|
Re: للتجارة و ليست للاكل او كما قال التاجر الي (Re: sadiq elbusairy)
|
الانبهار و الغضب هما وجهان لعملة واحدة فكلاهما يعمي البصر و البصيرة، و قيل في ذلك من الشعر و الحكم من الأقوال ما قد قيل و زاد في التحذير من كليهما، عندما يتساءل كاتبنا الكبير طيب الله ثراه الطيب صالح من أين اتى هؤلاء فهو محق في منطق القول و لكن التاريخ يجيب بواقع حال، أتى هؤلاء من رحم غضب الشعب على الديمقراطية و ضاق بمناورات الأحزاب السياسية و إهدار الفرصة و كأني باصوات الناس في يوليو 1989م في المركبات العامة و الشوارع جهارا تقول ( إن شاء الله يجي عسكري يقلبها فوق رأس الأحزاب و نرتاح من الفوضى)، تلك الأيام كانت مخاض ولادة نظام عقيم أتى من رحم دعوات الشعب، و اليوم ذات الصورة فقط بمنطق مختلف (شكرا فلان و شكرا علان)، و السم في الدسم و العذر يسبق الخطيئة، لماذا؟ ،لان الناظر تحت قدميه لا يرى أمامه، في مواطن أخرى قلنا و لا نزال نقول أن الأخطاء جسيمة و ثمنها أغلى، و إخراج الشرنقة من طورها قبل إكتمال النمو حتما الموت، و هذه ليست جدلية و لا افتراض، إنها حقيقة علمية مثبتة على أرض الواقع، فض الإعتصام و أستشهد شباب لازال زغب الطفولة لم يسقط عن أجسادهم الطاهرة النقية على عتبات صفقة الإتفاق السياسي و المفاوضات "الجائرة"، و تتوالى المخازي واحدة تلو الأخرى و تجد من يصفق لها و هم كثر، فصار الخونة أبطالا كلامهم أناشيد الحرية و أفعالهم ملائكية، فجاءت وثيقة دستورية لا زالت تسير بعرجتها على أجساد الشهداء و رماد بيوت القش و اشلاء ضحايا الانتنوف، و يصفق الجمهور و يُذَم كل من يقول الوثيقة عرجاء بالعمى و ينسب إلى بني كوز، و يخرج قحتي يقول زورا و بهتان ليس بالإمكان أحسن من ما كان و إلا الطوفان، ثم ذاك الوقت الفاصل بين الحلم و الحقيقة ويكأننا ننتظر أن تشرق الشمس من "الغرب" ، حتى يخرج علينا ذو القرنين يحمل بين كفيه قِطراً يفرغه على الردم فيصبح سدا منيعا، و جاء المُقرَن و صحبه يحمل في يديه صحائف البنك الدولي و ميثاق العصبة أُولي القوة فيخر المنبهرين بخوار العجل سُجَداً يهتفون لم تلد و من معك مثل النساءُ، فعميت عليهم أولي الأبصار أنهم لم يبرحوا ما كان، و في كل مرة يلهجونَ شكرا و في الوحل تغوص أفراسهم غرقاً، و العذر يولد قبل الخطيئة ثانية و هنا يترجل فارس من فرسان الحقيقية و هو يشهد قائلاً "ادمان الفشل صائر للأبد"، و المنبهرون يهتفون هذا عطاؤنا أمسك أو امنن كيفما شئت فإنك بأعين السادة المبجلين أولي القوة المانحين، سل ما شئت تعطى و إنّا لك من العسكر حافظون، يؤذن مؤذن شكرا فداك دماء كشة و مطر و أحمد التاج و كل البلد ليك "دارفور" ، و لسان حالي يقول من العبط ان نؤمن لك و اتبعك الارذلون بَادِيّ الراي، فلا حق أخذت و لا عسكر الجمت و لا فم اطعمت و لا خائف امنت و لا سلام بسطت و لا حرية أشرفت و لا تنمية ابتدرت و لا قيمة رفعت، أيها الحكام بأمر الشعب غدا الحشر هانت النفوس على الحياة و استشرفت الوباء و استعر حميم "الغضب غضب ليس كالغضب بل ادهى و أمر" فلا فرق بين رصاصة في الصدر او فيروس في الأنف، سيسقط في الهتاف حكم العسكر و تكنوقراط القحط و المجد و الخلود لشهداء السودان مدام الدم الحر يجري دون خدر و سكر، فلا شكر بعد اليوم إلا للشهداء و الناظر تحت قدميه لا يرى ما يستشرفه من القدر، غدا الكل سواء كوز و انتقالي في الميزان و الأرض يرثها الأبطال و لا مضاهاة فلا انبهار و لا غضب أبله يعمي الأبصار إنها الثورة في أبهى الحلل
|
|
|
|
|
|