♧ النَّكْسَةُ تُجَدِّدُ صِباها و فُجورَها و تنسى تَقْواها £

》《6》
●》و أما نحن فحدِّث عنا و لو حرجَ؛ إذ أدينا ما علينا و لحقنا بركبان العصر الحديث.
فها هم فِلذات أكبادنا يجوبون أنحاء كوكب الأرض على درب التبانة هياماً بين أحضان
المنافي غزاةً فاتحين يتأبطونسيوف النصر المؤز مهندةً يحققون بها الفتح تلو الفتح المبين
في ميادين و ملاهي لاس فيجاس و مونت كارلو ..و شعوبنا قابضةٌ على جمر البقاء صامدةً
فوق ال40 درجة تحت الشمس ثالوث المرض و الجوع و الجهل الحارقة .. ونأكل من خشاش
كما تأكل الأنعام ، لا ، بل أضل: بينما نمارس طقوس حاجاتنا الطبيعة، لا شيءٍ سوى فقط
لأجل صراع بقاء على قيد (الفحولة) ، ثم لزوم التكاثر غثاءً كغثاء السيل.
●》ثم عن هويتنا حدث و لا حرج.. فإننا كيانٌ واحدٌ يضرب المُثُل العليا للعالم أجمع بفجور الخصومة بالمناتشة والمناقرة والملاسنة والمسافهة و المتافهة،،،إلخ.
●》فإذا حمي وطيس اختلاف لأي كان سبب؛ نحمل السلاح فنهاجم بالألغام الأحزمة
النواسف و الآليات المفخخة و بطلقات الرصاص في صدور الابرياء…و نقيم موائد
المذابح و أعراس الشهيد …و يعلعلع صوت الرصاص عالياً فوق صوت العقل ليزهق
الحق و يسيل الدم البرىء يسقي الأرض ليجف الماء و يغرز الضرع.
●》انظر معي شرقنا او غربنا..وحاول أن تحبس دموعك..وتنهد بعمق وأسى
و ردد مع شاعرنا العبقري نزار قباني: "لبسنا قشرة الحضارة..والروح جاهليةٌ"