صالح عمار لم تأتي به المحاصصة القبلية واليا علي كسلا ولو أن القبيلة قد خيرت أن تختار واليا منها لما اختارت صالح عمار .ولكن الجهة التي جاءت بصالح عمار واليا علي كسلا هي ماتعرف بالقوي المدنية. وهذا المكون من قوي الحرية والتغيير لاياتي الا باشخاص لهم علاقات بالمنظمات. وهنا مكمن الخطر فالسيرة الذاتية لصالح عمار لم تتضمن تجربة له في مجال الإدارة والخدمة المدنية .كما أنه ليس لديه أي خبرة تذكر في اي مجال من المجالات سوي صلته بالمنظمات وعلاقته بالدورات التي تقيمها من حين لآخر في داخل السودان أو خارجه. وحتي شهادة صالح عمار الجامعية تحتاج منا الي تأكيد فهل تخرج من الجامعة ام لم يتخرج منها وهذا فقط من باب الشفافية وتاكيدا للمصداقية. .فلايمكن أن يؤتي بوالي الي ولاية حدودية مضطربة وتتنازعها الأطماع الدولية والإقليمية وليس هنالك مؤهلات تذكر لهذا الوالي سوي علاقته بالمنظمات. وهو لم يتجاوز كونه ناشط سياسي لم يبلغ أن يكون سياسيا محنكا. فهو لم يزل يعيش بالعقلية الطلابية. واذكره حين كان في جامعة الخرطوم ولم يكن حتي كادرا حزبيا لاحدي الأحزاب اوالتنظيمات السياسية بالجامعة. وأستطيع أن اصفه بأنه غير ناضج سياسيا بالقدر الذي يسمح له بقيادة ولاية كاملة تعاني أوضاعا سياسية واجتماعية خاصة وحساسة ووضعا أمنيا ينذر بالخطر .واوضاع اقتصادية غاية في السوء. وتردي مريع في الخدمات العامة وتدهور في أحوال الناس المعيشية لم يسبق لها مثيل .فكيف يقود صالح عمار الناشط السياسي مثل هذه الولاية وهو لايصلح حتي أن يكون مديرا لاحدي الإدارات في المؤسسات العامة أو الخاصة. لقدخرجت كسلا عن بكرة أبيها ترفض هذا الوالي المفروض عليها. لانه لم يتم استشارة أحد حوله. وحتي مكونات قوي الحرية والتغيير في ولاية كسلا منقسمة في هذا الامر فكيف يتم في عهد الديمقراطية والثورة والشفافية الإتيان بوال لاتعرفه الولاية الاطالبا فيها اوناشطا في الاسافير ووسائل التواصل الاجتماعي .لقد قالت ولاية كسلا بملء فيها لا لهذا الوالي والذي لايساوي معشار واحد من الذين تعاقبوا علي حكم هذه الولاية الفتية ابتداء من صلاح علي ادم وحتي اخر فريق في الجيش كان يحكمها الفريق همت والذي استطاع أن يخمد نار الفتنة فيها ويئدها في مهدها لأنه ضابط في القوات المسلحة تدرج من رتبة الملازم حتي الفريق ولديه عقلية أمنية واستخباراتية وقاد قوات وأدار ادارات.فكيف كان سيتصرف صالح عمار في مثل تلك الظروف . فمن هو وماهي خبرته في الحياة العامة وتجربته في قيادة الجماهير وإدارة العمل العام وهو الذي لايجيدحتي لف العمامة . فهو قيادة مصنوعة جاءت بها ماتسمي بالقوي المدنية وهي ذاتها الجهة التي جاءت باكرم التوم ومدني عباس مدني والذين فشلوا فشلا ذريعا. والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين. وقالوا ان من جرب المجرب حاقت به الندامة فالقوي المدنية لن تأتي إلا بمنسوبي المنظمات والذين تلقوا الدورات ولكن الحكم أمر آخر وقيادة الشعوب شئ مختلف وقضية معقدة. صالح عمار ليست لديه كاريزما القيادة. ولايجد اعترافا إجتماعيا به كقائد حتي من بني جلدته .فكيف تدفع به قوي الحرية والتغيير ليكون واليا علي كسلا. ولو ان صالح عمارترشح في اي دائرة جغرافية من دوائر كسلا لما نال الا عددا محدودا من الاصوات. فهو شخص ليس له تاريخ سياسي في الولاية. وليست لامكانة له في قلوب أهل ولاية كسلا .فكيف يتجرأ علي أن يتقدم ليكون واليا علي الولاية وهو لايحمل أي قدر من التأهيل. سوي قدرته علي التأثير بواسطة المنظمات والقوي المدنية وعلي حمدوك لينصبه واليا علي كسلا.. ولو جاء حمدوك نفسه لما اعترفت به الولاية واليا عليها ناهيك من أن يدفع بأحد الناشطين من ليس خبرة ولا التاريخ. [لايستطيع صالح عمار أن يكون واليا علي ولاية كسلا بعد هذه الهبة العنيفة التي أعقبت اعلان اسمه .وقد يأتي محمولا علي ظهر دبابة أو من خلفه عربات مدججة بالسلاح. وقد تستطيع بعض الجهات اسكات اصوات هنا وهناك بوسائل مختلفة وطرق عديدة ومعروفة. وقد تقمع الهبة الشعبية الرافضة لتعينه واليا. ودليل ذلك أن حمدوك قد تحدي الذين خرجوا وسدوا الطرق والجسور واعلنوا الاعتصام وسمح لواليه بأداء القسم . ولا يستطيع حمدوك نفسه أن يأتي لمخاطبة الجماهير الغاضبة أو التحاور معهم .ولكنه يصر علي أن يجعلهم أمام الأمر الواقع وان رغمت انوفهم .ولست ادري مدي اهتمامه بالتقديرات الأمنية. وهل تعتبر الاعتبارات الأمنية مقدمة لديه علي الاعتبارات السياسية ام العكس وما جدوي الإصرار علي تعيين صالح عمار وهنالك الكثير من الخيارات .إلا أن كانت هنالك نية مبيتة لبعض الجهات لإشعال الحرب في الإقليم الشرقي لإعطاء مبرر لتدخلات دولية وإقليمية .وهذا هو الاحتمال الاقرب مما يدخل الأمر برمته في دائرة المؤامرة والاعتبارات الأمنية ويخرجه من دائرة الفعل السياسي والتنفيذي ليكون من مهام الجهات المناط بها حفظ الأمن والاستقرار وذات البعد الاستراتيجي والامني وحماية الحدود مما يدخل الولايات الحدودية علي وجه العموم في دائرة الحفاظ علي الأمن القومي للبلاد لا اعتقد أن الاخ صالح عمار برجاحة عقله وحسن تقديره يضع نفسه في موضع الحرج .ويدخلها في دائرة الفتن وإثارة النعرات القبلية.فالحكمة تقتضي أن يقدم استقالته وان لايصر علي تولي امر قوم وهم له كارهون. والحمدلله أن الأحداث التي شهدتها مدينة كسلا مرت دون إراقة دماء أو ازهاق ارواح برغم التوتر الشديد والاحتقان في الولاية. وان كان الطريق القومي قد شهد احداث مأساوية أدت إلي سقوط عدد من الجرحي من سائقي الشاحنات والعاملون فيها حينما حاولوا التجمع لمقاومة اغلاق الطريق القومي فحصبهم مواطنون محتجون بالحجارة من مواقعهم في أعالي الجبال مما ادي الي إصابات بعضها خطير. أن ولاية كسلا قد انفجرت فيها تراكمات عظيمة قد تؤدي إلي احداث جسيمة إن لم يتحرك رجال الإدارة الأهلية وعلي رأسهم الناظر ترك والناظر دقلل والشيخ سليمان علي بيتاي والعمد والشيوخ واعيان ولاية كسلا لوقف العدوان وتطييبب النفوس وتهدئة الخواطر والدفع بوالي جديد الي الولاية يستطيع أن يخاطب المواطنيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك من قلب ولايته. أن حمدوك لن ينسي لمدينة كسلا الذي زارها زيارة مفاجئة لم تعرف اسبابها وقيل إنها لافتتاح مصنع السيد كرار سيد احمد وهو من الاخوان المسلمين المعروفين في كسلا والسواقي الجنوبية وقد خرجت مظاهرات ضد حمدوك اضطرته للخروج من الباب الخلفي لرئاسة الولاية ونفد بجلده وقد نجي بأعجوبة من غضبة الجماهير الثائرة عليه ولو ذهب اليهم الاستاذ حسن شيخ ادريس لاستقبلوه استقبال الفاتحين أو زارهم واحد من المكون العسكري لفرشوا له الدرب بالورود ففي كسلا لايصح الا الصحيح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست