المشروع الحضاري ..والانسلاخ الفكري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2020, 06:37 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المشروع الحضاري ..والانسلاخ الفكري

    06:37 AM August, 28 2020

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    حول الآية الكريمة : { واتل عليهم نبأ الذي اتيناه آياتنا فانسلخ منها } سورة الأعراف


    كتب/ بدر الدين العتاق


    المشروع الحضاري السوداني العالمي ( أسلمة السياسة وسياسة الأسلمة ) والذي يبدأ من الجماعات الإسلامية السودانية والعربية والدولية في آن معاً أو بمعنى أصح : الحركات الإسلامية العالمية والتي بدأت سنة : ١٩٢٨ م تقريباً بقيادة / حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مصر ومن ثم انتشرت عالميا وبصور متعددة ومختلفة ومتباينة كل جماعة إخوانية تعمل وفق المجتمع المتكونة فيه بما يلائم حركة المجتمع المدني من ثقافة وفنون وسلوك ووعي وعرف وتقليد وما إلى ذلك ؛ والغرض وراء إنشاءها هو تطبيق الشريعة الإسلامية في شكل من أشكالها وصورها ؛ لكن الذي يهمني هنا هو الحركة الإسلامية السودانية ومؤسسها الدكتور المرحوم / حسن عبد الله الترابي ( ١٩٣٢ م - ٢٠١٦ م ) مناط عنوان الموضوع أعلاه .

    في برنامج [ شاهد على العصر ] الذي يقدمه الإعلامي الأستاذ / أحمد منصور ؛ والذي بثته قناة الجزيرة القطرية في أكتوبر سنة : ٢٠١٠ م ؛ مع الدكتور / الترابي ؛ من عدد ستة عشر حلقة ؛ تحدث فيها عن بدايات تكوين الحركة الإسلامية السودانية وأشواق المشروع الحضاري والذي ( ذهبت به أدراج الرياح فيما بعد ) نشط عالمياً بتكوين المؤتمر الشعبي الإسلامي في الخرطوم سنة ١٩٩٩ م تقريباً ؛ وتحقق جزء منه بعمل إنقلاب عسكرى أطاح بالديمقراطية المنتخبة سنة : ١٩٨٧ م - ١٩٨٩ م ؛ والتي رأسها السيد / الصادق المهدي { مواليد سنة : ١٩٣٥ م } بقيادة العميد الركن آنذاك / عمر حسن البشير ؛ والذي بدوره أطاحت به وبنظامه بثورة شعبية واسعة في: ١١ / ٤ / ٢٠١٩ م [ ١٩٨٩ م - ٢٠١٩ م ] ليمكث في الحكم ثلاثين عاما إلا شهرين تقريباً .

    أنا قدمت بتلك المقدمة لاضع للقارئ الكريم الآن ومستقبلاً شكل الحياة في السودان وانعكاس ذلك على المجتمع الدولي وما صحبة تلكم الفترة من أحداث جليلات ليس هنا موضعها من التفصيل ؛ ولكن ما يهمني هو اسقاط تداعيات الأحداث الأخيرة على معنى الآية الكريمة وإليك البيان .

    قبل أن أشرع في سرد هذه الإسقاطات أنبه القارئ الكريم إلى شيئين مهمين هما : أنا أعبر عن رأيي الشخصي فيما أراه ولا يشترط أن يتفق أو يختلف معي المتابع الحصيف ؛ لأنها قراءة نقدية من واقع تجربة شخصية ومعايشة لجملة الأحداث التي شهدتها وتابعتها ؛ الشئ الثاني هو : ليست القراءة التاريخية عن شخص الدكتور المرحوم/ حسن الترابي ؛ رحمه الله ؛ ولكن عن جملة أفكاره واجتهاداته في مفهوم الدولة الإسلامية السودانية النموذجية الحديثة للمجتمع الدولي وأخص بالذكر التجربة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية والدينية في السودان .
    أول تلك الإسقاطات هي الموسوعية الفكرية للرجل ونلتمس له حسن النية في اجتهاده لتطبيقها على الإنسان السوداني في وقت مبكر جداً ؛ وهذا الوقت ما بين سني : [ ١٩٦٤ م - ١٩٧٧ م / ١٩٧٧ م - ١٩٨٩ م / ١٩٨٩ م - ١٩٩٩ م / ١٩٩٩ م - ٢٠١٦ م ] ؛ بدون الخوض في التفاصيل فهي مبثوثة في المراجع ذات الصلة ؛ فإسقاط الدين على مجمل القضايا المطروحة الحياتية المستمررة لم يعرفها المجتمع السوداني من قبل إلا بعد بلورة تلك الأفكار في الصورة المعروفة السياسية ( إنقلاب البشير ١٩٨٩ م وقفت من وراءه الجبهة الإسلامية القومية ) ؛ ومن تداعيات الإسقاط السالب في تجربة الأسلمة من ناحية الإقتصاد هو سياسة تحرير الأسعار ؛ ففي سنة ١٩٨٩ م ؛ كان الدولار الأمريكي مقابل العملة المحلية يعادل قيمة الثلاثة جنيهات فقط ؛ وعندما سقط نظام ثورة الإنقاذ الوطني الحاكم في أبريل ٢٠١٩ م ؛ وصلت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملة الأجنبية الدولار الأمريكي تحديداً ٤٧ جنيها السعر الرسمي لبنك السودان المركزي ؛ وفي السوق السوداء وصلت قيمته نحو ٦٦ جنيها والآن بعد الإطاحة بالرئيس السابق بعام واحد فقط وصلت قيمة الجنيه السوداني مقابل العملة الأجنبية الدولار الأمريكي تحديداً ٢٠٠ جنيها - لحظة كتابة هذه المادة في أغسطس ٢٠٢٠ م - ؛ مما أدت السياسة المتبعة منذ ذلك الحين إلى الإنهيار الإقتصادي الكامل ودخل السودان في دين خارجي بلغ أكثر من ٦٠ مليار دولار أميركي ؛ إلى جانب وقف عجلة التنمية المستدامة ؛ وبلغ التضخم نسبة ١٣٤ - ١٦٧ ٪ بعد أن كان سني الإنقاذ الأولى حوالي ٣٤ - ٤٨ ٪ ؛ وكان من أسباب إنهيار العملة المحلية غير عدم الإنتاج المحلي الإجمالي الصناعي والزراعي والحيواني والتعدين هو المضاربات والمرابحات والمشاركات البنكية التي تعمل بنظام الفوائد الربحية الربوية ؛ مما أدى بطبيعة الحال لإفراز الطبقات الإجتماعية والإقتصادية العليا والدنيا وإحتكار رأس المال للطبقة الحاكمة ومنسوبيها وبالتالي لا تسأل عن الفساد المالي والإداري والإقتصادي والإجتماعي والسياسي والأخلاقي والديني ؛ فإنه تفتت في عضد الدولة بلا رقيب وبلا وجيع ؛ مما أدخل الناس في خط الصفر الفقري وما دونه وكان من أسباب زوال النظام السابق .

    ومن ناحية العلاقات الخارجية السودانية مع المجتمع الدولي فقد شهدت تدني واسع وعزلته برمته من العالم الخارجي وحوصر وضويق النظام الإسلامي من المجتمع الدولي لسبب بسيط جداً هو إن المجتمع الدولي لا يتعامل مع أنظمة ترفع شعار الإسلام السياسي مما أقعده وأبعده عن الشراكات الاستراتيجية الذكية التي ترفع الشعب السوداني من كل الجوانب الحياتية من وهدته المتخلفة والرجعية خصوصاً وهو يعاني من حرب أهلية ضروس في جنوبه مما أدى آخر الأمر إلى فصله عن شماله سنة ٢٠١١ م ؛ بجانب احتواء الجنوب لأكثر من ٧٠ ٪ من النفط الخام الذي يمثل القصبة الهوائية للشمال والغرب والشرق في جانب الإسقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي فبذهابه ذهب الخير كله .

    إعلان الشريعة الإسلامية منهجاً { الفكرة الرئيسة للمشروع الحضاري ؛ والذي تبناه د . الترابي ؛ وآخرون ؛ بإتساع مفهوم الدولة الإسلامية السودانية الجديدة ؛ وتطوير ميثاق المدينة المنورة سنة : ٦٢٤ م تقريباً ؛ وهي المعاهدة التي تمت بين النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبين القرشيين قبل فتح مكة ! واعتبرت هذه الاتفاقية بمثابة القاعدة الأم لكل المعاهدات والمواثيق الدولية الإسلامية فيما بعد ؛ ومن هنا كان الخطأ الأكبر لتطبيق التشريع الإسلامي الحنيف في وقت متأخر جداً من الحضارة الإنسانية ؛ فميثاق المدينة المنورة كان في القرن السابع الميلادي ولا يتفق عقلا ولا وقتا حين التطبيق العملي في القرن العشرين وما يليه من قرون بذات العقلية الأولى ما لم يكن في الحسبان حكم الوقت وتطوير شريعة الأحوال الشخصية وفق مقتضيات الدستور العالمي وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على أن تكون القاعدة الأم تستوعب كل الطاقات البشرية المتجددة بحكم القانون الدولي العام العالمي وإن كان قد أجتهد فكرياً في ذلك إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً من ناحية التطبيق لأن ذلك يتأتى بالتربية والأخلاق الفاضلة تماشياً مع متغيرات الظروف المحيطة بالناس ؛ فالتربية في مجتمع الحركة الإسلامية السودانية لم يكن بالمستوى المطلوب إلا من رحم الله ؛ وقديما قالت العرب : إنما يؤتى الحذر من مأمنه } للحكم في البلاد سنة : ١٩٩١ م ؛ أدى بطبيعة الحال لإفراز حركات الكفاح المسلح وإن شئت : حركات التحرر أو قل : حركات التمرد على النظام القائم ؛ لعدم مراعاة التعدد الإثني والقبلي وأشعلت مفهومي العنصرية والهوية القومية من منظور خاطئ فتجاذب أغلب الناس نحو الإنفصال وليس ببعيد عن الأذهان قضايا المناطق الثلاث والمظالم التاريخية [ دارفور الكبرى وجنوب كردفان والنيل الأزرق / ٢٠٠٣ م ] ؛ إذ أستخدم الدين كأداة في يد الساسة بتسيس قضية الجنوب بإعتبارها قضية دينية فاستفز الناس للقتال تحت المصطلح الديني " الجهاد " ؛ فقتل في هذه الحرب الطاحنة أكثر من ٢٥٠٠٠ إنسان - " يبعث الناس على ما ماتو عليه " / حديث شريف - غير أبناء الجنوب أنفسهم ؛ كذلك من إفرازات استغلال وتوظيف الدين لأغراض سياسية مشكلة المناطق الثلاث ؛ والتي راح ضحيتها أكثر من عشرات الآلاف من المواطنين بينما الشرق والشمال والوسط في الانتظار .

    ومن الإسقاطات السالبة أيضاً : الدين نفسه ؛ أستعمل الدين لأغراض دنيوية بحتة { موضع تأويل الآية الكريمة : " واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها " ؛ فأنت ترى أيها المتابع الحصيف الانسلاخ الفكري والخلود إلى الأرض ؛ بمعنى آخر : توظيف النوايا الحسنة والأفكار الخلاقة لغير ما اختيرت له ؛ أو قل : عند اصطدامها بالواقع تتبدل النوايا الحسنة إلى خبيثة عمليا وعلمياً نسبة لتغير الظروف المحيطة بها وفقاً للمتغيرات الحياتية العالمية والمحلية والإقليمية فتطويع الدين هنا ياتى للمكاسب السياسية بحشد القاعدة الجماهيرية المنتظمة / تنظيم الإخوان المسلمين/ وبدغدغة المشاعر الدينية لدى العامة باعتبار أن الشعب السوداني تغلب عليه النزعة الدينية فيتم توظيف الجميع للغرض السياسي ؛ أنظر قضية الجنوب السوداني مثالا ؛ فهو هنا يخلد إلى الأرض ؛ بمعنى : يستكين ويتصالح مع المصالح الدنيوية بدلا من العكس وما كان ينادي بإسمه ود يحمل شعاره " هي لله هي لله .. لا للسلطة ولا للجهاه ؛ ما لدنيا قد عملنا .. نحن للدين فداء ؛ فاليعد للدين مجده ؛ أو ترق منا الدماء .. أو ترق منهم دماء .. أو ترق كل الدماء " ؛ وقد ثبت العكس تماما بإعتراف الترابي نفسه ؛ وإقراره بفشل المشروع الحضاري وتسرب حب الدنيا في نفوس الإخوان المسلمين وصار يتحدث عن الفساد المستشري في جسم الإنسان ؛ راجع المرجع السابق } ؛ فصار شعاراً أجوفا وضاعت كل القيم الدينية والأعراف والتقاليد الإجتماعية في أيدي سبأ ! وليس أدل من ذلك كبت الحريات العامة وحقوق الإنسان وتمزيق وحدة البلاد وإشعال الحروب الأهلية والقبلية في كل مكان بالسودان ؛ كل ذلك تم بإسم الدين الإسلامي الحنيف والإسلام عنه برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب .


    نواصل إن شاء الله






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de