الرحيل المر د. عيساوي ... جامعة سنار ٠١٢١٠٨٠٠٩٩ حكيم الأمة في ذمة الله. الصادق المهدي يودع دنيانا الفانية بعد سيرة عطرة ومشرفة. كتبها بحبر الصبر على دفتر المتاريس التي وضعها خصومه في دربه. سياسي منذ بواكير صباه. يحكم بالعدل والصدق. يعارض بالحكمة والتروي. لا يقطع شعرة معاوية مع منافسيه لدرايته التامة بمتعرجات خطوط السياسة المتشابكة. لا يعرف في السياسة الخصومة والعداوة. بل التنافس الحر الشريف وفق رأي الناخب. كاتب ملك ناصية البيان. وقليل ما هم مثله في عالمنا المعاصر. خطيب مفوه يستلب لب سامعيه منذ بداية الحديث. مفكر إسلامي صاحب اجتهادات عديدة. وبرحيله ودع العالم أجمع مدافعا شرسا عن الديمقراطية والحكم الرشيد في العالم الثالث (مستوطن الديكتاتوريات). وودع العالم الإسلامي عالما بحرا قل أن يجود به الزمان. وودعت أمة العرب شيخا عركته التجربة يشار إليه بالبنان في حل المعضلات. وودعت إفريقيا بطلا من القلائل في القارة السمراء الذين أفنوا حياتهم في رفعة أوطانهم. وودعت بلادنا أبا روحيا عزيز علينا. وحق لبلاد السودان أن تتوشح بثوب الحداد. وحق للأنصار نصب سراديق العزاء. وحق لنائحة السودان أن تبكي. وخلاصة الأمر لا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله: (إن لله وإنا إليه راجعون). وبهذا نكون قد أسدلنا الستار القومي. وطوينا صفحة بيضاء من كتاب السودان. ودفنا الشرف الرفيع في قبة المهدي. الخميس ٢٠٢٠/١١/٢٦
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة