عمر الجزلي: مدير التلفزيون لقمان مجرد مراسل فقط

Quote: لم تكبر في هذا المكان، لم تحبه كما احبه العاملون فيه، لم تعطه من شبابك ولا دقيقة. جئيته على صهوة حمار أعرج (مكّادي) اسمه التمكين الحديث. لأنك لم تتجول في ردهات الإذاعة وممراتها واستيدوهاتها متعلماً متتلمذاً على ايادى خبراء الإذاعة الذين اورثونا حب المكان وحب العمل الإذاعي ونحسب اننا تعلمنا ولو اليسير الذي يرضي مستمعنا الذي لا يعرفك. لأنك لم تتلمذ على ايادى حمزة الشفيع وعطية الفكى وحسب الرسول بانقا وعمر عبد المنعم وعماد الدين. أو حتى لم تخرج لتغطية بصحبة عبد الوهاب صالح ومعاوية وعاشميق واخوانهم ايام جاوا لهذا المكان بعشق وهم في مدخل الخدمة. لأنك لم تتشرف بحضور محمد عبد الكريم الكبير وهو يسجل سهرة الجمعة بتبتل. لم تجالس صلاح طه ولا هاشم ميرغني ولم تضحك مع بخيت أحمد إبراهيم حين ينسرب التعليق الضاحك من حيث لا ندري. ولم تفطر مع فضل عوض والرشيد اب أحمد وهم يزيدون للشطة فولاً. لم تشاهد عربة ترحيل ابو الفضل وفضل عوض وهي تخرج من الاذاعة بعد الثالثة عصراً لترجعهم لها بعد المغرب.... انه الحب والعشق. لم تفطر عند حاجة حواء ولا عمك إدريس ولم تشرب شاى حاجة سكينة وحاجة زينب وبتول وأم الحسن والزين لم تؤانس عم محى الدين ولا شربت قهوة من يد خميس (تتفرتق) الإذاعة طوالى وننجلد بالسوط لأننا رضينا وسكتنا على دخولك انت وامثالك لهذه البقعة الطاهرة. لم تسعد برؤية صلاح الفاضل ولا معتصم فضل ولا صلاح التوم وشاذلي وهم يزرعون الفرح مع زملائهم عند المستمعين الذين لا يعرفونك. ولم تتعلم مع البزعي يومه ذاك حين يسألنا كيف قيلتو وتجيبنا سعاد ابو عاقلة والطاهر محمد الطاهر حباً وعشقاً وانتماءاً للمكان ولكل السودان. لم تشاهد وتستمع لعمر الجزلي وعباس محمود وهم يشدّون اوتاراً لليل الذي حين يذاع يكون الراديو في حضن كل عشاق الإذاعة الذين لا يعرفونك. وبنات المغربى حالة متفردة من العطاء والجدية والرصانة وجمال الصوت وحب المستمع. لم تجلس في قسم الرياضة وهو خلية تعمل لأنه حين الغداء ينطلق أعظم شعار لأجمل برنامج جماعي سكب فيه العمالقة على الحسن مالك وعبد الرحمن عبد الرسول والرشيد وصلاح واخوانهم سكبوا أعمارهم بعشق وتفاني. لم تسأل السر بشير في المكتبة عن اغنية فيصوبك في الإسم ويقول ١٢٣ س م و ٧٤ ص. يا اخى لم تشاهد علم الدين حامد بصحبة محجوب محمد الحسن وهم يخرجون ليسجلوا صالة العرض مع عثمان الشفيع. ولم تسعد بقفشات عبد الرحمن أحمد وعلم الدين ولم تر كيف يسير الوقار والشدة والمعرفة حين ترى عبد الوهاب أحمد صالح. هل سألك عبد المنعم خفاجة أو سيد عبد الكريم عن سهرتك أو برنامجك. هل حدثك السر محمد عوض عن تاريخ المنوعات والحجز والتنسيق. هل حملت اورنيك حجز وأكدت حجزك لأنك لن تسجل طالما هناك حراس للاستديو. محمد نور وسعيد حسين بلطف وحب يراجعون حجزك لأنه سيستم محترم . لم يلتقيك يوسف الماحى ويطرح رائه بمحبة في برنامجك الذي اذيع أمس. لم تر جموع المهندسين وكبيرهم الذي علمهم الفن والأدب والهندسة صالح الحاج وهم يقفون على مدار الثانية مراقبة للبث والاستديوهات. لم تجلس في ستديو الازهري مركزا منتبهاً مستمعاً مستمتعاً بتادب حين تسجيل دراما أبطالها محمد خيري أحمد والريح عبد القادر وحاكم سلمان وعثمان محمد صالح وتحية زروق وفوزية يوسف ومكى سنادة والمبدعون. ولم تسمع (اصدقاءنا واحبابنا) وهي تخرج طازجة قبل المونتاج من صوت العلم الخبير عوض بابكر وهو يحضر لاطراب أهل السودان بالحديث عن سرور وكرومة والشيخ قريب الله قبل أن يشدو اولاد الموردة ب يا ليل ابقى لي شاهد هذه إذاعة (رشيقة) فاهمة تعرف ماذا تذيع ومتى ولمن. هل استمعت للكتبى وهو يغني نشرة الأخبار؟ هل تعلمت كيف تخرج الحروف من مخارجها صحيحة قوية صادقة تتراقص شجناً من أفواه حامد عبد الرؤوف ونجاة كبيدة ويسرية محمد الحسن والأخرون حتى جيل اليوم. وحين يعانق المايكرفون صوت محاسن سيف الدين تقديماً لأغنية في شكل برنامج قصير لنعرف ود المقرن وعبد الرحمن الريح وتاريخهما فقط لأننا سنسعد ب انا في شخصك احترم أشخاص فيزداد احترام المستمع لهذه الإذاعة المدرسة. هل سعدت برؤية محمد طاهر وهو يحتل ستديو الأخبار قبل نشرته بنصف ساعة وهو يترنم بالحروف (الثانية ودقيقة هنا في ام درمان).. لم تسأل عمي كودي عن السقف ولم تتسلف من عبد الرؤوف. َ أنت يا اخي لست من هذا المكان. لم تنل هذا الشرف لذلك من المضحكات المبكيات أن تتطالب بهذا الطلب المضحك. قلت في متن حديثك (هذا الأمر يتطلب قراراً شجاعاً) وانا ارى ان القرار الذي لا يحتاج لشجاعة هو ذهابك انت ومن معك من حيث جئيتم لأن وجودكم في هذا المكان المقدس غير مرغوب فيه. ووجودكم لن يفيد لأنكم لا تحملون ما يفيد. وقبل الختام أحدثك عن جيل اليوم الذي صبر واحتمل ظلم الإنقاذ في حين حمل الآخرون جوازتهم بدعوى المعارضة من الخارج. والسلام حسب الرسول كمال الدين