سيرة تاجر مضادات الحنين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 01:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2020, 02:12 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين (Re: عبد الحميد البرنس)

    شاكر لكي من كل قلبي الأستاذة العزيزة نعمات عماد كل هذا البهاء الإنساني.

    حديثا، طلبت مني مجلة الأهرام العربي الصادرة عن مؤسسة الأهرام في القاهرة أن أكتب شيئا ما عن وجودي في مصر. لم يكن هناك وقت كاف للإحاطة بكل جوانب تلك التجربة سواء من طرفي أو طرفهم. كان طلب الكتابة في هذا الشأن أشبه بتحويل مسار قطار قسريا نحو سكةالحب. وكان أن نشر المقال أدناه يوم السبت الموافق ٢٢ أغسطس ٢٠٢٠

    هاجر إلى مصر طلبا للعلم\ عبد الحميد البرنس
    أخي عبد المنعم، الذي يصغرني بنحو العامين، سأله الأستاذ حين كان لا يزال تلميذاً في الصف الثاني الابتدائي، قائلا: "أين كان يتعبد النبي محمد عليه الصلاة والسلام"؟ عوضاً عن القول "في غار حراء"، أجاب أخي دون لحظة تفكير واحدة، قائلا: "كان يتعبد في مصر". لا بد أن ذاكرته المتكوِّنة حديثاً وقتها كانت محتشدة بتفاصيل ما كثيرة عن مصر، بحيث لم تعد بالنسبة إليه بعد كل شيء سوى مكان ما يصلح لا بد للعبادة عند ذلك المستوى الرسولي السامي.
    كذلك، أخذ وعينا في السودان بمصر يتبلور في وقت مبكر جدا، حتى في تلك القرية المنسية قريباً من النيل الأبيض ما بين مدينتي الدويم وكوستي، حيث كان أبي رحمه الله يعمل مفتشا للزراعة، من دون التفريط في كنزه الثمين:
    ألبوم صور جمال عبد الناصر.
    طوال سنوات الابتدائي، حتى المراحل الدراسية التالية، وصولاً إلى الجامعة، كان هناك عبارة أشبه باللازمة المشتركة بين تراجم معظم الأدباء والكتاب السودانيين الذين كان علينا قراءة نصوصهم ضمن مقررات مادة اللغة العربية خاصة وأعني بها هذه العبارة:
    "هاجر إلى مصر طلبا للعلم".
    والهجرة من السودان إلى مصر طلبا للعلم قديمة، تعود وفقاً لما تم توثيقه إلى عهد السلطنة الزرقاء (١٥٠٤-١٨٢٢) وعاصمتها سنار، حيث أسس ملوكها في الأزهر ما سمي "رواق السنارية"، ضمن مجالس علمية أخرى بلغت في مجملها تسعة وعشرين رواقا. حتى محمد سعيد العباسي (١٨٨٠-١٩٦٣)، وهو الذي يُصنف كرائد لنهضة الشعر الحديث في السودان، حط رحاله بدوره لسنوات في مصر، ملتحقا بالمدرسة الحربية، وكان لهذا التواجد في مصر أثره الكبير على مساريه الإنساني والشعري. ربما أضفت هنا اسم معاوية محمد نور (١٩٠٩- ١٩٤١)، ونتاجه الألمعي كقاص وناقد ومترجم في مجلة الرسالة والمشارك على نحو عام من موقع شديد الفاعلية في المساجلات الثقافية والأدبية والفكرية السائدة في مصر وقتها. أقام معاوية محمد نور في مصر أجمل سنوات حياته على الاطلاق على قصرها ذاك، ثم مات في السودان كنموذج بالغ الدلالة على ذلك التعارض المأساوي الذي قد ينشأ أحياناً ما بين الفرد المبدع ومجتمعه. حين هرب عباس محمود العقاد المعادي للنازية خلال الحرب العالمية الثانية إلى السودان عام 1943، مع اقتراب جنود القائد الألماني روميل من مصر، علم بموت معاوية محمد نور غير المتوقع. رثى العقاد معاويةّ بقصيدة تفيض عاطفة: "تبينتُ فيه الخلد يوم رأيته*وما بان لي أن المنية آتيه".
    كذلك بدت صورة مصر التاريخية كقلعة للعلم والثقافة وحتى السياسة في مخيلة الكثير من السودانيين باعثة لهجرة من الضرورة القيام بها سواء ماديا أو معنويا لكنك لا تدري إن كانت تلك الهجرة بمثابة حراك نحو المصب أم المنبع؟
    نذكر هنا التجاني يوسف بشير (١٩١٢- ١٩٣٧)، شاعر ما يسمى الرومانسية الصوفية، هو وقطبها الآخر أبو القاسم الشابي، فالتجاني يوسف بشير هذا شاعر على درجة عالية من الموهبة المصقولة جيدا في ظرف قاس بما لا يمكن تصوره، وقد عرفت مصر موهبة التجاني يوسف بشير الخارقة تلك من خلال مجلة "أبولو" وغيرها من مجلات. مات التجاني أسيراً لفقره.. ذاك الفقر الكوني الذي لا يمكن كذلك تصوره أبدا على مستوى الفاقة.. وحنينا أبديا لا شفاء منه لرؤية مصر التي ظلّ يرى فيها حتى النهاية ذلك الفضاء الملائم للتحليق عاليا بجناحي موهبته القويين.
    باختصار، وفي ذهني أسماء أخرى هنا، استقر، أو مر عابرا مصر، سواء مادياً أو معنويا، آلاف من السودانيين الذين كان لهم مثل ذلك التأثير الكبير على حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية في السودان. وهذا أمر طبيعي يفوق الامتداد الجغرافي، حين نستمع إلى مفكر في ألمعية جمال حمدان، يتحدث عن عبقرية المكان المصري، ذلك الفضاء الاستراتيجي المتميز، مع مناخه المشجع، الذي ظلّ يجتذب إليه الملايين من البشر على مر العصور، حيث يبدأ يتشكل ذلك العمق الحضاري والتراكم التاريخي الطويل الممتد من الخبرة الإنسانية، وهو المكان الذي يصلح لأن يكون بهذا المعنى مركزا يجتذب إليه الداني والقاصي على حد سواء. على أن التفكير في حلّ تلك المعضلات الآنية العاجلة قد دفع مراكز القرار السياسي في طرفي وادي النيل على المستوى التاريخي الحديث وربما حتى الآن باتجاه مثل تلك الحلول المؤقتة بعيدا عن تدعيم وحدة مصيرهما الوجودي المشترك ذاك وبُعد علاقتهما الاستراتيجي. في هذا السياق، سياق الوعي بأهمية هذه العلاقة ما بين البلدين، أكاد أجزم أن السودان ظل هناك، كأحد أفراد العائلة، وعلى نحو متفاوت في أعمال كبار المبدعين وقادة الحراك الثقافي والاجتماعي في مصر.
    الحال، هاجرتُ بدوري إلى مصر طلبا للعلم في كلية الآداب بجامعة الزقازيق عام 1990. أذكر أنني في مطار الخرطوم، صالة المغادرة، اتصلت في ساعة الغروب تلك، بالشاعر الكبير مصطفى سند، وكان بمثابة الأب الروحي لي بوصفي "شاعرا ناشئا". أخبرته أنني في طريقي "الآن" إلى مصر. مات مصطفى سند عام 2008. لم ألتقِ به بعد تلك المكالمة قط. علاقتي أنا القادم من بيئة رعوية زراعية بقرض الشعر في مصري قد توقفت. وقد جذبتني مصر ذات الطابع المدني تدريجيا نحو مواقع السرد. كان في صوت شاعرنا الكبير مصطفى سند عبر الهاتف تأثر ما. لا بد أن مصطفى سند وقد طالع في الماضي شيئا ما مما قد ظلّ يعتمل هناك في أعماقي كان يرى بعين حدسه القوي ذاك الذي لا يخيب أنني في الطريق كما يحدث للفراشات إلى أن أقع في نار مصر حبّا شاملا مرة واحدة وإلى الأبد وقد كان. نفس حدس أمّي التي رجتني لحظة المغادرة عند باب الحوش ألا أنسى ما أنا بصدد وداعه.
    شن وافق طبقة.
    أنا جائع منذ الميلاد للعلم والثقافة والمعرفة. كنت أحس أحيانا بذلك كما لو أن بحيرة من الأسى تقبع هناك داخل صدري. وهذا طبق طعام يدعى "دار الكتب المصرية"، سلة فاكهة تدعى "مكتبة قصر الثقافة"، ذاك عصير يدعى "الدوريات والمطبوعات الشهرية"، هنا شراب "النادي الأدبي"، صحن "سلطة الصالون الثقافي"، وما يسمى "موائد المؤتمرات". الغريب أنني كلما تابعت الأكل، شعرت بالجوع أكثر فأكثر. وعطشي ظلّ عند مستوى جفافه القديم نفسه. كنت أقرأ للكبار والصغار على الدرجة نفسها من الاحترام. النجاح معلّم والفشل معلّم. على أنني لم أكن أطيق أكل الجامعة المتكلف في رصانته الزائفة تلك مقارنة بتلك الوجبات التي ظللت عاكفا عليها خارج أسوار الجامعة. حتى إنني فكرت في هجر مقاعد الدراسة في الجامعة نهائيا لو لا رجاء بعض الأصدقاء. ليتني لم أستجب.
    في الأثناء، أخذت حواسي تتشرب تدريجيا تلك الخبرات الإنسانية لهذا الشعب المصري العريق.. الخبرات بطرق البقاء على قيد الحياة بأقلّ قدر ممكن هناك من الخسائر أو الأضرار. لعل الملمح الأكثر دلالة ها هنا يتمثل في روح الفكاهة تلك التي درج يحتوي بها المصري مصاعب العيش، عوضا عن ذلك النوع من الصبر الذي يفلّ إرادة الحديد!
    أذكر أنني جئت تقريبا على أغلب ما في مكتبتي دار الكتب وقصر الثقافة بالزقازيق خلال أولى إجازاتي الجامعية تلك.
    كنت أقرأ يوميا طوال ساعات الصباح والمساء.
    في الأثناء، وجدت طريقي إلى أُولى حلقات المشهد الثقافي المصري الحي الفاعل ممثلة في "النادي الأدبي" بقصر الثقافة، ثم صالون الناقد الجاد الدكتور صلاح السروي الأسبوعي، الذي كان يحضره المبدعان الكبيران نبيه الصعيدي وصلاح والي والعربي عبد الوهاب الكاتب متوهج الذكاء والشاعر صلاح عبد العزيز الذي تفجرت موهبته خلال السنوات الأخيرة خاصة على نحو شديد الجمال، علاوة على الكاتب السجالي إبراهيم عطية، وغيرهم. كان صلاح السروي قد قدم لتوّه من المجر في شرقي أوروبا محمّلا بحبّ خلاق تجاه منجزات لوكاتش ولوسيان جولدمان ومنهج البنيوية التكوينية وما يسمى المنبوذين فكريا من بين أولئك المنطلقين من داخل حقل النظرية الماركسية أمثال ألتوسير وجرامشي وتروتسكي وسمير أمين ورواد مدرسة التبعية الآخرين، على خلفية ما ظلّ يثيراه معا خلال عقد التسعينيات من سجال، وأعني تداعيات بيريسترويكا جورباتشوف والإسلام السياسي، فضلا عن تلك النوافذ التي ظلّت تُفتح هناك على واقع الحراك الأدبي والفكري والثقافي على المستويين العربي والعالمي. كانت مجلة "أدب ونقد" وجهتي الطبيعية التالية. المجلة التي تهتم بأعمال الكتاب المغمورين باحثة في صلب رسالتها النبيلة عن الجدة، بذور المستقبل الواعدة، وبوادر البراكين الخامدة لتقديمها ورعايتها ومنحها الثقة والدعم اللازمين خلال الطريق.
    لا أنسى في السياق أن حدسا ما قد أخذ يقودني بعيدا عن علل ألعاب اللغة الشكلية وتلك الأنواع من الحذلقة الأسلوبية التي وقع في فخها الكثيرون بدعاوى التجديد أو الحساسية الجديدة وما إلى ذلك. كما إن بُعد وطني في الخلفية وغياب أهلي وحنيني ذاك إلى من أحببت خلال العقدين الأولين من حياتي قد أخذ يطهرني من شوائب الأفكار الصغيرة مثل الرغبة في التميز. إنني الآن أفعل كل ذلك لا سعيا قطعا للشهرة من أي نوع عن طريق الكتابة بل للتعبير عن موقفي ذاك من العدم نفسه. إن حياة الإنسان قصيرة لا مراء ومحدودة والأولى توجيهها قدما نحو هدف ما سام مثل أن تترك المكان عند مغادرتك للدنيا على نحو أكثر جمالا مما وجدته أنت عليه عند قدومك للدنيا وتفتح وعيك على مختلف مسارب الحياة. وكانت هناك لحظات يمتزج فيها ذلك الخليط الأكثر ادهاشا من نوعه من عصارتي الكتب والحياة على نحو تذوب معه تلك الحدود القاطعة ما بين الحلم والواقع كما لدى صلاح عبد الصبور الذي كنت أبصر قصائده في واقع أولئك الناس من الفلاحين وهي تسعى بيننا مثل كائنات حيّة على الطريق.






                  

العنوان الكاتب Date
سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-04-20, 08:50 PM
  Re: سيرة تاجر مضادات الحنين جمال ود القوز09-05-20, 00:07 AM
    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-05-20, 05:30 AM
      Re: سيرة تاجر مضادات الحنين Osman Musa09-05-20, 07:35 AM
        Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-05-20, 11:22 AM
          Re: سيرة تاجر مضادات الحنين osama elkhawad09-05-20, 02:29 PM
            Re: سيرة تاجر مضادات الحنين نعمات عماد09-05-20, 03:57 PM
              Re: سيرة تاجر مضادات الحنين ابو جهينة09-05-20, 05:27 PM
                Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-06-20, 10:38 AM
            Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-05-20, 10:12 PM
              Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-06-20, 02:12 AM
                Re: سيرة تاجر مضادات الحنين elsharief09-06-20, 02:51 AM
                  Re: سيرة تاجر مضادات الحنين محمد عبد الله الحسين09-06-20, 10:52 AM
                    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-07-20, 00:01 AM
                  Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-06-20, 06:18 PM
  Re: سيرة تاجر مضادات الحنين أبوذر بابكر09-06-20, 06:44 PM
    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين ابو جهينة09-06-20, 08:02 PM
      Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-07-20, 10:26 PM
    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-07-20, 05:32 PM
      Re: سيرة تاجر مضادات الحنين أبوذر بابكر09-08-20, 05:44 PM
        Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-08-20, 09:59 PM
          Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-09-20, 01:28 AM
            Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-09-20, 10:19 PM
              Re: سيرة تاجر مضادات الحنين ابو جهينة09-11-20, 02:23 PM
                Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-11-20, 06:44 PM
  Re: سيرة تاجر مضادات الحنين ناذر محمد الخليفة09-11-20, 08:09 PM
    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين elsharief09-12-20, 00:43 AM
    Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-12-20, 06:10 AM
      Re: سيرة تاجر مضادات الحنين عبد الحميد البرنس09-12-20, 08:20 PM
        Re: سيرة تاجر مضادات الحنين ابو جهينة09-12-20, 08:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de