هناك ٥ انماط من القيادة.. ليس فيها ما هو سيء بصورة مطلقة .. وليس هناك ما هو جيد بصورة مطلقة كذلك..
يعتمد الامر كما تقول علوم الكواليتي على الاوضاع في الواقع ..
القيادة الاوتوكراتية على سبيل المثال تحقق نجاحا اكثر مما عداها في اوقات الازمات crisis
ادارة الازمة تعتمد كثيرا على سرعة اتخاذ القرار والقدرة على انفاذه بتسخير كل الموارد البشرية والمادية لخدمة هذا القرار .. الموارد البشرية تسخر نفسها لخدمة القرارات بغض النظر عن اتفاقها او اختلافها معها لوجود هدف اعلى يتمثل في معالجات الازمة ..
ذلك ان وضع الازمة لا يحتمل مماحكات الاختلاف والسعي المحموم في دروب النقاشات الطويله وتداول الرأي..
اتخاذ قرار لا يحظى باجماع الناس في وضعية الازمة افضل كثيرا من عدم اتخاذه تحت ذريعة تحقيق التوافق الذي لا يجيء. وانخراط الجميع لخدمة القرار افضل بكثير من امتناع الذين لا يوافقون عليه ..
ذلك مدخلي نحو ما يجب ان تكون عليه قوى اعلان الحرية والتغيير ما بعد سقوط البشير..
فالوضعية انذاك ومذاك وحتى الآن وضعية ازمة.. وكان من الأجدى ان يتمتع العقل القيادي في قحت بهذه الفاعلية المطلقة في اتخاذ القرار السياسي ومن ثم انخراط الجميع في سبيل تحقيقه..
الكلام ده ينطبق وقع الحافر على حافر الوطن ما بعد سقوط البشير وبقاء دولته .. وكذلك وضعية الانتقال بقيادة سياسية تعمل تحت اطار الحد الأدنى من التوافق من اجل انجاز اهداف ذات طبيعة انتقالية وفي ظل وجود تفويض عام لهذه القيادة السياسية دون تخصيص لهذا المكون او ذلك..
ثم وطبيعة اعداء هذه المرحلة الانتقالية من عسكر وكيزان وما بينهما وما تخالط فيهما.. وهي طبيعة اوتوكراتية بحكم التكوين والخلفية العسكرية والتنظيمة . .. هم اعداء يعملون كمثل الجسد الواحد ويمتلكون مقدرات مادية وتنظيمية هائلة ولا يمكن ادارة صراع معهم انطلاقا من واقع منقسم ومتشتت تعصف به الخلافات..
الآن .. ونافذة الوقت لا تتعدى الايام القليلة الم تكن قد انتهت.. يجب على قوى الثورة الانتظام والتوحد والتعامل ببراغماتية عالية ..
هذا ما اتمناه.. الا ان توقعاتي عكس ذلك تماما اذ سيستمر مسلسل المناحات العظيمة ومقالات الاتهام والتخوين وادعاءات الصواب وامتلاك الحق الثوري.
العنوان
الكاتب
Date
تشظي القيادة السياسية في ازمنة الازمة .. قحت نموذجا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة