في السياسة و الثقافة و الفن، كان رجل دولة بمنطق التواضع و الحكمة و صدع القول الحق،
    زين العابدين صالح .

    كان يختلف عن السياسيين الآخرين لا يسلم علي الناس إلا واقفا مهما كان المقبل علي السلام، احترام الآخر هو من احترام الذات و دلالة علي سعة الثقافة و التواضع، رجل أعد نفسه لهذا اليوم أن تفجع الأمة كلها برحيه، حتى الشياطين وقفت سكلى علي رجل استعصى عليها في الغواية، نسأل الله له الرحمة و المغفرة.- زين العابدين صالح

    له الرحمة والمغفرة الامام العفيف سمح السجايا السودانية .. بقلم: حسن الجزولي

    روعت الأمة السودانية برحيل الحبيب الإمام الصادق المهدي فجر الخميس السادس والعشرين من نوفمبر ٢٠٢٠ فقد كان الحبيب الراحل قائدا ملهماً، وعقلاً راجحاً ، ومفكراً لا يشق له غبار ، ووطنياً قل أن يجود السودان بمثله، رحل والوطن في أمس الحاجة لحكمته.
    مبارك الفاضل
    -----------
    هذا الرجل رقم لا يمكن تجاوزه مهما كان مستوى الاختلافات السياسية التي تنشأ بين ابناء الشعب السوداني ، زعيم سياسي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سامية، أفنى كل عمره في العمل السياسي وواصل على درب آباءه وجدوده في بناء أكبر الأحزاب السياسية (حزب الأمة ) على مر تاريخ الأحزاب السياسية في السودان فقد عمل على تأسيس بنيانه الرصين بشكل متفق ومتسق ومتناغم في كل أطيافه ، زعيم أتت به كل الديمقراطيات التي مرت علينا ، مثقف من الطراز الأول ، نهم في كل ضروب العلم ، ألف العديد من الكتب في معظم مناح الحياة ، كتب في السياسة وفي التاريخ وفي البيئة وفي الشريعة وفي الاقتصاد وفي الرياضة وفي الفن وغيرها من ضروب المعارف والثقافة الأخرى ورفد المكتبات السودانية بل والعالمية بأجود وأميز المخطوطات فقد كان رحمه الله محنكاً لبقاً وخطيباً مفوها كرمته واحتفت به كل المحافل الدولية والاقليمية والمحلية، ترجل عن صهوة جواده وترك لنا فجوة لا يسدها الا هو لم يثنه المرض ولا كبر السن عن خوض المعارك السياسية في أشرس أحوالها فلم يضع سيفه قط حتى آخر لحظاته.



    بوفاة الإمام الصادق سقطت راية خفاقة من الرايات السامقات في بلادنا تعلمنا منه كيف يكون أدب الاختلاف مع الغير فقد عرفناه مهذباً منضبطاً حتى عندما يواجه من قبل خصومه باقبح الألفاظ واحرج المواقف التي يمكن أن يمر بها انسان في حياته.
    الفاتح جبرا



    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});الإمام الصادق المهدي: راتب المهدية الثالثة .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم نشر بتاريخ: 26 تشرين2/نوفمبر 2020 (رحل عنا الإمام السيد الصادق المهدي الذي كان أقرب من عاشرت إلى قبيلنا معشر الكتاب. وكان كاتباً غزير الإنتاج يريد به عقد السياسة والثقافة في الحلال. ولكم عجبت لصبره الجلوس في منابر العلم يصغي بمسؤولية لما يقال بينما يضيق من دونه طلباً على وقته فيدخلون ويخرجون. ومتى استدعى الظرف خروجه لم ينس أن يعتذر بدماثة لأهل المنبر.وأعيد، بمثابة وداع لذلك الرجل الهيبة النادر، نشر كلمة لي في تثمين كتابه "الإنسان بنيان الله: القضية الإنسانية" )انعقدت بقاعة الشارقة ندوة لمناقشة كتاب الإمام الصادق المهدي الأخير الذي عنوانه "الإنسان بنيان الله: القضية الإنسانية". وكنت ضمن جماعة ابتدرت النقاش فيها الدكتورة فدوى عبد الرحمن على طه والدكتور حسن الساعوري. وحوى الكتاب تسعة فصول هي مساهمات الإمام في منتديات عالمية ناقشت القانون الدولي لحقوق الإنسان في السلم وفي فورات الاقتتال. استبشر فيها بالتطورات الأوربية التي جعلت حقوق الإنسان ميثاقاً تواضعت البشرية المعاصرة عليه. وأراد الإمام بمساهماته استنقاذ حقوق الإنسان المعاصرة هذه من خيلاء الوطنية التي يتستر بها طغاة في دولنا لينتهكوها محتمين وراء السيادة الوطنية. كما سعى الإمام لوقاية تلك الحقوق من عزة الغرب الطاغوتي بنفسه التي سوغت له إزدواجية المعيار. فهو ينهى عن شيء ويأتي مثله.لم يسمح لي وقت المناقشة الشحيح بالتطرق لبعض آرائي عن الكتاب أو التوسع فيما بدأته منها. فلم أجد فسحة لأشيد بسعة معارف الإمام بالموضوعات التي عالجها. فقد وجدته في "حزا" مع ما يقرأ الغرب عن نفسه وعن الآخرين. وعثر على أكثر هذه المواد من شبكة الإنترنت. وأعجبني ضبطه للوقائع. فلا ينسى أبداً إيراد تاريخ وقوع الواقعة. ويسند حجته بالإحصاء. فهو يحصي عدداً انفاق إيران على برنامجها الذري قياساً بإنفاق كل من أمريكا وإسرائيل ليصل من ضآلة مصروف إيران على مشروعها إلى أن قوتها تما تزال في الحرب التقليدية. ومثل آخر احتج فيه بأن الشقة تتسع بين الدولة الغنية المسيطرة ودول الفاقة. فكانت بريطانيا أغنى 4 مرات من بقية العالم وقت عزها في النصف الأول من القرن العشرين. أما الولايات المتحدة في قرننا هذا فهي أغنى من الدول الفقيرة 20 مرة.وتساءلت وأنا اقرأ هذا العلم النافع عن وسائط تنزيله إلى جمهرة الأنصار بمثابة تربية وتزكية. فسأشعر شخصياً بالقربى من الأنصاري الذي اطلع على فصول الإمام العميقة عن مسألة دارفور، وخطاب الرئيس أوباما للمسلمين، والتراضي الوطني في أسبانيا.سيكون بينناً قاسماً مشتركاً لم يتوافر لنا قبلاً طوال عهد المهدية الثانية التي اعتنت بعقيدة الأنصار واقتصادهم وعنفهم دون سواها. فمتى تسربت معارف الإمام هذه إلى واعية الأنصار وذوقهم صرنا في المهدية الثالثة التي هي بعث للمهدية الأولي: مهدية الراتب الذي هو خلاصة تربية الزهد والعزيمة والثورة. وسنتطلع إلى يوم تستقر تربية الإمام هذه في ماعون من شاكلة الراتب. وحذاري أن نستهين بشغف غمار الناس بالمعرفة بشبهة أنهم أميون أو أنهم مشغولون بالكدح في طلب الرزق دون الفكر. فهذا مجرد سوء ظن صفوي بالعامة.توقفت عند نقد الإمام لعهد نيفاشا (2005) لخلوه من آلية معلومة التراضي والعدالة الإنتقالية. وبدا لي أنه بعد مرور أربعة اعوام على ذلك العهد ربما كان مثل هذا النقد مجرد فضح معارضين لنظام استبعدهم من حظيرة نيفاشا. والإمام أستاذ في فن التحامل على النفس طلباً للتراضي حقناً للدم. وهو الذي روج للعبارة: "من فش غبينتو خرّب مدينتو". وعليه فآلية التعافي ليست حكراً على الحكومة تشاءها أو لا تشاءها. فبوسع المجتمع المدني أن يبادر فيها بما ربما فاق توقعنا من الحكومة. فقد دعوت حتى قبل نيفاشا، ومنذ منتصف التسعينات، أن نتواثق على الكشف عن قبور ضحايا عنف الدولة وغير الدولة. ظلت هذه القبور المضيعة هاجساً يؤرق أسرهم ومريديهم ويدنينا كأمة من الكفر. وقد أسعدني أن مركز الخاتم عدلان قد أخذ بزمام المسألة في رمضان الماضي وكون لجنة للنهوض بالتبعة كنت فيها. وتلاشى المشروع الذي كان أول بادرة لجعل التعافي شاغلاً أهلياً.وقد دعوت منذ أسابيع في مناسبة 22 يوليو ذكرى مذبحة بيت الضيافة (1971) أن نخضع الخلاف حول من قتل الضحايا لتحر تاريخي بواسطة علماء أدلة يميزون الخبيث من الطيب من الروايات لينتهوا إلى حكم تاريخي صارم نطوي به سجل المذبحة إلى الأبد ونقوم إلى شغل الوطن. وما ينطبق على مذبحة بيت الضيافة يسري على مذابح أخرى ومقاتل دامية بالطبع.لم نعدم ابداً ما يسؤنا في الإنقاذ. وبدا لي أنه لننجز مشروع التعافي الوطني وجب ألا نرهنه بها حتى لا يكون مجرد نقيصة أخرى لها. فالتعافي هو روحانية التحول الديمقراطي بفقه "لو تباينتم ما mailto:mailto:تدافنتمتدافنتمmailto:تدافنتمتدافنتم"[email protected]---------------------------------الأمام الصادق المهدي بين مرحلتين .. بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن 28 تشرين2/نوفمبر 2020 عندما يرحل المرء عن الدنيا، تذهب معه أعماله، و أيضا تبقى أعمالا له أمام الناس كتابا مفتوحا بما انجزه من معارف و تركه من تصورات، و الحكمة أن يذكر للميت محاسن الاعمال دون سوءاته، و بحثت في دفاتر اللإمام عن سوءة واحدة لم أجدها، رجل كان لسانه عفيفا لا يفجر في خصومة و لا يقول فاحش القول و لا يقول إلا الحسنة، و كان صدره واسعا لأي نقد من قريب أو بعيد و لا يصنع منه جفوة بل يفتح معه أبوابا للحوار، كان يطرق آذنيه لكي يسمع من محدثه قبل أن ينطق ببنت شفا، كان موسوعة في السياسة و الثقافة و الفن، كان رجل دولة بمنطق التواضع و الحكمة و صدع القول الحق، تعرفت علي الإمام عن قرب و ليس سمع مثل الآخرين، جلست معه جلسات مطولة سمعته في السياسة و الثقافة و الفن، و تعرفت عليه في أصعب الأزمات السياسية و كيف كان يتصرف عن ردة فعل أم حكمة يدخرها لمثل هذه الظروف، كان يختلف عن السياسيين الآخرين لا يسلم علي الناس إلا واقفا مهما كان المقبل علي السلام، احترام الآخر هو من احترام الذات و دلالة علي سعة الثقافة و التواضع، رجل أعد نفسه لهذا اليوم أن تفجع الأمة كلها برحيه، حتى الشياطين وقفت سكلى علي رجل استعصى عليها في الغواية، نسأل الله له الرحمة و المغفرة.في أوائل الثمانينات أسست مع الأخوين الفاضل كباشي و الفاضل حسن "جمعية الثقافة الأفريقية" و الفاضل كباشي كان مغرما بالثقافة الأفريقية و مترجما للقصص القصير الأفريقية لجريدتي " الأيام و الصحافة" و أيضا لإذاعة "صوت الأمة" و كنا نقيم نشاطاتنا في عدد من نوادي الخرطوم نادي اليوناني و الايطالي و نادي ناصر. و وجدت الجمعية صدي في الفئة الاجتماعية للطبقة الوسطى و الرأسمالية بحكم أماكن النشاط، بعد انتفاضة إبريل و قيام الانتخابات و كون الصادق المهدي وزارته، في إبريل عام 1989م جاءني الفاضل كباشي أن نقيم مؤتمرا للثقافة الأفريقية، و ندعو له عددا من الكتاب الأفارقة في المسرح و الشعر و القصص القصيرة و الرواية. و نكتب للصادق المهدي لكي تتكفل الدولة بكل شيء و نحن نساهم بأسم الجمعية. ضحكت لكن راقت إلي الفكرة. و كتبت المشروع مفصلا، و بحكم عملي في إدارة الأخبار في الإذاعة و التغطية الأخبارية استطعت أن اقدم المشروع لمدير مكتب رئيس الوزراء، و بعد اسبوع اتصل بي الأستاذ صلاح عبد السلام الخليفة وزير شؤون مجلس الوزراء لمقابلته، و ذهبت إليه، و قال أن رئيس الوزراء موافق علي المشروع من حيث المبدأ، لكنه يريد مقابلتكم للحديث عن المشروع و أهدافه و كيفية تنفيذه، و اتصلت بالفاضل كباشي و لكنه رفض الحضور، و التقيته صدفة في حوش الإذاعة و أخبرته أن رئيس الوزراء موافق من حيث المبدأ علي المشروع، قال "أنا ما مصدق رجل لا يعرفنا كيف يقبل مشروع من نكرات" و لا اعرف لماذا تراجع الفاضل كباشي، و الشيء الذي تأكدته تماما من حديث صلاح عبد السلام معي علي التلفون قبل مقابلة رئيس الوزراء أنه متحمس للمشروع جدا.ذهبت لرئيس الوزراء و التقيته كان بشوشا مرحبا بشاب تدل الثياب التي يرتديها أنه من عامة الناس، و لم يسألني عن انتمائي السياسي و لا عن هويتي و لا قبيلتي فقط عن اهتمامي بالثقافة الأفريقية و تحدث معي عن التنوع الثقافي في السودان، و وجوب الهتمام بالعملية الثقافية. و ناقشت معه المشروع، قال إلي موافق علي المشروع و نعمل سويا من أجل تنفيذه، لكن الدولة تتحمل جزء، و نتصل بالرأسمالية تتحمل الجزء المتبقي، و الجمعية تتحمل الدعوات و اختيار العناصر التي تكتب الأوراق، و سوف أكلف وزيري الخارجية و الإعلام لمساعدتكم في ذلك. و لكن جاء انقلاب الجبهة الإسلامية لكي يوقف تنفيذ المشروع. هذا المشروع أكد لي أنني أمام شخص يختلف عن كل السياسيين، أن يفتح بابه لشخص من العامة و يقبل المشروع الذي قدمه، تؤكد تواضع رجل يؤمن أن الناس تقيم بأعمالهم.بعد انقلاب الإنقاذ، و رحلة الإمام الصادق " تهتدون" تغيرت الأوضاع في القاهرة تماما، حيث تعددت المناشط، كنت اشغل في ذلك الوقت مديرا " لمركز السوداني للثقافة و الإعلام" و كانت نشاطات المركز متنوعة بين السياسة و الثقافة و الفنون. مما اتاحت إلي الفرصة أن التقي بالعديد من القيادات السياسية و الحوار معهم بشأن خاص و عام من خلال نشاطات المركز، و التقيت بالإمام كثيرا في حوارات متعددة، و كان رجل يطيل الإصغاء و سماع المبادرات، قدمناه في العديد من ندوات المركز السياسية و الثقافية. و ذات يوم ذهبت إليه في مكتبه و سألني عن نشاطات المركز قلت له اليوم عندنا جلسة عن حقيبة الفن سوف يتحدث فيها الاستاذ السر قدور و الفرجوني، و بعد ما بدأت الندوة بخمس دقائق جاء الإمام مرتديا بدلة و أعتذر عن التأخير لأنه كان في اجتماع و استمع للندوة بل تداخل فيها بمعرفة رجل ملم بقضايا الفن و خاصة حقيبة الفن.عندما عقد مؤتمر حزب الأمة بالعاصمة الاريترية " سمرا" في تسعينات القرن الماضي، و في جلسة خاصة سألت الإمام، في أول خطاب لك في البرلمان عام 1986م ذكرت أن حزب الأمة قد تمدد وسط الطبقة الوسطى؟ السؤال مكون من شقين الأول متى انتقل حزب الأمة من الطبقة الاقطاعية. و هل تعتقد أن الفوز في عدد من دوائر العاصمة و عواصم الأقاليم هو التمدد أم أن التمدد جاء لطرح فكري ينقل الحزب من طبقة الاقطاع للطبقة الوسطى؟ ضحك الإمام و قال قرأت مقالاتك عن ذلك. و حزب الأمة لم يكن اقطاعيا لأن المجتمع السوداني مجتمع متحول وفقا للتغييرات السياسية و الاقتصادية العديدة، و الانتخابات الديمقراطية الآخيرة كشفت أن الحزب تمدد داخل الطبقة الوسطى من خلال البرنامج الانتخابي الذي طرحه علي الشعب، و وجد قبولا في الشارع و خاصة الطبقة الوسطى، من قبل كان البعض يعتقد أن الأحزاب لها أماكن تقليدية هي التي تفوز فيها، و لكن الآن حزب الأمة كسر هذه القاعدة، و تمدد في الطبقة الوسطى و استقطاب قاعدة عريضة منها، و إذا نظرت للبرامج المطروحة في الشارع تجدها مقدمة من حزب الأمة إليس دور الطبقة الوسطى عملية الاستنارة الآن نحن دعاة الاستنارة في المجتمع.في عام 1998م عقد التجمع الوطني الديمقراطي مؤتمرا في العاصمة الاريترية " أسمرا" و في هذا الاجتماع كانت هناك نية مبيته من قبل ثلاثة قوى سياسية لطرد حزب الأمة من التجمع الوطني الديمقراطي، هذا ما كان يبدو ظاهرا، لكن كان هناك شخص واحد هو الذي كان يريد الطرد، بسبب أن الإمام المهدي ليس من السياسيين الذين يبصموا و يقدموا تأييدا علي صكوك بيضاء، لكنه كان يسأل و يتقصى بشكل تفصيلي ثم السؤال عن النتائج المتوقعة، الأمر الذي جعل الشخص المعني غير راضي عن ذلك، و كانت سلطته و سطوته غالبة علي بقية القوى الآخرى. كان الإمام يعتقد هناك تحالف محكومة ببرنامج وأجندة محددة و يجب التقيد بها، و لكل قوى سياسية حرية الحركة في انجاز مهامها الحزبية و بناء تكتيكاتها، هذه الرؤية كانت لا ترضي البعض. بعد طرد حزب الأمة ذهبت إلي الإمام في مكتبه مع الأخ أحمد البكري و تناقشنا حول المؤتمر، و قدمنا مبادرة من المركز بهدف معالجة ما حدث في المؤتمر. قال الإمام إذا قدمتم المبادرة الآن سوف يقولوا وراءها حزب الأمة، و لا تفهم الفهم الصحيح، المسألة الثانية أن الجهة وراء العمل لن توافق لأن الهدف إبعاد حزب الأمة لكي يتسنى لها إدارة التجمع بالصورة التي تريدها، لكن لن أكسر مجاديفكم، نحن ليس ضد رأب الصدع، و لكن لن نكون علي هوى الآخرين، بل ما يخدم أهداف التحالف. و بالفعل أجرينا ثلاثة مقابلات واحدة مع التجاني الطيب رئيس العمل الخارجي للحزب الشيوعي، و الأخرى مع قيادة قوى التحالف في القاهرة، و الثالثة مع بعض القيادات الاتحادية، و بعد ساعات ملأت القاهرة بالشائعات التي تقول أن حزب الأمة وسط المركز السوداني للثقافة و الإعلام للرجوع للتجمع، أوقفنا المبادرة، و كنا متأكدين أن الشائعة خرجت من قوى التحالف و روجتها عناصر من الاتحاديين، لمعرفتي بشخصية التجاني الطيب و كيف يتعامل مع مثل هذه المبادرات لم يكن هو مصدرا للشائعة، و كتبت مقالا في جريدة الخرطوم أنفي صلة حزب الأمة بالمبادرة. ثم التقيت بالصادق المهدي، الذي قال هذه هي السياسية في السودان، البعض يعتقد إنها مكائد و صناعة المؤامرات، و البعض الآخر يعتقد التحالف هو فرض رؤيته دون الآخرين، جميل أوقفتم المبادرة لكن الأحداث القادمة هي التي سوف تشكل ملامح العمل القادم. و حكمته هي التي جعلته يقول في بداية التفاوض بين قحت و المجلس العسكري، قال تعاملوا مع العسكر بأنه جزء من الثورة و لا تفقدونهم لكي يتم العبور لمرحلة جديدة تتوج بعملية التحول الديمقراطي. كان يتخوف أن مواجهة العسكر تجعلهم الاتجاه للبحث عن حاضنة جديدة. و الذي تخوف منه قد حصل ذهب العسكر للبحث عن حاضنة بديلا عن قحت و قد انتصروا ضعفت قحت و حملت كل أخطاء الفترة الانتقالية.استطاع الإمام أن يفتح منابر عديدة للمعارضة في القاهرة، حيث استضافت العديد من المنابر الإمام في جريدة الأهرام و الوفد و مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية و الجامعة الأمريكية و مركز القاهرة لحقوق الإنسان و غيرها و تتنوع المشاركة بين السياسة و الثقافة و الدين و الفنون، التي استطاعت فيها المعارضة أن توسع مساحات التفاعل مع المثقفين و الصحافيين المصريين، الأمر الذي يؤكد حيوية الرجل و معرفته كيف يفتح منافذ أخرى لإرسال الرسائل.رحل المهدي بجسده، و لكن يبق ما أنتجه من كتب و خطابات هي ملك للشعب السوداني، و هي مرحلة جديدة للعمل السياسي في البلاد. و أيضا حزب الأمة الذي سوف يواجه تحدي حقيقي، باعتبار أن الصادق المهدي كان صاحب كارزمة استطاع أن يغطى وظيفة الإمام و رأسة الحزب السياسي. و علي الرغم من أن الصادق قد تحدث مرات عديدة عن رؤيته لفصل الوظيفتين، ثم ابتعاده عن العمل السياسي المباشر، و يختصر عمله علي العمل الفكري. لذلك ليس أمام اسرة المهدي و جماهير حزب الأمة و أيضا طائفة الانصار إلا فصل الإمامة عن رئاسة الحزب، خاصة لم تظهر حتى الأن كارزمة تستطيع أن تملأ الوظيفتين في وقت واحد. و برحيل الصادق المهدي سوف تبدأ مرحلة جديدة لحزب الأمة مليئة بالتحديات الداخلية للحزب إيجاد الشخص الذي يملأ مكانة الصادق الذي كان يقوم بدور السياسي الذي يدير شؤون الحزب و دور المفكر و دور الخطيب الذي تسمعه كل الأمة السودانية.نسأل الله أن يرحم الصادق المهدي صاحب القلب الكبير الذي كان يتسع ليحضن أمة بكل وطوائفها، رجل كان يمثل حجر الزاوية في العملية الديمقراطية في البلاد، و قدم فيها تضحيات جسام، و إنتاجا معرفيا غزيرا. و نسأل الله أن يعين قيادات حزب الأمة أن تواجه هذه التحديات بصدور واسعة و أذهان مفتوحة، و التمسك بعملية التحول الديمقراطي في البلاد التي كانت تمثل القضية المركز للإمام الصادق المهدي[email protected]--------------------------له الرحمة والمغفرة الامام العفيف سمح السجايا السودانية .. بقلم: حسن الجزولي نشر بتاريخ: 28 تشرين2/نوفمبر 2020نقاط بعد البثبسجاياه السودانية الصميمة..كان رقما سياسيا لا يمكن تجاوزه. ساهم في تأسيس حزب سياسي بعد والده قدم به مساهمات غض النظر عن اختلاف الناس حولها ام اتفاقهم. انعيه على المستوى (الشخصي). فقد كانت لي معه علاقات شخصية . حاورته صحفيا بشكل مطول بمنزله واماكن اخرى ونشرت حواراتي معه في كثير من الدوريات الصحفية. واشهد انه كم كان مهذبا ومحترما ومترفعا في الخلاف السياسي . حتى وان وصل درجة الخصومة السياسية. وكان يحفظ مسافة متحضرة بين هذا وذاك تحت شعار ان الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية!، وهو مما نقلته لي استاذتنا الراحلة فاطمة احمد ابراهيم في توثيقي لسيرتها الذاتية معها عندما سألتها عن انطباعها حول الرجل. حيث أفادت بأنها لم تشهد في حياتها شخصا بهذا القدر من التهذيب والاحترام لرأي الآخر رغم اختلافه مع الآخر!.. وكذا كان رأي قيادات حزبنا.بغيابه عن المسرح السياسي لا أعلم كيف سيضحى المشهد السياسي في كل من بيت حزب الأمة وبيت السلطة (الجايط) معا!. خاصة مع وصول الذين لم نكن نتوقع فرض أنفسهم في المشهد السياسي!.رحم الله السيد الإمام الحبيب الصادق المهدي والعزاء لكل افراد اسرته الكريمة. وللصديقتين العزيزتين رباح ابنته وسارة نقد الله ساعده الأيمن وملازمته. ولاستاذنا الحبيب ابراهيم الامين ولاحبابه ومريديه وعضوية حزبه. ولندفن - يا احبابنا في حزب الامة وجموع الانصار - موتانا وننهض.ـــــــــــــــــــــ* محاربة الكرونا واجب وطني[email protected]-----------------الإمام الصادق المهدي: قمراً مضوي وغاب فُرْقَك شوانا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم نشر بتاريخ: 27 تشرين2/نوفمبر 2020 (بكت زوجة حمد وشتان، فارس الكبيشاب من شعب الكبابيش، القتيل. فسألت القوم العائدة من القتال الذي صُرع فيه:سيد الخيول الجن وين سيد بهاناقمراً مضوي وغاب فرقك شوانا)كان ميلاد المرحوم السيد الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي بحي العباسية بأم درمان في ٢٥ ديسمبر ١٩٣٥ في بيت وَتد نفسه لا في التاريخ فحسب بل في المستقبل. وتراث البيت محفوظ بسخونته في "تيرموس" كما وصف ذلك مصري زار جده السيد عبد الرحمن المهدي. فلما سمع المصري أماديح الأنصار المناضلة قال للجد: هذا المديح هو ثيرموس جهادكم حتى يخرج للعيان.صدر خلال ٢٠١٥ و٢٠١٦ كتاب سائغ من ٤ أجزاء في سيرة السيد الإمام عنوانه "السيد الصادق المهدي: سيرة ومسيرة. وميسر للراغب على موقع الإمام الصادق المهدي على النت. حشدت له كاتبته، السيدة رباح الصادق المهدي، ضروباً من التآليف ليخرج بالقوة والإحاطة والتدقيق الذي رآه القارئ. نظرت رباح في مذكرات للإمام أكثرها لم يقصد الترجمة لشخصه بل هي عن روتين حياته السياسة. فظل غير ميال للترجمة عن نفسه بنفسه أو بغيره حتى حملته رباح على ذلك حملا. فتجدها نظرت في مذكرة كتبها بعنوان "ثلاث سنوات في خمسينات القرن" و" تضاريس الذاكرة"، و"مذكرات سجون" وهي أقرب تآليف الأمام للنجوى عن الذات. ثم نظرت في كتابه "جهاد في سبيل الديمقراطية" ضد نظام الفريق إبراهيم عبود (1958-1964) ثم "المصالحة الوطنية “مع نظام الرئيس نميري (1969-1985). ثم نظرت في خطبه كرئيس وزراء للأعوام 1966-1967.واستعانت رباح بوقائع ندواته التي شهدتها من بين قلة تعد على أصابع اليد. فقد عقدها لأبنائه وبناته ممن كان يغيب عنهم في السجون وهم زغب فراخ. فعلى الأقل لم تغفر له رباح هذه الغيبة. وكان يفحمها قول رفيقات الدراسة: "إنتو ما عندكم أبو؟". وبقي في نفسها من تلك الطفولة اليتيمة شيء. وحرص الإمام في ظروف أفضل أن يجتمع بهم ويحدثهم عن نفسه. وأتاح الظرف لرباح كمؤرخ من الداخل أن تقع على إرث مكتوب وغير مكتوب للأسرة. فنظرت في خطابات الإمام لأخوته ووالدته ثم خطابات الإمام عبد الرحمن لوالدته السيدة رحمة بنت عبد الله ود جاد الله ود بلليلو، كسّار قلم مكميك. وكان الإمام قريباً من جده ويقضى وقتاً طويلاً معه بالجزيرة أبا.وستظل ميزة بحث رباح على ما عداه أنها جاءت إليه بفلولكلور الأسرة. فالإمام الوالد يمزح في رسائله بإشارات مقتضبة مثل "القعونجة، شيلوها الملعونة" أو "بالتي أحسن بالتي أحسن" أو "جعلتم الموت حرام في مصر" فتخرج طرائف متداولة عن بعض أهله وشيعتهم تمتع القارئ. وكان تأثير أمه رحمة كبيراً. كانت شغوفة بقصص المهدية والأنبياء وبغناء الحقيبة. ولها صالون أدبي. وانشغال بمسألة النساء. فكونت جمعية "ترقية المرأة" لتلك الغاية. ولم تكن حتى شلوخها فولكلوراً لا مهرب منه. فقد كان والدها عبد الله ود جاد الله منع فصادها فانسرقت وفعلتها. وكانت حين "تلوليه" تعرف أنه مسير إلى مصائر صعبة المراقي.قولنا إن "سيرة ومسيرة " ترجمة للإمام من العبارات التي يقال إن مفرداتها تلغي واحدها الآخر مثل قولك "اقتصاد السودان " مثلاً. فعهدنا أن الذي يُكتب عن الأمام، أي وكل إمام، هو المناقب. وهي تآليف من محبين للإمام المعني كلها تزكية وتمجيد طلباً للبركة لا التاريخ. ولم يسلم أمامنا من مثل هذه التأرخة المناقبية في الكتاب وفيما اكتنف طفولته لا بعدها. وهو باب في سيرته عذب تطرب له النفس.فقبل ميلاده قيل إن عمه يحي المهدي، وكان في الرابعة، يردد بتلقائية:"مجاهد جا من كبكابية". ولما ولد الإمام قيل إن تلك كانت نبؤة طفل طليق الخاطر. وقيل إن خبر مولده بلغ جده في الجزيرة أبا عن طريق قمرية حطت بين يديه وهو يقرأ "سورة إبراهيم" من القرآن حتى هم أن يسميه "إبراهيم". وخبر القمرية وكبكابية ألهما رباح هذه الأهزوجة الغراء:يا قمرية طيري فوتي لي أبالي جناحك ديري واحملي النباركي عِنْ سيديقولي ليه جاكلـّميه عيـديقولي ليه جاإن قالوا نور عَباأو قالوا خير رَباكاشف ضلام سجـاوالتبعو مـن نجامن كبكبية جامجاهداً رجافي العباسية جاسليم قلب حجاهذه فتاة بأبيها معجبة: أم ماذا؟(هذه ملحوظات عن مسودة باكرة للكتاب تفضلت السيدة رياح بعرضها علينا. وسنكملها في المرة القادمة)---------------

    (عدل بواسطة الكيك on 11-29-2020, 05:29 PM)
    (عدل بواسطة الكيك on 11-29-2020, 05:56 PM)







                  

العنوان الكاتب Date
الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل الشجاع - وداعا - توثيق الكيك11-28-20, 04:10 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:18 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:25 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:30 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال صديق مهدى على11-28-20, 04:37 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 04:44 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 05:00 PM
            Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 05:20 PM
              Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-05-21, 05:01 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-28-20, 06:07 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال Mohamed Doudi11-29-20, 06:45 AM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-29-20, 03:18 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-29-20, 03:57 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك11-30-20, 04:28 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-01-20, 11:39 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:37 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:41 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:43 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-05-20, 06:48 PM
          Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-06-20, 03:42 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-07-20, 11:10 AM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-07-20, 04:08 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-09-20, 03:42 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-07-21, 05:04 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-09-20, 04:04 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-10-20, 04:47 PM
    Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال Mohamed Doudi12-10-20, 05:12 PM
      Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:34 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:37 PM
        Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-12-20, 06:48 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك12-27-20, 05:51 PM
  Re: الصادق المهدى - السياسى المثقف المناضل ال الكيك01-10-21, 04:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de