♧ ثورتكم:كمُمْكِنَةٍ من ضَرعِها كُلََّ حالِبٍ، ثُمَّ رافِسَةٍ بَعْدَ ذلكَ كُلَّ ما حَلَبَ£

《 ...ثم رافسةٍ فدافقةٍ بعد ذلك كول ما حلب》
● للذين ينادون و يتصارخون سواء من قبيلة العسكر و حرامية
او من المدنيين نقول لهم حين انتصرت الثورة الأثيوبية فى التسعينات
وسقط نظام منقستو مرت على اثيوبيا بعدها سنوات عجاف عانى فيها
الناس الامرين من شظف العيش وضيق الحال..و لكن مع ذلك لم نجد حبشياً
واحداً قد طالب بانقلابٍ عسكرى لضيق الحال كرجوع الكلب في قيئه.

● و صبر الشعب عاضاً بنواجذه على ثوابت ثورته حتى يكتمل بناء الدولة
و تترسوخ قيم الديمقراطية و كانت النتيجة أن بلاد الحبشة الآن من تعد من أ
على دول العالم نمواً وازدهاراً اقتصادياً بمعدل نموٍّ سنوىٍّ يفوق ال ١٠%. لك ان
تتخيل لو استمع الإثيوبيين وقتها للغوغاء ممن يشتكون من أزمات الوقود
والكهرباء و دخل الفرد المتدنى و رجعوا مرة أخرى إلى حكم العسكر.

● نقول دائماً إن هناك فرقٌ جوهرى شاسعٌ ما بين (تغيير الحكومة) و (تغيير النظام).
بخيثُ إذا فشلت الحكومة تتغير و تستقيل و يأتى غيرها بكل بساطة و لكن يظل الدستور
و دولة القانون سائدةً و الديمقراطية باقيةً و هذا هو تغيير الحكومة. أما في حال حدةث
النقيض عبر تغيير النظام فهو الانقلاب العسكرى والعودة الى عصور الفساد و الإستبداد و
الفشل الاقتصادى والعنصرية و زنازين الإعتقال و بيوت الأشباح و القتل بمزاج العسس.

● فشلت حكومة حمدوك ؟ طيب وين المشكلة؟ تستقيل الحكومة و تغور في
ستين ألف داهبة و تاتي أختها ؛ غير أن الدستور والقانون والانتقال الديمقراطى
قائم و هذا هو جوهر ما ثار الشعب غي سبيل تحقيقه:سلطة بيد الشعب و دولة
مؤسسات تكون خاضعة لحكم القانون ، و المستمد من دستورٍ قائم و دائم.

● أما من يملئون الدنيا صياحا وعويلا وتباكيا على انقطاع الكهرباء و أزمة
الخبر ويصورون للناس ان فشل الحكومة يعنى ان الحل فى الانقلاب وتغيير
النظام و ليس تغيير الحكومة فإن ذلك لعمرى لهو عرن الضلال و خسران مبين.

● هذه الثورة قامت من أجل بناء دولة حقيقية و ليس من أجل أن ببقى حمدوك
أو يذهب ليأتى غيره . فاصبروا وصابروا على بناء دولة وطنكم البتحلمو بيهو و
لا تستعجلوا النتائج وتعملوا على حرق المراحل فتكونون كالتى نقضت غزلها بيدها.

● فالثورة قامت من اجل بناء السودان وتاسيس سلام ودستور مستدام و ليس
من أجل حكومة او اشخاص يمكن تغييرهم بكل بساطة وسلاسة طالما كانت
الديمقراطية راسخة ومستدامة.هذا هو جوهر مالايدركه الأغبياء الذين ينادون
بهدم سائر الحوائط ودك الحصن على عروشه فوق رأس الجميع.