دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عيد الاضحي 2020

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 01:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2020, 09:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    واحدة من الدرر كتابته عن حبوبته "حبوبة بخيتة":



    [3/18 9:06 ص] العوض مصطفى العوض:


    حبوبة بخيتة بت علي ود رحمة..

    هل لاحظتم الشبه بينها وجدنا بابكر بدري تزوجت من جدنا عطا الفضيل ن الصوفي بعد ان توفيت عنده ابنتا عمه آمنة وعاشة قبل ان تنجبا وحضر الى جدنا عثمان ابوحجل طالبا الزواج من الاسرة فاعتذر له جدنا عثمان انه لا توجد في الاسرة بنت في سن الزواج..ولما الح عليه قال له جدنا عثمان عندنا واحدة الآن في الجزاير في القش وبتجي المغرب شوفها كان نفعت معاك..حضرت هي المغرب تحمل راس القش بعد ان لفت ثوبها عمةعلى راسها كوقاية لحمل راس الفش وعند وصولها اخبروها ان خالها عثمان يريدها..لبست ثوبها بصورة عادية وذهبت له ووجدت عنده ضيفا..اشار له خالها عثمان (هذه هي)فرد الضيف قبلتها..اخبرتني هذه القصة بنفسها وعلقت(انت قايل اخدني سماحة؟بخت بس)بقي ان نعلم انها تزوجت الموظف الوحيد في المنطقة وكان عمرها حوالي الثلاثين عاما..وهذه نادرة في ذلك الزمان.. وعاشت معه وانجبت له آمنة وأحمد وعاشة وعبد الله..آمنة وعاشة اسماهما على زوجتيه المرحومتين وأحمد وعبدالله على أجداده أحمد وعبد الله..الحديث عنها يطول وستكون شهادات الكثيرين في حقها معينا لي على ابراز جوانب في شخصيتها تعمر دواخلنا..نفعنا الله بها وأثابها الخير العميم من فضله ..ذهبت معها للجزيرة شرنات بين السنة الاولى والسنة الثانية في المدرسة الصغرى..علمتني منذ الصغر ان اكون منضبطا في كل شيء..جلست مرة العب الكوتشينة مع الصغار الذين في عمري وكنت اعطي ظهري لباب (الكفّيق)بيت القش فالجزيرة يغمرها النيل في الفيضان فلم أشعر الا وعصا العشر على رأسي..التفت فوجدتها هي من فعل ذلك..استفزني هذا التصرف وقلت لها سأذهب إلى بيتنا في الباقير-غرب جزيرة شرنات-قالت لي يالحرف الواحد( طير انا جبتك اخربك؟)ذهبت مغاضبا الى راس الجزيرة لألاقي مركب الشرق لتأخذني لأهلي..جلست في رأس الجزيرة في انتظار المركب وبدأت أفكر في أنني إذا ذهبت عنها من سيقوم بمساعدتها وانها هي حبوبتي ولاتريد لي الا الخير..نهضت ونفضت عراقيّ من التراب وعدت اليها..وجدتها وقد وضعت حلتها على النار لتطبخ ملاح بامية..لم تنظر الي ولم تسألني لماذا رجعت حتى هذه اللحظة..تصبحون على خير
    [3/18 9:09 ص] العوض مصطفى العوض: سلام يا كرام وشكرا على المرور الانيق..كما قلت لكم بالامس عن دقتها فقد كانت لها شنطة من الحديد تمثل مخزن مصغر..وهي كانت كلوحة مفاتيح الكمبيوتر لمن يجيدون الكتابة دون النظر الى الكيبورد..علم الله اني احضر الشيء منها وفي لمح البصر في جنح الليل وفي الظلام الدامس لان كل شيء ثابت في محله ولا يتغير ولا يتحرك قيد انملة ..حتى المنجل موضعه في (الكاسّقة) بمثابة موضع مفتاح الكهرباء يمين باب (الكفّيق)وعلى مسافة معلومة..قالت لي مرة(لا تكشت نعلاتك ارفع كراعك وختها)اشارة الى ان كشت الكرعين يعجل بنهاية النعال..كل هذا وهي لا تمل حتى تستقيم انت على ما تريد هي ان تطبعك عليه..تأتي الى البيت وجيوبها مليئة بكل انواع الحبوب التي صادفتها في طريقها..لكم السلام والجراب مليان من تجربة امرأة كان طبعها الجد.. بدأت حياتها به وعاشته حتى آخر اسبوع من حياتها..اما انا فإني مليء بها حتى المشاش وسأواصل في الكتابة عنها فإن في الكتابة عنها نفع للجميع ولمن شاء - من الناس- ان يجعل لحياته معنى

    سلام يا كرام..قبل ان اسافر الى سلطنة عمان في العام 1995 كانت عندي في البيت14 من الاغنام بين غنماية وبهمة وعتود...بعت اغلبها مقابل ثمن التذكرة وبقيت واحدة اخبرت اختي سيدة انه سيأتي شخص لأخذها هدية مني له..سافرت الى السلطنة وقضى الله لي العودة بعد ثلاث سنوات وتسعة أشهر كنت اتقلب فيها بين الكفيل والآخر..عدت للسودان وقد كان علي واجب العزاء في الكثيرين الذين رحلوا في فترة غيابي ..وكان من ضمن هؤلاء قريب لذلك الشخص الذي أهديته الغنماية..ذهبت وكان العزاء بمنطقة مرزوق فوجدت ان الامطار فعلت بالمنطقة ما فعلت..تجولت في المنطقة ولم اهتد للببت فقررت الرجوع..وفي طريقي للمواصلات سمعت صوت غنمايتي في احد البيوت فتوجهت للباب وطرقته فخرج علي صاحب المنزل وبعد ان عزيته وعزيت ناس البيت سألني..كيف عرفت البيت؟فقلت له سمعت صوت عنزي( غنمايتي) فاستغرب وقال لي كيف تعرف صوت الغنماية فقلت له مثلما اعرف صوتك..فهل تعلمت ذلك من مقاعد الدرس..كلا وحاشا كل ذلك كان من تجربتي في كنف تلك المرأة التي تقدس العمل كما قال سلمان..وقد كانت تشارك بعض الناس في الغنم وهذا عرف سائد في المنطقة فكنت اذا مررت ب(مراح) اعرف ان لها شراكة مع صاحب هذا المراح لانها ما كانت تسعى البهائم (الشينات) اعلم انه سبكون هناك سؤال من البعض هل في بهائم شينات وبهائم سمحات واجيب بنعم..انا على المستوي الشخصي البهيمة الشينة ما بتصبح معاي..لكم السلام على أمل المواصلة
    [3/18 9:12 ص] العوض مصطفى العوض: الطاحونة يا امال وما أدراك ما الطاحونة..لعل الفكرة قد جاءت من الزويرة لأنها كانت شراكة بين الحجولة وعمنا الحاج عوض الكريم (ود بن طيبة) عليه الف رحمة ونور وقد كان يملك طاحونة في الزويرة..وكان يشرف على طاحونة الزويرة عمنا عبدالرحمن (أبوالنور)والذي سمّي عليه لاحقا عبدالرحمن قسم السيد ..عمنا عبد الرحمن جاء (سوّاق لطاحونة الباقير) منقولا من الزويرة وهو يتميز بانه ميكانيكي فكانت الطاحونة كلما تعطلت قام باصلاحها خصوصا ان الوابور وقتها كان لستر اربعة بوصة..يفك عمنا ابوالنور معظم الاجزاء الداخلية للوابور ..يضعها في طشت به جازولين ينظفها ويصلح خرابها ثم يعيد كل جزء الى مكانه وكنت بقربه الاحظ فتعرفت على كثير من أجزاء الماكينة ودورة تشغيلها.. بالاضافة الى انه يقوم بنقر الحجر بعد كل فترة ليكون الطحين ناعما..كانت الطاحونة تعمل أيام الأسواق(السبت والثلاثاء) وكانت تكلفة طحن الربع قرشين..يبدأ العمل بالطاحونة في الصباح الباكر وتتوالى علينا اكياس العيش من الدمورية والقفاف وهذه للناس القريبين من الطاحونة والجربان من الجلد وهذه الأخيرة غالبا تكون للعرب (ناس،الخلاء) وحين اكون موجودا اقوم بكتابة الاسماء على (المواعين) بالتفتة حتى لا تختلط المواعين مع بعضها..وكنا نطحن العيش لوحده ثم اذا خلصنا منه دلفنا الى القمح حتى لا يختلط الطحين..وكانت فرصة لي للتعرف على جميع أهل المنطقة من بدو وحضر..التجربة لم تكن تخلو من بعض الاشكالات حيث انه وفي كثير من الاحيان يأخذ البعض طحين شخص اخر لا عن قصد وانما لتشابه (المواعين) وفي بعض الاحيان يكون سكن صاحب الطحين بعيدا بعض الشيء فكنا نتصرف معتذرين لمن هم قبله..كل هذا وحبوبة بخيتة تشرف على هذا العمل بكل الصرامة والدقة ..موقع الطاحونة كان شرق السوق بحوالي العشرين مترا..فكانت اذا ذهبت الى السوق توليت انا ادارة العمل بدلا عنها..كانت المواعين بالصف فلا ياخذ احد موقعا متقدما في الصف الا للضرورة وبعد الاستئذان ممن هم قبله..خرجت مرة للسوق وجاء من ورائها أحد المواطنين ووضع كيسه في موقع متقدم وكانت هي قد قابلته وهو في طريقه للطاحونة وعندما عادت امرته بارجاع الكيس الى آخر الصف فغالطها ان هذا هو موقع كيسه ووصل الامر الى ان قال لها(علي بالطلاق دا محل كيسي)،فردت عليه علي بالطلاق الطلاق الما طلاقك دا ما محله وحملت الكيس ووضعته في اخر الصف فلم يعترض بعدها..أمسك عن ذكر الاسماء في بعض الحالات منعا للحرج..كانت حصيلة اليوم لا تتعدي الجنيه..ولقروش الطاحونة موقع محدد في خزنتها حتى لاتختلط الأشياء..هذا ما عنّ لي في هذه السانحة وساتعرض لها ان شاء الله في القادم من كتاباتي عن تجربة امرأة عظيمة بسلوكها وتعليمها للناس(البيان بالعمل)'

    كما ذكرت آنفا فالطاحونة تبعد عن السوق حوالي العشرين مترا..وكانت حبوبة بخيتة تتسوق بنفسها..فإذا ذهبت إلى الجزارة اختارت القطعة التي تريد فإذا اعترض الجزار أولته ظهرها.قائلة(أنا بشتري بي قروشي مابتديني انت) وكذلك إذا ذهبت الى صاحب الخضار...كانت النساء التي تأتي الى السوق في ذلك الزمن تحسب على أصابع اليد وكان الجميع يهابونها لا لشيء.إلا لجدها وصرامتها..كانت لا تخاف فكم من المرات أوصلتها الى جزيرة الحاج والوقت ليل..تواصل سيرها في الظلام عن طريق الكرد ثم مشرع الاديّة وتعبر الجزيرة قنديسي مرورا بغابة ودنتيش ثم مخادة بوجك مرورا بالمكياب فالرابعاب الى ان تصل الداقراج وهي رحلة في ذلك الوقت تتطلب الكثير من الصمامة..وكنت كثيرا ما أبقى بشرنات أشرف على العقاب حتى تحضر..يساعدني في ذلك بعض الكبار من القاطنين للجزيرة فهي محبوبة بينهم برغم شخصيتها الصارمة..اقتصادية لدرجة يظن معها الذي لا يعرفها أنها بخيلة..فإذا جاء الواجب انفقت انفاق من لا يخشى الفقر..كانت ميسورة فقد كانت تصرف معاش زوجها الراحل جدنا عطا الفضيل والذي كان وقتها أحد عشر جنيها ثم وصل الى ثلاثة عشر جنيها وهو مبلغ كبير بقياس ذلك الزمن..وهي رغم ذلك تشقي نفسها لان العمل عندها خط أحمر..كانت تكره الكسل..فإذا طويت أنا(العتنيبة)وحملتها بجانبي مع العنقريب انتهرتني ان دع الكسل واحمل كل واحدة لوحدها..وهو درس لا زلت أمارسه حتى اليوم..حضر إليها ذات يوم أحد سكان الجزيرة وقد وجدها تشرب في الجبنة فقالت له (أسويلك جبنة)فقال لها يكفي ان تعطيني من هذه التي أمامك..فأجابته بأن هذه لا تتجاوزني فقال لها انت ما بتعملي حساب للناس البجوك؟ فأجابته(انا ما بقلى للناس العند أهلن ) وبمناسبة الجزارة واللحمة كانت اذا باعت خروفا لأحد الجزارين لا تشتري في ذلك اليوم لحما من الجزار الذي باعت له الخروف حتى لا تاكل من بهيمة قامت بتربيتها ..الحكي عنها لا ينقضي وفي الكنانة الكثير ..أرجو الله ان يعينني على إبراز تلك الصور حتى تكون عونا لمن عساه يستفيد منها
    [3/18 9:14 ص] العوض مصطفى العوض: سلام يا كرام..كانت الجزيرة شرنات جزيرة الحبويات بامتياز..حبوبة بت الحاج علي وحبوبة دقاوية وحبوبة بت مارية وحبوبة فاطنة بت ود الخزين وحبوية عابدة من الشناتير وتحل ضيفة بعض الأحيان على ناس عمنا عشرة عبد البين حبوبة بخت الرضا ومن الجيل الذي يلي خالتنا سكينة بت المدريس في الكرد والخالة زينب بت السمحة في الحجر الابيض وكل من ذكرت ومن لم أذكر لهم بحبوبة بخيتة علاقة خاصة ومحبة متبادلة ..خاصة أسرة الدقّاب والوالدة أم الحسين بت الصادق عليهم جميعا ألف رحمة ونور من رحل منهم ومن بقي على قيد الحياة..فشرنات ستبقى في حياتي شامة قضيت فيها انضر سني العمر ..ومن قصص حبوبة بخيتة مع حبوبة فاطنة بت ود الخزين أن الأخيرة كلّفت حبوبة بخيتة أن تحضر لها معها (توب زراق)بعد ان أعطتها ثمنه وأظنه لم يكن يتجاوز الثلاثين قرشا في ذلك الزمن..هذه كانت مناسبة لتشتري حبوبة بخيتة أيضا نفس العينة..عندما رجعت من السوق سلمت حبوبة فاطنة التوب واستعملت ثوبها هي متزامنا مع حبوبة فاطنة.. ولان حبوبة بخيتة كانت في حالة حركة وعمل كانت تلف ثوبها فوق رأسها حتى لا يعيق حركتها و بعد شهر أو يزيد قليلا لاحظت حبوبة بخيتة ان توب حبوبة فاطنة بدأ يتقطّع فسألتها (توبك دا القطّعه شنو يا فاطنة ؟ أنا توبي لي هسّع جديد)وكانت حبوبة فاطنة صاحبة ذكاء فطري فلم تمهلها وردّت عليها بسؤال لم يكن في حسبان حبوبة بخيتة قائلةSadيا بخيتة العِمّة بي تتقطّع؟) وكانت الخالة فطينة بت عبد الدافع وأبناؤها وبناتها ووالدهم عمّنا يس ود عيسى معها في الجزيرة وكانوا في عونها دائما ..حتى أننا حين سكننا في الجزيرة سورات ذهبت معنا الوالدة فطينة وأبناؤها عيسى وعبد الله وبناتها أم سور وعلوية وكانوا أطفالا وقتها..وسورات هذه كان آخر من سكنها في الأربعينات جدّي العوض وجئنا نحن بعده في العام 1966 لنقضي بها حوالى الشهر والنصف..الجزيرة أفرب للبر الشرقي فهي غرب جزيرة القربولية وهي وعرة والوصول إليها صعب لأن المنطقة منطقة شلالات ومقطوعة عن الحركة..ولكن طبيعة حبوبة المغامرة كانت إذا قرّرت فعلت..الجزيرة تتميز بهوائها الشرقي والذي يتركك في حالة جوع دائم..كنا في يوم من الأيام لا نملك غير الكسرة في الطبق ولم يكن هنالك ملاح..نزلت النيل من الناحية الغربية فلاحظت أن سمكة تتحرك قريب (الحجرة )وببطء فنزلت الى الماء وتركتها بيني وبين اليابسة وبحركة سريعة قذفتها الى البر وبنفس السرعة خرجت من الماء وأمسكت بها وذهبت بها للجماعة فلم يصدّقوا وتغدينا في ذلك اليوم بما لم نكن نحلم به(تقول لي الخوف من الرزق؟)..كنت إذا نزلت في الصباح لبلّ السعون وجدت مجموعة من التماسيح ترقد في الرملة وتنزل الى الماء بمجرد شعورها بحركتي والتمساح عادة يخرج أنفه خارج الماء للتنفس فإذا اختفى الأنف من سطح الماء فابتعد عن الماء لأنه وقتها ينوي شرا..ولكن ولله الحمد لم نتعرض وقتها لمشكلة في هذاالجانب..في ذلك الوقت كانت حبوبة أقرب للثمانين من العمر ولكنها كانت في كثير من الأحيان تقطع المسافة بين سورات وام دومة سباحة بعد ان تحكم لف ملابسها على رأسها وكنت في كثير من الأحيان أصحبها في هذه الرحلة..طبعا بيكون شطب راسكم العوم مع التماسيح..انا ذاتي الحكاية دي حتى الآن شاطبة راسي ولكني انقل واقعا فما كان لي ان أعيش في أذهان التاس فهذا ماكان حاصلا..توّرت نفسكم وانا ذاتي نفسي قام فإلى اللقاء في حلقة أخرى

    سلام أخي عمر الماحي..ياخي حبوبة بخيتة الدرب ذاتو يخلي لها الدرب ..هذا جانب والجانب الآخر من حياتها انه يطيب لك المقيل في ظلها..فهي جادة حين يجد الجد وموطأة الأكناف حين تضع سيف المحارب وتلبس لبوس السلم..رأيتها تضحك دون قهقهة حتى تسيل دموعها ..ورأيتها تحنو على الأطفال وتنزعج لضيمهم حتى من أبويهم ..تقسّم عليهم القروش وتشتري لهم الحلوى لمجرد شعورها أن أهل هذا الطفل لا يستطيعون شرواها..كما ذكرت سابقا تنفق في الواجب ولاتلتفت وتمسك حين يكون العطاء(خمجاً) وكانت تعرف حاجتي دون أن أسألها..ذهبت مرّة إلى أبوهشيم-وكثيرا ما كانت تذهب-وكان عمنا أحمد عيد قد اسمى ابنه سلمان -على العمدة سلمان- وعمنا أحمد عيد رجل حاضر البديهة، فنادت هي سلمان وسألته عن اسمه .فقال لها:اسمي سلمان..فاعطته جنيها وكلنا يعرف ما ذا يعني جنيه في ذلك الزمن..أخذ سلمان الجنيه وذهب إلى بيته فسأله أبوه عن مصدر الجنيه لان الآباء في ذلك الزمن لا يتركون شيئا يمر دون تدقيق..فقال له ان حبوبة بخيتة اعطته الجنيه لأن اسمه سلمان..فما كان من عمنا احمد عيد الا ان قال له:Sadمن اليوم دا انت اسمك بخيتة)..وعلى ذكر أبي هشيم فإن بنات الحسن بنات عمها ..وكانت هي واخواتها يقمن بزيارتهن وتبادلهن بنات الحسن زيارتهن في الباقير..غير ان زيارة بنات علي لأبي هشيم كانت أكثر..وقد قال الوالد عليه ألف رحمة ونور لأهلنا الهشامة(انتو ما بتجونا الا تضمنوا الشي البيرجعكم) وكان كثيرا ما يزورهم وله معهم قصص كثيرة ارجو ان أجد الوقت لإيرادها..ولحبوبة بخيتة قصص مع جدنا سلمان في خطابها الصارم كان يقابلها بابتسامته المعهوده فهو ابن خالها وزوج بنتها آمنة.. أمها آمنة بنت الملك وأبوه عثمان ود الملك..
    [3/18 9:15 ص] العوض مصطفى العوض: سلام..علّق الوالد عليه ألف رحمة ونور قائلاً: (واللّه بدلتُه بدلة..البيت دا كان فيه ميّة عنقريب ما يقعد إلا جنبها) إشارة للعلاقة التي بيني وبين حبوبة بخيتة..وفي الحقيقة هي لم تبدلني وإنما كانت تملأ حياتي بقيم قلّ أن أجدها في غيرها فتعلقي بها كان تعلّقي بالقيمة والمثال..تعلّمت منها الكثير الذي جعلني أبدو أشتراً في كثير من الأحيان و(مضيّقها) أكثر مما يجب..لأني تعلمت بلّ السعون في الدغش ،قبل الشاي، والخروج للرعية في وقت محدد والرجوع كذلك والفطور المتأخّر بحساب البلد والعودة ظهرا للوردية الثانية ثم الحليب مع المغيب والذي يمتد لساعتين..كل ذلك في نسق ونظام لا يقدم ولا يؤخر..حتى أني كنت لا أذهب للمناسبات مع من هم في عمري لشعوري بأني إذا ذهبت سأتخلى عن واجب..كل ذلك وهي تنظر إلي ولا تتدخل إلا للضرورة،فهي قد علمتك كل شيء وعليك أن تعمل دون الحاجة لنوجيه جديد..وكنت ألقى الجزاء الأوفى..فقد أخذتني معها الى أم درمان حين زواج ابنها عبد الله في العام1958 وأخذتني في العام 1966لزيارة ابنها أحمد في كريمة وقد كانت الرحلتان على مستوى من الامتاع..كنت إذا حضرت في الإجازة من المدرسة أنزل معها أولا وبعد أيام أذهب للسلام على الوالد والوالدة وإخواني،ثم أعود للقيام بمساعدتها ،ثم إذا بقي من الإجازة يومان ذهبت لوداعهم وعدت للسفر من عندها..درجت على أن تعيّن لي حملا في بداية الإجازة فإذا جاءت نهاية الإجازة صار خروفا ،بعته واستفدت منه كمصاريف ..هذا كان في المرحلة الوسطى.أما قبلها في فترة العبيدية(رابعة راس) فكانت تعطيني (طرّادة) وكذلك الوالد ومن باقي أفراد الأسرة اتحصل على خمسة عشر قرشا وتكون الحصيلة خمسة وستون قرشا..كانت تكفيني فترة الشهور الأربعة قبل أن أعود في الإجازة وتزيد ..ويتكرر المشهد في الفترة الثانية..فالمدرسة في ذلك الوقت داخلية يصرف لنا حتى الصابون والظهرة ..وناكل ثلاث وجبات في اليوم فقد تعلمنا على نفقة الحكومة أو قل على نفقة محمد أحمد دافع الضرائب فنحن مدينون للشعب السوداني..
    سلام..

    .نوت حبوبة بخيتة السفر للحج عدة مرات ولكن لم يتم لها ذلك الا في العام1969..ذهبت بصحبة ابنها أحمد وعندما عادت كان نصيبي قماش جلابية تترون (بيج) ولأول مرة أرى التترون ..لا أذكر هل خاطها حبوب ودالحسن أو محمد عثمان بالشريك..المهم في الأمر أنها كانت بالنسبة لي فرحا لا ينقضي..حضرت بها زواج الأخ سلمان علي صالح بالكدّق ويالها من قشرة في ذلك اليوم..وأيضا أحضرت لي معها (جكّيته)كانت أطول مني ولكني أصررت على لبسها خصوصا في البرد وكنت وقتها طالبا بعطبرة الثانوية الحكومية..فتخيل منظر الجكيتة وقد خرجت منها أطراف أصابعي، وقد نزلت تحت الركبة ولكن ما كان يمكن أن أعطيها أحداً لأنها سوف تكون الأولى وامتد خيالي الى أنها ستكون الأخيرة..وقد كان الا ان تأتيني بدلة هدية في باقي عمري إذا مدّ الله في الأيام وسوف لن يكون لها طعم بدلة حبوبة بخيتة التي (بدلتني)حسب تعبير الوالد وأظنه كان يشير الى هدية حبوبة بخيتة ،(وتحت تحت بعد دا ناس جلاليب ساكت).. كان من ضمن ما ملّكتني له (ملكية ارتفاق) حمارة(الزّرقا) ومركب (خماسية) والمركب نذهب بها (الديس) وأوصلها بها للجزيرة قنديسي أو جزيرة الحاج للذهاب للأسواق بالباقير أو مشاويرها عند المناسبات..أما الحمارة فقد كانت من سلالة اهتمت بالمحافظة عليها، وكانت ترسل للعم والخال الطيب هاشم منها كلما حدث شيء لحماره السابق..وعودة الى السعون واللبن فقد كانت تحقن اللبن فيها قبل ذهابي للرعية وكانت ثلاثة سعون ،تعلق كل واحد منها في سيبة في ظل الضحى وتبدا (الخش) فإذا عدت أنا من الرعية حوالى الحادية عشرة صباحا وجدتها وقد وضعت جرادل الروب ،تلك التي تقصدها جريا بعض النعجات اللائي اعتدن على شراب الروب وكانت تقوم مرة تقريبا في الاسبوع بانضاج السمن الذي تضيفه للمخزون السابق والذي تكون منه عشرة جوالين جاهزة ترسل منها لأبنائها وتهدي منها وتبيع منها القليل..كانت تصف لي الجالون قيد الاستعمال وتقول (كب منه قدر ماك داير ما تفضّل لي نقطة في ماعون) فكانت تكره التبذير..كنا يوما مسافرين للمدارس وتأخر القطار وجعنا وحين تأكدنا من انه يمكننا الذهاب للجزيرة شرنات والعودة دون ان يفوتنا القطار،أخذت معي عدد من المسافرين وركبنا المركب من ندي الى شرنات فقامت بعمل القراصة(المبصّلة) وصبّت عليها من السمن وكأنها تصبّ ماء..أكلنا ماشاء الله لنا ان ناكل من ذلك الرزق الذي ما كان لنا ان نسافر قبل ان ندخله في جوفنا وهذه (حقيقةتوحيدية)عرفناها في الزمن..سلام الى ان نلتقي

    سلام أخي عبدالله..لا أدري هل أرسلت لك هذا المكتوب من قبل أم لا..حبوبة بخيتة كانت تشبه جدنا بابكر بدري في الحس والمعنى .هو بمثابة خالها في الحسبة والنسب وقد عشت طفولتي أرعى لها الغنم وأخدمها مما ترك أثرا في حياتي لا ينمحي






                  

العنوان الكاتب Date
دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عيد الاضحي 2020 Yasir Elsharif08-06-20, 08:39 AM
  Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي MOHAMMED ELSHEIKH08-06-20, 08:46 AM
    Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif08-06-20, 09:13 AM
      Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي MOHAMMED ELSHEIKH08-06-20, 09:30 AM
        Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif08-06-20, 09:47 AM
          Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif08-06-20, 10:23 AM
            Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif08-06-20, 10:43 AM
              Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif08-06-20, 10:50 AM
                Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي MOHAMMED ELSHEIKH08-06-20, 11:45 AM
                  Re: دفتر حضور | التشكيلي العوض مصطفي العوض - عي Yasir Elsharif05-01-22, 02:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de