|
Re: ما هو الشيء الذي جمع النميري مع د. فرج فوده (Re: طارق محمد الطيب)
|
شكرا يا أحمد يس
كلامك صحيح.
وجدت هذا المقال في فيسبوك:
ــــــــــــ
تلخيص كتاب "قبل السقوط " لشهيد الكلمة الدكتور فرج فوده بقلم رضوى اسماعيل, عضوة فريق تحرير مجلة علمانية ______________________________________
هل كان يعلم المتنبى حين كتب أبياته الشهيرة الخيلُ والليلُ والبيـداءُ تعرفنـي السيفُ والرمحُ والِقرطاسُ والقلم)) أنها ستكون سبباً لوفاته ..؟ لا أعلم الكثير عن ذلك ولكن ما أعلمه عن فرج فوده حين كتب كتابه الشهير "قبل السقوط " أنه كان على علم بما يفعل وما يمكن أن تؤدى إليه الآراء التى طرحها من خلال كتابه. أستشف ذلك من خلال المقدمة التى كتبها فى بداية كتابه حيث قال: (( لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم. ولا أجذع إن خذلني من يؤمن بما أقول. ولا أفزع إن هاجمني من يفزع لما أقول. وإنما يؤرقني أشد الأرق، أن لا تصل هذه الرسالة إلى ما قصدت. فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح. وأنصار المبدأ لا محترفي المزايدة. وقصاد الحق لا طالبي السلطان. وأنصار الحكمة لا محبي الحكم))
فالرجل الذى دفع حياته ثمناً لأرائه التنويرية حاول من خلال كتابه أن يخترق عقل القارىء ويقربه من مناطق لطالما أعتقدنا أنها محرمة , معتمداً فى ذلك على المنطق والتحليل وحاول إثبات وجهة نظره من خلال أدلة وبراهين مختلفه يضعها بين يديى القارىء ليشعره بحجم الكارثة التى ستطال الوطن إذ انجرف لدعوات المنافقين المتّخذين من الدين ستاراً وهمياُ لهم , لم يبالى وهو يفضح ألاعيبهم ويكشف خططهم وزيف مايتحدثون عنه , فقط كل ما كان يشغله المستقبل والوطن الذى لا يمكن أن يصير لعبة فى أيدى من يحاول أن يمزقه ويغرق أبنائه فى دوامة لاتنتهى من الطائفية.
الكتاب يأتى فى خمس فصول يتحدث فى البداية عن أن المجتمع المثالى لم يتحقق طيلة التاريخ الإنسانى حتى فى عهد الخلافة الإسلامية , وعليه فإن من يدّعى أنه قادر على تحقيق اليوتيوبا الفاضلة بحجة أنه يحكم باسم الدين , فهو يكذب تماماً ويدّعى أحلاماً خرافية غير قابلة للتحقيق ,ويضيف أن فصل الدين عن السياسة سيكون فى صالح الدين والسياسة معاُ وليس العكس كما يصور البعض .
فى الفصل الثانى من الكتاب يناقش "فوده" قضية هامة وهى تداعيات تطبيق الشريعة الإسلامية والتى ستقضى بالضرورة وصول رجال الإسلام السياسى إلى الحكم وما سيصبح عليه المجتمع الذى سيتحول إلى مجتمع دينى, وأن الحكم الإلهى فى الدولة الدينية سيُقَسِم المجتمع إلى قسمين إما حزب الله والذى سيشمل من يحكمون باسم الدين , وحزب الشيطان وهذا الحزب سيتَسِع ليشمل كل من يعارض حزب الله أو يختلف معهم , كل هذه الأمور لامحاله ستؤدى فى النهاية إلى انهيار الوحدة الوطنية وتغلغل الفتن فى الوطن , وعليه يوجه "فوده" رسالته إلى دعاة الإسلام السياسى بأن يكفّوا عن صُراخهم " وإسلامااه وإسلامااه " فالإسلام بخير وليس هناك خطرٌ على الإسلام سوى منهم ,,فهم حين يدفعون الشباب إلى ترك الجامعات لأن علومها علمانية ,ويّدعون أن المرأة باباً للشر , وأن المجتمع كله جاهلى , ولكن الله يعلم أنهم أجهل أهل الإسلام بالإسلام ,وخير للإسلام المسلمين، أن يدرسوا علوم الأحياء والطبيعة والكيمياء، من أن يتفرغوا لدراسة حكم الدين في موضع الحجامة .
فى الفصل الثالث من الكتاب يوجه " فوده " رسالة إلى الداعيين إلى الدولة الدينية مفادها بأنه لن يترك التصدى لكل إداعائتهم الكاذبة وأحاديثهم المُضَلّلة , فهو يؤمن تماماً أن القضية هى قضية سياسية أُلبِست ثوب دينى وليس العكس وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .
فى الفصل الرابع من الكتاب يتحدث " فرج " عن السودان , فقد تم إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية عام 1983 , ويأتى إعدام "النميرى"للشيخ " الطيب " الذى عارض النميرى فى أسلوب تطبيق الشريعة, وكان له رأياً مخالفاً فى الدستور,,ليجد "النميرى" - حاكم السودان - ضالته ويصبح لقبه الجديد هو "الإمام النميرى " ليفعل مايشاء بالسودانين بحكم أنه يحكم بأسم الدين .
الفصل الخامس والأخير من الكتاب يأتى بعنوان " لماذا الآن " وهو تسائل يطرحه " فرج " عن المد السياسي الدينى لتلك التيارات والذى يستحيل معه تجاهل وزن هذا التصاعد وتأثيره على المجتمع . يستعرض "فوده " فى هذا الفصل الحديث عن تيار الإسلام السياسى , ويتحدث على أنه من الخطأ التعامل معه على أنه تيار واحد فقط , فقد قسمه إلى ثلاث اتجاهات وهى : الاتجاه الإسلامي التقليدي ويتمثل في الإخوان المسلمين، والاتجاه الإسلامي الثوري، نسبة الى الثورة والذي يتمثل أسلوبه في التلويح بسيف الإرهاب للحاكم وللمفكر وله تنظيمات متعددة أقواها تنظيم الجهاد،
والاتجاه الثالث هو الإسلامي الثروى– نسبة الى الثروة – وهو اتجاه يتزعمه بعض أصحاب الثروة الضخمة التي تكونت جميعها بالصدفة في السعودية وينضم إليهم مجموعة ممّن كونوا ثرواتهم في مصر في ظل الانفتاح الاقتصادي ويرى أصحاب هذا الاتجاه في الدولة الإسلامية إطاراً نموذجياً لمزيد من تراكم الثروات، ويساعد على ذلك المناخ السياسي الداخلي المنغلق الذي تطرحه الدولة الدينية، وأن المنهج الإسلامي يؤكد على حرية التجارة ورفض التسعير وقصر الضرائب على الزكاة ومقاومة الاتجاهات اليسارية.
وبعد استعراضه للتيارات المختلفة وأساليبها يوضح أنها تملك نقاط قوه تتمثل فى قوة العنف وسطوة المال ولكنها تعانى أيضاً من نقطة ضعف تتمثل فى التنافر الواضح بين التيارات الثلاثة , فعلى الرغم من امتلاك تيار الإسلام السياسى لنقاط قوه تؤهله للسيطرة ولكن تأتى رحمة الله بهذا التنافر الذى سيستحيل معه تحقيق الهدف المنشود .
هذه هى رسالة "فرج فوده " التى قدمها عام 1985 والتى تحقق منها أشياء كثيره مثل انفصال السودان حيث أوضح من خلال "قبل السقوط " أن إعلاء أى انتماء غير الانتماء الوطنى سيؤدى لامحاله إلى تمزيق الوطن وانفصاله , وكذلك تحقق سقوط الإخوان الذى تنبأ به حيث أوضح أن طبيعة المجتمع المصرى لن تقبل طويلاً بهم وأن وصولهم إلى الحُكم سيكون الطريق المؤدى سريعاً لنهايتهم .
رحمة الله على من دفع حياته ثمن لقضيته , ومن لم يعبأ بما يمكن أن تؤدى إليه أفكاره بل خاض معركته الفكرية بكل شجاعه ضد التخلف والفتنه. . منقول للأمانة من مجلة علمانية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو الشيء الذي جمع النميري مع د. فرج فوده (Re: Yasir Elsharif)
|
أنا لست مع جرائم الأخوان ولا مع قتلهم لفرج وفودة لكن فرج فودو ليس علمانيا حقيقياً بدليل طعنه المتعمد في الصحابة عليهم الرضوان في كتاباته والعلماني الحقيقي لا يشتغل باستهداف الدين والطعن فيه ولا العكس ويمارس الدين لوشاء في خاصة نفسه إذا كان متديناً أو يكون غير متدين وفي الحالين لا يستهدف الدين بالعداء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو الشيء الذي جمع النميري مع د. فرج فوده (Re: أحمد محمد عمر)
|
سلام للجميع وشكرا
بخصوص موضوع الحلقة "هل العلمانية هي الحل" أتفق مع القول بأن مصلح العلمانية قد أصبح سيء السمعة لدرجة تحتاج إلى مجهود كبير لقبول غالبية الناس به. الإسلاميون، معتدلون وسلفيون، ووسائل إعلامهم، سواء كان إعلاما رسميا أو إعلاما بديلا، هم السبب في نشر صورة شائهة للمصطلح.
| |
|
|
|
|
|
|
|