الكل يعلم ان مؤتمر المانحين ليس حديثا و لم يدخل السودان ضمن برنامج المنحة العالمية للمرة الاولى و لكن السؤال ما هو الغرض من مؤتمر المانحين الذي لا يفرق بين " عدالة حرية سلام " و" اكسح امسح ما تجيبوا حي "؟ ، فذاك المنطق اي تقديم المنح لدول بغض النظر عن ساستها و سياساتهم ، ينطبق على قصة التاجر اليهودي ابان الركود العالمي اذ اتى بفكرة "خلاقة"، حيث اتفق مع بعض تجار اخرين من دول حوض البحر الابيض على ان تتوسع دائرة التبادل التجاري فيما بعد للتتسع و تشمل الاحواض البحرية الاخرى، على ان يقوم هو اي التاجر اليهودي بتعبئة حاويات بالتونة المعلبة و يبيعها الى اخر من الذين بدؤا بالتنفيذ و هكذا ظلت الحاويات تتنقل من ميناء الى اخر و من باخرة الى اخرى و في كل مرة يزيد سعرها و تزيد نفقاتها تدفقا على الموانئ التي يحط بها قبل ان ينتقل الى ظهر باخرة اخرى و هكذا حتى دخل تاجر عربي ضمن الدائرة التي اتسعت شئ فشيئا، و لكن التاجر العربي قام بانزال الحاويات الى مخازنة تمهيدا لبيعها في السوق المحلي لبلده و كانت الطامة عندما اتاه احد موظفيه ليخبره ان التونة " ضاربة" و كيف لا و هي ظلت شهور تترحل من ميناء لاخر و من باخرة لاخرى و هكذا، ففجع التاجر العربي ايما فجيعة في ماله الذي راح "هباء" كما كان يولول، و كان التاجر العربي اشترى الحاويات من اليهودي الذي دارت عليه الحاويات اكثر من مرة و في كل مرة يبيعها و هكذا، فصار التاجر العربي يزبد و يرعد في مكالمة تلفونية و يتهم التاجر اليهودي بانه خدعة و باعه تونة فاسدة و بينما هو كذلك كان اليهودي يضحك من الجانب الاخر ما زاد من غضب العربي فبادره بسؤال (فيما الضحك؟) ، فرد اليهودي و هو لا يزال يضحك " يا خبيبي التونة دا موش للاكل للتجارة"...... لم يفهم العربي و لم يستطع اليهودي ان يشرح له ليفهمه انهم يفعلون ذلك لتدوير عجلة الاقتصاد من حالة الركود حتى لو كان فيه بعض الخسارة المقدرة. هل شكرا لحمدوك ام لليهودي صاحب الفكرة الخلاقة؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة