نقش حنة التاج الممتازة علي جدار برلين: عندما كنت يافعا اكره الجلوس علي الكنتين عند كورنة الحي العريق(حي العرب) ذلك الحي المدهش لان ذلك يحرمني (الدافوري) وحلم اللعب لاشبال الهلال كعادة كل أهل المربع الشهير(2-5 حارتنا). والدي رحمه الله تغشاه منظما نركب علي كارو الحصان وعطر الروث من كل الجوانب واياك ان تقفل انفك تأففا. نذهب الي دكاكين بسوق امدرمان باسم ومسمي واياك ثم اياك والابهام هكذا أن تحيد عنها: حنة التاج الممتازة-محلبية ميسو - جبنة الدويم الممتازة- زيت سمسم المادح- حلاوة سعد والبريمو-عسل التيمان - شاي زهرة الشمس الاخضر -سجاير البنسون الاصلي . تتقدم حنة التاج الطلبات من سيدها الاصلي بسوق امدرمان العتيق ثم ياتي رتل الاصناف المكتوب علي ورقة بها بقع من زيت وتتعطر بعبق المكان القديم فاشتمها في الخفاء حتي لا اري واضرب بالسبحة علي نافوخي. هذة الاصناف فيها من الجودة مايليق والذوق سيلا الي لعاب دون الحوجة الي مقبلات. كان هذا حال السودان يرتدي حلة زاهية قشيبة في كل مجال. حتي العام 1989 كان يسمي من قبل العمدة برانت جدار برلين (جدار العار) . الم تلحظ انه نفس التاريخ الذي حلت علينا لعنة (الانقاذ). توحدت المانيا وكان المهرجان بهيجا والتقاء السواكن بديعا. ان مؤتمربرلين للسودان يمثل عودة نكهة حنة التاج الي السوق العالمي القا وطهارة من صبغ الارهاب وشوائب الكيمياء..كل النساء في بلدي يتوافقن علي اصلية هذة الحناء الطبيعية كنهنكة السودان في السابق بين عرب واعاجم ضيف من الوزن الثقيل فقط عليك عزيزي القاريء لاتخجل وتقول في نفسك رافع شنباتك(انا الاسد الهصور) كيف و ان نسيت فتيل (ميسو) ويطلب مني بامر(لم اعشق ميسو عنما كنت مراهقا .. هكذا يهمهم). ظهر السودان اسدا تبدو عليه خربشات الدهر ابيا حاسر الراس تادبأ. ان السودان ليس في حوجة الي حفنة دولارات ويكفينا فخرا ان غمتة رئيسنا المخلوع بملايين الدولارات ولنا من ملاك الاراضي مايفوق ارث ملكة الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس.هنالك بصيص عند قبو برلين القديم بان وطني بدا نقش الحناء من برلين وجها كوشيا لا أمارة زينة شبقية اعلانا بان صورته لها من النقاء ما خباه الخل الوفي تعنتا في جيب عنقاء الوقت الضائع ثلاثة عقود بفعل فاعل خبيث يلبس جلد ارقم الي بلد حنون وشعب غير محظوظ. المؤتمر يعتبر اول الغيث في محيط دولي كان السودان مطرودا تلاحقه النظرات كطفل شره لاتفتح شهيته الا عند مقدم الضيوف والابوين في حرج محاولة لتبرير كل خطوة يقدم عليها. ان الكسب الاساسي هو لبس اهاب السلم من بعد توتر فكيف وانت تمد جوازك الاخضر ورغم ريحة الطين الجميل تركن جانبا وكان كاميرات المراقبة التقطتك بفعل مشين. اقدر الاحساس حينها (حصل ذلك لي شخصيا في مؤتمر دولي) وانت في غرفة الانتظار الضيقة يمر عليك علك من ذكري بخور التيمان والصندل والسرتي وعرضة العرس وجلسات الركن القصي وصورة جدتك ذات الطين والارث وطيف جدك المنسوب الي ارفع القبائل بذات الشال الاسطوري والملفحة المكسورة خيطا وقد تمر عليك رمية الخليل (لم خيل الضل علي الاريل) وصدحة من صلاح (بالله ياطير قبل ماتشرب تمر علي بيت صغير) وعندها تذكر صدي ذكري تتدلي لحبيبة غائبة كتميمة في ذراع غرير يجاورها كمون الحسد.. فيقطع حبل تفكيرك جندي صغير لا اثر لشارة الترقية علي كتفه فيسمح لك بالمرور. أن السودان بلد كريم وضارب في جذور الاذل ولنعمل حتي يكتمل المهرجان ويعود الوطن عريسا يمشي كما الطاؤؤس زهوا بين كل اطياف التنوع فيشترك الكل رقصة الرعشة الطروبة بين رطاني وفصيح علي ايقاع مردوم وكمبلا وطمبور وعرضة فتغار بنات برلين اصطفافا الي نقش حناء حسب الاسبقية الزمنية. وتنشد بنات السودان كيدا قول طرفة: لخوله إطلال ببرقة تهمد … تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد د. ابراهيم حسين -الدوحة 28 يونيو 2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست