شكر للشقيقة الكبرى مصر على تعاطفها وحنّوها ..

Quote: * دفعني ذلك الاجتراء إلى الاتصال بصديق عزيز- وعدته بعدم كشف هويته – أعلم أنه بحكم مسؤوليته الاجتماعية وخبرته الممتدة قريب جداً من تلك الملفات التي كانت محل النقاش في برنامج الحصاد ذاك، بالإضافة لصدقيته وتجرده الذي هو محل ثقة لا يتطرق إليها الشك.. فرجوته أن يطلعني على ماجرى بالضبط في مسألة المخابز والدقيق، ومدى صحة ما يجري تناوله على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشة الجزيرة.. فكانت إفادته كالتالي:* إن موضوع المخابز موضوع بدأ منذ نحو ثلاثة أشهر، عندما اشتدت أزمة الرغيف.. بدأ بمبادرة من المؤسسة العسكرية السودانية التي شكلت وفداً من خبراء أغذية وزراعيين وعسكريين سودانيين لزيارة القاهرة للتباحث حول كيفية الاستعانة بالخبرة المصرية في مجال صناعة الخبز (الأقل استخلاصاً) من ردة القمح، ويصل في مصر إلى 90%، عوضاً عن المعمول به في المخابز السودانية، والذي تصل نسبة استخلاصه من الردة إلى نحو 72%.. وهذا مايترتب عليه استهلاكاً أكبر للقمح بعد خصم الردة المستخلصة، بالإضافة إلى ميزة أخرى نبه إليها محدثي (خبير التغذية)، الذي كان بين أعضاء الوفد المذكور: وهي أن الخبز الذي يحتوي قدراً أكبر من الردة هو أكثر فائدة لصحة المستهلك من الخبز المصنوع من الدقيق العالي الاستخلاص، ولذلك يفضلون في أوروبا وكثير من البلاد المتقدمة (الخبز الأسمر).. و أضاف يقول: إن الاتفاق بين الجانبين كان هو تبادل الخبرات بين المؤسستين العسكريتين في البلدين، وأن الجانب السوداني كان لديهم أيضاً خبرة يحتاجها المصريون، وهي في مجال (الدقيق المخلوط) بين القمح والذرة الشامية، وإنه لم يكن هناك أي حديث عن قيام الجيش المصري بإنتاج مباشر للخبز في السودان، إنما فقط نقل الخبرة على أن تقوم المؤسسة الاقتصادية العسكرية السودانية بتطبيقها على أرض الواقع.. وهذا يعني أن الخبر الذي (نفخت) فيه الجزيرة لم يكن دقيقاً سواء لناحية محرر الشروق الذي نقله، أو من ناحية السفير الذي أجمل ولم يفصل أو اعتبر نقل الخبرة إنشاءً لمخابز بأيدي مصرية.* أما قصة الدقيق المصري (المسرطن) التي ذاعت في الوسائط الاجتماعية وتناولتها الجزيرة أيضاً، ناعية على مصر استيردها القمح من الخارج، وأنها لا تنتج أكثر من ثلث احتياجاتها، حتى تتفضل على السودان بالمدد .. فتتلخص بحسب محدثي: في هبة قدمتها الأجهزة الأمنية المصرية لنظيرتها السودانية، وهي بحكم ذلك لم تخضع لإجراءات الاستيراد المعهودة، وأتت عن طريق البر، بنحو عشر أو أثنتا عشرة شاحنة، فوصل جزء من تلك الشاحنات إلى المخازن بالخرطوم بحري، بينما حُجز بعضها بواسطة الجمارك في أرقين على الحدود.. وعندما ثار اللقط الإسفيري حول أن الدقيق (مسرطن)، بادرت المواصفات السودانية إلى أخذ عينة منه، وأرسلتها إلى هولاندا وألمانيا لاخضاعها للفحص المعملي، كما أخذت كل من وزارة الصحة وإدارة الحجر الصحي عينات أخرى لذلك الغرض، وقد اطلع محدثي الخبير شخصياً على نتيجة الفحص الهولندية لدى إحدى زياراته لمدير المواصفات وكانت سالبة، ليس من المواد (المسرطنة) .. لأنه لايوجد-عادة- سرطنة في الدقيق، ولكن من (الفطريات) التي تنشأ فيهوذات آثار ضارة فورية على صحة الإنسان .. كانت النتيجة أن العينة سليمة بالكامل.. لكن تأخر إعلانها بواسطة المواصفات انتظاراً لنتائج عينات الصحة والحجر)* وتبقى (للقصة بقية) كما يقول أحد برامج الجزيرة، وهي أن الذين بثوا (حكاية الدقيق المسرطن) كما يقول صديقي المتحدث هم (أصحاب المصلحة) في الحرب على النظامين الحاكمين في القاهرة والخرطوم .. تعرفونهم من لحن القول.. فهم من اخترعوا الحكاية وفبركوا (فيديو) يعود للعام 2016، عندما استوردت مصر شحنة دقيق من أوكرانيا، وثبت بالفحص أن بها فطريات، ومن ثم أعيدت لبلد المنشأ.. فجاء أصحاب الغرض -هنا وهناك- وقطعاً ليس بينهم جمهور المحتجين الشباب، ليروجوا لهذه الفرية التي تخدم أهدافهم وأجندتهم بطريقة أو أخرى، قد لا يتيسر حتى للجمهور الغاضب فهم مراميها وأهدافها البعيدة!

(عدل بواسطة علاء سيداحمد on 09-30-2020, 09:34 PM)